السائح الهروي
05-04-2022 - 07:59 am
هل أنا مسحورٌ بكِ يا دمشق؟
أخبرني يوما صاحبٌ لي يقول كنت أعتقد إنك مسحور!
نعم! سحرتك سوريا ... سحرتك دمشق...
سحرتك بنت دمشقية يطل التاريخ من عينيها و تشم رائحة الياسمين من عطفيها...
سحرتك فصرت تهذي بدمشق و مآذنها الجميلة و ببيوت دمشق العتيقة كما صرت تهذي بالغوطة و وروابيها و بالأنهار السبعة و سواقيها ...
فصار يحدثني و يحذرني و بإفشاء سر عشقي يهددني ؟؟!!
قلت له :سبحان الله !!
أترميني بالسحر إذ أحببت دمشقا و أحببت ناس دمشق و أحببت حواري دمشق و معاهد العلم في دمشق
و أنت ماذا نقمت علي؟ هل أحزنك أني صرت أتغنى بقول الشاعر :
يا شامُ ، يا شامَةَ الدُّنيا ، ووَردَتَها
يا مَنْ بحُسنِكِ أوجعتِ الأزاميلا
ودَدْتُ لو زَرَعُوني فيكِ مِئذَنَةً
أو علَّقوني على الأبوابِ قِنديلا
يا بلْدَةَ السَّبْعَةِ الأنهارِ .. يا بَلَدي
ويا قميصاً بزهرِ الخوخِ مشغولا
هواكَ يا بَرَدَى كالسَّيْفِ يسكُنُني
وما مَلكْتُ لأمرِ الحبِّ تَبديلا
والنهرُ يُسمِعُنا أحلى قصائدِه
والسَّرْوُ يلبسُ بالسّاقِ الخَلاخيلا
يا شامُ إنْ كنتُ أُخفي ما أُكابِدُهُ
فأجمَلُ الحبِّ حبٌّ بعدَ ما قيلا
هل تنقم مني أن أحببتُ أرضا هي أرض الأنبياء و أرض الشهداء و أرض العلماء و الشرفاء ، أم أغراك أن الأستاذ محمد كرد علي رحمه الله قال عن دمشق هي أرض السحر و الجمال في كتابه الماتع؟
فهو لم يعنِ سحر السحرة و الكهان بل عنى به سحر الجمال و الجلال ...
و إذا كنت مسحورا بعمل عُمل لي أو رقية رُقيت بها فما بال البشر الذين عشقوا دمشق؟ و تغزلوا بدمشق؟ و كتبوا المؤلفات و سودوا الصحائف بالمداد في بيان فضائل دمشق الشام ؟
ثم أليس هناك آيات في كتاب الله تعالى و أحاديث لرسول الله صلى الله عليه و سلم تثبت فضل الشام على سائر البلاد حاشا الحرمين ؟؟
ألم يقل الله تعالى : (( وَجَعَلْنَا ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ آيَةً وَآوَيْنَاهُمَا إِلَى رَبْوَةٍ ذَاتِ قَرَارٍ وَمَعِينٍ )) روى الطبري رحمه الله تعالى في تفسيره عن سعيد بن المسيب رحمه الله أنه قال : هي دمشق ...
و قال تعالى : (( وَنَجَّيْنَاهُ وَلُوطًا إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا لِلْعَالَمِينَ )) قال المفسرون كَانَا بِأَرْضِ الْعِرَاق , فَأُنْجِيَا إِلَى أرض الشام ..
و ألم يقل رسول الله صلى الله عليه و سلم : (( إنكم ستجندون أجنادا: فجندا بالشام و جندا بالعراق و جندا باليمن فقال الحوالي رضي الله عنه : يا رسول الله خر لي ، قال: عليكم بالشام ... فإن الله عز و جل قد تكفل لي بالشام و أهله )) رواه أحمد و قال الألباني رحمه الله : حديث صحيح جدا
و للتوسع في هذا الباب يُنظر هنا: مناقب الشام وأهله لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى http://www.55a.net/sham.htm
و صرت أسرد لصاحبي حتى هدأت نفسه و اطمئن قلبه و عرف سر حبي و تعلق قلبي بفاتنتي الجميلة
ثم افترقنا بعد ذلك أياما ...
فجاءني ذات يوم و الخجل يعلو وجهه و كأنه يريد مني خدمة يستحي منها فبادرته قائلا : مالك يا أخي؟ شكلك لا يسر الصديق؟
فقال نعم ! فأنا أريد منك خدمة فهل تسديها لي؟
فقلت تفضل و أبشرك بسعدك ...
فقال لي هي بخصوص دمشق الشام!
فقلت: سبحان الله! بالتأكيد سأخدمك و أخدم معشوقتي الجميلة ...
فقال لي :
أريد أن أتزوج من الشام !!!!
و سلامتكم
ملاحظة: هذه قصة واقعية و ليست خيالية - لكن فيها شوي بهار من سوق البزورية!
ياأخي ماهذا, سحرتنا أنت بكلامك الجميل, دمشق هي المسحور بك ياصديقي. أهلا بك دائما في سوريا وحياك الله والسلام عليكم