- أم المدن الذهبية .." التشيك " رحلة إلى مدينة الينابيع ذات المائة برج
أم المدن الذهبية .." التشيك " رحلة إلى مدينة الينابيع ذات المائة برج
هيا بنا نذهب اليوم فى جولة أوروبية، إلى جمهورية التشيك التى تقع وسط قارة أوروبا، والتى يمكن أن نطلق عليها " قلب أوروبا" وتحيط بها سلاسل جبلية طويلة، وتبلغ مساحتها 78,864 كم مربعاً، ويحدها من الشمال بولندا وألمانيا، ومن الجنوب النمسا، ومن الشرق سلوفاكيا، ومن الغرب ألمانيا.
تنقسم الأراضي التشيكية إلى ثلاث مقاطعات هي تشيكيا ومورافيا وسليزيا التي ندعو الزائر للتعرف على خصوصيات كل منها وهذا كله لا يستغرق وقتاً طويلاً، إذ إن السفر من أحد أطراف هذه الجمهورية إلى الطرف النهائي المقابل لا يستغرق سوى ساعات قليلة، كما أن أنهارها تجعل من ركوب السفن ومزاولة مختلف الرياضات المائية متعة لا تضاهيها متعة، أما اللغة الوطنية فهي التشيكية وهى تشبه إلى حد كبير اللغتين البولندية والروسية، إضافة إلى الألمانية والإنجليزية لغتي التخاطب الأساسيتين في مجالات الخدمات العامة والتسوق.
ومناخها هو مناخ متغير حسب فصول السنة فهو بارد شتاء مصحوب بالثلوج أحياناً، ومعتدل صيفاً مع أمطار متفرقة، وتتنوع تضاريس البلاد ما بين السهول والهضاب والجبال والوديان والأنهار والبحيرات والينابيع والشلالات، وأعلى مستوى لارتفاع الجبال في قمة جبل سنيشكا 1602متراً عن سطح البحر، وأقل مستوى في منطقة هرجينسكو 117متراً، وأشهر الأنهار فلتافا في براج، لابا ومورافا.
ومن أجمل المدن التى يمكنك أن تذهب فى جولة إليها مدينة براج الذهبية، وهي العاصمة ومن ألقابها "أم المدن الذهبية" و"ذات المائة برج"، وهى تقع على ضفتي نهر فلتافا وهي المحطة الرئيسة للسياح الوافدين إلى الجمهورية التشيكية، تمتاز بالسحر المعماري للمباني المشيدة وفق مختلف المدارس والطرز، كما أن حسن الضيافة التقليدي أضفى عليها طابعاً مميزاً لا مثيل له، مما جعلها واحدة من أجمل المدن الأوروبية، ويحيط بها التلال الخضر، وتزدهي بوجود الكثير من الآثار التاريخية كمجموعة القصور الضخمة المبنية على طراز الباروك في منطقة هرادشاني والتي تمثل بوابة مهيبة لقلعة براج التاريخية .
أما أجمل نزهة في براج فهي على جسر كارل الذي يعتبر حالياً موقعاً لفناني وموسيقيي الشوارع، كما يعتبر حي المدينة الجديدة "نوفي مييستو" وساحة "فاتسلافسكي نامييستي" المركز التجاري الرئيس للعاصمة، إضافة إلى أهم الفعاليات الموسيقية فيها وهو مهرجان ربيع براج الموسيقي ومهرجان موسيقى الجاز، إضافة إلى العديد من المسارح والمتاحف والمعارض التي تزيد من فرص التمتع بالثقافة.
ولا ننسى فى جولتنا محبى التاريخ القلاع والقصور التاريخية، حيث تعتبر القلاع والقصور التاريخية ثروة ثقافية ضخمة، وأشهر هذه القلاع قلعة "كارلشتاين" التي أمر بتشييدها القيصر والملك كارل الرابع كخزنة لحفظ مجوهرات التاج القيصري، لكن أهمها هي قلعة "زفيكوف" في جنوب البلاد، وقلعة "كرشيفوكلات" الملكية التي تحتضنها وتخفيها عن الأنظار مساحة شاسعة من الغابات الكثيفة، أما قلعة "كوست" فهي محفورة في صخور المحمية الطبيعية التشيكية الرائعة "تشيسكي راي"، وعلى مقربة من كارلوفي فاري تقع واحدة من أقدم القلاع التشيكية على الإطلاق وهي قلعة "لوكيت".
وتجد بين قصور تشيكيا الأوسع شهرة وشعبية المباني المشيدة على الطراز الروماني في النصف الثاني من القرن التاسع عشر، وتبدو تلك القصور أسطورية بكل معنى الكلمة، ونذكر منها قصر (هلوبوكا ناد فلتافو) وقصر (ليدنيتسه) الواقع في جنوب مورافيا على الحدود المشتركة مع سلوفاكيا والنمسا، وهذا القصر محاط بمساحة هائلة من البحيرات والبساتين والعديد من المباني الأثرية الصغيرة.
ولثراء المصادر الطبيعية للمياه المعدنية والمياه الجوفية الساخنة وطمي المستنقعات الشافية يتم استخدامها في 36 مصحة للعلاج الطبيعي التي تعالج أمراض الأطراف وأعضاء الحركة، مروراً بأمراض الجهاز العصبي وانتهاء بالأمراض الجلدية، حيث توفر التجهيزات الحديثة العديد من فرص الراحة المرتبطة بالنشاط المفيد وتحسين اللياقة البدنية والنفسية والتمتع بالعديد من الفعاليات الثقافية.
تقع مصحات (ياخيموف) للعلاج الطبيعي غرباً في واد عميق غاص بالغابات على سفوح جبال (كروشني هوري) وعلى ارتفاع (650) متراً فوق سطح البحر، وبفضل اكتشاف كميات كبيرة من الفضة في المنطقة أصبح من حق مدينة ياخيموف صك العملة (التولار الياخيموفي الشهير)، كما أنه في هذه المنطقة عثر الزوجان (بيير وماري كوري) الحاصلان على جائزة نوبل وعزلا أول العناصر المشعة المكتشفة في تاريخ علم الكيمياء (الراديوم والبولونيوم).
وكذلك يمكنك أن تزور مدينة الينابيع، وهى ماريانسكي لازني غرب الأراضي التشيكية في واد جميل واسع ومفتوح المداخل على ارتفاع يتراوح ما بين 567-626 متراً فوق سطح البحر، ويصل عرض الشريط الأخضر من الغابات الخاضعة للعناية المركزة والمار حول المدينة السياحية إلى 20 كيلومتراً، وبه تمتد شبكة من الطرق والأزقة المحاطة بصفوف الأشجار، وتتمتع هذه المدينة بشهرة عالمية سواء كمركز هام للعلاج الطبيعي أو كمدينة ذات بانوراما ساحرة من الطبيعة والمباني والطرقات، وتتدفق المياه الجوفية من نحو 100 ينبوع ومصدر للمياه الحمضية المخصبة بالحديد والمتنوعة التركيب الكيميائي، ويتميز بصفة خاصة في قلب المدينة شارع مكسيم جوركي ذو الأشجار المصفوفة على جانبيه، وتمثل نافورة الطرب أحد المعالم الطريفة التي تقدم للزائر تجربة خاصة من نوعها بفضل عروضها الجامعة بين الموسيقى والأضواء.
إنتهت جولتنا فى هذه المدينة الأوروبية الرائعة، التى تشعر فيها بنوع من الهدوء تارة، وحيوية ونشاط تارة أخرى لتتمتع بجولة سياحية خاصة.