تتخلل الأنهار التبت أفقيا ورأسيا، وينبع نهر الهانغ ونهر الهند ونهر ميكونغ ونهر ييلووادي من هنا.
في التبت أكثر من 1500 بحيرة صافية كالمرايا، والتبت واحدة من أكبر مناطق تكاثر الطيور والحيوانات النفيسة، فهي أرض عذراء لم تستثمر بعد للسياحة للبيئية.
التبت ذات تاريخ عريق، فالإنسان عاش هنا قبل 4000-20000عام. عاصمتها، مدينة لاسا، مدينة ثقافية مشهورة يعود تاريخها إلى ما قبل 1300 عام، تزخر بكثير من الآثار التاريخية التي تعتبر النخبة الثقافية لقومية التبت.
قصر بوتالا في لاسا، مجموعة قديمة من البنايات الأعلى ارتفاعا عن سطح البحر، والأضخم حجما، فيه كمية كبيرة من الجداريات والنقوش والمؤلفات البوذية وغيرها من الآثار التاريخية، فهو رمز للحضارة والثقافة القديمة لقومية التبت وسنتكلم لاحقا عنه في ثنايا رحلتي إن شاء الله.
في لاسا المعابد البوذية الكبيرة، هي معبد تشبانغ ومعبد سهلا ومعبد قاندان، والأكبر وذي دلالة دينية كبيرة معبد(جوخانج-Jokhang) وتقام فيها طقوس دينية مهيبة في الأعياد الدينية.!
حديقة لوبولينكا جوهرة مرصعة علي شاطئ نهر لاسا. كانت هذه الحديقة الجميلة الهادئة قصرا صيفيا لأجيال من الدالاي لاما، تأسست في فترة الجيل العاشر لدالاي لاما، في أواسط القرن الثامن عشر، فهي مكان ممتاز لحج البوذيين ولقضاء العطلة والاستطلاع.
شارع باكو مزار لابد من وصوله للتسوق وشارع بكين أيضا. تعرض فيه أنواع كثيرة من المشغولات البدوية التبتية التقليدية والبضائع من المناطق الداخلية والبضائع المستوردة.
أكثر ما يجذب السائحين هي العادات والتقاليد في هذه الهضبة الثلجية، فيها نشاطات تسلية تقليدية متنوعة مثل المصارعة والرمي وشد الحبل ومسابقة الخيول ورمي السهام الخ. هناك كثير من الأعياد التبتية، يمكن للسائحين أن يزوروا بيوت التبتيين ليعيشوا أسلوب حياة أبناء التبت المتميز.
في أوائل الثمانينيات، فتحت التبت أبوابها التي أغلقت لفترة طويلة أمام شعوب العالم، فجاءها السائحون من خارج الصين، في الفترة من عام 1980 إلى عام 1992، بلغ عدد الزائرين الأجانب للتبت للسياحة وتسلق الجبال والمغامرات 170 ألفا.
برغم عن مصلحة الدولة للسياحة وبرنامج التنمية للأمم المتحدة والمنظمة العالمية للسياحة، وضعت هيئة السياحة في التبت أنواعا مختلفة من البرامج السياحية، إلى جانب السياحة العادية والسياحة الثقافية، هناك سياحة تسلق الجبال وسياحة المغامرات في الأنهار، وسياحة التزحلق على الثلوج والسيارات والدراجات والبالونات الساخنة والمشي وركوب الخيل وتجديف القوارب وصيد الحيوانات وصيد الأسماك والاستحمام في العيون الساخنة وحمامات أشعة الشمس الخ...
كما إن تسهيلات السفر الجديدة على التبت فتحت أفاقا للسياح باختيار عددا من الطرق للزيارة فمن الطائرة والقطار والسيارة من عدة دول مجاورة كالنيبال وتايلند وبوتان والهند سهلت الزيارة ولكن مازالت الفيزا الجماعية اكبر عائق تفرضها الصين للحد من الهجوم السياحي الغير منضبط كما تخاف منه الصين وتقنن لدخول الأجانب بصورة تسمح لها بمراقبتهم وتتبع مسيرتهم والله اعلم.
يوجد في التبت 78 فندقا ودار ضيافة تستقبل الأجانب، بها 1329 غرفة .
ويوجد فندق فلورا – FLORA- وبوسط لاسا وهو الفندق الوحيد للمسلمين ، والذي يقدم الأطعمة الحلال ،وبقرب الجامع الكبير بلاسا .
ومن الفنادق الكبيرة فندق هولداي إن لاسا، 3 نجوم، بالاستثمار المشترك بين مجموعة هولداي إن الدولية ولاسا. وفندق التبت وفندق ريكاتسه.
ويوجد أسماء لامعة من الفنادق الجيدة ذات الخدمات منها فندق جيانغتسي وفندق تسدانغ من فنادق النجمتين؛ وفندق ريقوانغ وفندق هيمالايا من فنادق النجمة الواحدة. ويمكن للسائحين أن يقيموا في البيوت التبتية أو الخيام التبتية إذا أرادوا.
تقدم المطاعم العادية بالتبت وجبات شهية بأذواق مختلفة للسائحين الأجانب ولكن لاتصلح للمسلمين لوجود الخنزير وبكثرة ، وفي كثير من الفنادق مطاعم غربية، بينما تقدم كل الفنادق أطباقا تبتية متميزة. وأصبحت البوفيه المفتوحة موضة في كل الفنادق. في لاسا .
كثير من المطاعم السياحية تقدم أطباقا متنوعة بأسعار معقولة، كما إن للمسلمين مناطق يتواجد بها الطعام الحلال والتي تقدم بدورها فسحة لتناول الطعام التبتي بالحلال .
بسبب الظروف الجغرافية الخاصة، كانت التبت هي الوحيدة بين مقاطعات ومناطق الصين التي لا توجد بها سكة حديد، فقد كانت شبه معزولة ن ولكن دشن أخيرا أطول سكة حديد بالعالم تخدم تلكم المنطقة ومشروع خيالي وقد انفق علية مليارات ويصل بين التبت العاصمة لاسا الى العاصمة بكين .
. التبت بها طرق عامة رئيسية هي طريق تشوانتسانغ، طريق تشينغتسانغ، طريق شينتسانغ، طريق ديانتسانغ، يمكن دخول التبت من سيتشوان وتشينغهاي وشينجيانغ ويوننان بالسيارة. إلى جانب ذلك هناك طريق الصين – نيبال. طريق تشينغتسانغ وطريق الصين - نيبال خطان رئيسيا لدخول السائحين الأجانب التبت منهما، ويستغرق المسير فيه تقريبا 8 ساعات بين عاصمة النيبال (كاتماندو) و(لاسا) عاصمة التبت.
تضاريس التبت عالية والجو فيها بارد، الفارق كبير في درجة الحرارة بين النهار والليل، لأن وقت أشعة الشمس طويل، لذلك الشتاء فيها ليس باردا كثيرا، المعدل السنوي لدرجة الحرارة 8 درجات مئوية في جنوب التبت، بينما يكون معدل درجة الحرارة السنوية تحت الصفر في شمال التبت، تقع لاسا في وسط التبت، برد شتائها ليس قارسا وحرارة صيفها ليست شديدة، أفضل موسم سياحي في التبت من مارس إلى أكتوبر.

وهنا صورة لمكان التبت في الخريطة شمال الهند

كما إن مقاطعة التبت والتي تتبع الصين إداريا وعاصمتها لاسا تمثل الشريط المحاذي لجبال الهملايا
للمقارنة يوجد تحقيق صحفي للخ اسعد طه المراسل لقناة الجزيرة في هذا الموقع
http://www.aljazeera.net/NR/exeres/6B572055-E31A-471C-87F2-CA5D794AB921.htm
وكما ان الاخ ابو عزيز العضو المميز في منتدانا قد كتب موضوعا عن قطار التبت الذي يصل بكين العاصمة بالتبت على هذا الرابط
https://artravelers.com
مطار التبت الدولي (بانغدا) وهو من أعلى المطارات بالعالم من حيث ارتفاعه عن سطح البحر ، وتم توسيع بناء مطار (قونغقا) القديم بلاسا عام 1993، والذي يمكنه من استقبال طائرات البوينغ 747 للركاب والشحن.
في عام 1994، تم بناء أعلى مطار بالعالم، مطار (بانغدا) ، كما يوجد في لاسا خطوط داخلية ودولية، يمكن للسائحين أن يصلوا من بكين وتشنغدو وتشونغتشينغ إلى لاسا بالطائرة مباشرة، وعبر الخط الدولي يمكنهم الوصول إلى لاسا من كاتماندو بنيبال.
في مايو 1995، تحقق ربط مكتب التذاكر للطيران المدني بلاسا بالشبكة الالكترونية لتذاكر الطيران المدني في أرجاء البلاد، ويمكن للركاب أن يحجزوا في لاسا تذاكر الطائرات للرحلة الواحدة أو لرحلة العودة التي تبدأ من تشنغدو

1. وهذه صورة جماعية أحببت أن احبسها في ذاكرتي

كما إن المطار الحالي مطار حديث وبكامل التجهيزات الأساسية العالمية الشكل والمضمون وهذه صورة للمطار

وبعد أن وضعنا تصور للمنطقة بما تحمله من مكانة مرموقة وتراث كبير ، نبدأ معكم في تصور واقعي عن التبت وبخصوصية الرحّال أتمنى أن اعبر وان أعطي تلك المنطقة المكانة التي تتربع بها عن سائر بلاد العالم .
بعد الانتهاء من الجوازات في المطار وهي عملية تكاد تكون فريدة ولم أعامل بها مطلقا وتتلخص في الدخول وختم الجواز ثم الأمور الاعتيادية العادية ، ولكن قبل الخروج يستلمنا كل مجموعة رجل امن وهو قد حمل بيديه أوراق اعتمادنا وبشكل مجموعات ، فالدخول إلى التبت ليس مفتوحا كبقية الدول ولكن يمر بطرق رسمية تبدأ أولا بالموافقة للدخول من سفارة الصين في النيبال وبشكل مجموعات بحيث يتم حجز التذاكر والفنادق والمواصلات مع خط الرجعة ومع احد المؤسسات السياحية في التبت ، وبعد هذا حين النزول إلى المطار يتم التأكد من قبل هذا الشرطي بعددنا وبأوراق المكتب السياحي وموافقة الفيزا وتسليمه يدا بيد كمجموعة !!
تخيلوا الوضع، والله ذكّرني بالخدامات في مطاراتنا حين يعزلن حتى يأتيهن الكفيل لاستلامهن!!!!
عموما دخلنا إلى المطار الكبير والذي أسس على طريقة حديثة وهو يبعد عن العاصمة( لاسا ) قرابة 65 كيلومتر .

صراحة تفاجأت بعد الخروج للصالة بوفد من التبتيين وقد تحلقوا حولي وسلموا علي وبلغة عربية ركيكة قالوا أنت من السعودية قلت :نعم !وإذ بهم يحتفلون بي ويلبسوني وشاح ابيض ويسلموا على واحدا واحدا مرة أخرى والابتسامة على محياهم ، لم افهم الأمر أول وهلة!
فظننت في بادئ الأمر انه تقليد تبتي لاستقبال الوافدين ، ولكن سرعان ما انتبهت أنهم ليسوا لي وإنما لمجموعة قد ركبت معي في الطائرة من كتماندو إلى هنا وهم بعض السعوديين الذين اتو لزيارة أقارب لهم وللسياحة أيضا ، وما هؤلاء إلا أقارب لهم وبعض الجيران المستقبلين .
لقد عشت ولو لدقائق جميلة بأحاسيس وفرحة التبتيين لإخوانهم من السعودية وكيف ألبسوني الحب والتقدير ، فبرغم مما قلت لهم إنني لست ممن ينتظرون وان الإخوة خلفي سيأتون ، فما كان لهم إلا الترحيب والتعرف وتلك النظرات التي كستني بالحب والابتهاج .
الله اكبر على تلك الإخوة والحب في الله، استطعت أن أراه باديا في وجوههم، إنها تلك النظرات البريئة والتي رفعتني عاليا بأناس لم أرهم ولو مرة في حياتي.

وهذه صورة جماعية أحببت أن احبسها في ذاكرتي

على فكرة أبو الطاقية على يساري اللي لابس طقم اسود هو الإمام عبد الله إمام الجامع الكبير واللي يساره الشيخ عبد الحليم حبيب الله إمام المسجد المسمى (مسجد القوس)سنذكر لاحقا سبب التسمية ، وأول مسجد بني في التبت عام 1650م ، ثم يسار الإمام عبد الحليم الإمام محمد إقبال إمام المسجد الصغير(الكاظم) طبعا سنّة وليسوا شيعة.

مررنا في طريقنا نحو (لاسا) العاصمة على مناطق زراعية وجبال جرداء فالمنطقة (التبت) ليست كأختها الجنوبية النيبال ذات خضرة وإنما جرداء باردة ورياح عاتية .
فلمن لديه معلومات جغرافية يعرف ما أقوله ، وهو أن الجبال العالية ( سلسلة الهملايا) هي سد طبيعي لذرات الماء المحملة بالغيوم والتي تأتي من المحيط الهندي والبحار الجنوبية ، ويأتي بها الريح فتصطدم بكتلة الصخور العالية وتسقط حملها في النيبال التي تقع جنوب الجبال ، وما للتبت سوى الجو الصافي الخالي من الأمطار ، لذا نراها خالية من الخضرة مجدبة باردة .

صخرة في طريقنا وقد اكتست بدل الأشجار أوشحة بيضاء !!

كثيرة تلك المعتقدات البوذية والتي قدست كل شيء وتركت القدّوس سبحانه ، فهاهنا نرى صخورا وقد كسيت بالأوشحة وهي مثل وشاحي الذي أهدوني إياها في الاستقبال ، ونرى الصخرة وقد اكتست بما يرميه هؤلاء البوذيين في اعتقادهم بقدسية تلكم الصخرة التي ربما مر عليها احد اللاميين (أحبارهم ورهبانهم).
ووصلنا بحفظ الله ورحمته إلى فندقنا (dhood gu hotel) وسط العاصمة وبناءة تقليدي ، وعلى طريقة بيوت أهل التبت والتي يسرف أهلها بالنقوش والنحت والتزيين بالألوان التي يغلب عليها الأحمر.

وهنا الصورة واضحة في بيان مدى استغراقهم بالنحت والتلوين ، فالجدران والأسقف والعمدان بل حتى الأثاث .

وقفة
قد يرى بعضكم ان طريقتي بسرد الرحلة متتابع وبشكل كامل ثم اتفرغ للرد وهذا مما يقصر طول الموضوع نسبة الى قلة تكرار الردود وتفرغ القاريء للرحلة كاملة بدون انقطاع لتعم الفائدة المرجوة والهدف من وضعها بالمنتدى ليس لكثرة الردود حتى يقال هذا الموضوع هو الافضل ...وانما المراد هو الفائدة والله من وراء القصد.

1. سبحان الله الم تقرأ الآية (( كأنما يصعد في السماء))


2. وهذا ما وجدت هناك(مرض الارتفاع).

مما يجدر الإشارة إليه والتنبيه في معنى اصح إن الأتي إلى هذه المنطقة من العالم سيجد انه معرض إلى مرض لا يصاب به إلا هنا فقط!!!
للتقريب...أكيد سمعتم عن مرض الأماكن المغلقة أو مرض دوار البحر وهي أمراض مسبباتها مكانية وليست جرثومية أو ميكروبية !!
هل فهمتم ما أقصد؟؟
طبعا المرض الذي يصاب به من زار التبت هو مرض متعلق بها وهو مرض مكاني ...ولكي لا أطيل عليكم المرض فهو (مرض الارتفاع)!!

سبحان الله الم تقرأ الآية (( كأنما يصعد في السماء))

والإنسان بالعادة يعيش على مستويات سطح البحر وان ارتفع يكون على حدود أقصاها 2000 متر ولكن نحن نتحدث عن (لاسا) بالتبت وهي اعلي مدينة بالعالم 4000متر تقريبا حيث إن نسبة الأكسجين تنحدر إلى 30% مقارنة إلى 100% عند سطح البحر .
فيصاحب هذا الارتفاع كما ذكرت قلة الأكسجين وقلة الضغط الجوي مما يؤدي إلى صداع مستمر وصعوبة في التنفس وإرهاق مع أي حركة وجهد مثل صعود الدرج أو المشي كما أن دقات القلب تتسارع في حالة لا إرادية منه لتعويض فقد الدم من الأكسجين .

وهذا ما وجدت هناك(مرض الارتفاع).

ولكن كما قيل: إن لكل داء دواء يستطب به...فهنا في الصين أم الأدوية ورأس الطب يوجد لديها الدواء فكيف وهي الصين !!
عموما قصدت صيدلية واشتريت دواء لا يباع إلا هنا نظرا للحاجة وهو صنع صيني ، ولم احتاج إلى لغة للتفاهم فوجودي وشكلي كسائح وإشارة إلى الرأس أعطت لهم إشارة واضحة بمرض الارتفاع وصرف الصيدلي فورا ، والحمد لله كان له اثر طيب ساعدني لأبقى متماسك لبقية الرحلة .

1. ودخلت بسم الرحمن الرحيم اللهم صلي على محمد اللهم افتح لي أبواب رحمتك

وقبل التمشية في طرق المدينة إليكم الخريطة للعاصمة لاسا وفيها الأماكن المهمة ومنها المسجد الكبير والصغير وفندق فلورا المسلم والشارع الرئيسي ومعبد جوخانج الذي يقع وسط المدينة القديمة .

أول ما وطئت قدمي الفندق نزلت فورا للصيدلية لأخذ الدواء ثم اتجهت إلى المسجد الكبير للسلام على الجماعة التي استقبلتني بالمطار فكنت متلهفا لرؤيتهم ومعرفة أمورهم ، وكم هالني منظر المدينة وطريقة لبسهم وعيشهم ، فقليل في سفراتي أن أدهش واستغرب مثلما هنا في التبت ، فالبلد كأنما هي عالقة في التاريخ ومازالت تسير أمورها على الطريقة البدائية ، فالملابس من الصوف وطواقي عجيبة غريبة وبيوت من الحجر ولولا السيارات والطرق لقلت إني في القرن العاشر وليس العشرين.
المهم استمريت بالمشي وجهتي نحو المسجد الجامع الكبير وفي ممرات وأزقة بين البيوت ومحال تجارية متناثرة ومقاهي صغيرة وأناس ملئت الطرقات بألبستها المنوعة ، بل إن المسلمين بطواقيهم البيضاء المميزة أيضا شكلوا نسيج مع أهل التبت في تنوع فريد وجميل في إن واحد،وها نحن وصلنا إلى المسجد الكبير ذي الواجهة الكبيرة بزخارفها التبتية العريقة وكم كان جميلا ذلك الخط العربي بارزا في لوحة المسجد وقد كتب باللوحة (مسجد لاسا الكبير بالتبت).

ودخلت بسم الرحمن الرحيم اللهم صلي على محمد اللهم افتح لي أبواب رحمتك

ولم يقل الجمال داخل المسجد عن خارجة ، وللمعلومية فالمسجد بني من نفقة المحسنين بالسعودية وقد حضرت حفل الافتتاح ونالني الخير بلقائي بالإخوة الشباب الطيب وهم من التقيت بهم بالطائرة الأخ الشيخ أبو عبد الرحمن التبتي وأبو يوسف والشيخ عبد العزيز ، كان لقاء طيبا وحارا أحسست بطعم لم أذقه من قبل .

كان وصولي للمسجد متأخرا فقد وصل الشباب إلى المسجد وأقاموا لهم طعام الغذاء ولحقت على الأخير ولكن لم اشعر بالوحدة فقد التّموا على المسلمين التبتيين في كرم ومساعدة منقطة النظير ، وسلموا لي عصي الأكل (بدل الملاعق) وهي طريقة أهل الصين عموما وقدموا أطايب الطعام من لحم وسمك ودجاج ومكرونة بالطريقة التبتية وشوربة الفطر وكانت هذه الوجبة الأولى لي منذ أسبوعين فلم أذق منذ ذلك الوقت أكلا بمعنى متكامل ولكن هنا والطعام من المسجد الجامع فلله الحمد والمنة حلال 100%

وبعد فراغي من الأكل وقيامي للسلام والتعرف على المسجد في جولة مع الإخوة بارك الله لهم وفي جهدهم ، كانت لنا هذه الصورة الجماعية للذكرى من صور الاخ بكر ابو عبد الرحمن اللي في الوسط أبو الكرافتة(ربطة العنق) أو الباينباق

وهنا لقطات من داخل الجامع الكبير

كما يجدر بالذكر إن المسلمين التبتيين على خلاف المسلمين في النيبال فهنا كانت الصحوة ولله الحمد آتية من ارض الحرمين ويوجد الكثير من الدعاة التبتيين الذين درسوا الشريعة من الجامعة الإسلامية أو جامعات الدعوة بالسعودية ، ولذا لم أجد ولله الحمد القبوريين أو الصور بالمساجد وكانت الصلاة على منهاج أهل السنة والجماعة ولله الحمد .

بعد الانتهاء من الزيارة للجامع الأول والأكبر في العاصمة لاسا خرجت لتكملة التمشية خارج المسجد .
وقد اكتظت الساحة الخارجية للمسجد بجموع المواطنين المسلمين وهم يتسوقون في المحال الملاصقة للمسجد، وهنا صورة لأحد الباعة وقد وضع كلا منهم طاولة صغيرة وكرسي وبطة مذبوحة وملفوفة بالقماش المبلل بالماء لكي تظل على طراوتها.

وخلال مروري في المحال التجارية وجدت المسلمين كثر ولله الحمد وهم ليسوا من التبت بل غالبية المسلمين التجار من وسط الصين وهم متعلقين بالتجارة أكثر من أهل التبت ، ولكن بالمقابل فان تمسكهم بالدين على حسب ماذكر لي إمام المسجد الصغير الأخ محمد إقبال تمسكهم ضعيف ولا يعرفون الكثير من أمور دينهم وتعلقهم بالتجارة حملهم لترك الدراسة والذهاب مع ذويهم .
ولكن يجب على الدعاة هناك أن يوفقوا بين العمل والدعوة وان لا يفرقوا بينهما فالعمل قوة والتعلم قوة وكلاهما لا يفترقان.
حب المسلمين عموما بنا نحن أهل الجزيرة منقطع النظير وتجدهم حين أتمشى بينهم في الشارع أجد نظرات التعجب بفرحة ، والابتسامة وتبادل السلام باليد تعبيرا لأواصر الإخوة فيما بيننا ، وقد دعوني مرارا للجلوس وشرب الشاي أكثر من محل ، ولا أخفيكم فقد صرت أتوارى عنهم من كثر ما يدعوني ، وهنا صور تبن مدى تعلقهم بأهل الجزيرة ، نسأل الله أن نكون أحسن مما يظنون ويغفر الله لنا مالا يعلمون .