- بالمزمار البلدي رمسيس الثاني يتأهب للذهاب لمحطة أخرى
- بعد أن ظل نصف قرن واقفاً في مكانه
بالمزمار البلدي رمسيس الثاني يتأهب للذهاب لمحطة أخرى
بعد أن ظل نصف قرن واقفاً في مكانه
يتأهب رمسيس الثاني أشهر ملوك الفراعنة لمغادرة مكانه والميدان المعروف باسمه والذي حل به قبل أكثر من نصف قرن بالعاصمة المصرية القاهرة، بعد أن تم اكتشافه في عام 1881 في أحراش النخيل بقرية ميت رهينة بالجيزة.
وقد قامت الشركتان اللتان ستتوليان نقل تمثال رمسيس الثاني من مكانه، منتصف ليل السبت/ الاحد بتجربة تمهيدية لدراسة امكان نقل التمثال من دون تعريضه للأذى.
حيث قامت شاحنة كبيرة بجر مقطورة تحمل 50 طنا أي ما يساوي نصف وزن التمثال الاصلي البالغ مع قاعدته مائة طن والذي يصل ارتفاعه الى 11 مترا. وبحسب تصريحات الامين العام للمجلس الاعلى للاثار في مصر زاهي حواس، فان ذلك يمهد «لدراسة تاثيرات الحركة على الشارع والاهتزازات التي قد يتعرض لها التمثال خلال عملية نقله داخل سلة معلقة بين شاحنتين تشبهان الشاحنة التي تمت تجربتها اليوم». واضاف انه سيتم ايضا «دراسة قدرة الشوارع التي سيمر بها التمثال على استيعاب وزنه ووزن الشاحنتين اللتين ستعلق بينهما السلة التي تحمل التمثال».
وحسب خطة النقل التي بدأت خطواتها التنفيذية احل رمسيس ضيفاً على أحد المخازن على بعد 5 كيلومترات من المتحف المصري الكبير الذي يتم إنشاؤه بمنطقة الأهرامات، وبعد أن يستريح قليلاً من غبار السنين ويغتسل ويستنشق هواء نظيفاً سيعرف إذا كان سيواصل رحلته داخل المتحف الجديد أم سيرحل إلى ميدان آخر.
وتشمل «بروفة» النقل ثلاثة اختبارات رئيسية لتحديد الأحمال على الطريق الذي سيسلكه التمثال ومدى تأثيره على خطوط المياه والكهرباء والثاني تحديد كيفية تركيب ووضع التمثال على عربة النقل التي ستضم مقطورتين وكيفية الحركة وأسلوب تنزيل التمثال، فيما سيحدد الاختبار الأخير مدى ملائمة القميص الحديدي الذي سيوضع فيه التمثال لحمايته أثناء النقل.
يذكر أن نقل التمثال يثير جدلا بين الأثريين والأكاديميين حول عملية نقله ففي الوقت الذي يرى فيه البعض أن ذلك حماية له من التلوث يرى آخرون أن في نقله خطورة على سلامته، خاصة أنه يعاني في جسده من ترمميات سابقة وأسياخ حديدية بداخله.
حول رحلة رمسيس وآلامه قال الدكتور زاهي حواس الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار في مصر، إن الشركة المكلفة بنقل التمثال قامت بقطع 20 سم من قاعدة التمثال ليتم نقله كاملاً فيما لم يتم نشر أي جزء من أجزائه حرصاً على سلامة التمثال ولذلك سيتم رفعه كاملاً بطريقة هندسية تضمن توفير السلامة له بشكل تام.
وأكد حواس أن أشعة الرادار المستخدمة للكشف على الأسياخ الحديدية الموجودة في داخل التمثال كشفت عن مفاجأة وهي أن هذه الأسياخ يصل سمكها إلى 50 مللي في حين أن الأسياخ الحديدية الموجودة حالياً سواء في الأسواق المصرية أو الدولية لا تزيد على 32 مللي مما يؤكد توفر عنصر الأمان الكامل لنقل التمثال دون وجود أدنى خطورة عليه.
وذكر حواس أن الأشعة كشفت عن أن هذه الأسياخ والتي وضعت منذ عدة سنوات داخل التمثال لحمايته عند ترميمه تم معاملتها معاملة خاصة حيث لم تتأثر بالعوامل البيئية أو المناخية المحيطة بالتمثال، مشيراً إلى حصول الشركة المنفذة على 30 مليون لقطة بأشعة الرادار وفوق البنفسجية لرصد حالة التمثال من الداخل وكلها أكدت سلامته وأنه لا خطورة على نقله مطلقاً.
كما كشف عن وجود خبراء ألمان مع الجانب المصري للمشاركة في عمليات فك ونقل التمثال بالشكل الذي يضمن له الأمان الكامل وفق الأساليب العلمية الحديثة، مشيراً إلى إعداد تجربة لنقل قطعة ضخمة تحمل نفس وزن وطول وارتفاع التمثال ونقلها في نفس خط سير عملية النقل الأساسية التي ستتم يوم الجمعة 25 أغسطس القادم وستبدأ من السادسة صباحاً وتستمر عشر ساعات.
وقال إنه سيتم اتباع الطريقة الفرعونية في رفع التمثال إلى المقطورة وهي نفس الطريقة التي لجأ إليها المصري القديم في رفع الأحجار الضخمة أثناء بناء الأهرامات عن طريق وضع قطع خشبية بأحجام كبيرة تسمى «براطيم» أو «وكمة» على جميع الأجناب ثم يبدأ استخدام الليزر في فصل التمثال عن القاعدة التي يبلغ ارتفاعها مترين وبعد ذلك تتم إزالة مدماك وراء الآخر.
وأضاف المهندس عبد الحميد قطب رئيس الإدارة المركزية الهندسية بالمجلس الأعلى للآثار أن التمثال الذي يبلغ وزنه 83 طناً سوف ينقل كتلة واحدة واقفاً في داخل قفص يتم تصميمه حالياً فوق عربة نقل بدأ تصميمها خصيصاً لهذه المهمة في ورش الشركة المنفذة بخبرة ألمانية وهي عبارة عن مقطورتين تقودهما سيارة بقوة جر 250 طناً وسوف يستغرق تصنيعها شهراً، وسيتم تحميل التمثال في المنتصف بين المقطورتين لتوزيع الأحمال وتوفير أقصى درجات الأمان له.
وأوضح أن خط سير التمثال سيبدأ من ميدان رمسيس وسيسير عكس اتجاه المرور العادي بسرعة بطيئة جداً حتى يصل إلى المكان المعد لاستقباله، وسوف يرافق رحلة التمثال فرق المزمار البلدي والموسيقى الشعبية.
جريدة الشرق الاوسط