على الرغم من كثرة التقارير المميزة التي تعج بها بوابة لبنان إلا أنني نادرا ما قرأت شيئا عن درة من درر لبنان الثمينة عروس الشوف نبع الصفا..
فهذه المنطقة الجميلة حباها الله عز وجل بالطبيعة الخلابة والمياه العذبة والجو العليل و نادرا مااجتمعت هذه الثلاثة في منطقة واحدة فكان نبع الصفا إحدى هذه النوادر..
الطريق إلى نبع الصفا غاية في الروعة و بالذات للقادم له من الشوف وتحديدا المخرج الجنوبي لبيروت المتجه للجبل على اوتوستراد صيدا رغم أن هناك طريقا آخر أقرب يمر بعاليه غرب بيروت لكن الأول أجمل و أكثر تشويقا و لعل الصورة القادمة خير تعبير لذلك الجمال حيث نقترب الآن من النبع..
يوجدفي نبع الصفا عدد كبير من الينابيع التي تغدق ماء زلالا قد لا يرتوي المرء سريعا منه لشدة عذوبته ولا أبالغ إذ قلت أن الشرب من أحد الينابيع هو لب الموضوع الرئيس للزائر و من مر بتلك التجربة يعرف ذلك فعندما تشاهد النبع كما في الصورة أدناه لن يقدر أحد أن يمنعك من أن تغترف منه و كأنك محروم من الماء لمدة أسبوع
تسيل المياه من كثافتها على الأرض بشكل غزير حتى يتخيل للشخص أن نهرا يجري في المنطقة تحت قدميه و يقال هانك أن عددا كبيرا من مناطق لبنان تشرب ماء نبع الصفا..
تغطي أشجار الصنوبر مساحة من نبع الصفا لتشكل لوحة بديعة في الحسن و تشكل المساحة الخضراء جل النبع وهذه الصورة خير مثال (أشرت بيدي للأخ نديم بيروت على هذا المنظر قبل أكثر من شهرين وقتها كان الظلام دامسا و أعتقد يا نديم أن الصورة الآن لا ظلام عليها )
كما هي باقي مناطق لبنان تنتشر المطاعم الراقية في النبع الذي تشكل مياهه مصدر جذب للزبائن من خلال الجداول المنتشرة في المطاعم حتى أن الأكل يطيب هناك مع صوت خرير الماء المتصاعد من كل اتجاه و الوضع يشبه إلى حد ما مطاعم زحله (صورة مع التحية لعاشق زحلة أخونا العزيز تركي )
من أشهر المطاعم هناك مطعم اليمين وشلالات نبع الصفا والكازينو و يمتاز الكازينو بكون الماء ينسل خلاله طبيعيا بدون محركات..
لكني وكما العادة في كل مكان أزوره أهوى الاكتشافات وهذه المرة قادتني قدمي لمكان ما يسمى مجازا مطعما لكنه يتميز عن المطاعم بإطلالته مباشرة على نبع مياه و هذه صورته..
هي ليست دعاية لكن المطعم يقدم المشروبات الساخنة والباردة و الفواكه ..ولعشاق الشواء يقوم المطعم بإحضار اللحم الطازج وتزويد الزبون بالشواية والفحم ليمارس هوايته كما يريد وهذه إحدى الجلسات..
يعتبر الربيع الوقت الأنسب لزيارة النبع و تبدأ المطاعم هناك أعمالها مطلع شهر مايو وحتى نهاية أكتوبر من كل عام.. هذا بالإضافة إلى عديد المحلات الصغيرة التي تبيع بعضا من انتاج المنطقة مثل الصنوبر و العسل وغيرهما..
نبع الصفا وجه مثالي للبنان الجميل..
لبنان الماء والخضرة وال.....جو الحسن!
دائما مبدع يا عاشق بيروت شكرا على ها التقرير المصغر