مرسى مطروح المسافرون العرب

أكتشف العالم بين يديك المسافرون العرب أكبر موقع سياحي في الخليج و الوطن العربي ، يحتوى على أكبر محتوى سياحي 350 ألف استفسار و نصائح عن السفر و السياحة, 50 ألف تقرير سياحي للمسافرون العرب حول العالم و أكثر من 50 ألف من الاماكن السياحية و انشطة وفعاليات سياحية ومراكز تسوق وفنادق، المسافرون العرب هو دليل المسافر العربي قبل السفر و اثناء الرحلة. artravelers.com ..
الهندي
06-11-2022 - 04:07 pm
السلام عليكم
أرغب في زيارة واحة سيوة للعلاج بالمياة الكبريتية
كم تبعد عن مطروح وهل فيها سكن حلو


التعليقات (3)
MCSEman
MCSEman
100 150
!

المرام
المرام
( ) ..
..
.. .. ..

سفير الغيوم
سفير الغيوم
  1. لؤلؤة مصرية اسمها سيوة

  2. أمواج فى رحلة إلى الواحة التى عشقها الإسكندر الأكبر

  3. قمبيز ومحاولة غزو سيوة

  4. الأعياد عند أهل سيوة:

  5. عيد الصلح:

  6. مولد سيدى سليمان (السلطان)

  7. عيد الفطر المبارك (اللحم فى مرجونة)

  8. عيد الأضحى المبارك (تعليق الذبائح) .

  9. المرأة السيوية

  10. حمام عين العرائس

  11. غرام الرقص والموسيقى

  12. الوصفات العلاجية:

  13. وفى آلام الظهر: يتم عمل دهان للظهر من زيت الزيتون

  14. سيوة.. عبقرية الموقع والمناخ:


لؤلؤة مصرية اسمها سيوة

أمواج فى رحلة إلى الواحة التى عشقها الإسكندر الأكبر

بعد أن استولى الإسكندر الأكبر على مصر وأنشأ مدينة الإسكندرية خطر له أن يزور معبد آمون الذى كان قد نال شهرة واسعة عمت آفاق العالم القديم بأسره وفى شتاء 331ق.م خرج الإسكندر بموكبه من الإسكندرية بصحبة بعض رفاقه مع وحدات من الجيش متجهاً إلى ناحية الغرب إلى "باراتونيوم" مرسى مطروح الآن ومنها إلى الجنوب وفى طريق القوافل المعروف باسم سكة السلطان، ويبدو أن الإسكندر لم يخبر كهنة آمون بهذه الزيارة ولذلك ظهر الاندهاش عندما رأى أهل آمون القافلة القادمة وفى الحال خرج الكهنة لاستقباله عند البوابة وصاحبوه حتى معبد آمون.
وفوجئ الإسكندر بجمال سيوة الخلاب وروعة مناظرها الطبيعية فقرر أن يتم تتويجه فى هذا المكان الخلاب وأن يكون له مكاناً خاصاً داخل سيوة يقضى به بعض الوقت كل عام.. حتى أن البعض رجح أن قبر الإسكندر الحائر هو فى سيوة وليس فى الإسكندرية.
وبعد مرور 2335 سنة على زيارة الإسكندر لسيوة ما زالت سيوة تحتفظ بنفس جمالها وروعتها بل ازدادت هذه الروعة مع وجود المزارات السياحية بها ولذلك قررت "أمواج" الذهاب إلى سيوة والتعرف على أسرار جمال هذه البقعة الصغيرة من أرض مصر والتى جعلت الإسكندر ينبهر بها، وتختلف سيوة عن أى مكان آخر على أرض مصر بطبيعتها الخاصة سواء الطبيعة الجغرافية أو المناخية أو البشرية فهى تتميز بمجموعة من العادات والتقاليد الخاصة جدا والتى لابد من السير عليها ومخالفها يتعرض للعقاب الشديد، هذه العادات والتقاليد هى نفسها التى جعلت معدل الجريمة فيها صفراً داخل أقسام البوليس حيث يتم حل أى مشكلة مهما كانت ضخامتها عن طريق مجلس العرف، وسيوة تنقسم إلى قسمان شرقى وغربى أما القسم الشرقى فيحتوى على مجموعة من القبائل هى: الظنانين ومنها عائلتى الكيلانى وتعتبر من العائلات العريقة فى سيوة ويمثلها رسمياً الشيخ فتحى كيلانى عمران والشيخ عبد الرحمن الدميرى، والقبيلة الثانية هى الأحمودات ومنها عائلة مسلم وشيخ قبيلتها مشرى محمد سيد، أما القبيلة الثالثة فهى قبيلة الحدادين: ويمثلها الشيخ محمد معرف والرابعة هى قبيلة الشرامطة ويمثلها الشيخ عمر عتوم، والقبيلة الخامسة هى الجواسيس ويمثلها الشيخ مصطفى عليوة والسادسة هى أغورمى ويمثلها الشيخ سيد عثمان، والسابعة هى قبيلة الجارة وتقطن منطقة أم الصغير. أما القسم الغربى فيضم قبيلتان هما قبيلة الروايح ويمثلها الشيخ عمر راجح وقبيلة الشحايم ويمثلها الشيخ جمال قدورة.
العادات والتقاليد: ويحدثنا عن عادات وتقاليد سيوة وهى ما يطلقون عليه (عوايد إناخ) الشيخ فتحى الكيلانى وهو شيخ الظنانين أهم قبائل سيوة فيقول كانت سيوة قديماً عبارة عن أطلال على جبل خلف المدينة الجديدة وكان يقطنها الأهالى قديما هرباً من الغزاة فكانت عبارة عن قلعة محصنة لها بابين أحدهما فى الشمال والآخر فى الجنوب وكان البابين يتم إغلاقهما بعد العصر ولا يسمح بالدخول والخروج منها إلا بعد فتحها عند الفجر، وكان يشرف على هذه الأبواب أحد الكبار من علية القوم، وفى هذا المكان كان يوجد بئر مياه عذبة نقية يتأثر بتأثر المناخ صيفا وشتاء.
ويضيف الشيخ فتحى الكيلانى أنه منذ نشأة سيوة إلى الآن يتم حل كل المشاكل بالطريق القبلى حسب الأعراف المتفق عليها بين الجميع، فلا يتم تدخل البوليس إلا بعد فشل الجلسات العرفية وهذا شبه مستحيل لأن القانون العرفى الذى يحكمه عادات وتقاليد الواحة يسير على الكبير قبل الصغير والقوى قبل الضعيف، والدليل على هذا أن المحلات مفتوحة 24 ساعة ولا توجد حالة سرقة واحدة ولا يوجد تعدى على أراضى الغير .
وفى سيوة تشعر بأنك فى معزل عن الحياة الصاخبة المليئة بالملوثات البيئية سمعية وصحية وغيرها.. وفى داخل سيوة تحرر نفسك من أدران الحياة فهى تتمتع بشاعرية وجاذبية خاصة لدرجة تصل إلى الإثارة فى جمال الطبيعة وتبقى دائماً بقعة مضيئة فى ذاكرة الذين مروا بها وشربوا من عيونها وعاشوا بين أهلها وشاهدوا اسماءها وتقاليدها وأزيائها الفريدة الموروثة حتى الآلات الزراعية هناك لها تميز وتفرد وبيوتها تختلف عن أى بيوت فى ريف مصر كله.
وإذا نظرنا لسيوة نظرة تاريخية على الفور ندرك ونتأكد بأننا أمام تاريخ عتيد عريق وعتيق فأول اسم عرفت به سيوة هو "بنتا" وقد عثر عليه فى أحد النصوص المدونة بمعبد إدفو ثم أطلق عليها بعد ذلك اسم واحة آمون نسبة إلى معبد آمون القديم الموجود بها واستمرت تحمل هذا الاسم حتى جاء عصر البطالمة فأطلقوا عليها اسم "جوتير" وهو اسم أحد آلهة قدماء الرومان أما فى العصور الوسطى فقد أطلق عليها اسم "سانتاريه" وإن كان العرب قد اسموها بعد ذلك بالواحة الأقصى، وقد ذكرها المقريزى فى كتابه فقال عنها: "كان يسكنها جماعة من البربر تسمى السيوى وهم يتكلمون السيوية ومنذ ذلك الوقت تسمى سيوى ثم سيوة"
وقد اعتنق أهل سيوة العديد من الأديان والغريب أن الدين المسيحى لم ينتشر بها مثل باقى مصر وإنما استمر السيويون يعبدون الآلهة المصرية وخصوصاً آمون وذلك حتى دخل الإسلام فيها وفى عام 640م عندما دخلت جيوش المسلمين إلى مصر بقيادة عمرو بن العاص لكنهم لم يصلوا إلى سيوة بل أنه حتى عندما استولى القائد العربى "موسى بن النصير" على شمال أفريقيا لم تصل جيوشه إلى سيوة ولم يدخلها العرب إلا فى القرن التاسع عشر كما ذكرت المراجع التاريخية ومنذ ذلك الوقت بدأ الإسلام ينتشر هناك، إلا أن سيوة لم تخضع تماماً للحكم الإسلامى والدين الإسلامى إلا فى أواخر العصر الفاطمى أى فى أوائل القرن الثانى عشر الميلادى تقريباً، وفى عام 1838 حضر إليها محمد السنوسى زعيم الطائفة السنوسية وبالرغم من أنه لم يبق فى سيوة إلا حوالى ثمانية أشهر فقط إلا أنه استطاع خلال هذه الفترة القصيرة أن يؤثر تأثيراً روحياً عميقاً على السيويين فاصبحوا جميعاً من اتباعه المحبين المخلصين وبدعوة منه أنشأوا كثيرا من المساجد للصلاة.

قمبيز ومحاولة غزو سيوة

ومن أشهر القصص التاريخية التى تناولتها سيوة "قصة قمبيز قائد الفرس" فبعد أن استولت جيوش الفرس على مصر عام 525 ق.م سأل كهنة آمون عن نتيجة غزو الفرس لمصر ومستقبل حكم ملكهم وكان الرد أن الفرس سيرحلون وأن ملكهم قمبيز سيلقى سوء المصير ولما سمع قمبيز بذلك غضب غضباً شديداً وصمم على أن يؤدب هؤلاء الكهنة وهدم معبدهم، فأرسل جيشاً قوامه خمسون ألف جندى متجهاً إلى جنوب الوادى ثم إلى واحة الفرافرة ومن هناك خرجت جيوش الفرس متجهة إلى سيوة ولديهم أوامر من مليكهم بعدم معبد كهنة آمون وقتلهم وأسر من يبقى حياً من رجال المدينة ولكن جيوش الفرس لم تصل إلى سيوة ولم يعثر لها على أثر ولما سئل الكهنة عن مصير الجيش قالوا أنه بعد قيامهم من واحة الفرافرة وفى منتصف الطريق أرسل عليهم ريحاً قضت على الجيش بأكمله ولما سمع قمبيز بذلك جن جنونه ومرض عقلياً حتى مات، وهكذا تحققت نبوءة آمون.
أما أهالى سيوة فهم خليط من المصريين والبربر النازحين من الغرب والسودانيين النازحين من الجنوب وهم يتحدثون حتى الآن باللغة السيوية التى هى خليط من اللغة البدوية والبربرية وبعض الألفاظ العربية. والسيوى بطبعة ميال للمرح والسرور ومحب للرقص والغناء والموسيقى ويمضى الرجل السيوى أغلب وقت فراغه فى الحدائق يغنى أو يعزف ومن يستمع إلى الغناء والموسيقى يلاحظ بوضوح تأثر الفن السيوى بالنغمات البدوية والبربرية ولدى السيويين ولع بل إفراط فى احتفالاتهم بالأعياد والموالد والزواج والوضع وإذا كان السيويون يفرطون فى إظهار مرحهم فى مثل هذه المناسبات السعيدة فهم يفرطون ويبالغون أيضا فى حزنهم عند حدوث حالة وفاة فيأخذون فى العويل والصراخ ويمزقون ثيابهم ويهيلون التراب والطين فوق رؤوسهم وعلى وجوههم والمرأة التى يتوفى زوجها تحزن عليه حزناً شديداً وتعزل فى حجرة مظلمة لمدة أسابيع لا ترى فيها أحد ولا يراها أحد حيث يوجد اعتقاد بأن من يقع نظره عليها يلحق به الضرر ويطلق عليها اسم (الغولة) وتحتجب فى منزلها أربعون يوماً وبعد ذلك يرفع عنها اسم الغولة ويصبح لها الحق فى أن تتزوج مرة أخرى.
ويرتدى الرجال والنساء فى سيوة ملابس مميزة فالأغنياء والشيوخ يلتقون فى أحزمة (جرد) ويضعون على رؤسهم طرابيش، أما الفقراء والعمال فيرتدون بنطلونات تصل إلى الركبتين فقط تسمى (الجبة) أما الفرد العادى فى سيوة فيرتدى الجلباب الواسع المصنوع من الكتان الأبيض وله أكمام فضفاضة واسعة ويرتدون البلغة فى أقدامهم.

الأعياد عند أهل سيوة:

عيد الصلح:

وفى سيوة يوجد عيد خاص سمى بعيد "الصلح" حيث اعتاد أبناء سيوة إقامة احتفال سنوى يسمى عيد السياحة أو عيد الصلح ويتم الاحتفال به فى شهر أكتوبر من كل عام عندما يصبح القمر بدراً وكان يسمى أيضا عيد القمر حيث يجتمع شيوخ القبائل فى منطقة جبل الدكرور ويتصافح الجميع ويتصافوا فى ليلة القمر ويستمر العيد لمدة ثلاثة أيام تذبح الذبائح وتقام ولائم العشاء وحلقات الذكر كما تعقد اتفاقات الزواج فى ذلك العيد، ويقام هذا الاحتفال تحت إشراف شيخ المدينة حيث يخرج أبناء الواحة من رجال وشباب ليأكلون معاً فى مكان واحد وفى توقيت واحد وفى وجبة واحدة تنظمها لجنة شعبية تحدد دور ومهام كل عضو منها وينتهز شيخ الطريقة فرصة هذا الجمع الكبير لحل كافة المشاكل والمنازعات بين الأهالى فى مدة الاحتفال وفى نهاية المدة يخرج الجميع فى موكب مهيب مذان بالأعلام الخاصة بالطريقة الصوفية من مقر التجمع حتى الميدان الكبير بالمدينة عند مقام سيدى سليمان حيث يقرأ الجميع الفاتحة ثم ينفض التجمع ويفد إلى هذا الاحتفال أعداد كبيرة من السياح الأجانب والمصريين لمشاهدة هذه الاحتفالات الدينية وعادات وتقاليد الواحة حيث يمثل هذا الاحتفال مشهداً فريداً للسياحة الدينية والتسامح والحفاظ على القيم والمبادئ السامية .

مولد سيدى سليمان (السلطان)

وهو اليوم الأول من عيد الصلح الذى ذكرناه ويسمى هذا اليوم بمولد سيدى سليمان ويحتفل به الأهالى على اختلاف مذاهبهم الدينية بدون تمييز سواء أكانوا من السيويين أو المدنيين ويقرأون القرآن الكريم ويتلون التواشيح الدينية ويقوم المنشدون بأداء التواشيح الدينية بلغة أهل سيوة وهى لغة خاصة بهم واسمها "الأمازيغية" نسبة إلى أمازيغ بن سام بن نوح عليه السلام ويؤكد الشيخ فتحى بأن هذه اللغة لا ينطق بها إلا أهل سيوة فقط ونحن نتباهى بها لدرجة إننا لا نتحدث مع أنفسنا إلا بها حتى لو كنا اثنين فقط لأننا نرى فى اللغة الخاصة بنا عراقة وشموخ وأصالة نعتز بها.

عيد الفطر المبارك (اللحم فى مرجونة)

يذهب الأهالى ليلة العيد لزيارة سيدى سليمان ويؤدون صلاة العيد كالمعتاد ثم يتزاورون بعد تناول طعام الإفطار ويطهون اللحم والأرز ويضعون اللحم ولكن فى مرجونه وعندما يزورهم أحد للمعايدة يقدمون له ذلك اللحم ولكنه فى الغالب لا يتناول اللحوم وإنما يكتفى بتناول المشروبات التى تقدم فى الأعياد.

عيد الأضحى المبارك (تعليق الذبائح) .

يوم الوقفة يخرجون جميع مفروشاتهم وينشرونها على جدران أسطح المنازل ثم يعيدونها آخر النهار ويهب الرجال لتأدية صلاة العيد فى الخلاء وبعد انتهاء الصلاة يذبحون ذبائحهم فوق أسطح المنازل ويذبح كل منهم حسب مقدرته المالية ثم يعلقون ذبائحهم حتى يقع عليها نظر من يزورهم من الأقارب ولا يأكلون فى هذا اليوم سوى الكبدة والكلاوى وبعد ذلك يقطعون الذبائح إلى أجزاء ويشوحون اللحوم ويضعون عليها الملح وينشرونها فى حجرة على حبال وبعد ذلك يقدونها إلى أن تجف تماماً ثم يجمعونها فى مراجين ويأكلون منها على مدى أيام عديدة إلى أن تنتهى وبعد العيد بثلاثة أيام يخرج الأهالى خارج البلدة فى الحقول وإلى جبل الدكرور ولمدة أيام حيث يأكلون أثناء الأيام الثلاثة الأولى الثوم فقط كى يحميهم من الأمراض ويجدد نشاطهم.

المرأة السيوية

أما المرأة فى سيوة فتميل إلى إرتداء الملابس ذات الألوان الزاهية داخل بيتها وعند خروجها من البيت وذلك قليلاً ما يحدث ويكون عادة فى المناسبات والأعياد أو للدفن وزيارة المقابر وعند خروجها ترتدى فوق ملابسها عباءة زرقاء غامقة تحجب كل جسمها وراسها وبها فى أعلاه فتحة صغيرة لتنظر منها والمرأة ترتدى هذه العباءة عند سن البلوغ.
أما البنات الصغيرات فيرتدون ثياباً ذات ألوان ذاهية والجزء الأعلى والذى حول رقبة الفتاة الصغيرة كثير الزخرفة بالحرير والخرز وهن عادة لا يغطين رؤوسهن بشئ وإن كانت الفتيات الصغيرات اللاتى ينحدرن من أسر غنية يغطين رؤوسهن بشال صوف ذاهى اللون.
ولا يحلق الأطفال فى سيوة رؤوسهم حتى سن العاشرة بل ويتركون خصلة مسترسلة فى وسط رأسهم والبنات الصغيرات يتركن شعورهن مسترسلة حتى إذا اقتربن من سن البلوغ يبدأ أهلهن بتضفير شعورهن إلى مجموعة ضفائر كثيرة ورفيعة جدا وهذه الضفائر تعنى عندهم أن الفتاة بلغت سن الزواج بل ودعوة للعرسان للتقدم وطلب يدها.
ويقول محمد فؤاد كيلانى وهو خريج جامعة الأزهر قسم أصول الدين أن أهالى سيوة عاشوا فترة طويلة جدا فى عزلة شديدة عن العالم الخارجى مما جعل معتقداتهم وعاداتهم متسمة بالطابع القديم ففى سيوة يكثر المنجمون والسحرة من الرجال والنساء وهم يعتقدون فى أهمية الأحجبة والتمائم التى تقى الإنسان من الحسد والشرور ويتسمون أيضا بالتدين قبل كانت سيوة مركزاً لديانة آمون ثم أصبحت معقلاً للدين الإسلامى ومركزاً للإخوان السنوسيين ونظراً لانفتاح سيوة على العالم الخارجى عقب تطبيق نظام الحكم المحلى فى مصر فى أوائل الستينات ورصف الطريق المؤدى إليها من مرسى مطروح ووصول الإرسال التليفزيونى المصرى فى أواخر التسعينات وربطهم بشبكة من الطرق مع الواحات البحرية وواحة الفرافرة وواحة جخبوب فقد أصبح من المحتم أن تندثر معظم العادات والتقاليد التى كانت سائدة هناك منذ آلاف السنين.

حمام عين العرائس

ويضيف محمد فؤاد كيلانى أن من عادات الزواج فى سيوة يتم عقد القران ثم يحدد موعد الزفاف ويدفع المهر ثم يشرع أهل العروس فى الاستعداد للزفاف لتحضير ملابس الزفاف وتتوجه العروس إلى حمام (عين شمس) والشهير "بحمام كليوباترا" وتستحم وترتدى رداء أبيض اللون وتمكث فى حجرة منفردة حيث لا تراها البنات غير المتزوجات وفى يوم الزفاف تأتى الوصيفة وهى تعادل الماشطة فى وادى النيل ومعها بعض البنات ممسكات بالفوانيس لعمل الزينة وتسوية الشعر فتزين شعر العروس وتضع عليه العطور والورود ثم ترتدى العروس ملابس الزفاف ثم تذهب إلى منزل زوجها فيقابلها أهل الزوج بالتهليل والرقص والغناء، وفى الماضى كان الأب والأم يختاران العروس دون استشارة العريس لدرجة أن الخطبة كانت تتم والعروس ما زالت فى المهد كذا الحال بالنسبة للعروس وعندما يشب الاثنان يتم التصريح لهما بالزواج ومن ثم تكون الموافقة مسبقة ولا يوجد هناك عائق مادى فالارتباط أساسه الكلمة وبالنسبة للأثاث والشبكة الذهبية فكل ذلك كان يعتبر قشوراً ليس لها مكاناً داخل سيوة فلا يصح أن يطلب أهل العروس مهراً أو أثاثاً فاخراً أو ذهباً فالكل يجود بما لديه سواء من أهل العروس أو أهل العريس ولم يحدث أبدأ أن تم زفاف أى فتاة من سيوة لأحد الشباب من خارج الواحة ولكن يمكن أن يحدث العكس أن يأتى أحد شباب الواحة بعروس من خارج الواحة، والعريس لا يرى عروسه إلا ليلة الدخلة وتأتى العروس مع آذان الفجر يحملها أحد أقاربها على ظهره، ويصل بها إلى بيت العريس وعند طلوع الشمس يحق للعريس المشتاق أن يرى عروسته فقط ويخرج فوراً متوجهاً إلى منزل أحد الجيران ولا يسمح له بالدخول إلا فى مساء هذا اليوم ومن العادات أن العريس لا يرى والده إلا بعد ثلاثة أيام برغم أنه دخل بعروسته وفى هذا اليوم الثالث يقوم عم العريس وكبار القبيلة بالجمع بين العريس ووالده ويتم قراءة الفاتحة وبعد ذلك يزول الخجل بين الابن ووالده، وبعد الزواج لا يسمح للمرأة بالخروج إلا ملفوفة بملاية منقوشة بالأعمال اليدوية السيوية ولا يرى أى مخلوق وجهها فى الشارع حتى فى حالة طلاقها لأن الزواج بداية نقاب بالنسبة للمرأة السيوية.
ويؤكد محمد كيلانى أن هناك تطور كبير حدث الآن عن كل ما سبق حيث سمح للفتاة بالتعليم حتى المرحلة الابتدائية ومن ثم كان الشاب يرى وجه الفتاة فى تلك السن المبكرة ولكن هذا لا يعنى أن فترة الخطوبة فى المهد قد ألغيت تماما بل ما زالت سارية المفعول، بل أن الفتاة أصبحت الآن تدرس حتى المرحلة الثانوية فى مدارس داخل سيوة ولكنها ما زالت لا تخرج للتعليم خارج الواحة، ورغم هذا التطور إلا أننا ما زلنا نحتفظ بتقاليدنا وعاداتنا ولا يجوز مثلاً لشاب أن تكون له علاقة صريحة بفتاة مثلما نرى فى المدن، وخطابات الغرام التى نراها فى الأفلام والمسلسلات لا يمكن أن تحدث عندنا نهائياً، ولا يوجد عندنا ما يسمى فشل الخطوبة فهذا لا يمكن حدوثه عندنا، ولكن حدث تطور فى أثاث البيت حيث يأتى العريس الآن بحجرة نوم كاملة كما يسمح للعروس بالخروج من منزل الزوجية فى المناسبات بعد أن كان الخروج ممنوعاً لأى سبب من الأسباب لفترة لا تتجاوز عام.
ويضيف الحاج أحمد عمران كيلانى قائلا ًأما عن الولادة فى سيوة فبعد الوضع باسبوع يتم عجن الحنة ويضعون نقطة منها بين حاجبى المولود ويقولون للمولود باللغة السيوية (ندعو الله أن يرعاك ويسترك ويبقى عليك من أجل أبوك وأمك) ثم تأخذ البنات جرة مليئة بالماء ويصعدن سطح المنزل ويتركن الجرة هناك اعتقاداً منهن أن ذلك يطيل العمر، ويتم فى السبوع ذبح الذبائح، وعادة ما نطلق أسماء المواليد على الذين رحلوا عن الحياة من الأسرة وفاء لهم وتقديراً لمكانتهم. أما بالنسبة لحالات الطلاق فهى نادرة ولكنها حدثت فى العهد الحالى وحتى عند حدوثها لا يوجد تفكك اجتماعى بين العائلات على أثر الطلاق بل يظل الود قائماً لأنه أمر حدث بمشيئة الله، ولا يوجد فى سيوة ما يسمى بنفقة المتعة أو أى نوع من النفقة أو الخلع، وإنما يتم الاتفاق الودى بين العائلات على أمور الطلاق وخاصة إذا كان هناك أولاد، وممنوع على الرجل أن يرى وجه مطلقته حتى لو كانت من أقارب الدرجة الأولى.

غرام الرقص والموسيقى

ويضيف أن أهل سيوة مغرمون بالرقص والموسيقى وتسمع أغانيهم الشجية فى المزارع من مسافات بعيدة خصوصاً عند صفاء الجو وسكون الرياح والأغانى لها معانى جميلة وأغانيهم تعبر دائماً عن المناظر الطبيعية الخلابة المحدقة بهم وهم يستعملون المزمار والطبل بمهارة عجيبة تسترعى الانتباه وعند الرقص يجتمع أهل سيوة فى دوائر كبيرة وهم يبدعون فى الرقص والدوران بصفة مستمرة بدون توقف وأحياناً ينتظرون فى صفوف مستطيلة تتبادل الرقص والتصفيق بأيديهم فى وقت واحد لتنظيم وتوقيع حركات الرقص وعادة تبدأ الجماعة الأولى بالغناء فتجاوبها الجماعة الثانية وبعدها يردد الجميع النغم بشكل جميل، وهناك طرب خاص بأهل سيوة فالشباب لهم طقوسهم وغنائهم "فلكلور سيوى" وهى أغنية وصفية عاطفية ومن أشهر المطربين فى سيوة "داود حبون" و"إبراهيم مطعم" و"إدريس الجالى" ولا يكون هناك أى اختلاط بين الشباب والكبار لأن لكل "مقام مقال" وغناء كبار السن عبارة عن مديح دينى خاصة مدح سيد الخلق "محمد صلى الله عليه وسلم" .
وعن عادات وتقاليد أهل سيوة عن الموت يقول السيد أحمد عمران وهو من شباب الواحة أن أهل المتوفى لا يشعرون بأى أعباء مالية حيث أن المشاركة الجماعية هى الأساس فيقوم أهل الواحة جميعاً بدفن الميت ويتم العزاء على المقابر وعند عودتهم يجلسون عند أهل الميت ويتم الذبح وتناول الطعام كصدقة عن المتوفى والجمع من العائلة يشارك فى ذلك كلاً حسب مقدرته والعزاء أيضا شرعى ثلاثة أيام وأيضا العزلة تفرض نفسها حيث النساء لهم مكان خاص بهم وكذلك الرجال، ولكن ما زالت هناك بعض العادات السيئة فى الوفاة مثل الصراخ ولطم الخدود للنساء
العلاج بالأحجبة قبل العلاج بالأدوية:
فى سيوة يعتقد أن لكل مرض وصفة من نوع خاص وقبل تقرير الدواء يتم عمل الوصفة أولاً الخاصة بهذا المرض ويعتقدون أنه بدون الوصفة لا يكون للدواء أى تأثير وهذه نماذج لبعض

الوصفات العلاجية:

ففى حالة الصداع: يتم دعك الرأس بالخل المستخرج من عسل النحل، وتعمل لبخات من الحناء والملح وتوضع على جبهة الرأس، ثم تعصب الرأس بقطعة من القماش تشد جيداً بمفتاح وينقل المفتاح من محل لآخر، كما يتم عمل فصد للدم من الصدغين
وفى حالة الزكام: يحرق السكر ويشم المريض البخار المتصاعد منه
وفى حالة مرض الأسنان: يغلى الشاى الأخضر ويستعمل كمضمضة، كما تشوح بصلة صغيرة على النار وتوضع على المكان الذى يصدر عنه الألم.
وفى حالة الإسهال يتم تناول كميات من الأرز المسلوق
وفى حالة الإمساك: يتم شرب الملح أو زيت الزيتون

وفى آلام الظهر: يتم عمل دهان للظهر من زيت الزيتون

سيوة.. عبقرية الموقع والمناخ:

إذا كانت مصر بها العديد من الواحات فإن واحة سيوة أشهرها منذ قديم الزمان وما زالت سيوة ذات تربة خصبة وعيون عذبة وغزيرة المياة وإنتاجها من الفواكه بالغ الجودة كما يكسوها الجمال والخضرة وتغلفها غلالات من القصص الخيالية والعادات والتقاليد وتتناثر فوقها آثار قديمة يرجع تاريخها إلى مختلف العصور التاريخية.
وتعتبر واحة سيوة أحد المنخفضات فى الصحراء الغربية فمنسوبها يقع تحت سطح البحر بحوالى 24 مترا ويقع على خط طول 30-25 شرقاً وعلى خط عرض 12-29 شمالاً، كما أن مدينة سيوة تعتبر هى المركز السكانى الرئيسى بالواحة منذ القدم وتبعد عن مرسى مطروح بحوالى 330 كم جنوباً وفى اتجاه الجنوب الغربى بحوالى 300 كم جنوب السلوم.
المناخ: فى فصل الشتاء وحتى أواخر فبراير يكون الجو دافئاً وجميلاً وابتداء من مارس تأخذ د


خصم يصل إلى 25%