الأندلسي الصغير
25-01-2022 - 01:02 am
كان جسد ( أورورا ) الراقصة المشدود الخالي من أي قطعة لحم زائدة ينتصب متحفزا وهي تدق الأرض بقدميها في احتجاج كانت تحاول التعبير عن كل المشاعر الحبيسة دخل ذلك الجسد و عندما كانت تهدأ قليلا كان صوت الغناء يرتفع قويا و شجيا بقايا من غناء فرق ( التروبادور ) الجوالة التي لم تكن تكف عن التجوال في كل أنحاء الأندلس تغني الأدوار و الموشحات القديمة .
بعض الأنغام الشجية تنبعث من ذلك الجتار الذي اخذ مكانا متميزا ... يعتقد معظم الباحثين أن الغجر الرحل هم الذين حملوا ايقاعات الفلامنجو الى اسبانيا عندما وفدوا إليها في القرن الخامس عشر و امتزجت مع الموسيقى العربية التي كانت قائمة في الأندلس ومع موسيقى اليهود الذين كانوا مثل الغجر هاربين من الاضطهاد الذي يتعرضون له على أيدي ملوك الكاثوليك.
كانت ( أورورا ) تؤدي دورها بإتقان شديد .. ضربات أقدامها في منتهى الدقة و الحرفنه تراها و كأنها تحكي قصة غائرة في النفس تحاول أن تقصها ولكن.......... هيهات
تقرأ في ضربات أقدامها الحزن والفرح الألم و السرور البهجة و الترح و كأنها تنشد أملا يغتاله الضياع.
في نهاية العرض وقف الجميع مصفقا و العرق يتصبب من على جبين ( أورورا ) و الفرحة المرتسمة على محياها لا تكاد تتسع لقلبها الذي فاض رقة و عذوبة ...و كأنها في بكائية تنساب كانهر أحيانا و كالموج الهادر أحيانا أخرى تصعد قمة حزنها و ذرى شجنها ثم تهبط إلى وادي ذكرياتها من تفاصيل خطواتها الأولى .
كانت ( أورورا ) في رقصها تنقلنا من بكائية شديدة الخصوصية و التفرد إلى أكثر اتساعا و شمولا للكون و الحياة و الوجود ... وعذابات الغجر في تنقلاتهم و سفرهم الدائم.
تسلم اخي على الجهد الرائع فعلا معلومات مهمة .
وكما تستحق كل الشكر على الصور حلوه وجميلة جدا تسلم وماقصرت يالغالى .
تحياتي لك