* استكمالا ً لسرد تفاصيل رحلتي بين المغرب وتونس ( لأطلاع على موضوع رحلة المغرب أضغط على الرابط) :
== ولد الدرب *يحوّس بين تونس والمغرب ==
https://artravelers.com أُكمل معكم الموضوع هنا برحلتي لتونس الخضراء .تونس الخضراء
لم تأتي رحلة تونس بسهوله ، فهذه هي المرة الأولى التي ننوي الذهاب إليها ، على
أنها لم تكن غائبة ، لكنها كانت مجرد حلم وأمنية ، و قد طرح الفكرة ، صديق العمر
(أبو موسى) ، حيث أنه مشترك بأسبوعين في منتجعات محددة في العالم عن طريق
(التايم شير) ، وكان التخطيط قبل السفر بثلاثة أشهر تقريباً ، فأجازتنا ستكون شهر
كاملاً ، لما لا نوزعها بحيث يتخللها رحلة لتونس؟؟ ، كان مجرد اقتراح من هذا
الصديق ، تحول إلى موضوع جدي عندما قال لي بعدها بأسبوع انه وجد منتجع في
مدينة الحمامات ، عندها تحول الحلم إلى مخطط ، ثم عمل حجوزات مسبقة بشهر
من موعد السفر ، وعندما أتممنا حجوزات المنتجع و الطائرة من المغرب لتونس ثم
العودة مره أخرى ، دخلت في دوامة إصدار الفيزا ، فذهبت للسفارة التونسية
وأتممت إجراءات الفيزا ، وفي السفارة سمعت كلمة غريبة على مسمعي جعلتني
اعرف أن مهمة تونس ستكون صعبه قليلا من ناحية اللهجة ، فقال لي الموظف في
السفارة التونسية إجابة على سؤال مني عن أفضل وسائل التنقل بقوله ( أحسن لكم
تكرو كرهبا تحوسو بيها) عرفت فيما بعد انها تعني (تستأجروا سيارة لتتمشوا بها) .
فكان نصيب تونس من الرحلة ، أسبوع واحد ، وزعناه أربعة أيام في مدينة
الحمامات و ثلاثة أيام في تونس العاصمة .
وابتدأت رحلة تونس بدخولنا لطائرة الخطوط التونسية في مطار محمد الخامس
بالدار البيضاء ، وكانت الرحلة شبه خاليه ، فلم يكن هناك الكثير من الركاب ،
وكانت الطائرة لابأس بها ، والمضيفين كذلك ، وهذه بعض الصور التقطتها لداخل
الطائرة وخارجها :وكنا متشوقين بدرجة كبيره للوصول لهذا البلد الجديد ، فجلسنا في أخر المقاعد كي
نأخذ راحتنا ، بطريقتنا (كل واحد يمدد رجليه على كيفه) ، وفتحت مجلة الخطوط
التونسية ، لأتصفحها ، خصوصاً انه يوجد بها معلومات عن تونس ، فقرأت عبارة
كُتبت ، استغربتها ، وهي أن تونس ثاني آمن بلد في أفريقيا ، فلفتت نظري هذه
العبارة ، فدفعت المجلة لصديقي كي يقرأها ، ولم أعلم لحظتها أن تلك المقولة لم
تأتي من فراغ إلا بعد ما عشت هناك . وسألني صاحبي بعدما قرأ المقال (طيب وش
هي أول بلد آمن في أفريقيا؟؟) أترك لكم الإجابة على ذلك ، لأني لا أعرف .
وبدأنا في استكشاف تونس من الطائرة بطريقتنا وذلك بأن بدأت بسؤال المضيفة عن
المسافة بين المطار ومدينة الحمامات ، وأسئلة كثيرة ، كان مالفت نظرها سؤالي عن
نوع المياه المعدنية المفضل في تونس ، (أعرف أن المفضل في المغرب هو سيدي
علي) فالتفتت على زميلتها المضيفه لتقول(أول مرة أشوف ناس دقيقين بالأسئلة
مثل هذول) ، فضحكت في قراره نفسي وأنا أقول (لأنك ماصرتي خبيرة بالمسافرون
العرب) ، ومضت ساعتين وربع تناولنا خلالها وجبه العشاء ، وإذ بالكابتن يطلب
من الركاب ربط أحزمة المقاعد استعداداً للوصول لمطار قرطاج الدولي ، وكانت
الساعة في تونس ذلك الوقت 9,30 مساءً ، وكان الجو ممطر وبارد في خارج
الطائرة ، يوحي بذلك منظر الطاقم الأرضي في ساحة المطار، فهم يلبسون جاكتات
ثقيلة ، ونظرت لنفسي وصاحبي ، فنحن لا نلبس سوى قمصان بدون لا جاكتات ولا
أي شيء أخر يقي من البرد والمطر، فنظرنا لبعضنا نظرة حسره على حالنا عندما
سنخرج خارج الطائرة .
ونزلنا من الطائرة ، كان المطار بحق ، رائع ، لا من ناحية المباني و لا من ناحية
التنظيم ، فلم يستوقفنا أحد ليطلب بخشيش (كالعادة في باقي مطارات بعض الدول
العربية) ، لا في المطار ولا عند تفتيش العفش ، وهناك سرعة غريبة في إنهاء
إجراءات المسافرين ، فما أحسست بنفسي ألا وأنا قد أنهيت إجراءاتي ودلفت إلى
صالة القدوم ، و بدأنا في تفحص الوقفين في استقبال القادمين ، ولم يكونو كثر، فإذ
بسائق التاكسي الذي اتفقنا معه ، يقف وهو يرفع لوحه مكتوب عليها أسم صاحبي ،
فسلمنا علية وصاحبه ، وأخذ منا عفشنا ، متجهين للخارج .
كان الجو بارد جداً ، والمطر شديد ، فذهبنا مسرعين خلف السائق حتى وصلنا
السيارة ، فركبنا التاكسي ، وخرجنا من المطار، ونحن سكوت ، فبادر صاحبي
(كان هو المنسق برحلة تونس بينما كنت أنا في رحلة المغرب) بالترحيب بالرجل
شاكراً له قدومه ، ولكن عندما بدأ الرجل بالكلام ، بدأت المشكلة ، فكلامه سريع
وغير مفهوم تحتاج للتركيز حتى تفهم ما يقول ، وسرنا وهو يتكلم عن كل معلم نمر
به ، كان يقول هذا (فندق أبو نواس) على اليمين و(هذا نهج الحبيب بورقيبه) على
اليمين ، ونحن ننظر يميناً ويسارا و(ننتفظ من البرد) وكان الزجاج قد امتلاء من
البخار فبالكاد ترى الخارج ، ونحن مشدوهين بهذا البلد الجديد ، فالتفتت على أبو
موسى لأقول (كأننا هنود توهم واصلين من كلكتا للرياض) فدخلنا في ضحكه طويلة
أوقفها صوت ذلك السائق وهو يقول : (بغيتو مدينة الحمامات) ، فقلنا نعم ، لينعطف بنا
لطريق سريع وقفنا به لندفع ضريبة الطريق لمحطة الأداء ، فانطلقنا بعد ذلك
متوجهين لمدينة الحمامات .أكمل معكم الجزء الثاني قريباً أنشالله
اخي الفاضل // ولد الدرب
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سعيد أن أكون من أول من يتابع تقريرك الرائع .. وبداية تنبئ عن درر ننتظرها بفارغ الصبر ..
أسمح لي أن أجيب على استهامك .. بالنسبة لأول بلد آمن في إفريقيا هي موريتانيا والله أعلم !
سر بنا على بركة الله ولي شرف أن أكون من أعضاء هذه الرحلة ..
محبك:
المغامر