كيف الحال؟
سأعود لكم بعد أن أكتشف الصين.. ساعتين و أكون "حفظت" الصين عن ظهر قلب ان شاء الله..
يبدو أن يأجوج و مأجوج في الخارج قد بدأوا غزوهم.. يا لطيف!
أنظر من النافذة في البرج "الشعبي" الذي وضعونا فيه فأفرّ للمحطة ذعرا من الحركة الرهيبة في الخارج ما شاء الله على الوجوه الصّفر...

كنت أنظر الى القطرات الاستوائية العجيبة التي جائت من النيل مباشرة .. نهر الجنّة..(عبر سماء مكّة)...
ثم فجأة أرعدت السماء و اضطربت .. و زمجرت البقرة المقدّسة (لديهم) و غضبت و هاجت و تمرّدت لمّاّ شمّموها رائحة "المسافرون العرب" عبر الوايرلاس (الويفي.. أي الانترنت بالرائحة بدل الكابل)..
هم طبعا فهموا أنها ثارت عليهم لتركهم مسافر جديد من قبيلة أبا ضرار يدخل أراضيها المقدسة و الطاهرة و أنها -أي القبيلة- ستعكّر الشركيات و الكفريات التي يتمتعون بها من قرون..
لكني كنت قريبا منها و كنت أسمعها "بأذني هاذه و بأذني هاذه".. كانت تقول "دعوني و ربّي!! اتركوني أعبد ربي و ربكم و يكفي حمقا و سخافة.." ثم بدأت تهيج و تصرخ "أنا بقرة أنا بقرة" و هم يحرفون كلامها.. يقولون "نعم أنت آلهة أنت آلهة"..
طبعا لو كنت مكاني لكنت فعلت أكثر.. ما استطعت فعله هو أن أقنعهم بأن آلهتهم تحتاج لماساج (تدليك) في المصحة..حتى أخلّصها منهم و أخلّص نفسي من السؤال..
فبالكاد اقتنعوا..
و استلمتها منهم سعيدا..
و لم أنتبه حتى أننا كنا في مطعم للحم البقر..
و قلت كيف تركوها لمسلم يأكل لحمها؟
فأجابتني "انهم حمقى.. ألا ترى أنهم يعبدوني؟ و أنت الى أين تأخذني الآن.. انتبه لقد كنت مدلّلة بينهم..فلا.."
قلت لها "اسكتي يا بقرة.. أنت الآن بقرة فقط"
قالت "هيهيات..أنا الآن بقرة بين المسلمين.. و يكفيني فخرا أن أكون بقرة تجالس المسافرين العرب .. انتظرتكم طويلا..الحمد لله أنكم أتيتم"
قلت لها "طيب يا بقرة.. اسكتي الآن"
فقالت" مو"
" موش توّا..مازال عندي ما نقلّك"
قلت لها "بعد المغرب ان شاء الله"
قالت "نموت عليك هكاكا نحبك تفهمني يا موعز..."
"أنا موعز يا بقرة؟ اسكت توّا.."
وانلقنا الى المصحة..
مو....
(بعض الكلمات باللهجة التونسية.. رأيت طغيان اللهجة الخليجية فقلت شوية قومية يا معز و اقحم لهجة بلدك.. امزح طبعا.)

ملاحظة: اسمي الحقيقي معز.. لهذا نادتني البقرة به..

1. ففي كلتا الحالتين سينسب الخير للمسلمين هم أم نحن..

لا أدري ان كانوا درّسوهم عقيدة البقر و ان كانوا فسّروا لهم كيف يمكن لمن يعبد البقر أن يصبح المتحكم الأول في العالم بينما من يعبد رب البقر بالكاد يتخكّم في مصيره و مصير أهله (هذا في أفضل الحالات).. طبعا.. لا أتشائم و أعرف أن مدبر الكون هو الله سبحانه.. لكن عيب ..عيب كبير على المسلمين ما تسبّبوا فيه لأنفسهم من خزي و قد عزّزهم الله بالاسلام..
والله تتمنى احدى اثنتين هنا:
1. إما أن يسلم ال98 في المائة من غير مسلميهم و يتركوا عبادة البقر و البوذات (فلهم أرباب شتى.. و حتى البوذا أنواع) و النار و الفئران..على الأقل ينسب الخير و القوة للمسلمين و ان لم نكن نحن..
2. أو أن تتم صحوة على أيدينا..(تفاؤلنا كبير..والله.. بيننا هنا في المسافرون العرب من أعطاه الله المال و الذكاء و الشطارة و الحدس.. لكن يستعملهم لتجارته و بس..)

ففي كلتا الحالتين سينسب الخير للمسلمين هم أم نحن..

لكن يبدو أننا ألفنا حياة المهانة.. يبدو أننا ألفنا الذلّ و الخذلان.. و أن "البخس" جرى منا مجرى الدم.. و لا حول و لا قوة الا بالله..
المسلم الوحيد الذي تعرّفت عليه هنا .. عرفته في الطائرة.. سبحان من جمع على وجهه كل هذا السواد.. كان وجهه و العياذ بالله كأنه شيطان من الانس.. كنت أقرأ ما تيسر من القرآن عسى أن يحترم ما بيدي فيسكت و يتقي مولاه.. لكنه ما إن رأى المصحف بيدي حتى طلب قارورة خمرة و بأصابعه المصفرة و الخاتم المذهب الكبير كان يحتسي بلا رحمة و لا شفقة.. و الذي على يساري كان من هؤلاء.. تنازل عن الخمر فقط احتراما لما بين يدي.. عرف أنه مقدس لكن لم يعرف أنه قرآن..
أما هنا.. فلا داعي لأن نخادع أنفسنا.. عبّاد البقر استعبدوا المسلمين أيضا..
عبّاد البقر يسودون العالم من تحت (الآن بدأت أفهم نظرية أنهم هم يأجوج و مأجوج كم ا قال الدكتور عبد الكافي..).. ينخرون بصمت..
تركوا لأمريكا هوليود و الشهرة و السوبرمان.. و أخذوا هم زمام العالم..
أين نحن؟ أسئلة مريرة في الصين.. لكن الاجابة أكيد حلوة مثل أخي بروف2 (لأننا عباد الرحمان.. فيستحيل أن يتركنا لمرارة السؤال دون حلاوة الجواب.. و الاستجابة.. الحمد لك يا مجيب..).. يتبع ان شاء الله

أدخلت البقرة الاسطبل الملكي الفاخر..
و حاولت أن أعاملها بما تعودت عليه من أبّهة و دلال..
"بلديّة بنت بيّ"..
"نازك السلحدار في زمانها"
و تربّعت على "برمافليكس" (يعني نوع فاخر من الجراري" من العلف الحريري الفاخر..
و معمعت و بعبعت و فعفعت..
و بدأت تجتّر حكاياتها القديمة قبل أن ترد على سؤالي..
يتبع ان شاء الله لكن ليس الآن..
يجب أن أتأكّد أنّ هناك على الأقلّ متابع واحد لحكايتها.. البرستيج البقري يقتضي هذا..

ماشاء الله عليك اخى معز ( ابو زياد )
صاير اديب بعد
صدقنى انا كمان مريت بهذه المرحلة تحس ان بداخلك كلام معين تريد
قوله ولكن بطريقة مختلفة
ربى يحفظك ويخليك

مشكور اخي معز
مجهود تشكر عليه
ننتظر جديدك دائما

ابو علي.. منور الموضوع.. الله يباركلك (هو انت الي في الصورة؟)
بروفسوري المترم.. ابق معنا و سترى العجب العجاب ان شاء الله.. و لما تكون في ايو تذكر هذه القصة..