المشهد الأول :مساء الجمعة ...
حملت سماعة الهاتف : ألو .. أبو ماهر ..
أبو ماهر : أهلين حبيبي !
أنا : وش رايك يا بو ماهر نروح اليوم مزرعة صاحبنا في الغوطة ؟
أبوماهر : إلا إنته شو رايك بمشوار ... راح تنسر فيه كتير ؟!؟!
أنا : خير ... ما فيه مشكله !
أبو ماهر : رفيئنا أبوإيمن عازمنا على كتب كتاب ابن إختوه ، بعد تلت أرباع الساعة حنحرك من هون !! أنا أنتظرك .
أنا : بس والله ...
أبو ماهر: خلاص ..والله الجماعة بينسروا كتير بشوفتك ...هلأ نحنا بنتأبل ناح البقالية ... منيح هيك !!
أنا : طيب طيب !
طبعا ما حضرت زواج هنا .. أعوذ بالله ... رقص وأغاني ونسوان... مستحيل أروح !! وش صاب أبو ماهر مايعرف برنامجي ... مالي بالخرابيط ...
دارت هذه التساؤلات ... وأنا متجه للبقالية ... لأعتذر من صاحبي أبوماهر .
ودار بيننا حديث انتهى ... برغبتي في رؤية شيء جديد هنا في البلد ... يخالف الصورة اللي في ذهني ...حسب تأكيدات أبوماهر ..
المشهد الثاني :تحركنا بالسيارة ... جهة صالة البتراء للأفراح ...
وصورة الزواجات التي تصورها التمثيليات في ذهني ... خليطي .. وأغاني ... ومشاكل مالي بها ...
صحيح أناأحبذ أن من يريد أن يذهب لأي بلد أن يتقمص شخصية أهله ... ليستمتع به أكثر ... وهذا ما اعتدت عليه في سوريا وغيرها ... لكن أن أعرض نفسي للفتن ..لا وألف لا ...
لكن بعد أن وصلت للقاعة .... اختلف الأمر تماما ...
العادات والتقاليد للمسلمين السنة في البلد ... تقتضي أولا الفصل بين الجنسين ...ثم إن البروتوكل المتبع للزواج الشعبي ، لا يختلف عن برامج الزواجات الإسلامية عندنا ... أو كما سماه المقدم :
إنشاد و إرشاد ...
دخلت القاعة فهالني منظرها الرائق ...
ثم شرع المنشد (عماد رامي) وهو منشد مشهور ينتقى قصائده بعناية .. مبتعدا عن المحظور(على الأقل في حدود ما سمعت)
نشيد يا طيبة ..... بصوته العذب ...
الزواج بعيد عن التكلف ... فلا مفاطيح ولا قعدان ... كوب عصير ... وصحن فيه (مدري وشي) اسكريم حار بارد وحبة بطاطس ... وسلامتكم ... تناولناها على صوت نشيد ياطيبة !!
وبعد هذه النشيدة ... قام مقدم الحفل ليقدم للحضور ، أحد المشايخ الكرام وهو دكتور ذو حديث عذب من أساتذة الشريعة بجامعة دمشق ... ليتحدث بكلام جميل عن وصايا نبوية للعريسين .. والأسرة المسلمة .. مستشهدا بقصة على رضي الله عنه وفاطمة رضي الله عنها ... خاتما حديثه لمن لم يستطع الزواج بعفة النفس .. وله في يوسف عليه السلام ... خير شاهد وقدوة !!
ثم ختمنا بالفاتحة وقهوة مرة وخرجنا نسلم على العريس وضربنا الباب ...
أجمل شي إنها تجربة جديدة ... عرفت من خلالها أن الإعلام لا يمثل الحقيقة ... ومعرفة عادات الشعوب قمة الثقافة ... !!
شكرا لك أخي الجبل الأخضر لأنك نقلتها لنا لنرى عرسا مختلفا عما ألفناه .
الله يبارك في العروسين وحياتهم الزوجية المقبلة خاصة وأنها إبتدأت بهذة الطريقة المتزنة .