- الذهب الأبيض
- حبوب لتنويم الأطفال
- تخفيض الرأس في البيوت المائلة
- من الملح إلى وسائط الإعلام الجديدة
من يفكر بمدينة لونيبورغ تخطر على باله للوهلة الأولى العطلة. حيث أن مروج لونيبورغ الأكبر في ألمانيا. ربما يفكر المرء أيضاً بالملح، فكل شيء بها مالح حتى مجلة المدينة اشتق اسمها من الملح فهي سالزيغر Salziger.
الملح مهم ويحسّن مذاق الطعام مثل التوابل. كما يفيد كحامٍ سحري ضد الساحرات والأشباح الشريرة. حسب الاساطير الالمانية ويجلب الملح والخبز الحظ السعيد عند الانتقال إلى مسكن جديد. والأهم هو أن الملح يجلب الغنى.
لنقل في الماضي على الأقل: اكتشف أهالي لونيبورغ قبل ألف عام قطع الملح الواقعة تحت الأرض التي عاشوا عليها. وبما أن الملح كان مادة حافظة مهمة للمواد الغذائية فقد حفر الناس لاستخراج قطع الملح مما جعل لونيبورغ تتطور بفعل ازدهار التجارة بالبلورات البيضاء لتصبح مدينة تجارية هانزوية ( تابعة لاتحاد هانزا) غنية وذات نفوذ.
الذهب الأبيض
تواجهك حتى اليوم في كل مكان في لونيبورغ شواهد الغنى الناتج من الملح. تتحرك في المدينة القديمة السيارات والدراجات وعربات الأطفال على الطرقات المرصوفة بالأحجار قرب البيوت الآجرية الكثيرة التي بنتها وتقاسمتها الأسر الموسرة.
ووفقاً للمثل القائل "لا تبخل بل توسع في الصرف" تمت زخرفة المثلثات في أعلى واجهة المباني (القوصرات) وكذلك الأبواب بحبال حجرية مكلفة. كما نُحتت زخارف حجرية وأشكال حيوية مثيرة. تمتد الدرابزينات أمام الواجهات وتتيح النوافذ الناتئة (المشربيات) مشاهدة المارة. ترنو القوصرات بزخارفها الرائعة نحو السماء أو تمتد نحو الأعلى بشكل متناظر كأنها درج.
حبوب لتنويم الأطفال
في أحد هذه البيوت ولد مؤلف الأغاني يوهان أبراهام بيتر شولتز Johan Abraham Peter Schulz عام 1747 وهو الذي يعرف أغنياته كل طفل ألماني. لحّن أغاني عيد الميلاد " طفلكم آتٍ " و " ثانية في كل الأعوام". هناك عدد غير محدود من الآباء و الأمهات المنهكون الذين يعترفون بلا شك بفضل هذا الشاعر الذي ولد بعد وفاة أبيه. يغفى الأطفال حتى الآن على أغنية " طلع القمر" فيحلّ الهدوء ريثما يغيب القمر ثانية وعندها لا توجد أغنية تفيد.
تخفيض الرأس في البيوت المائلة
يطل القمر على لونيبورغ منذ أكثر من ألف عام. ولم تمضِ هذه القرون مر الكرام على المدينة. حيثما ينظر المرء يجد الكثير من البيوت قد مالت. كما غاصت العديد من البيوت في لونيبورغ بمرور الوقت بسبب استخراج الملح. وانحنت الجدران كما لو أنها تعرضت لفترة طويلة للريح القوية، وبدت بعض القوصرات المتدرجة الجميلة كما لو أنها مالت للأسفل.
وبينما تبدو البيوت مائلة بفعل القِدَم فإن الناس شامخون نحو الأعلى. ولكن من لا يخفض رأسه لدى دخول البيوت الصغيرة فإنه سينال على الأغلب انتفاخاً صغيراً في رأسه.
من الملح إلى وسائط الإعلام الجديدة
منذ عام 1980 لم يعد يستخرج الملح في لونيبورغ. أنشئ متحف ملح في ورشة قديمة لاستخراج الملح بدأت العمل عام 956 . والآن لم يعد الملح هو المهم بل التجارة. يؤمّن أهالي المدينة البالغ عددهم سبعين ألفاً دخلهم من مجال الخدمات والتجارة والصناعات التحويلية في الوقت الحاضر.
انتقلت إلى محيط المدينة معامل عديدة. وحتى تنتقل الوسائط الحديثة إلى مدينة الملح القديمة اختيرت ثكنة قديمة لتؤوي معامل البرمجيات والإنترنت والإعلان والموسيقى والطباعة. ولكن ماذا عن ملح لونيبورغ ؟ يستحم فيه في الوقت الحاضر ضيوف الاستجمام.