السعودية المسافرون العرب

أكتشف العالم بين يديك المسافرون العرب أكبر موقع سياحي في الخليج و الوطن العربي ، يحتوى على أكبر محتوى سياحي 350 ألف استفسار و نصائح عن السفر و السياحة, 50 ألف تقرير سياحي للمسافرون العرب حول العالم و أكثر من 50 ألف من الاماكن السياحية و انشطة وفعاليات سياحية ومراكز تسوق وفنادق، المسافرون العرب هو دليل المسافر العربي قبل السفر و اثناء الرحلة. artravelers.com ..
نهاية الرحلة
11-11-2022 - 07:42 am


التعليقات (9)
نهاية الرحلة
نهاية الرحلة
  1. قرب مكان الآثار وجدنا هذا المنزل جانب هذا الفطر الصخري وأخشاب العرعر


الجزء الثالث
رحلة شرقة آثار الكف والهياكل العظمية
أهلا وسهلا بكم
سنتناول في هذه الرحلة وعورة الأرض وتكيف الإنسان ( همم الرجال تدك الجبال ) وأساطير خرافية وهياكل عظمية آثار أكل عليها التاريخ وشرب
موقع الرحلة ( شمال شرقي جبل القهر ) زهوان :
موقع رحلتنا في الجزء الثالث شمال شرقي زهوان موقع الدائرة في الصورة الجوية
خط السير الأحمر مسار الرحلة نحو شرقة إلى اليمين
موقع الهدف من الرحلة زيارة الآثار القديمة الكف والمقبرة ذات الأساطير القديمة
توجهنا شمالاً في جبل القهر قاصدين مكان تحكي عنه أساطير وهمية وإدعاءات وخرافات صنعها الجهل قديماً ... مررنا بطرق وعرة شقها الإنسان وصنعها بيده دون استخدام الآلات وهذا أوج الجبروت والهمة التي رأيتها ولم أكن أتوقعها فعلى شدة الوعورة تأتي قوة وعزيمة أهلها.
مررنا بقرى صغيرة ومزارع بسيطة ... أهمها على طريقنا قرية الواديين التي قابلنا فيها ولداً عمره 12 سنة لم يلتحق بالمدرسة بسبب بعدها ووعرة الطريق التي تأخذ الأنفاس إليها.. أهل هذه القرى ذو كرم وأخلاق عالية ونسائهم ذو عفة وحجاب كامل ... والكل محافظ على الصلاة وسيماهم في وجوههم ... نحسبهم والله حسيبهم.
نهبط من ارتفاع 1900م إلى 1500م تقريباً ونحن على هذا الجبل في طريق وعرة
نشاهد من الأعلى الطريق الوعرة التي نحتها الإنسان في هذه العقدة من الأخاديد والقبب الصخرية
نسير ببطء وحذر ونشاهد أعمدة الكهرباء الحديثة التي لم يوصل بها التيار بعد
ما شاء الله والله أكبر ( صور تجسد جهد الإنسان في نحت ورصف ورسم هذا الطريق شديد الوعورة ... تكيف الإنسان مع بيئته بشكل قوي )
قبل الوصول إلى الواديين مررنا ببقال في غرفة حجرية تزودنا منه ببعض المؤن ولم نجد لديه ماء وعندما سألنه استنكر ذلك وقال الجو بارد والماء في كل مكان... وسألنه إبريقا ولم نجد ... فسرنا بعده إلى مفرق الطريق يمين الواددين ويسار إلى شرقة والشامية حيث الآثار قي شرقة .. ومفرق شرقة نحو الآثار من طريق الشامية غير واضح لأن السير على صخور صماء ملساء ولكن هذه إحداثياته N17.40.155 - E042.54,702
نسيت أن أخبركم بأننا فقدنا إبريق الشاي عندما كنا جالسين نشرب الشاي في حافة الشرف .. الأمر الذي ضاقت له صدورنا وجعلنا نطبخ الشاي في قدر الطعام ... ولكن هنا على طريق شرقة حلت المشكلة حيث وجدنا غرفة مهجورة دخلها صديقي خالد ووجد فيها إبريق أكل عليه الزمان وشرب وربما مضى عليه سنوات وهو لم يستعمل ... استعرناه من تلقاء أنفسنا وسار معنا الرحلة وبعد أيام عدنا به إلى مكانه أثناء رجوعنا.
مررنا ببعض المزارع على طريقنا وهي مهملة لتأخر سقوط الأمطار
البقالة التي مررنا بها على الطريق
صورة للبقال الذي ابتعنا منه المؤن ولم نجد عنده ماءً ولا إبريق
تزودنا من خزان الماء العذب الذي تملأه مياه الأمطار من سطح الغرفة
صورة من الداخل للغرفة التي استعرنا منها إبريق الشاي
محدثكم يرتاح بعد أخذ بعض الصور والقياسات ويتأمل في طبيعة الأرض المعقدة
تشتد الطريق وعورة قبل وصول الهدف انظر الطريق ينحدر بشدة في وسط الصورة
توقفنا للراحة فالجميع هلك حتى السيارة التي أسأل الله أن يحفظها أين ما سارت فهي الراحلة ورفيق الدرب وسفينة الصحراء التي لا تعتذر عن الوجهة .. ما شاء الله
ونحن نسير نحو شرقة توقفنا للراحة ورأينا هذا الرافد الذي يرفد وادي بيش العملاق
في هذا المكان الجميل استرحنا لبعض الوقت
صورة محدثكم في مثل نفس الوقت قرب المكان من الأرشيف قبل 4 سنوات
صورتين توضح عوامل التعرية في نحت الصخور
صورة لقرية الواديين التي صادفنا فيها الولد المنقطع عن المدرسة

قرب مكان الآثار وجدنا هذا المنزل جانب هذا الفطر الصخري وأخشاب العرعر

وحول موقع الآثار تشتد الطريق وعورة حتى أن الإنسان نحت بعمق في الصخور حتى شق الطريق الذي يمر نحو الآثار...
وعن أسطورة الكف المرسومة في الجبل ... ( يقول السكان بأنه تواترت عن الأجداد ومن علو قبلهم بأن هناك رجلاً جعل ناقة للخير فكل من يمر بها يشرب الحليب بعد حلبه ثم يعيد الشمالة على ضرع الناقة ... وذات يوم أتى من شرب ولم يعد الشمالة على الضرع فشرب ابن الناقة حتى خرج الدم من ضرعها وأتى صاحب الناقة ووجدها قد ماتت فصاغ الدم بما وجد من اللبن وضرب بكفه على الجبل .... ) وهذه من قصص الأولين. حتى أنهم قالوا إن ناقة صالح كانت هناك وهذه مغالطة تاريخية. كما قيل لي مثل ذلك في عمان وفي سيئون باليمن. والصواب في مدائن صالح بالعلا.
وعن الجماجم والهياكل البشرية ... فهي مقابر بشرية تجمع جثث الموتى فيها لتعذر الحفر في الصخور ... والله أعلم.
نواصل إلى الآثار مع هذه الصور :
صورة للطريق الذي حفر بعمق باستخدام المعاول والأيدي البشرية
صور للكف الأثرية التي نقشت منذ مئات السنين على الصخر كما يروى ذلك
صورة لمكان يعتقدون أنه مذبح الناقة يكثر فيه الرماد والركام
صورة للمقبرتين الأولى للكبار الصديق خالد يلقي عليها نظرة عن قرب والثانية للأطفال
صور للعظام والجماجم كما تبدو من أعلى حائط المقبرة رحم الله أصحابها رحمة واسعة
إحداثيات مكان الآثار N17.39.160 / E042.55.280
إلى هنا انتهى الجزء الثالث من الرحلة
تقبلوا تحيات محدثكم حمد العسكر وإلى اللقاء في الجزء الرابع http://travel-end.com/mm8D.htm من الرحلة

نهاية الرحلة
نهاية الرحلة
  1. رحلة ألوية والشامية ومطل القوس العظيم

  2. أهلا وسهلا بكم

  3. صور لحملين يقفزان فزعاً منا


الجزء الرابع

رحلة ألوية والشامية ومطل القوس العظيم

أهلا وسهلا بكم

سنتناول في هذه الرحلة مواصلة الطريق نحو شمال الجبل وكيف تشتد الوعورة ويعيش السكان في عزلة أبعد ما تكون عن العالم، سنرى خلال الرحلة كيف بنيت الطريق وكيف الخير وصل إلى هناك وقمة التناقض بين البدائية وعالم الخلايا الشمسية كما سنرى أبعد مدرسة عن الحياة اليومية وعلامة استفهام إلى معلميها ... ثم نتجه لنبيت على حافة أسميتها مطل القوس العظيم وقصة المغامرة عند الساعة 12منتصف الليل لنزول الحافة سيراً على الأقدام .
موقع الرحلة في أقصى الشمال من القهر ( زهوان )
في الصورة نشاهد موقع الرحلة ومكان الجلوس على المطل الشاهق العظيم
صورتين توضح شدة وعورة الطريق الذي نحته البشر ... وآخر بنوه بناءا بالحجر
سبحان الله العظيم الذي أمر الإنسان بعمارة الأرض وجعل له فيها سبل ومعايش
يستغل الإنسان البرك لحجز مياه الأمطار والاستفادة منها في الشرب والغسيل
استغل الإنسان خام البيئة في بناء مسكنه واستغل الكهوف والشقوق ليستفيد منها

صور لحملين يقفزان فزعاً منا

مدرسة الشامية المبنية من الحجر والمكسوة بالجبس .. يحتاج وصول المعلم إليها أكثر من 5 ساعات عبر الطرق الوعرة في أكثر من 20كم من مركز الريث إلى أقصى نقطة في العزلة الجغرافية.. يقال بأن زيادة رواتب المعلمين هنا تتجاوز 50% بدل نائي وأنا أقول هذا لا يكفي ولو بلغت 100% لما رأيته من قسوة ومنعة ومخاطرة ... وتشكر حكومتنا على هذه الجهود التي بذلتها لتعليم وتنوير السكان هنا.
تمنيت لو ألتقي ببعض المعلمين لأجري معهم بعض المناقشة حول معاناتهم وما يدور بخلدهم وحول ما وضع عليه علامة استفهام في الصورة .. كان الله في عون الجميع.
صورة لمولدات الكهرباء لهذه المدرسة التي تصارع البقاء
من إحدى النوافذ صورة لقاعة الدراسة والتي تحكي قصة 8 طلاب ومعلم بائس وسبورة خاوية وطباشير على ما أعتقد من جبس الجدار.
أحياناً يجتمع النقيضين جزا الله خيراً من بني هذا الجامع وزوده بخلايا شمسية تمده بالطاقة
توجهنا بعد ذلك إلى شمال الشامية باغين مطلاً عظيماً لم نعرف له اسماً حتى من المحليين فأسميته مطل القوس العظيم ... ارتفاعه يصل إلى أكثر من 1900م ويشكل قوساً زاويته تقترب من 90ْ درجة ويفتح نحو الشمال الغربي - انظر الصورة الجوية أعلى - ... لتخرج منه العديد من الروافد التي ترفد وادي بيش العملاق.
كنا ننوي المبيت فيه لولا ما حدث لنا هناك في منتصف الليل ... فقد وصلناه عصراً وقمنا بإخراج المؤن والطعام على حافة المطل وأوقدنا نارنا واستخدمنا إبريق الشاي المستعار السابق ذكر قصته ... بعد غلي الماء فيه قرابة نصف ساعة للتعقيم ... في جو قل نظيرة وفي شعور بعيد عن الضجيج والكآبة كله تأمل في خلق الله وتعجب واستشعار لعظمة الخالق سبحانه وتعالى ... وإحداثيات المطل هي N17.42.100 - E042.53.247.
وأما ما حدث فكالتالي ( من المعلوم أن أهالي الجبال ينامون مبكراً بعد صلاة العشاء ... يساعدهم على ذلك عدم توفر الكهرباء ... وعندما كنا نجلس على حافة المطل كنا نرى في الأسفل بالمنظار قرية صغيرة .. يتعذر الوصول لها بسبب السفح الشاهق ... وقد علمنا من رجل أثيوبي يعمل بإحدى مزارع الشامية .. أنه يوجد طريق في حافة السفح قربنا يوصل إلى تلك القرية وهو خطير بعض الشيء لمن لا يعرف التسلق والسير في الحواف .. سمر معنا الرجل الأثيوبي موسى وعندما ذهب للنوم ... وفي حوالي الساعة 11 والنصف ليلاً ، اقترحت على صديقي خالد أن نأخذ سلاحنا وكشافاتنا ونذهب للنزول عبر هذا الطريق العجيب ... حتى نصل أسفل السفح لإحياء روح المغامرة ومحاولة تلمس جنح الظلام.. ثم نعود للنوم في مكان موقد نارنا.. ما كان منه إلا أن قال كنت أفكر بنفس الذي قلت ... حملنا مصابيح إضاءة قوية - كنا نكبس بها للقرية أسفل ويرد علينا أحدهم بنور سيارة - سرنا نحو طريق الحافة والذي يبعد عنا حوالي 300م .. وكنا نسير على ضوء القمر ونتبادل الحديث ... وقبل الوصول بقليل لفت انتباه خالد حركة مريبة لثلاثة أجسام بشرية ... ولاحظت ذلك بلمح البصر ... وهنا يلعب عنصر المفاجئة دوره فمن يستخدمه يهلك الطرف الآخر .. وبحكم الخبرة ... هاجم خالد أولائك بالصوت المرتفع ( السلام عليكم لم يردوا فكرر ذلك - وألحقت أنا الصوت بالإنارة المحرقة للعيون مباشرة .. فما هي إلا لحظات وإذا بنا نرى 3 أشخاص يجلسون وقد بدا عليهم مظهر الاختباء لأنهم كانوا يسمعون أصوات حديثنا قبل وصولهم فسارعوا للجلوس ... رأونا فردوا السلام وكان عليهم مظهر الارتباك الشديد ... أقبلوا نحونا ونحنا مستمرين نزولاً تدريجياً نحوهم ... كانوا يلبسون اللبس البدوي ... الوزرة الحوك والمصنف والشميز ... لما رأيتهم عرفت أنا غايتهم مباشرة وذلك من خلال خبرتي ودراستي للحياة الاجتماعية لسكان الجبال في الريث وبني مالك والأسود والحشر ... فلم أوجس منهم خيفة ... أما زميلي خالد فقد بدا له نظرة أخرى لعدم إلمامه بعادات وتقاليد هؤلاء الناس البدو.. سلموا علينا وقفز أحدهم بالقرب مني وكانوا جميعاً ينظرون إلى المسدس الذي كنت أحمله فوضعت يدي عليه لأزيد الموقف تعقيداً ... كان أحدهم وهو أكبرهم مشحون ويتنفس بسرعة ويكشف عن صدره ... وهو يحمل جنبية بطول نصف متر ( والجنبية هي سلاح أبيض أطول من السكين وأقصر من السيف ) .. وكان يحاول أن يظهر سلاحه لنراه وعين حاله تقول إياكم أن تقدموا على شيء. دار حديث سريع بيني وبينهم من أنتم؟ نحن لدينا عمل ومسح للمنطقة. من فين ؟ من ها الديار؟ لا منت من الريث ... الحديث سريع والموقف كان مريباً ... فما كان من خالد إلا أن تراجع نحو حصاة مرتفعة والجميع بدأ كل يبتعد لتتسع الدائرة بعد أن كنا متلامسين نتصافح ... يدي على مقبض سلاحي رغم أني مطمئن كل الطمأنينة نحوهم ... خالد يناديني تعال بسرعة انصرفت إليه وقبل ذلك قلت لهم تأمرونا شيء قالوا: سلامتكم لكن إذا رآكم أحد غداً وسألكم رأيتم أحداً قولوا لا ما رأينا أحد . قلت لهم اتكلوا على الله ما شفناكم.
انصرفت نحو خالد وسرنا عكس اتجاههم ... وأخذ خالد يسر إلي ألم تحس فيهم الغدر ... ذهب خالد إلى ابعد مما تصورت ... وكان يحق له ذلك ... فقد اعتقد أنهم رأوا نارنا وموقعنا وهم بالأسفل وأتوا لغاية سرقة أو خيانة ... أصر خالد على رأيه ....
ففسرت لخالد ما علمته وفهمته عن هؤلاء فأقنعته بشكل كبير ... ولكن رغم شكه الذي بقي نسبة 2% آثرنا ترك مكاننا وبحثنا عن مكان آخر لنبيت فيه.
أما فيما يتعلق بهم فالأصل حسن الظن ولكن هناك عادة قديمة متوارثة عند بعض بدو أهل الجبال ( أتحفظ عن ذكرها هنا ) تنتشر بين الشباب ومن كلا الجنسين وقد كان أولائك ذاهبون في طريقهم لغايتهم ومبتغاهم ففاجأنهم دون قصد فأرعبناهم وأربكناهم وأقلقونا .. وهذه العادة من خلال دراستي للحياة الاجتماعية لسكان الجبال هي عادة عفيفة عندهم رغم رفضها في مجتمعات أخرى ... أسأل الله أن يعفو عنا وعنهم وعن كل مسلم. )
في الطريق دائما تعترضنا هذه الفواصل الصخرية الغريبة بين طبقات الأرض والتي قد تمتد لمئات الأمتار ... وهي فواصل من الصخور المتحولة
الجلسة قبل غروب الشمس على مطل الحافة الجميلة حافة القوس العظيم
الصديق خالد وهو يقوم بعملية تعقيم الإبريق المستعار في ذرى النبات
الإبريق ورائحة الشاي التي تصدع في الرأس في مكان يشرح النفس ويعمل العقل
كأس من أجود أنواع الشاي الإنجليزي في أبعد نقطة عن عالم الحضارة بجبل القهر يشعرك بجنون العظمة
محدثكم وأخوكم الباحث الجغرافي حمد العسكر ومع أحلى الأماني للجميع
إلى هنا انتهى الجزء الرابع من الرحلة
تقبلوا تحيات محدثكم حمد العسكر وإلى اللقاء في الجزء الخامس http://travel-end.com/mm8E.htm والأخير من الرحلة

نهاية الرحلة
نهاية الرحلة
  1. رحلة الوصول إلى نوعة "قمة الشرف" وعبور أخدود وادي ( قني فين )

  2. أهلا وسهلا بكم

  3. من قمة الشرف يمكن مشاهدة جبل المائدة القهرة بوضوح تام

  4. المرحلة الأخيرة من الرحلة والجن بين الواقع والخيال


الجزء الخامس

رحلة الوصول إلى نوعة "قمة الشرف" وعبور أخدود وادي ( قني فين )

أهلا وسهلا بكم

في هذه الرحلة قررنا استبدال لباس الرياضة والرحلة باللباس السعودي الأخف وزناً والأكثر استخداماً مع الكنادر الجبلية وشنطة الرحلة الخاصة ... وقد تعمدنا ذلك لعلمنا اليقين أن الشماغ والعقال من الوسائل المساعدة على التسلق وبعث روح المعنوية في النفس ... والثوب متعدد الاستخدامات خفيف الوزن ... يمنع تجمع العرق الذي يزعج المتسلق ووسيلة للتنشيف وحمل الأغراض الخفيفة التي نحتاجها قريبة من اليد... ومن خلال هذه الرحلة ثبت لي بالتجربة أن الرحلة بالثوب والشماغ والعقال أفظل بكثير من البنطلون والفنيلة وأكثر نفعاً وفائدة. شرط معرفة بعض القواعد مثل ربطة الثوب ووضعية الشماغ وحمل العقال. وهذه الرحلة خير برهان. وقد حملنا معنا أجهزة تصوير وطعام وماء كافيان وسلاح للحماية وبعض الإسعافات الأولية.
هذه الرحلة كلها سير على الأقدام في أوعر منطقة تضاريسية في المملكة النزول من ارتفاع 2100م إلى 1000م في أخدود "قني فين" ثم الصعود مرة أخرى والالتفاف نحو السفح الغربي للشرف غربي القهر حتى بلوغ قمة نوعة 1900م والعودة نحو نقطة البداية عبر طريق آخر.. تصادف في هذه الرحلة الجن الجن.
الهدف من هذه الرحلة مشاهدة الجبل المائدة جبل القهرة من جهة الشرق والذي يتعذر رؤيته من مكان آخر بوضوح كما يشاهد من قمة الشرف
ستناول في هذه الرحلة مشاهد لأكثر الأخاديد عمقاً بالمملكة بعد أخدود لجب الذي يقع شرق جبل القهر والذي أفردت له موضوعاً خاص تحت عنوان ( وادي لجب الصدع ألانكساري في أقدام جبال القهر http://www.travel-end.com/ ) كما سنشاهد أقدم طرق الراجلة التي صنعها الإنسان ليسير عليها في هذه المناطق الوعرة مستعيناً بالحجارة والأخشاب في بنائها... وسنشاهد كذلك بعض الحيوانات الأليفة التي تعيش في سفوح الجبل ... وبعض النباتي الطبيعي الجميل ... وبعض تجمعات الماء الطبيعية "البرك" في حواف وسفوح الجبل. كما سنشاهد ساكني الكهوف وحب صحبة الجماجم البشرية.. وسنشاهد أوعر طريق بدائي عبر السفح نصعده بواسطة الخشب والحبال.. وغير ذلك.
موقع الرحلة :
هذه الرحلة في الجزء الغربي من جبل القهر شمال رحلة الوبقة ... ومن خلال الصور الفضائية التالية يتضح مسار الرحلة.
صورة جوية توضح قمة نوعة "الشرف" وجبل القهرة المائدي
اللون الأحمر مسار الذهاب والأزرق مسار العودة وهناك قمة نوعه شرقية وغربية

من قمة الشرف يمكن مشاهدة جبل المائدة القهرة بوضوح تام

صورة مقربة لمكان الرحلة من اليمين هبوط الأخدود والسير حتى القمة أقصى اليسار ويظهر في وسط الصورة قمة نوعه الشرقية التي سنلتف حولها عند الرجوع ويحدها أخدوديي قني فين من الغرب ورافده نحو الشرق كما سيمر معنا في الصور
صورة لمخطط الرحلة المثيرة لاحظ عمق الأخدود العظيم "قني فبن"
قبل بداية الرحلة بليلة مررنا بهذا المطعم البدائي ذو الطعم والنكهة الإريترية
هذه بداية الطريق التي هبطنا من خلالها وتلاحظ شدت الوعورة
جمعنا قبل أيام لياقة كافية والحمد لله أفادتنا كثيراً في هذه الرحلة
نستعين أحيانا بالأخشاب عند الحاجة وتقدير العين للمسافات
نجد بين الحين والأخرى طرقاً قديمة مرصوفة بالحجارة و الأشجار
نبات الصبار الجبلي وتبدو خلفه قمة الشرف نوعه الشرقية وخلفها نوعه الغربية وهي بعيدة ليست على حقيقة المنظر
أحيانا تعيق طريقنا النباتات والأشواك ونمر على جداول مائية بين الصخور
عندما نتعب نستريح في ظل الحواف - صورة باستخدام المؤقت من الكانون
صورة تعطي مثالاً للسير في حواف السفح نزولاً نحو أخدود قني فين
في هذه الصورة نلاحظ شدة الانحدار وقد ازدادت نحو الشكل العمودي
يزداد الانحدار وتزيد المخاطرة ويبدأ دور العقل والتفكير والحذر بعد التوكل على الله، في هذه الصورة نستخدم ضغط الأقدام والأيدي في الشقوق
مررنا بهذا الشرخ في الجبل والذي يقسمه لجزئيين في الجهة المقابلة وفي الجهة التي نقف عليها
الأرقام 1 أخدود يرفد قني فين - 2 وادي قني فين - 3 قمة الشرف "نوعه" الغربية
حاولنا البحث عن طريق فلم نجد .. فما زال أخدود قني فين سحيقاً نحو الأسفل
تواجهنا دائماً مشكلة الصخور القبابية ذات النهاية الحادة مما يجعلنا نعود للخلف
بعد أن وصلنا إلى هذا المكان توقفنا أمام هاوية وخلفنا الرجوع متعب .. ولحسن الحظ سقطت من يد خالد إحدى الكاميرات الرقمية نحو شرخ في الجبل إلى يسارنا وعندما اقتربنا منه عثرنا على شجرة يزيد طولها عن 8 أمتار قد خرجت من هذا الشرخ فاستخدمناها للنزول لجلب الكاميرا ووجدنا بعدها طريقا وان كان وعراً إلا أنه حل المشكلة. نواصل مع الصور.
وصلنا إلى طريق مسدود جلسنا نفكر حتى توصلنا إلى حل أغنانا عن العودة والبحث
بدأ خالد بالنزول عبر جذع الشجرة الذي يزيد طوله عن 8م
ثم تبعته أنا بعد أن أنزلنا حقائب الرحلة بواسطة ربط الشماغين بها
في الأسف عانينا قليلاً من هذه الأشواك
ثم نزلنا عبر جذوع وعروق الأشجار المعمرة التي توغلت أسفل للبحث عن الماء
اضطررنا مواصلة النزول عبر هذا الشق 12م مستخدمين ضغط أجسامنا على الحافتين
للحذاء والخبرة وقوة القلب دور قوي في تحدي الصعاب بعد التوكل على الله
ما زلنا نهبط نحو الأخدود مستخدمين شتى الطرق
أخيراً هانحن في قاع الأخدود وادي قني فين والذي لا يزيد عرض مجراه عن مترين
فيه بعض المياه والكثير من النباتات الطبيعية والروائح الزكية
وها هي الجهة المقابلة يتوجب علينا صعودها وتبدو أقل وعورة من الجهة الشرقية
خالد يمسك بقربة ماء قديمة عند رجل من أهل المنطقة اسمه موسى كان جالساً مع قريب له اسمه مزعوي في هذا الكهف المطل على الحافة الغربية وقد رفضا تصويرهما وسمحا بتصوير المكان
بعد ذلك سرنا غرب الحافة نحو قمة الشرف فمررنا على هذا الثور في حافة السفح
وقد كان بصحبته زوجته السيدة بقرة حيث يتوفر لهما الكلأ والماء والهدوء
باتجاه القمة مررنا بالعديد من برك الماء العذبة توضأنا من هذه لأداء صلاتي الظهر والعصر، إلى الأعلى واليسار تستمر الحافة الإنكسارية بينما يشقها هذا الممر الجبلي
.
مررنا بطرق مرصوفة من جديد غاية في القدم
حافة الجبل عن يمننا والسفح عن يسارنا ونحن نسير نحو القمة-انظر خطوط السير السابقة وإلى الأسفل نشاهد الروافد التي تتكون من سفوح هذا الجبل الأخطبوطي
حيرتني هذه الطرق القديمة المصنوعة في هذا السفح والتي سهلت علينا السير كثيراً
عاد الغطاء النباتي من جديد بلونه الأخضر عندما ارتفعنا نحو القمة
يضيق الطريق ويصبح الغطاء النبات من العوائق الخطيرة في حافة السفح
تعود الأخاديد لتقطع الطريق لكن وجدنا الإنسان قد صنع جسورا خشبية سهلت المهمة
في الخلف الحافة الشرقية التي قدمنا منها.. هنا نجد نباتات العرعر أخشاباً ميتة
وجدنا في القمة أشجار شوكيه أوبرية وأخرى أحراش وجنبات متعددة
صور لمحدثكم مع صديقه خالد في أعلى القمة.. ونشاهد في الخلف مزيداً من الأخاديد
في أعلى القمة وجدنا برك مائية عذبة سبحان من كونها
وهذه بركة أخرى على حافة السفح - الصورة مقربة
وها هو نحو الغرب مشهد جبل المائدة جبل القهرة الجبل العظيم في أقرب وأوضح صورة له من جهة الشرق ..
ونحو الجنوب نشاهد عفريت الجبال الجبل الأسود يطل من بين السحاب (سقف جازان)
رغبة تخفيف الحمل تركنا هذه -البيالات- فوق هذه القمة وستبقى ما شاء الله أن تبقى
بدأنا نسلك طريق العودة الذي رسمناه في البداية بالأزرق ... ومن بداية وادي قني فين نشاهد الطريق التي سلكنها للوصول إلى هنا باللون الأحمر والله المستعان
في الصورتين طريق الرجوع ..ونشاهد في أعلى بداية تقسيم مياه وادي قني فين هذه الطريق المرصوفة التي سلكناها ..حتى عبرنا للأعلى ولتفننا حول قمة نوعه الشرقية في الصورة الأعلى لنعبر رافد قني فين الشرقي. ارجع لصورة الأرقام لكي تتخيل المشهد
منظر نحو الجنوب من أعلى الأخدود لوادي قني فين الأخدود السحيق
مررنا في حافة نوعه الشرقية بهذه الآثار لصناعة ما يسمى القطران السائل والذي يستخرج من جذوع الأشجار
كذلك مررنا بهذه الزريبة التي كانت تستخدم لحبس صغار الماعز وتلك الصخور التي تستخدم كمخبأ للأغراض .. أو ما أشبه .. والعجيب كيف يأتون إلى هذا المكان الشاهق الذي هوحافة في جانب سفح
وعند غروب الشمس ... نصل إلى أخطر مكان يمر علينا وهو الصعود نحو الطرف الشرقي عبر رافد أخدود قني فين ... حيث صار الطريق حافة جرداء لا يوجد بها سوى شرخ صخري ومجموعة من أخشاب العرعر التي أسندت إليه... وحبل يتدلى من الأعلى بمقدار متر ونصف فقط .. وكان علينا صعوده قبل تعمق الظلام حيث يتعذر رجوعنا للخلف .. وبالفعل تخلصنا من نصف متاعنا واستخدمنا أشمغتنا كحبل مساعد وصعدت أولاً ثم سحبت المؤن المتبقية وهي شنطة واحدة إلى منتصف الشرخ حيث التريحة هناك ثم صعد خالد بعدي وقد استخدمنا في صعودنا كل طاقة ممكنة ... جسارة القلب وضغط الجسم على الحواف ومنع تعرق اليدين ... وتوزيع الحمل ما بين أخشاب العرعر والوقوف على الأقدام وسحب الأيدي للأعلى.
في مكان التريحية أقف الآن وهذه صورة نحو الأسفل وقد صعد خالد نصف المسافة بيني وبينه وبقي فوقنا مثل ما قطعنا ... وقد تعذر التصوير بعد هذه الصورة لوعورة المكان وصعوبة حمل الكاميرا فالأيدي كلها مشغولة بما هو أهم وأولى .. وعمق السفح نحو الأسفل قد يصل إلى 400م انكسار فقط وعن القاع أكثر من ذلك.
وبفضل من الله نجونا وسرنا بعد صعود هذا المنحدر الشاهق .. في الطرف الشرقي تاركين قمة الشرف ونوعه وحافة الشرف وأخدود قني فين ورافده خلفنا ... وبعد قليل توجب علينا السير نحو الجنوب في حواف ومدرجات سهلة ... وبينما نحن كذلك إذا رأينا ناراً توقد في سفح الحافة عن يسارنا .. توجهنا لها ولما اقتربنا أشعلنا مصباحاً كان معنا ... فرأينا الرد بمصباح آخر ... فقررنا التوجه نحوهم ... يا أهل البيت ؟ هلا والله تفضلوا.

المرحلة الأخيرة من الرحلة والجن بين الواقع والخيال

توجهنا نحو النار وإذا النار قد أوقدت في فوهة كهف ... وإذا بحوالي ثمانية شباب كأنهم الجن يرحبون بنا ... قدمنا عليهم ضيوفاً وكان الوقت بعد العشاء .. وقد هالهم الاستغراب منا ومن حالنا وحملت وجوههم العديد من الأسئلة حتى اعتقدوا بأنا جن ولسنا بإنس .. جلسنا إليهم في الكهف وقدموا لنا الماء والشاي وكان عشائهم قد حان وقته فأصروا أن نتعشى معهم ... وبالفعل تعشينا وسمرنا معهم قرابة ساعتين ... دار خلالها حديث وحدث.
أما الحديث / فسألتهم ما خطبكم وهذا الكهف والمكان النائي ... فقالوا هنا نرتاح وينشرح الصدر ونسمر كل ليلة الجو بارد والمكان هادئ ... ونخرج في النهار لصيد الوبران والطيور المتنوعة ونتمشى في هذه المطلات ... ونحن لما رأينا نوركما اعتقدناكما من الجن ... لأننا دائماً نرى أشبح الجن على شكل نور ... فسألوا عنا وأخبرتهم بأننا هواة استكشاف ورحلات ... الأمر الذي استغربوا منه جميعاً .. عندما علموا أننا كنا قادمين من قمة الشرف نوعه ... فكلهم رغم أنهم من سكان المنطقة قالوا لم نذهب إليها من قبل لوعورة المكان وصعوبته. وفي أثناء الحديث وصدفة ساق أحد نبذة عن الرحالة حمد العسكر الذي زار جبل القهر عام 1422ه و 23 و 24 و25 و26 و1427ه دون أن يعلم أنه يستمع لحديثه وأمامه ... فقلت له كيف عرفت بحمد العسكر وقد صدقنا القول عندما قال: قابله قريب لنا يدعى قاسم حسن وصحبه في الجبل خلال إحدى جولاته.
سألني أتعرف حمد العسكر فقلت له من محاسن الصدف أنه يستمع إليك فسبحان الله العظيم.
أما الحدث / ففي أثناء جلوسنا معهم في الكهف رأينا بناء غريباً في طرف الكهف الخارجي فسألنهم ما هذا قال تعال وانظر وأحضرنا الكشاف وإذا بها جماجم وعظام وهياكل بشرية .. كثيرة .. وما كان مني إلا أن قلت ( السلام عليكم دار قوم مؤمنين أنتم ..... إلخ ) بسم الله الرحمن الرحيم كيف تعيشون قرب الأموات وتسمرون مع الجماجم والعظام ... فرد أح

نهاية الرحلة
نهاية الرحلة
  1. جبل القهر زهوان ( إخطبوط الجبال ) رحلة مع الجن بين الواقع والخيال

  2. الجزء المفقود ( عودة للوراء )

  3. أهلا وسهلا بكم

  4. مسار الرحلة

  5. المرة الأولى التي صعدت فيها الجبل 1422ه :

  6. صورة للسيارة التي تسبب القهر ولجب في بيعها

  7. العودة بعد أشهر للجبل :

  8. واجهتنا مشكلة الانزلاق وأتعبتنا كثيراً بعد سقوط المطر


جبل القهر زهوان ( إخطبوط الجبال ) رحلة مع الجن بين الواقع والخيال

الجزء المفقود ( عودة للوراء )

أرجو المعذرة في طرح هذا الجزء متأخراً عن الرحلة ... بسبب فقداني لمجلد الصور القديم الذي حفظته على حاسوبي عام 1423ه وتنقل هذا المجلد من جهاز لآخر حتى فقدته وهذا يخص الأجزاء الشرقية من الجبل وبدايات دراستي له... ويحكي أجمل أيام قضيتها في الجبل مجبراً بسبب حبس الأمطار لي هناك ، مع أكرم وأجود من رأيت في تلك المنطقة ومع عادات وتقاليد وأكلات خاصة ..
بعد جهد وبحث مضني لم أجد الصور التي تزيد على 1500 صورة تخص تلك الأجزاء الشرقية من الجبل وتصور وادي لجب من الأعلى .... ولحسن الحظ وأنا مستلق البارحة أتذكر حادثاً وقعي لي في اليمن لقيت فيه سيارتي - التي ستصاحبنا في الرحلة - الرانجلر 2002 حتفها وهي في سن الزهور لم يمضي لها معي سوى 17 شهرا بأعلى منطقة في آب تسمى سمارة .. والحمد لله خرجت أنا ورفيق الدرب خالد سالمين معافين .. تذكرت أني بعد الحادث جمعت أغراضي المتناثرة في كيسة - خيشة - ولما عدت إلى وطني رميت بتلك الكيسة في عربة قلص بقيت ذكرى لتلك السيارة في حوش بيتنا ... وكان من تلك الأغراض أشرطة فيديو رقمية فيها خليط لرحلة 10.000 كم بالسيارة مررنا خلالها بالإمارات وعمان ثم دخلنا اليمن من الشرق مروراً بسيؤون وتريم ومأرب وصنعاء حتى وصلنا غرباً حيث وقع الحادث ... وتذكرت أنه كان مع تلك الأشرطة تسجيل خاص بالجهة الشرقية من جبل القهر ... الأمر الذي دفعني لسحب بعض صور من تلك الأشرطة ... لتلك المنطقة وأكمل هذا الجزء من الرحلة.
ومع الأسف الشديد كل هذه الصور بعد سحبها من مصدرها قلت جودتها وتعذرت معالجتها فخرجت رديئة ولكنها قد توفي بالغرض ... أتمنى أن أوفق في طرح هذا الجزء بالشكل الأمثل .

أهلا وسهلا بكم

في هذا الجزء سنتناول أول رحلة لجبل القهر باختصار ثم ما تبعها من رحلة أخرى شملت الأجزاء الشرقية للجبل وظاهرة موت غابات العرعر... وحبس الأمطار لي في الجبل أربعة أيام قضيتها مع مجموعة شباب من أهل المنطقة .... بلغوا درجة عالية من الكرم والأخوة والصدق والوفاء ... وكان البعض منهم أول مرة يشاهد فيها كاميرا الفيديو وسيارتي الرانجلر. وسنلتمس رقصة من عادتهم - عرضة - فيها من الرموز والمعاني الكثير الذي لا يفهمه إلا أصحابها.
موقع الرحلة في جبل القهر ( زهوان ):
بدأت الرحلة في بداية العام 1422ه ... نحو الأجزاء الشرقية من الجبل والتي تطل على وادي لجب من الأعلى .... وفي الصورة الجوية التالية نشاهد موقع الرحلة.

مسار الرحلة

المرة الأولى التي صعدت فيها الجبل 1422ه :

لم تكن سيارتي الددسن 97 قادرة على صعود الجبل .... الأمر الذي دفعني لإيقافها قرب بنشر في محافظة رخية ... وحملت معي متاعي القليل ... وكنت أنوي الصعود والاستكشاف ليوم واحد وأعود ... كان في صحبتي الصديق عبد الله الحقباني الأخ الأكبر لخالد.. ووقفنا عند بداية العقبة تحت شجرة كبيرة حتى مر بنا شاب بسيارة عجيبة تعبر عنها الصورة أسفل ... وأخبرته بغايتي ولما صعدنا حلف أيماناً أن يضيفنا .... ولعل في تلك الفترة كان قليل من الغرباء يصعد هذا الجبل ... فلذلك كان السكان يصرون على الضيف إصرارا لم أرى له مثيل ... خلافاً لليوم حيث أدى وصول الطريق المسفلته لمركز الريث إلى كثرة الزوار حتى ألف السكان الغرباء ... وفعلاً ذهبنا معه وغابت الشمس ونحن عنده وذبح لنا تيساً كأنه الضبي ... وتعشينا عنده وبتنا ليلتنا عنده ... ولم يقف الحد عند ذلك ... أخبرناه برغبتنا في المشي على الأقدام ... فحلف أن يمشينا بسيارته الكشف ... وفعلاً أخذنا جولة سريعة ذلك اليوم مررنا خلالها ببداية رافد لجب الغربي .. وأجزاء حوله ثم عاد بنا إلى أسفل الجبل...
كانت الرحلة قصيرة ... ولكنها رسخت لدي فكرة العودة وبحث المنطقة ... ولكن بعد شراء سيارة تساعد على عبور ما رأيناه.
صورة الشاب محمد الذي ضيفنا في بيته الحجري ... وهذا والده والذي على الباب الأخ عبد الله .. ولا ننسى بيتهم الدائري المتواضع الذي بتنا فيه.
سيارتهم المتواضعة .... وأعتذر عن رداءة الصورة المسحوبة من تسجيل الفيديو

صورة للسيارة التي تسبب القهر ولجب في بيعها

العودة بعد أشهر للجبل :

بقية لصورة الجبل والبساطة التي رأيتها صدى في ذاكرتي دفعني للعودة بعد أشهر .... وفعلاً عدت بعد أن اشتريت سيارة اخترتها بين كل السيارات لتكون الأفضل في الأداء في مثل تلك المناطق وكان في صحبتي ابن عمي لي اسمه فهد ... بدأت الرحلة في صيف عام 1423ه ... حيث صعدت الجبل ... وبينما كنت أسير لفتت سيارتي انتباه شابين ... فأوقفاني ليسألاني عنها ... فدار بيننا الحديث الذي لم يمل حتى تحول إلى جلسة شاي صنعتها ... فتبعها إلحاح منهما علي بالسمر والسهر معهما ... وأخبراني بأنهما الليلة سيقضيان ليلة سيجتمع معهما ثلاثة آخرون .... وأني سأكون ضيف شرف بينهم لتغير الروتين الممل ... أحببت الفكرة ... ووافقت بهدف التعرف عليهم عن كثب والحصول على ما أريد من معرفة حول حياتهم الاجتماعية ...
سرنا لبيتهم الحجري المتواضع ... وصلينا العشاء ثم جاء الأقارب .... وتبادلنا الحديث ... وكان البعض يعجب لأمري وما يرونه معي من أجهزة لأول مرة يشاهدونها مثل كاميرا الفيديو وجهاز الجي بي سي والمحمول ... ومصابيح الشحن الأربعة التي تركتها عندهم عربون محبة ووفاء ... والكاميرا الرقمية التي تصور المشاهد الليلية ...
لحظات وفوجئت بالعشاء الذي كان يعد خلف الغرفة دون علم مني وكان عشاء رسمياً ... قصد به تكرمي كضيف نزل بأرضهم عليهم. ... بعد العشاء أبديت لهم عدم رضاي عن الكلفة ... قالوا لي هذا واجب ونحن نريدك غداً في جولة معنا فقررنا أن ننهي الواجب الليلة ... وغداً أنت واحد منا ... يقصدون البساط أحمدي ... واللي تبيه ابشر به.
أحببتهم كثيراً ... وفعلاً اليوم التالي : استيقظت من النوم ... وإذا بهم قد أعدوا عدة لرحلة غداء أرادوها مفاجئة لي ... وفاجئوني بقولهم ... - جب معك التصوير وخل السيارة واقفة ... خشية عليها من الوعورة - .. فطلبتهم أن أرافقهم بالسيارة كاملة بما فيها .. وفعلاً اتجهنا 3 سيارات نحو شرق الجبل .... ركب اثنان معي والباقي في السيارتين...
ما أن وصلنا إلى أقصى ما تصل السيارة شرقاً حتى هم الجميع بالحفر والدفن والذبح والطبخ ... وحلفوا يميناً علي أن لا أعمل وأساعد .. حتى أني منعت بالقوة .. وقالوا أنت صور فقط .... - وتشبح في المناظر -
وما هي إلا لحظات وإذا العاصفة تأتي وتنهمر السماء لساعتين من المطر ... ولحسن الحظ كانوا قد اختاروا مكاناً قربه كهف ... خرجنا منه بعد المطر وإذا بالحنيذ قد نظج والسماء في غاية الجمال ... والشلالات في السفوح من كل الجهات لها صوت عظيم خرير مرتفع، جعل منه الصدى أزيزا في الجبال. اشتغلت أنا بالتصور بينما هم يعدون الغداء .... ولكن مع الأسف الشديد فقد مني ذلك الكنز من الصور ... وما زلت أتحسر عليه ...
لكن سأترككم مع هذه الصور البسيطة التي سحبتها من أشرطة الفيديو واعذروا لي رداءة الوضوح.
الأصدقاء وهم يجتهدون في تحضير الغداء ( حنيذ )
السيد : يحيى جابر الريث وسيارته التي جلب فيها التيس وبعض أدوات الطبخ
الوجبة تحت الأرض ... ويشتد البرد قبل هبوب العاصفة
محدثكم يقوم بتسجيل برنامج خاص بالرحلة بالفيديو والسيد علي عيسى يصر على الخروج أمام العدسة ظناً منه أنها ستخرج على التلفاز.
محدثكم يعلق والعاصفة قادمة خلفه تحمل أطناناً من المياه والبرد
من اليمين علي وقاسم وأحمد وجابر ... يشيرون إلي بتصوير العاصفة أسفل السفح
جابر قرب الكهف يسلخ الذبيحة بعد أن رفض المساعدة
صورة للعاصفة من داخل السيارة .. لجئت إليها فلم أتمكن من الهروب إلى الكهف معهم
أحد الشلالات على بعد 8كم مقرب بشدة بعد ساعة من العاصفة
بعد هدوء العاصفة نشاهد أشجار العرعر التي هلكت لأسباب سبق ذكرها
سيارة الرحلة أطلقت عليها داحس صعدت هذا الجبل بعد هذه الرحلة 4 مرات قبل هلاكها
بدأ نكب الغداء ونلاحظ شدة البرد بعد توقف العاصفة
أحد صحون الغداء ( حنيذ ) بطعمه الجبلي اللذيذ على مائدة الكرم
صورة للسيد علي حسن الريثي والذي أصيب في رجله أثناء الليل عندما كان يطرد ذئباً بعد أن غرزت في ساقه كسرة من جذع العرعر ... داوها بنفسه ثم لفها بقماش أبيض.
الطفل عبد الله ... يرى بعين واحدة بعد أن طعنته إبرة في عينه اليمنى وهو يلعب بها حيث تعذر علاجه فلا مستشفى آن ذاك ولا أحد علم بخطر ما أصابه حتى مضى عليه شهر وقد فقد بصره ... وقد عز علي ذلك الطفل الذي كان قمة في الأدب والأخلاق والذي أحب زيارتي لهم وكان دائماً يسألني من أين أتيت ومتى سترينى الصور في التلفاز - الأمر الذي جعلني أبحث لتلبية طلبه .. كما سنعرف بعد قليل في اليوم التالي.

واجهتنا مشكلة الانزلاق وأتعبتنا كثيراً بعد سقوط المطر

في العصر توجهنا جميعاً إلى مطل آخر ... عرضت عليهم المبيت هناك فقبلوا .... واجتهدت في طلب تلفاز وبالفعل كان يوجد واحد عند الأخ قاسم ذهب فأحظره وكان معي محول كهرباء ... وكان هدفي من ذلك تلبية رغبة الطفل عبد الله في أن يشاهد صوره على الشاشة ... وبالفعل حققت أمنيته ... وكان الكبار كذلك في شوق وفرح لذلك ... ولما شاهدوا صورهم لأول مرة على الشاشة ... ضحكوا وعلقوا وقالوا جميعاً لم نتوقع هذه اللحظة ولم تخطر على بالنا في يوم من الأيام. ولن ننسى هذه الأيام معك يا أخ حمد .... لم نسعد في طلعة قبل هذه كما سعدنا معكما. فزادني ذلك الكلام تواضعاً ومحبة لهم.
في اليوم التالي وبعد أن زادت الألفة والمحبة ... كنت أحدثهم حديثاً من أعماق القلب ركزت فيه على حثهم على طلب العلم ومواصلة الدراسة ... حتى لو اضطروا النزول من الجبل ... لأني لاحظت جلهم قد ترك المدرسة بل بعضهم لا يجيد الكتابة ... وفي الواقع شكا لي البعض بأن سبب تركهم للمدرسة هو قسوة الحياة وقسوة المعلمين عليهم وطول فترة الدراسة لأن لديهم أعمال أخرى كالرعي وما شبه ... والحقيقة تمنيت أن يكون لوزارة المعارف آن ذاك نظرة خاص في طريقة التدريس ووضعيته في تلك المدارس ... فهم لا يناسبهم ما يناسب أهل المدن في فترة الدراسة وزمن الحصص ... فمن المفروض أن يكون وضع وكيفية الدراسة صالحة للمكان وطبيعة الناس ، وأن يكون المعلمون على فهم بحقيقتهم وحياتهم الطبيعية.
من العادات والتقاليد التي أحبوا أن يقدموها لنا عرضة خاصة بهم فيها الكثير من الحركات والرموز التي ذكروا لها معاني كثيرة ترمز عندهم للكرم وتحية الضيف والمعاهدة والوفاء وغير ذلك من صفات الرجال. وإليكم صور لتلك العرضة التي تميزت بخفة الحركة ولمس الأرض بأطراف الأصابع فقط ... وفيها يقابل كل فرد الآخر ويتحاور معه بشدو وأبيات صعب علي فهم معاني كلماتها.
صورة للسيد قاسم والسيد علي أثناء الرقصة الجبلية
ابن العم فهد يشارك جابر وقاسم العرضة في محاولة لتعلم خفة الحركة
في اليوم الأخير من الرحلة وقد بدا عليهم حزن الوداع لما أخبرتهم عن رغبتي المغادرة بعد إصلاح الطرق التي دمرتها الأمطار وأجبرتنا على البقاء في الجبل 4 أيام مضت مع هؤلاء الأوفياء كساعة من زمن.
الصورة الوحيدة التي عثرتها عليها من الصور المفقودة
تقبلوا تحيات أخوكم حمد العسكر وإلى اللقاء
في رحلة العشش قرى نسيها الزمان http://travel-end.com/mm9.htm

noras
noras
موضوع شيق ، مليء بالمعلومات القيمة
ويستاهل التثبيت
شكراً لك أخي حمد العسكر
ننتظر منك المزيد ...

**مع التحية**
**مع التحية**
طول الموضوع أنسانيه جمال المغامرة والأحداث..
موضوع ثري ثري ثري..
شكراً لهالإبداع..

رماد احساس
رماد احساس
صراحه مادري وش اقول
لاكن ابداع
والله شوقتني ازور المنطقه
بس كيف جوها بالصيف هل هو حر والا لا ؟؟
فيه امطار الوقت هذا والا لا ؟؟
ويعطيك العافيه على المجهود الراع متعووب عليه ويستحق التثبيت
دمت بود

احساس الناس
احساس الناس
وفي أثناء الحديث وصدفة ساق أحد نبذة عن الرحالة حمد العسكر الذي زار جبل القهر عام 1422ه
اخي حمد العسكر
انت علم على رأسه نار
مغامرات شيقه وقويه ولااعتقد انني ساقوم بها
مااقول الا سبحان الخالق على هذه المناظر الخلابه
واكرر شكري لك ولتقريرك الرائع
تقبل مروري

ابن الأزد
ابن الأزد
بسم الله ما شاء الله
مجهود جبار .. وموضوع شيق ..ومعلومات مكثفة ومهمة عن إحدى مناطق مملكتنا الحبيبة ..
تعجز الكلمات عن شكرك .. وعن إعطائك حقك ..
بارك الله فيك .. وفي حفظ الله ورعايته ..
وابلغ سلامنا لرفيق دربك خالد ....


خصم يصل إلى 25%