1. أول كلمه !

أول كلمه !

من الجميل الحديث عن مصر ..عن ارضها وعن ابناؤها وعن تاريخها المليء بالعظمه وبالمآسي ايضا .. فهو حديث ذو شجون وذو صله ببعضه البعض ولا يمكن له بأي حال من الاحوال ان يكون موجزا ، فهو وبأختصار ... غير قابل للاختصار!
واما الاجمل من الحديث عن مصر هو الذهاب اليها .. والوقوف على تلك العظمه بنفسك والتشبع بالاحساس الحقيقي للحياه و الذي سيملئ عقلك وقلبك معا ...
وان سألتني عن افضل ما يكن ان تخوضه من تجارب .. فسأجيبك وكلي ثقه : ان تذهب الى أي مكان في الدنيا ثم تعود لتكتب عن تجربتك ..
وقد قدر لي ان اذهب الى ام الدنيا ذات يوم من ايام ابريل 2007 ... لا اعلم حقا مالذي قادني الى ذلك المكان بالتحديد ولماذا في ذلك الوقت وذاك اليوم ... لا اعلم.. قد تكون صدفه وقد تكون شيئا غير ذلك ... المهم ان الشيء الذي قادني الى هناك وسيرني واخذ بيدي من مكان الى اخر .. هو شيء جميل وخلاب ومليء بالمتعه وبالغموض معا ... فقد جمعني باشياء واحداث وباشخاص لم يخطر ببالي يوما ان القاهم ... منهم من اعرفه واحبه جدا ولكنني لم التقي به .. وقد التقيت به واحببته بعدها اكثر من ذي قبل ..
وبعضهم الاخر لا اعرفه ولايعرفني وقد التقيت بهم واحببتهم هم ايضا ... تماما كما احببت مصر نفسها ...
وقد استمتعت كثيرا في رحلتي تلك .. وكنت انط فيها اكثر مما امشي .. وذلك تجنبا للوقوع في الحفر التي قابلتني في كل مكان ذهبت اليه ...
وشربت من ماء النيل ومن الشاي الكشري التقيل واكلت الرغيف المصري اللذيذ وفطائر المشلتت الساخنه ... ويالها من مذاقات .. ويالها من تجربه ... !
بقي ان اقول .. ان تلك الرحله استغرقت خمسة ايام لا تنقص يوما ولكنها قد تزيد عدة اعوام !
تماما كما زادت في افقي بضعة اميال للامام ... وزادت في ايماني عدة امتار عمقا في باطن الارض ... وفتحت عيني على عالم غريب وشعب اغرب يملك سلاحه الفتاك ويواجه به اعتى مصائب الدهر ... انه سلاح المصري الازلي والذي لن يفارقه ابدا .... النكته !!
اترككم الان في حفظ الله ورعايته مع هذا التقرير البسيط ببساطة مصر وشعبها .. والذي جاهدت نفسي قدر الامكان ان يكون قليل الدسم وخاليا من التعقيد وزخرفة الكلام وتقعيره ... وكلي امل ان يصل لموائدكم خفيفا على المعده وعلى العقل ايضا ..
عبد العزيز