جدة المسافرون العرب
أكتشف العالم بين يديك
المسافرون العرب أكبر موقع سياحي في الخليج و الوطن العربي ، يحتوى على أكبر محتوى سياحي 350 ألف استفسار و نصائح عن السفر و السياحة, 50 ألف تقرير سياحي للمسافرون العرب حول العالم و أكثر من 50 ألف من الاماكن السياحية و انشطة وفعاليات سياحية ومراكز تسوق وفنادق، المسافرون العرب هو دليل المسافر العربي قبل السفر و اثناء الرحلة.
artravelers.com ..
-
- الدول العربية
- السعودية
- جدة
- وين أبحر والمواعيد القديمة وكل ذكرى حلوة لو كانت أليمة
alwanahmed
22-06-2022 - 01:24 pm
«وين أبحر والمواعيد القديمة وكل ذكرى حلوة لو كانت أليمة».. المقطع السابق من قصيدة الأمير بدر بن عبد المحسن، التي تغنى بها الفنان محمد عبده تغزلا بمدينة جدة، ليجعل من أبحر العالقة «بشقوق الذاكرة الجداوية» بحسب تعبير الشاعرة ثريا قابل «محرضة لكثير من الكتابات الأدبية». وبين ذكر «أبحر» في رحلة ابن جبير وجعل جدة ميناء وحيدا لمكة في عهد الخليفة الراشد الثالث عثمان بن عفان، ارتسمت ملامح العلاقة بين «أبحر» والناس بحسب تعبير الكاتب محمد صادق دياب ب«علاقة تاريخية وموغلة في القدم»، إلا أن التغير الذي طرأ على عروس البحر الأحمر لم يكن ليترك «أبحر» المكان الذي تلتقي فيه الذكريات على سنا الشعاع الفضي المنطلق مع إغفاءة المدينة الراقدة على ساحل البحر الأحمر، فهي فرصة للوقوف على الأطلال التي تمثلها الجدران المتكسرة للقصور الأثرية المسكونة برائحة البحر، فيما أعطت النقوش الصخرية التي تم العثور عليها في «أبحر» بعدا تاريخيا، كما ذكر دياب في كتابه «جدة التاريخ والحياة الاجتماعية»، والمتمثلة في رسومات الأبقار والوعول ذات القرون الطويلة والمعكوفة، إلى جانب رسومات لأشخاص يعتقد أنهم سكنوها.
والهدوء النسبي الذي تمتاز به «أبحر» إلى جانب تلك المناظر الخلابة للبحر المتواطئ خلسة مع زرقة السماء على مرتادي البحر وإغرائهم بالاقتراب بشكل أكبر منها، جعل الكثير من أبناء جدة يتخذونها سكنا خاصا، فبدأت الفيلل والقصور تتناثر على أطرافها التي كانت كما قال دياب «الفيلل الخاصة من أجمل المطلات على شواطئ أبحر والتي كانت تشبه عرائس البحر»، وربما كان من أشهر القصور في المنطقة كما أشار دياب قصر الملك سعود إلى جانب قصري الشربتلي وكاتب رائعة كوكب الشرق «من أجل عينيك عشقت الهوى» الشاعر الأمير عبد الله الفيصل.
وفيما يطل قصر الملك فيصل بطرازه المعماري الأكثر تميزا كأشهر معالم «أبحر»، والذي كان يجد سكان العروس في المساحة المطلة من خلف أسواره فسحة للتنزه والاستمتاع بمنظر البحر الخلاب كما أوضحت الشاعرة ثريا قابل «الإطلالة على أبحر من دكة فيصل الصخرية التي كان يعتليها في ساعات العصاري لا يوجد مثيلها»، وجلسات العصاري التي شكلت إغراء للملك الحكيم، انتقلت عدواها للعائلات الحجازية والجداوية بشكل خاص كما قالت قابل «كانت هذه الجلسات تبدأ مع شمس العصرية على نغمات الدانات والمجارير القديمة التي كنا نتغنى بها في جو أمن وحر لا يعكره أحد»، فيما شكلت العائلات التي كانت تفترش الأرصفة فرصة للتعارف بين الأسر التي جمعها عشق «أبحر».
والكشك الكرتوني الذي كان يقف في منتصف الطريق التي يتخذها المتوجهون نحو «أبحر» للعم قارورة كما كان يلقبه صغار تلك الأيام، الذين كبروا وكبرت معهم «أبحر» وامتدت لتلف جدة بوشاح من الزرقة كما أوضحت ثريا «عم قارورة من أكثر الشخصيات التي حفرت مكانها في ذاكرتنا، واعتقد أننا أسميناه كذلك نسبة إلى قوارير العصائر التي كان يبيعها والفصفص»، ولم تكن وحدها العصائر التي يقبل عليها الصغار بل كان لطعم الكولا والميرندا المعتقة بشقاوة الطفولة في ذاكرة قابل نصيب أكبر في الشراء والإقبال من خلال تلك النزهات الصغيرة، التي كان يحرص كثير من الآباء في تلك الأيام على الخروج في نهاية كل أسبوع مع ابنائهم.
وبين «أبحر» الشمالية والجنوبية يطل الشرم، المنطقة التي تربط حاضر المدن الساحلية المسكونة بماض تكتنفه ذكريات الشعراء والمطربين الذين كانت تحلو بهم ليالي السمر فيها، والتي بحسب تعبير ثريا قابل «أبحر كانت تعني الليالي المقمرة والاستمتاع بكثرة النجوم»، وفسحة المكان واتساع الشاطئ الفيروزي البكر خلقت جوا ملائما لاستغلالها من قبل القائمين على تطوير المنطقة، فقامت بإنشاء المتنزهات التي بدأت تتوالد على طول الساحل، كما أوضح مدير العلاقات العامة ببلدية جدة أحمد الغامدي «حرصت البلدية خلال الفترة المنصرمة على توفير الكثير من المشاريع الترفيهية والأماكن الخاصة لارتياد العامة من المواطنين والزوار»، ولا تقف الخدمات المتوفرة على امتداد الشرم عند هذا الحد بل هناك المنتجعات السياحية التي طرزت ساحل أبحر وكأنها حبات من اللؤلؤ المتناثر على امتداد الشاطئ.
أما درة العروس وخليج سلمان فهما من أكبر المنتجعات السياحية، والأكثر استقطابا للزوار والمواطنين، التي تقوم على نظام الخدمات الفندقية وتتيح للكثيرين فرصة الإقامة بالقرب من البحر، والاستمتاع بهدير الأمواج المتكسرة على رصيف الشاطئ اللازوردي، وتبدو المسافة ليست بعيدة عن متعة الترفيه والمرح التي توفرها الملاعب والملاهي داخل هذه المنتجعات، إلى جانب حرصها على إشباع نهم محبي السباحة وركوب الأمواج من خلال توفير الشواطئ المناسبة لذلك، فيما تمتزج رائحة البحر برائحة شواء اللحوم المتصاعدة من مداخن مطاعم الخمسة نجوم المنتشرة على طول الشرم، والتي لا تنافسها على هذه الشواطئ إلا رائحة السمك المشوي، في سباق محموم للعائلات التي اتخذت من الشواطئ الرملية مكانا للجلوس إلى جانب المسطحات الخضراء التي تشكل حزاما يطوق بحيرة السمكة الواقعة في أول الطريق الداخل ل«أبحر».
ويعود إنشاء الشاليهات في المنطقة وانتشارها إلى ما يقارب ال40 عاما كما أوضح محمد صادق دياب قائلا «من أوائل وأقدم الشاليهات في «أبحر» البنوي وشكيب وشاليهات الأفندي وفندق العطاس»، فيما كان الناس قديما ولقلة المواصلات تكتفي ببحيرة الأربعين التي اغتسل فيها الخليفة الراشد عثمان بن عفان، ولأن حدود المنطقة اتسعت حاليا وفقا لاتساع المدينة التي كانت محصورة كما أوضح دياب «حدود أبحر قديما كانت محصورة في ما سمي غبة عشرة، وترجع تسميتها لعمق المنطقة إضافة لسقالة كان يرتادها الصبيان للسباحة هي تودشتر».
وتعد تلك المناطق أول متنزهات بحرية عرفت في «أبحر» والتي تمتاز بخصوصية متمثلة في كونها اللسان البحري الممتد لليابسة المغلقة من ثلاث جهات كما ذكر دياب «هذا اللسان البحري كان يسمى بالخور واتسم بحره بالهدوء وقلة أمواجه مما جعل منه منطقة ملائمة للنزهة والسباحة».
و«البحث عن عرائس البحر والتمتع بمنظر السلاحف الخضراء والشعاب المرجانية من أهم ما يجذب الغواصين لأبحر»، فبهذه العبارة لخص عماد خياط أحد هواة الغوص الشغف بهذه الرياضة التي يتولى تنظيمها مع أصدقائه، وبحسب تعبيره «أبحر من أكثر المناطق جذبا لمحبي الغوص» بسبب «كثرة وروعة مناظر الشعاب المرجانية والصيد خاصة رحلات البوت»، وتعد منطقة البحيرات السبع من أجمل المناطق التي تجذب الغواصين والتي تبعد عن جدة حوالي 10 كيلومترات، والتي يميزها قرب الكسارة إلى جانب وفرة الصيد، وربما تكون قرية الغوص من أكثر الأماكن التي تستقطب أعدادا كبيرة من ممارسي هذه الرياضة.
ويقبل اليوم عدد كبير من الزائرين والمقيمين إلى جانب أبناء المدينة على رحلات الغوص هذه إلى جانب رياضات أخرى ربما كان أهمها «sky diving» والذي تحرص هدى بيضون وصديقاتها على ممارستها في نهاية كل أسبوع، وكما ذكرت «الإجازة ليس لها معنى من دون شاطئ أبحر»، وتعتبر «أبحر» الشمالية من المناطق غير المأهولة والبعيدة عن صخب وضجيج المدينة، لذلك يتعمد البعض الذهاب إليها بحثا عن الهدوء كما أوضح محمد العيسى «بعد المنطقة يعطي مساحة أكبر من الحرية للعائلة خاصة النساء لقضاء أطول وقت في البحر من دون مضايقات، وبعيدا عن أعين الفضوليين».
الشرق الأوسط العدد 9955
وفاءً لأميرنا المحبوب الذي قدم الكثير لجدة وأهل جدة
نسأل الله أن يحفظك سالماً غانماً وان يلبسك ثوب الصحه والعافيه دوماً وأبداً
آمين
ونسأل الله الشفاء للأمير عبد المجيد وعودته سالما