- فما هي الحلول المقترحة لهذه المشكلة؟ الحلول هي كما يلي:
الاتصال (communication) في تركيا لم يكن عائقاً لي من الاستمتاع بوقتي والتنقل بسلام لإجادتي للغتين بجانب اللغة العربية ألا وهما اللغة الإنجليزية التي اعتمدت عليها قليلاً ولغة الإشارة التي استخدمتها كثيراً أتمايل عند استخدامها حتى كدت أجيد الرقص، و كذلك لحرصي على تعلم بعض المصطلحات باللغة التركية من خلال مواقع الإنترنت والصور والإعلانات التي في الشوارع وعلى المحلات ككلمة تنزيلات أو تخفيضات بالتركي وهي (indirim) (إنديريم) وآيس كريم (dondorma) دوندورما. وأما الجانب الآخر للاتصالات فهو مسألة الاتصال بالأهل والأحبة في الوطن، والجانبين مترابطين بلا أدنى أشك.
وندخل في صلب الموضوع، عندما تصل إلى مطار إسطنبول سواءاً أتاتورك أو سبيها ستصلك رسالة على جوالك من الاتصالات السعودية تنصحك بتحوييل شريحتك إلى شبكة إيفيا (Avea) وهي الشبكة التي سيلتقطها جوالك تلقائياً في المطار وستخبرك الرسالة بأسعار الرسائل المرسلة والمستقبلة، ولكن الموضوع الخطير هنا هو أنها لن تخبرك بثمن دقيقة الاتصال من جوالك إلى جوال سعودي أو هاتف ثابت في السعودية، وهذا ما ستكتشفه بمجرد انتهائك من إجراء مكالمة من خلال جوالك لجوال سعودي إذا كان جوالك مسبق الدفع (شريحة سوا) وستفجع بثمن دقيقة المكالمة والذي يقارب 25 ريال للدقيقة، أكرر 25 ريال للدقيقة، بما يعادل 250 ريال ل 10 دقائق، أكرر 250 ريال ل 10 دقائق، وهذا لن يختلف بالنسبة للشركات الأخرى سواء كانت موبايلي أو زين. أما الشخص الذي يحمل جوال بفاتورة فسيكون وقع المصيبة عليه أكبر لأنه لن يدري إلا عند صدور فاتورته.
فما هي الحلول المقترحة لهذه المشكلة؟ الحلول هي كما يلي:
أولاً: الاكتفاء بإرسال واستقبال الرسائل ما بينك وبين محبيك لأن تكلفة الرسالة من جوالك السعودي إلى جوال سعودي آخر تقارب 1,50 ريال.
ثانياً: استخدام كبائن الاتصال الموجودة في إرجاء المدينة والسؤال عن هذه المحلات، حيث تبلغ تكلفة دقيقة الاتصال بجوال سعودي منها ما يقارب 0,50 ليرة تركية أي ما يعادل 1,25 ريال وهذا ما قد يختلف بحسب سعر الصرف، وأما تكلفة دقيقة الاتصال بهاتف ثابت في السعودية فتبلغ 0,40 ليرة تركية أي ما يعادل 1 ريال تقريباً.
ولقد وجدت بالقرب من المنطقة التي سكنت فيها في إسطنبول وهي تقسيم محلاً صغيراً للاتصال المخفض حيث توجد كبائن مفتوحة وكبائن مغلقة تناسب النساء واللاتي يخجلن من التحدث أمام أعين الناس. ولقد حاولت الحصول على معلومات عن أجرة الاتصال أو الحصول على شريحة في إسطنبول وتسعيرتها، ولكنني لم أجد معلومات واضحة ودقيقة في الإنترنت قبل السفر إلى هناك، كما أنني مررت بعدد قليل من متاجر شركات الاتصالات هناك ولم أكن جاداً في الحصول على شريحة بسبب قرار اتخذته مسبقاً وهو الاكتفاء بالرسائل لقناعة توصلت إليها ألا وهي أن الاتصالات مكلفة في تركيا والعتب على قلة المعلومات وصعوبة التفاهم مع العاملين في المحلات ممن لا يجيدون أي لغة أخرى بجانب اللغة التركية.
ثالثاً: الحصول على شريحة هاتف جوال من إحدى محلات الاتصالات حيث تبلغ تكلفة الاتصال لهاتف جوال سعودي أو ثابت ما يقارب 1,50 ليرة تركية أي ما يعادل 3,75 ريال أو 1 دولار أمريكي للدقيقة الواحدة. وهذه المعلومات حصلت عليها من الشاب الذي يعمل في محل كبائن الاتصالات الذي تعاملت معه لإجادته اللغة الإنجليزية حيث يبيع هذه الشرائح للشركات المختلفة سواءً ترك سل أو فودا فون أو إيفيا. وبصراحة لم أسأله عن قيمة الشريحة والذي لا أتوقعه مكلفاً نسبياً. وقد تناولت مع هذا الشاب اللطيف موضوع عدم إجادة أغلب العمال في المحلات للغة الإنجليزية بجانب لغتهم الأم، وعبر لي عن استيائه من هذا الأمر حيث وافقني الرأي أن إتقان اللغة الإنجليزية سينعكس إيجاباً على ربحية هذه المحال لأن الكثير من السواح يمتنعون عن الشراء لصعوبة حصولهم على المعلومة أو التعامل مع البائعين بطريقة تسهل تسوقهم ولجوءهم للغة الإشارة التي يمكنني تشبيهها بالتحويلات التي نراها في شوارعنا عند القيام بأية حفريات حيث يكون أمام السائق خيارين إما المرور بهذه التحويلات المزعجة والمرهقة ومن ثم الشراء أو عدم الشراء أو البقاء في مكانه بدون أي محاولة للشراء.
وعموماً فالخيار الأول لا شك أنه غير مجد تماماً مع أجزل الشكر لشركة الاتصالات السعودية على نصائحها الثمينة. أما المفاضلة الحقيقة فينبغي أن تكون ما بين الخيارين الثاني والثالث، وهذا برأيي الشخصي يعتمد على الفترة التي تنوي قضاءها هناك فكلما قصرت الفترة كلما كان من المجدي اقتصادياً استخدام محلات كبائن الاتصالات، وكلما كانت قدرة الشخص المالية أكبر كلما توجه للحصول على شريحة تركية، وكلما كانت زياراته أكثر لتركيا كلما مال للحصول على شريحة تركية أيضاً.
والاختلاف معي في طرح معايير المقارنة هذا وارد وأنا أرحب به بكل سعة صدر وذلك للفائدة التي ستعود على مرتادي هذه المنتديات.