- فاس (المغرب): خديجة الطيب
بسم الله الرحمن الرحيم
مسابح وقاعات للترويض الطبي والتدليك المائي وحمامات البخار يقبل عليها السياح
مياه "سيدي حرازم" و"مولاي يعقوب" بفاس علاج ناجح للكثير من الأمراض
فاس (المغرب): خديجة الطيب
أمام تزايد الوعي بأهمية العلاج الطبيعي والبيولوجي يقبل العديد من المرضى على الاستشفاء بالمحطات الطبية الحرارية للحامات الطبيعية بمدينة فاس المغربية كحامة مولاي يعقوب، التي أضحت ذات شهرة عالمية في هذا المجال، وتشير بعض الأبحاث الطبية التي أجريت إلى أن هذه الحامات تعتبر علاجا ناجحا لمختلف الأمراض الجلدية.
ويحرص السياح على زيارة حامة "سيدي حرازم" أو حامة "مولاي يعقوب" الواقعتين بالقرب من مدينة فاس واللتين حوَّلتهما المياه المعدنية إلى مواقع مغرية لاستقطاب آلاف الزوار سنويا.
وتقول سعيدة عياد التي كانت تعاني من مرض الأكزيما الجلدي"الحامات تغني عن زيارة العيادات المختصة، وهي بذلك تشكل عيادات طبيعية للعلاج والتدليك بواسطة الزيوت الحيوية والمواد الطبيعية"، وتضيف أنها شفيت من المرض الذي أصابها بعد أن زارت حامة مولاي يعقوب عدة مرات واستحمت بمياهها.
وتبدو هذه العيون على مدار العام أشبه بمزارات مفتوحة في وجه مواطنين يأتون إليها غالبا في إطار رحلات جماعية وأسرية تستغرق عدة ساعات، وأحيانا عدة أيام من أجل الاستمتاع بالأجواء الرطبة المنتعشة وفوائد مياهها الصحية.
ويقصد سكان مدينة فاس الحامات الطبيعية هربا من قسوة الحر، حيث صار ارتياد هذه المواقع السياحية والاستشفائية متنفسا ضروريا للقضاء على الملل والغيظ التي تسود فاس والنواحي طوال الصيف والربيع، وقد حول ذلك المناطق المحيطة بها إلى مواقع نشيطة في مجال التعمير والتشييد من أجل استقطاب الزوار وإيوائهم وتوفير الخدمات اللازمة لهم.
وقد اكتُشِفت حامة مولاي يعقوب سنة 1900م، ولم يتم تجهيزها إلا سنة 1965، وقد ربطت أساطير عدة تسمية هذه المياه بالسلطان مولاي يعقوب، إذ كان يعاني مرضا استعصى عليه علاجه، غير أنه حينما استحم بهذه المياه شفي بعد أسبوع.
وتعتبر هذه الحامة أول حامة عصرية في المغرب بمواصفات دولية بعد أن أُنشئت بها محطة طبية ومعدنية جديدة أواخر الثمانينات من القرن الماضي، بتمويل محلي وخليجي، وتضم عدة مرافق حديثة من مسابح ومغاطس وحمامات ورشاشات وقاعات للترويض الطبي والتدليك المائي وحمام بخاري، فضلا عن قاعات أخرى متخصصة في علاج أمراض الأنف والأذن والحلق والرحم والتجميل.
ويتوافد على الحامة زوار مغاربة وأجانب يقدر عددهم بحوالي 50 ألف زائر سنويا، وتتم يوميا حوالي 70 معالجة حسب مسؤول عن الحامة، يقول محمد العلمي (الطبيب الرئيسي المشرف على الحامة) "أثبتت التحليلات الطبية والمختبرية التي أجريت من طرف خبراء مغاربة وأجانب أن مياه مولاي يعقوب التي تنبع من عمق يناهز 1200 متر من باطن الأرض، وتصل حرارتها إلى 54 درجة عند خروجها إلى السطح تحتوي على عدة عناصر كيماوية كالكبريت والملح، وعلى خصائص فيزيائية مهمة ذات نشاط إشعاعي طبيعي، مما يجعلها ذات فعالية كبيرة في علاج الأمراض الجلدية وبعض أنواع الروماتيزم، كما تساعد على عملية الدلك والترويض، ولهذا يقصد الحامة عدد من الرياضيين المغاربة والأجانب كل سنة، خاصة عدائي ألعاب القوى، من أجل الترويض وإزالة التعب وإعادة الحيوية واللياقة للجسم".
أما حامة سيدي حرازم فهي من مراكز الاصطياف والاستجمام في المغرب التي يزورها السياح بكثرة خلال فصلي الصيف والربيع، وتبدو حامة سيدي حرازم من فوق عبارة عن واحة صحراوية في الصيف، يعمها الاخضرار على مساحة شاسعة، وتتألف من عدة تجهيزات ومرافق.
واكتسبت مياه سيدي حرازم المعبأة في قارورات بلاستيكية سمعة طيبة وطنيا ودوليا بفضل جودة هذه المياه وقيمتها الصحية، إذ توصلت الدراسات المختبرية التي أجريت عليها إلى نتائج تؤكد قدرتها على معالجة المسالك البولية ونجاحها في تفتيت أحجار الكلى، فضلا عن قيمتها الغذائية والعلاجية الأخرى، بفعل تركيبتها الغنية والمتكونة من الكالسيوم والمغنيزيوم والصوديوم والبوتاسيوم والكلور والنترات والسولفات وثاني الكربونات، وتصل درجة حرارة المياه عند خروجها من عمق 1516 مترا إلى نحو 48 درجة، بمعدل يتجاوز 5 لترات في الثانية.
منقول من جريدة الوطن على هذا الرابط: http://www.alwatan.com.sa/daily/2006-06-09/socity/socity08.htm
وبالصحة والراحة (كما تسمعها دائماً ، وعن تجربة شخصية ) ...
تسلم يا بطل على المشاركة وماقصرت.
تحياتي