- نشأتِ بأرض أنتِ فيها غريبة فمثلك في الإقصاء و المنتأى مثلي
- و هنا لي بعض التعليقات على هذا الجزء من الكتاب:
منذ مدة و أنا أحاول أيجاد موضوع مميز يستحق أن أشارككم به, فالأخوة الأعضاء في هذه البوابة قدموا الكثير من المواضيع الجميلة التي غطت حقب مهمة من التاريخ الإسلامي في الأندلس و لم أجد أي شيء لم يتم ذكره أو تغطيته بل و استفدت كثيراً من خلال مطالعتي لبعض مواضيع الأعضاء, ما شاء الله و الله يعطيكم العافية و يجزاكم خير,
قبل مدة ليست بالبسيطة قرأت كتاباً لمستشرقة ألمانية تدعى زيغريد هونكه بعنوان " شمس العرب تسطع على الغرب" صدرت الطبعة الأولى منه في عام 1964 ميلادية – الطبعة الموجودة في الأسواق حالياً هي الثامنة.
الكتاب أكثر من رائع, و بغض النظر عن بعض الأخطاء البسيطة التي وقعت فيها المؤلفة و صحح معظمها المترجمين الإ أن هذا لا ينتقص من قدر هذا الكتاب و لا الجهد المبذول فيه لجمع مادته العلمية الشيقة, و الأجمل هو شهادة شاهد من غير العرب على فضل العرب و إسهاماتهم في صنع الحضارة و في تقدم البشرية بل أنها ردت على الكثير من المشككين بالحضارة العربية الإسلامية و المدعين بأن العرب لم يقدموا شيئاً غير الترجمة و النقل, بل أن أغلب علماء المسلمين من غير العرب, و أن الحضارة العربية الإسلامية قامت على أنقاض حضارات أخرى كانت قائمة بالفعل في البلاد التي دخلوها خلال فتوحاتهم كفارس و الشام و مصر...
هذه الفكرة التي غرست في عقول بعض العرب بأن لا ناقة لهم و لا جمل و لا فضل في تقدم و ازدهار الحضارة العربية الإسلامية, هي فكرة مضللة و غير صحيحة, و قد لاحظت الكثير من الأشخاص يروجون لهكذا أفكار عن جهل منهم و عدم إطلاع على تاريخهم و افتقارهم للنظرة الشمولية للأمور, أنا أعلم أن طرحي لهذا الموضوع قد يثير حفيظة البعض و قد لا أجد مرحباً أو مشجعاً لكن أتمنى من الجميع المشاركة برأيهم في هذا الموضوع بعد قراءة هذا الجزء الذي سأنقله لكم من الكتاب و سأعلق عليه لاحقاً, و أرجوا أن تتسع صدوركم لهذه المشاركة البسيطة مقارنة بما قدمه الأعضاء في هذه البوابة,,,
"ازدهرت حضارة العرب في أسبانية و بلغت أوجها برغم أنهم لم يجدوا فيها شيئاً من الفكر أو الثقافة كما وجدوا في البلدان الأخرى التي فتحوها مثل مصر و سورية و العراق و فارس, تلك البلدان التي مثلت شعوبها دوراً كبيراً في مزج الحضارات الهلينية و البيزنطية و الفارسية و الهندية بالحضارة العربية (1).
و كان من المتوقع والمعقول أن تزدهر الحضارة العربية في مثل تلك البلدان أما في المغرب حيث البربر, و في أسبانية حيث القوط الغربيون المتأخرون, فلم يكن ثمة ما يبشر بأي خير. و لم تكن هذه بالشعوب التي يتعلم منها القادمون من بلاد العرب أو من الشام شيئاً يفيدهم, و بالرغم من هذا فقد أستطاع العرب أن يقدموا للبشرية أكبر دليل على أنهم أصحاب حضارة و أهل فكر, و ليسوا مجرد نقلةٍ لحضارات الشعوب أو كالحمار يحمل أسفاراً كما تنادي بذلك بعض النظريات التاريخية الخاطئة المغرضة (2). ففي الأندلس لم يجد العرب شيئاً بالمرة يتعلمونه و يهضمونه ليترجموه أو يقلدوه ثم يقدموه.
فالحضارة الأندلسية (3) التي كانت أجمل و أعظم من أن تقارن بغيرها, لم تكن قائمة على أساس فارسي أو إغريقي. لقد كانت عربية صرفة أكثر من الحضارة العربية في أي مكان آخر. و ما أن انحسرت تلك الموجة الحضارية عن أسبانية حتى هوت تلك البلاد في سكون مميت و فقر مدقع. فليس هناك دليل أوضح من هذا على قدرة العرب على الخلق و الابتكار(4).
و في خلال مدة حكمهم التي دامت حوالي 800 سنة خلقت الأسر العربية الحاكمة للأندلس حضارة زاهرة. و تسابق الأمويون في قرطبة و بنو عباد في أشبيلية و بنو نصر في غرناطة في بناء صرح الحضارة الشامخ بينما كان القسم من البربر و المسيحيين الذين أبوا أن يستعربوا يخربون في كل مكان لم يصل إليه العرب, كما أن التأثيرات الأجنبية بدأت تتسرب إلى المراكز الحكومية في دولة العباسيين في المشرق (5).
و بقي الجيران على الجانب الآخر من البرانس قرنين و ثلاثة و أربعة قرون يصمّون آذانهم و يغمضون عيونهم عن جنة العلوم و البناء و الغناء و الشعر و المرأة في الأندلس.
و رأوا في تلك الحضارة الزاهرة صورة قاتمة سوداء "للكفرة" من أصحاب محمد – عليه الصلاة و السلام – تضم السحرة و حلفاء الموت و الشيطان. لقد كانوا في الواقع يخشون نور المعرفة على عيونهم التي اعتادت الظلام. و لكن تلك اليد السحرية لم تلبث أن لمست الغرب برغم أنفه لتهزه من سباته العميق.
و بالقرب من قرطبة زرع الأمير العربي عبدا لرحمن الداخل أول شجرة نخيل في الأندلس في حديقة قصره الذي بناه على نظام آبائه في سورية, و أصبحت تلك النخلة أماً لكل أشجار النخيل في أوروبة, و هاهو عبدا لرحمن يناجيها في إحدى قصائده(6):
تبّدت لنا وسط الرصافة نخلة تناءت بأرض الغرب عن بلد النخل ِ
فقلت: شبيهي في التغرب و النوى و طول ابتعادي عن بنّي و عن أهلي
نشأتِ بأرض أنتِ فيها غريبة فمثلك في الإقصاء و المنتأى مثلي
سقتكِ غوادي المزنِ في المنتأى الذي يسحُّ و يستمري السماكين بالوبل ِ ِِ
و يعبّر عبدالرحمن سليل البيت الأموي و أحد كبار شخصياته عن حنينه للوطن دائماً بمثل تلك الكلمات. لقد ولى الأدبار هارباً من النهاية الدامية التي لحقت بالبيت الأموي في دمشق و قضى سنوات عديدة محفوفة بالمخاطر متخفياً في شمال أفريقية إلى أن تمكن ذلك الغريب الأعزل, معتمداً على شجاعته و فطنته و عزيمته التي لا تلين, من أن يصبح سيداً مهيباً لعرب الأندلس المتنازعين.
و كما زرع عبدالرحمن شجيرات النخيل في الأندلس كذلك زرع فن البناء و الموسيقى و الشعر و الحب, و تعهدها حتى ازدهرت و خرجت تحمل رسالتها للغرب عبر الحدود.
و في خلال حكمه الذي دام 33 عاماً أستطاع عبدالرحمن الأول أن يضع الأسس لأكثر الدول ازدهارًا في العصور الوسطى برغم أن عصره كان مليئاً بالحروب ليثبت دعائم دولته الفتية."
تعمدت أن أنقل هذا الجزء من الكتاب لأن الكاتبة أثارت نقطة مهمة ظلت تشغل بالي طويلاً و هي أن للعرب الفضل على الحضارة الأندلسية, و أكرر العرب دون سواهم, فهم من قام بالتوجيه لفتح الأراضي الأسبانية, و هم من دعم و شجع العلم و العلماء على اختلاف أعراقهم و مللهم, و هم من قاد و وحد و أطفأ نار الفتنة في الأندلس, و هم من تعرضوا للخيانة و اضطروا للتراجع عن الكثير من الأراضي التي تركوها غنيمة سهلة للأسبان و منها أسسوا ممالكهم التي أسقطت الحكم العربي الإسلامي في الأندلس فيما بعد.
و هنا لي بعض التعليقات على هذا الجزء من الكتاب:
(1) أختلف مع الكاتبة في كلمة "مزج" , فالعرب و بتشجيع من الخلفاء و دعم مادي و معنوي هائل شجعوا العلم و المعرفة و ازدهرت حركة الترجمة في مختلف العلوم, و أخذ العرب ما يناسب حياتهم و عقيدتهم و تجاهلوا ما يتنافى مع العقل و الدين, بل أن العرب هم أول من أقر مبادئ التجربة العلمية و البحث و التدقيق قبل أقرار الحقائق العلمية على أنها صحيحة و غير قابلة للنقاش كما حدث في بعض الحضارات القديمة, و من هنا نجد أن هذه العلوم و المعارف و الثقافات تشكلت بشكل جديد وفق الشخصية العربية المسلمة التي أعادت اكتشافها و أخراجها و نقلها لكل أصقاع العالم, فهي ذابت في النسيج العربي و خرجت منه بشكل أقوى و أدق من ذي قبل.
(2) للأسف هذه النظريات و كما ذكرت في البداية يشجع لها و يروجها أشخاص من العرب, بل و لا زالوا ينادون بفضل الحضارات التي دخل شعوبها تحت راية العرب و الإسلام, بفضلها على العرب و تقدمهم و تطورهم.
(3) و هنا أجادت الكاتبة بذكر " الحضارة الأندلسية", فهي كانت حضارة شاملة, و بناء متكامل و نموذج لما يجب أن تكون عليه الحضارة الحقيقة , و أن ضد من يقول الحضارة العربية في الأندلس, أو الحضارة العربية الإسلامية في الأندلس, فالأندلس لم تعرف الحضارة الأ على يد العرب, و لم تتوهج و تنير عصر الظلمات في أوروبة الأ بفضل العرب, فمن دونهم لم تكن لتقوم قائمة للأندلس. و بإسقاط بسيط على العالم اليوم نجد أن أقوى و أعظم دولة زماننا هذا, و التي حققت إنجازات على مختلف الأصعدة هي الولايات المتحدة الأمريكية التي تبنت منذ نشأتها نموذجاً مشابهاً للأندلس في التعايش و التفاعل و دفع عجلة العلم و التطور و مزج مختلف الثقافات في بوتقة واحدة كان نتاجها ما حققته الولايات المتحدة الأمريكية.
(4) الخلق لله سبحانه و تعالى, و لكن و لا شك أن العرب حولوا قفار أيبيريا إلى مزارع و جنان غناء و نقلوا الكثير من المحاصيل من المشرق و زرعوها في الأندلس لتتباهى أسبانية اليوم بمحاصيلها الزراعية, و هذا ينطبق على الكثير من مظاهر الحياة الأخرى في أسبانية و أوروبة, و لا أنسى المحاضرة التي ألقاها الأمير تشارلز و لي العهد البريطاني قبل عدة سنوات في بريطانيا و ذكر فيها " أن الغرب تعلم من المسلمين (وطبعاً المقصود العرب) آداب المائدة, و الأناقة و الأزياء و استخدام العطور و تغيير ألوان الملابس تبعاً لفصول السنة, والحمامات.....الخ"
(5) لم أفهم لما أقحمت الكاتبة الدولة العباسية في المقارنة مع الأندلس الأموية, لكن مما لا شك فيه أن الدولة العباسية حققت الكثير للعرب و المسلمين و أن لم تزد في رقعة الدولة الإسلامية كما فعل بنو أمية و أهملت الفتح, الأ أن العلوم تطورت بها كثيراً.
(6) أحد أجمل القصائد التي قرأتها في الوجدانيات هي هذه القصيدة لصقر قريش يناجي فيها هذه النخلة, و أن كنت غير متأكد من صحة المعلومة التي أوردتها الكاتبة بكونه أول من زرع النخل في الأندلس, و أعتقد أنه زرع قبل ذلك.
أسمحوا لي على الإطالة, الموضوع طويل و متشعب, لكني أحببت أن أعرف آرائكم و وجهات نظركم فيما يتعلق بفضل العرب و دورهم في بناء الحضارة الأندلسية, هل هم أصحاب فضل أو أنهم السبب في تدهور الحضارة العربية الإسلامية في الأندلس, و أتمنى من كافة أعضاء البوابة إثراء الموضوع بالمناقشة.
" و الله يعيني على الهجوم"...............
"وتلك الأيام نداولها بين الناس" فالحضارة لا تندثر بلى تبقى وتستمر وإن كانت بلون ولسان مختلف .. والحضارة العربية بشكل خاص لا تزال متخفية خلف ستار الحضارة الغربية الجديدة ، ذلك أن الحضارة الغربية ما كان لها أن تقوم لولا أن سبقتها حضارة العرب ..
بالفعل ، يحاول كثير من الباحثين الغربيين أن يجحدوا فضل العرب عليهم ، ولا يعتبرونهم إلا مجرد نقلة لفلسفة اليونان لا أكثر ، وهذا الرأي هو في الغالب نتاج التعصب الأعمى للدين أو للعرق ، وكل حضارة تدعي أنها فريدة عصرها ونسيج وحدها وأن لا فضل لأحد عليها ..
وهذا الخطأ من الغرب سبق وأن وقعنا فيه نحن العرب ، فنحن نعتقد أن حضارتنا وليدة نفسها ، وننكر ونجحد فضل الحضارات التي سبقتنا .. فمثلاً ينكر كثير من الباحثين في الماضي والحاضر ، أن يكون للحضارة اليونانية وفلسفتها أي تأثير فعلي في الحضارة العربية، وإن أراد أحدهم أن يكون منصفاً فإنه يصف هذا التأثير بالسيء ، وأنه هو السبب في انحطاط حضارة العرب وتخلفها وانقسامها، لا في ارتقائها .. بينما نجد أن فلسفة اليونان هي الأساس والعصب الذي بنيت عليه كثير من العلوم العربية الإسلامية .. والعرب والمسلمون قد استفادوا كثيراً من الفلسفة اليونانية من حيث دروا أو لم يدروا .. وأوضح مثال على ذلك هو طرق الاستدلال والاستنباط من النصوص، التي استمدت طريقتها من المنطق الأرسطي .. وعلم أصول الفقه لا يمكن دراسته دون دراسة منطق اليونان..
كذلك فإن التطور العلمي لدى العرب لم يكن لينشأ لولا استفادتهم المباشرة من الحضارتين اليونانية والهندية على الأخص واللتين قدمتا لهم الكثير في مجال الرياضيات والفلك والطب والهندسة ... الخ والعرب بدورهم أخذوا عمن قبلهم وطوروا في علومهم وناولوها لمن بعدهم وهم الغرب ..
فالحضارات سلسلة متصلة إن اندثرت إحداها تلقفتها الأخرى واستفادت منها، ولا تكون الحضارة المندثرة بالتالي مندثرة حقيقة لأنها استمرت بشكل ولسان آخر وانضوت تحت عباءة الحضارة التي تليها ..
في هذه الأيام أقرأ كتاباً لمؤلف بريطاني يتحدث العربية ومعجب بحضارتها، ويقيم في أسبانيا منذ أكثر من عشر سنوات .. وكتابه هذا يتضمن رحلته في أسبانيا بحثاً عن الكنز العربي الإسلامي المتخفي خلف الوجه المسيحي الإسباني .. وهو يهدف من كتابه إلى القول بأن الحضارة العربية لم تندثر في الأندلس بل هي لا تزال باقية ، ولكن تحتاج فقط إلى النظر إليها من زاوية مختلفة لاكتشافها سواء في لغة الناس أو سحنات وجوههم أو في أسلوب العمارة ... الخ من مظاهر الحياة المختلفة ، وهو يقول بأن إسبانيا والإسبانيين على مر القرون لم يستطيعوا ولن يستطيعوا أن يمحوا الطابع العربي الموريسكي، ولا يمكن لهم ذلك، لأن العرب لم يكونوا كغيرهم من الغزاة الذين مروا ببلاد الأندلس ثم غادروا دون أن يبقوا بصماتهم في البلد، فإسبانيا قد احتلتها شعوب كثيرة ولكنها انتهت دون أي أثر يذكر ، بينما أن حضارة العرب في الأندلس وجدت لتبقى خاصة وأنهم لم يكونوا مجرد غزاة ، بل أصحاب حضارة ، وقد تعايشوا مع أهل البلد ومع مختلف الديانات وأسبغوا عليهم لبوسهم وتزواجوا فيما بينهم ولم يكن من السهل أن تفرق حينئذ بين العربي وغير العربي ، وبين المسلم وغير المسلم ، لأنهم كلهم كانوا بلباس واحد ، ويتحدثون لساناً واحداً .. والدم العربي يجري في عروق كل إسباني ، والإسبان يتحدثون العربية من حيث لا يدرون ، وكثير من مفرداتهم تنطق بذلك ..
خلاصة ما أريد قوله من كل ما سبق، أن الحضارة العربية لم تندثر، بل هي لا تزال باقية وإن كانت قد امتزجت بحضارة لاحقة ، كما امتزجت الحضارة الهندية واليونانية بالحضارة العربية اللاحقة لهما .. وأنا بهذا القول أتفق مع المستشرقة الألمانية هونكه ، لأن الحضارات تمتزج ببعضها، والمسألة ليست انتقائية حتى يأخذ العرب ما يشاؤون ويتركون ما لا يريدون ، بل إن الحضارة كل متكامل متى اجتزأته أصبح مشوهاً غير ذي قيمة .. وهذا ما نحاول نحن أن نقوله بالنسبة لحضارة الغرب ، بأن نأخذ ما ينفعنا ونترك ما يضرنا ، وهذا المبدأ مع أنه سليم نظرياً ، إلا أنه غير ممكن تطبيقه ، فالحضارة كل متكامل يشد بعضها بعضاً ، ومتى أخذت منها فلا يمكنك أن تفصل الصحيح من السقيم، وليست المسألة بالاختيار كالذي يتمشى في السوق فينتقي ما يشتهي .. ولا يعني ذلك أن السقيم من حضارة الغرب مصير لازم لنا ، إلا في حال أن نكون مجرد متلقين فقط ، وهذا هو حالنا الآن .. بينما لو كان لدينا الاستعداد الحضاري لامتزج الصحيح والسقيم من حضارة الغرب بحضارتنا ، ولأن لدينا القدرة على الإبداع والتطوير والإصلاح ، فإن السقيم يتحول بين أيدينا إلى صحيح ، والشوك إلى زهور وورود .. ولن نكون أهل حضارة إلا بأن نستطيع أن نحول السيء ممن كان قبلنا إلى حسن .. ولكن للأسف أن مقومات الحضارة لدينا مفقودة ، ولذلك فليس بالإمكان إلا تلقي الغث والسمين من الغرب ، وهذا هو الحاصل فعلاً ، أما التنظير بأن نأخذ الحسن ونترك السيء فهو محض هراء ، وعيش في الأحلام .. وكما قال صلى الله عليه وسلم "لتتبعن سنن من كان قبلكم ، حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه" لأننا تبع للأسف ..
ربما أكون قد أطلت ، لكن الموضوع أعجبني ، ووجدت في لساني انطلاقة .. وآسف على الإطالة ..
نسيت أن أقول إن اسم الكتاب الذي أشرت إليه في كلامي هو بعنوان Andalus واسم المؤلف Jason Webster، وربما أعطيكم نبذة عن الكتاب بعد أن أنتهي من قراءته ..
تحياتي لك lonley travller ، وشكراً لك على هذا الموضوع ..