- لبنان: مواسم مهرجانات في رحاب التاريخ
- ولمزيد من المعلومات يمكن الدخول الى موقع الانترنت .
- يذكر ان المواصلات متوافرة من العاصمة ومن الشمال الى بعلبك.
بعلبك وبيت الدين وجبيل.. تستقطب عمالقة الفن
لبنان: مواسم مهرجانات في رحاب التاريخ
صيف لبنان عامر بالمهرجانات التي لا تعرف الكلل، رغم الصعاب التي تمر بها البلاد ذلك ان عزيمة اللبنانيين تتجدد تلقاء مع كل اطلالة لشمسهم الساطعة باعتدال مما يمنع اليأس والملل من التسرب الى نفوسهم الظمأى الى الفرح والابتهاج.
فرصة يجدر اغتنامها لتمضية اجازة لا تُنسى بما ان هذا التوقيت تتقاطع فيه اهم النشاطات الثقافية بين معارض تشكيلية وعروض مسرحية تتوزع على المناطق اللبنانية المختلفة ومهرجانات مليئة بحفلات لنخبة من الفنانين العرب والاجانب تتصدر قائمتها بعلبك، بيت الدين، وجبيل حيث افتتح الموسم في 17 يونيو (حزيران) ويستأنف في 2 يوليو (تموز).
ومن مفاجآت هذا الموسم انه يقدم اطلالات نادرة كالحفلات الفيروزية الثلاث في قلعة بعلبك الشامخة، واخرى خاطفة تلمع في سماء بيت الدين بفضل نجمة الاستعراض الاميركية لايزا مينيللي في 23 يوليو (تموز)، وامسيات تصدح بموسيقى الجاز والنغمات الشرقية في فلك يظلل معالم اثرية تعود الى الحقبات الفينيقية الرومانية والاغريقية والبيزنطية وغيرها.
مهرجانات جبيل: مدينة الحرف انطلق الموسم في «مدينة الحرف» جبيل التي تقع شمال بيروت وتتكىء على البحر الذي دفع تاريخها رغم تنوع الحضارات المتعاقبة عليها، سلسلة حفلات شرقية بامتياز تتقاسمها الموسيقى والسينما والمسرح...
ستتكفل المدينة بنقل الحضور الى اجواء ترقى الى اكثر من 7000 عام اذ يعتقد المؤرخون ان صيادين بنوها في تلك الفترة ثم توالت عليها شعوب خلّفت آثارها المكونة من طبقات عدة تعود الى العصر الحجري اذ يمكن رؤية بقايا اكواخ حجرية مع ارضياتها المسحوقة حتى الحقبة العثمانية مرورا بالحضارات الفينيقية والاغريقية والرومانية.
لم تكتف هذه المدينة بلعب دور تجاري مهم لأن مكانتها تعاظمت مع تصدير تجارها الفينيقيين الحرف الروماني الحديث الى العالم وهو مستوحى من كتاباتهم اللفظية وهذا ما تثبته النقوش على ناووس الملك احيرام المعروض في المتحف الوطني في بيروت.
وتروي قصة هذه المدينة في احد فصولها، وقوعها تحت حكم الاغريق الذين اطلقوا عليها اسمها ومعناه بالاغريقية «الورق» ذلك انها امتازت بتجارة ورق البردي في منطقة المتوسط. أما الرومان فكان لحضورهم وقع اكبر اذ بنوا هياكل وحمامات ومسرحا لا تزال أطلاله قائمة، اضافة الى نافورة مياه. فيما استعمل الصليبيون الذين وصلوا اليها العام 1104، حجارة الهياكل القديمة ليبنوا فندقا مائيا وقصرا، رممه لاحقا المماليك والعثمانيون.
يكفي التنزه في شوارع هذه المدينة الاثرية والتجول في سوقها العتيق للشعور بحضور الماضي العابق بتاريخ مزخرف والتمتع بجلسة في إحدى مقاهيها التي تلتزم البساطة فيما تقدم اطباقا تحترف النكهات وسط مناخ تفوح منه رائحة البحر قبل هبوط الليل الذي لا يعرف النوم، ذلك ان مساء 14 الجاري شهد افتتاح مهرجانات بيبلوس وفي 15 منه قدمت فرقة «الفرسان الأربعة» التي تضم نادر خوري، سيمون عبيد، جيلبيرت جلخ وايلي خياط امسية فنية على نغمات رحبانية. وتجدد الموعد بين 16 الجاري و19 منه، حين قدمت فرق مسرحية جامعية اعمالها تحت اشراف لجنة تحكيم مؤلفة من اكاديميين. وفي 17 الجاري أقيمت حفلة للمغني الفرنسي فرنسيس كابريل. وفي 21 الجاري ولمناسبة عيد الموسيقى احيا العازف شربل روحانا وفرقته الجديدة حفلة مميزة. وقدمت الشابتان كارلا وكارين ابي رميا امسية في 22 الجاري جمعت الموسيقى الغربية والشرقية، الى جانب كرنفال راقص في 23 منه على درج مار نقولا في الجميزة ببيروت وعروض افلام سينمائية قصيرة في 24، وفي 25 حفلة لعازف البيانو رودي ميخائيل الذي اشتهر ببرنامج PLANISTF الذي عرض طوال 4 اشهر في باريس. وهناك موعد لمحبي الجاز مع الفنانة الاميركية باربارا هندريكس في 2 يوليو (تموز) وفي 15 منه حفلة للسوبرستار الجامايكي شون بول الذي يستقطب جمهور الشباب في العالم اجمع. ولقاء الكوميديا الذكية مع الكوميدي الفرنسي الجزائري الاصل جاد المالح في 22 يوليو (تموز). وفي حديقة اليونسكو في بيبلوس حفلة لا تفوّت لعازف البيانو الكندي غونزاليس مساء 23 منه. ولمزيد من التفاصيل يمكن زيارة الموقع الالكتروني: http://www.byblosfestival.org.
بيت الدين: معقل الدولة وتم تنسيق مواعيد المهرجانات لئلا تفوت احد مشاهدتها. فقبيل انتهاء مهرجانات بيبلوس تفتح بيت الدين الشوفية ابوابها لاستقبال اللبنانيين والسياح. ففيها يقع ذلك القصر العريق الذي تناوبت عليه سلطات بدأت مع الامير بشير الثاني الشهابي مرورا بالولاة العثمانيين وصولا الى الحكم الفرنسي قبل ان يتحول اليوم لمقر صيفي لرئاسة الجمهورية.
تقع هذه البلدة على مسافة 17 كلم جنوب العاصمة بيروت وترتفع نحو 850 مترا فوق سطح البحر.
ويضم القصر ثلاثة اقسام: الدار البرانية، الدار الوسطى، دار الحريم والحمامات. ويبلغ طول الساحة 107 امتار وعرضها 45 مترا. واخيرا حولت غرف المدخل لمتحف يحتوي على صور ووثائق ومخطوطات مرتبطة بالزعيم والوزير السابق كمال جنبلاط.
وفي الجناح الشمالي، يقوم جناح يتألف من طبقتين، الاولى كانت اسطبلات والثانية تضم قاعات وغرفا خصصت في السابق لاستقبال الضيوف، اما اليوم فأصبحت متحفا تعرض فيه فخاريات من عصري البرونز والحديد وزجاجيات رومانية فضلا عن حلي ذهبية ونواويس رصاصية رومانية وفخاريات اسلامية وثياب من عهد الامارة واسلحة قديمة وحديثة.
ويتصدر الدار الوسطى تمثال كمال جنبلاط، ويضم هذا القسم جناح الادارة الذي يمتاز بفسيفساء مرمرية ونقوش تزين بوابته. وبعد عبور الباب الرئيسي خصص الى اليمين جناح لمشايخ آل حمادة الذين كانوا يحرسون القصر. والى اليسار، جناح مخصص للادارة تتخلله فسحة تفصل مكتب الوزير عن المكاتب الاخرى التي اطلق على احدها اسم الوزير بطرس كرامه. وتطل هذه القاعة على باحة مستطيلة يتوسطها حوض ماء وتحيط بها اروقة كما تطل على الوادي.
ويتألف القسم الثالث من القصر اي دار الحريم من دار الحريم العليا، قاعة الاستقبالات ودار الحريم السفلى، اضافة الى المطابخ والحمامات ويتم الولوج الى هذا القسم عبر بوابة مزدانة بزخرفات شرقية، تفضي اولا الى غرفة الانتظار تسمى «قاعة العمود» لان سقفها يرتكز على عمود واحد. وتتألف قاعة الاستقبال من مستويين، خصص القسم الاعلى للامير وبعض زواره. وقد انعكست اهمية هذا المكان بالنقوش والزخارف والآيات الحكمية التي كست جدرانه. وبين داري الحريم الاعلى والاسفل، تقع مطابخ القصر حيث كانت تحضر يوميا نحو 500 وجبة طعام.
وتشغل الحمامات الحيز الشمالي من دار الحريم العليا والمطابخ وهي معدة بحسب التخطيط التقليدي الروماني، لذلك تتألف من الغرف الباردة فالفاترة والحارة. كانت تستعمل الغرف الباردة بمثابة غرفة جلوس اما الغرفة الفاترة فكانت المعبر الضروري للراحة والتدليك قبل الانتقال الى الغرفة الحارة المعدة للاستحمام والتعرق.
ويقع اسفل الدار الوسطى ودار الحريم متحف للفسيفساء البيزنطية عثر عليها في كنائس بيزنطية في الجنوب وتعود الى القرنين الخامس والسادس ميلادي. وكان هذا المتحف في ما مضى ثكنة لخيالة الامير ومشاته.
وبالعودة الى باحة القصر الرحبة التي تستحضر روعة الماضي، ففيها كانت تجرى تمارين الخيالة ومبارزاتهم واحتفالات يحضرها الامير والعامة، ستطل مساء 16 يوليو (تموز) نجمة الباليه الملكي سيلفي غيليم بعمل مشترك مع الراقص راسيل ماليفان سبق ان قدماه في دار الاوبرا الملكية في لندن. وفي 23 يوليو (تموز) موعد مع نجمة التمثيل والغناء ليزا مينيللي وهي ابنة الممثلة جودي غارلاند والمخرج فينسنت مينيللي وقد نالت «جائزة توني» في سن التاسعة عشرة. واصدرت آخر البوماتها في عام 2002. ومن العروض الفريدة حفلات في 26 يوليو (تموز) الى 29 منه مع فرقة Stomp الراقصة التي جالت العالم وفازت بالعديد من الجوائز حتى اطلق اسمها على احد شوارع نيويورك. وتمتاز بتقديم مزيج من الموسيقى الحماسية وحركات الكوميديا.
وفي اول اغسطس (آب) امسية غنائية مع كل من شيخ لو وانجليك كيدجو التي دمجت بفضل ثقافتها المنفتحة، الموسيقى الافريقية والبرازيلية والاميركية لتنشد بألحانها العذبة وصوتها السلام والفرح في البومها «اويايا».
ولمحبي موسيقى الجاز والبلوز امسية يتقاسمها رافي كولتران شيميكيا كوبلاند وفرقة «The Blues Quest» اللبنانية، وذلك في 4 اغسطس (آب). وفي 5 منه امسية مع المغنية الجزائرية سعاد ماسي الفائزة بجائزة BBC وجوائز موسيقية.
وبعد اطلالة ماجدة الرومي في 12 اغسطس (آب) تختتم مهرجانات بيت الدين في حفلتين للراقص الكوبي كارلوس اكوستا الذي جال العالم مقدما عروضا حققت نجاحا باهرا.
بعلبك: مدينة الشمس اما مدينة الشمس بعلبك فتحتفل مهرجاناتها بيوبيلها الذهبي هذه السنة وتلبس حلة جديدة لاستقبال ألفي شخص، ذلك ان اللجنة المنظمة اقامت مسرحا بين معبدي جوبيتر وباخوس. وصممت المدارج بطريقة توفر الراحة للمشاهد الذي يقع في فخ المكان ويتفاعل معه تلقاء، كما تتيح استضافة برامج اوبرالية من دون الاستعانة بتقنيات لتكبير الصوت.
اعمال مسرحية وامسيات موسيقية عريقة واصيلة تماما كالمعابد والهياكل المنتصبة في ذلك المكان منذ اواخر الالف الثالث ق.م رغم الكوارث التي عصفت بها والزلازل التي دمرت اجزاءها والشعوب التي طوعتها، فاضافت اليها بعضا من ثقافتها المطعمة بنكهات اغريقية عقبت فتوحات الاسكندر.
المشاركة في مهرجانات بعلبك تشبه الجلوس في احضان التاريخ والاستماع الى فنون الماضي بلمسات من تقنيات الحاضر، ذلك ان فيروز وهي المفاجأة الاولى، ستطل من 13 يوليو الى 15 منه في مسرحية «صح النوم» للاخوين رحباني باشراف ابنها زياد الرحباني. وعبد الحليم كركلا سيعلو ادراج بعلبك مع فرقته ليقدم مسرحية «اوبرا الضيعة» من 24 اغسطس (آب) الى 26 منه. وبين هاتين الاطلالتين حفلة مساء 27 يوليو (تموز) لفرقة الروك البريطانية Deep Purple التي طعمت الهارد روك بالجاز والكلاسيك.
وللسنة الثانية على التوالي امسية جاز مع فرقة ديزي غيلسبي انما ببرنامج مختلف مساء 29 يوليو (تموز). ويوما 4 اغسطس (آب) و5 منه عرض لمسرح باليه بوريس ايفمان سانت بطرسبرغ.
وامسية اوبرا مميزة مساء 12 اغسطس (آب) «لوسيا دي لامرمور» لدونيتسيتي.
ولمزيد من المعلومات يمكن الدخول الى موقع الانترنت .
يذكر ان المواصلات متوافرة من العاصمة ومن الشمال الى بعلبك.
- جدول مهرجانات بيبلوس 23 يوليو: لايزا مينيللي 2 يوليو: باربرا هندريكس 15 يوليو: شون بول 22 يوليو: جاد المالح 23 يوليو: غونزاليس http://www.byblosfestival.org
- جدول مهرجانات بعلبك 13 15 يوليو: مسرحية صح النوم للاخوين الرحباني 24 26 يوليو : فرقة كركلا في مسرحية «اوبرا الضيعة» 27 يوليو: Deep Purple 4 5 اغسطس: باليه بوريس ايفمان سانت بطرسبرغ 12 اغسطس: لوسيا دي لامرمور
- جدول مهرجانات بيت الدين 23 يوليو: راسيل ماليفان 16 يوليو: سيلفي غيليم 23 يوليو: لايزا مينيللي 26 29 يوليو: Stamp 1 أغسطس: شيخ لو وانجليك كيرجو 4 أغسطس: The Blues Quest 12 أغسطس: ماجدة الرومي 12 أغسطس: أكوستا كارلوس.
.
.