1. مهرجان جرش سيكون مختلفا في الشكل والمضمون

مهرجان جرش سيكون مختلفا في الشكل والمضمون

تدب الحياة ثانية في أوصال مهرجان جرش في الفترة من 21 تموز (يوليو) إلى 11 آب (أغسطس) المقبلين، بعد الإعلان عن تشكيل لجنة عليا للمهرجان برئاسة العين د.فايز الطراونة الذي يعقد مؤتمرا صحافيا الأسبوع المقبل يتناول فيه تفاصيل وفعاليات الدورة الجديدة للمهرجان بعد توقف استمرَّ ثلاثة أعوام.
وألغي مهرجان جرش بعد دورته الخامسة والعشرين في العام 2007، واستبدل بمهرجان الأردن خلال الفترة من 2008 إلى 2010، الذي جوبه بانتقادات واسعة لجهة كونه صورة كاملة من الاختزال والتقليص في أشكال الفعاليات، واقتصار الأنشطة على أصناف من الحفلات الفنية لكبار النجوم، والاهتمام باسترضاء الجمهور المنتمي إلى الطبقة الاقتصادية الغنية.
وكان مجلس الوزراء قرَّرَ في جلسته التي عقدها مساء أول من أمس، الموافقة على تشكيل لجنة برئاسة الطراونة وعضوية كل من وزير السياحة والآثار، ووزير الثقافة، ووزيرالدولة لشؤون الإعلام والاتصال، وعقل بلتاجي، وشبيب عماري، وزياد المناصير، وممثل عن القوات المسلحة الأردنية، ورئيس بلدية جرش، والفنانة قمر الصفدي، للإشراف العام على مهرجاني جرش وعمان، والتنسيق مع كافة مهرجانات المملكة.
وزير الثقافة طارق مصاروة أكَّدَ أنَّ المهرجان هذا العام سيكون "مختلفا ونوعيا ومتقدما بالشكل والمضمون عن الأعوام السابقة"، لافتا إلى رصد ميزانية كافية تعزز الحوافز، وتنمِّي الإقبال لدى كل من سيعمل بالمشروع وتنصفه.
وعبَّرَ مصاروة عن حرصه على ضرورة مشاركة رابطة الكتاب في المهرجان عبر خبرتها، وكذلك نقابة الفنانين اللتين اعتبرهما "بيتَي خبرة لا بد من الاستفادة منهما في مجالاتهما"، مبرِّراً عدم تواجدهما في اللجنة العليا لإدارة المهرجان بكون اللجنة ليست "جهة تمثيلية للنقابات أو لهيئات أو مؤسسات المجتمع مدني، ولا يفترض أن تكون كذلك".
رئيس رابطة الكتّاب الأردنيين القاص سعود قبيلات أعاد التذكير بموقف الرابطة الذي اعترض طويلا على إلغاء مهرجان جرش، من خلال العديد من الفعاليات والأنشطة، والموقف المتكرر في البيانات والمؤتمرات الصحافية المختلفة.
وأعلن قبيلات ترحيبه بعودة المهرجان "من حيث المبدأ"، مبدياً ملاحظته بتغييب الرابطة عن اللجنة العليا لإدارة المهرجان ما يعتبره "تعارضا بشكل صارخ مع دفاع الرابطة النشيط واللافت عن المهرجان حين كان مستهدفا".
وتابع أنَّ الخطوة "تتناقض تماما عما يجري من حديث عن إصلاح سياسي حقيقي ومضي في التنمية السياسية التي من أبسط صورها أنْ يتمَّ الانفتاح على المجتمع المدني بكلِّ مؤسساته وشرائحه وإعطائه الدور الذي يستحقه".
واعتبر أنَّ الحكومة قامت بتشكيل هيئة رسمية غير متخصصة لإدارة المهرجان، مستبعدة الرابطة ونقابة الفنانين ما يعني وفق قوله "أنَّ الامر لا يبشر -في المدى المنظور -بسير المهرجان بصورة سليمة ونحو الأهداف والصورة المثالية التي نحلم بها".
وكشف قبيلات عن علمه بأنه تم استبعاد الرابطة والنقابة ب"شكل متعمد لا من باب السهو أو من باب آخر"، معتبرا استبعاد الرابطة مرده "عدم قدرة الحكومة على التعامل بانفتاح مع مؤسسات المجتمع المدني"، ومرده أيضا الضيق ب"الرأي الآخر".
مجلس نقابة الفنانين الأردنيين انعقد في اجتماع طارئ يوم أمس برئاسة نقيب الفنانين على ضوء إقصاء النقابة من اللجنة، ولكونها حسب النقابة "بيتا للخبرة والجهة الرسمية الوحيدة المعنية بالشأن الفني".
وقال نقيب الفنانين حسين الخطيب ل"الغد" إنَّه في الظروف السائدة والأعراف المرعية هناك أساس قائم وراسخ في التعامل بين النقابات واعتماد بقائها حاضرة في مجالاتها، وما يتعلق بمحطات خبراتها كونها بيوت الخبرة التي ترفد المشاريع وتدعمها.
وأبدى استغرابه من استبعاد النقابة عن مهرجان فني، متسائلا عن الجوانب التي من الممكن أن تدعى إليها النقابة وتشارك فيها، إن لم تكن الفن فهل ستكون في لجان اقتصادية أو تجارية لا تربطها بها أي اهتمامات أو قواسم خبرة وتاريخ.
ردود الفعل على تشكيل لجنة المهرجان، انتقلت إلى مدينة جرش حيثُ يقام المهرجان، حيثُ تجمهر المئات أمام مبنى المحافظة مستنكرين استثناءهم من اللجنة التي تنظم فعاليات المهرجان.
وطالب المعتصمون، الذين يمثلون فاعليات شعبية ورسمية، أنْ يتمَّ إشراك ما لا يقل عن 50 % من اللجان العليا من أهل جرش وممثلين من الفعاليات الشعبية والرسمية من المحافظة، مبدين اعتراضهم على مشاركة رئيس بلدية جرش الكبرى فقط في اللجنة.
بدوره وعد محافظ جرش مازن عبيدالله خلال لقائه تلك الفعاليات بمخاطبة الجهات المعنية ونقل مطالبهم في أسرع وقت ممكن، لتنفيذ ما يمكن تنفيذه منها.
عن "الغد" الأردنية