- وبعد تمام بناء الهرم كانت المنحدرات تزال من حوله.
- هرم الملك خفرع
أهرامات مصر ..
بناء الهرم
هرم خوفو العظيم
قبل بناء الهرم، كان يتم أولاً اختيار الموقع المناسب على حافة هضبة الصحراء والتى كانت ترتفع عن أعلى مستوى لماء الفيضان السنوى.
وكان السطح الصخرى المختار لبناء الهرم يفحص جيداً للتأكد من أنه خالى من أية شقوق خطيرة يمكن أن تشكل أساساً غير مستقر أسفل ثقل البناء الهائل.
وكان الأساس الصخرى يسوى جيداً باستخدام طرقاً مأخوذة من خبرة المصريين فى تسوية الأرض الزراعية قبل الرى. فقد كان يبنى حول المساحة المختارة لبناء الهرم حافة قصيرة من الطمى، ثم تغمر المساحة بالماء وتقسم إلى شبكة من القنوات الصغيرة يكون فيها قمة كل خندق على نفس الإرتفاع فوق سطح الماء.
وكانت الخنادق تسوى بعد تبخر الماء أو صرفها. ولا يزال يوجد جزء باق من نظام الخنادق المستخدم فى تسوية الأرض بالقرب من الهرم الثانى الذى بناه الملك خفرع شمال الجيزة.
وكان لابد من اختيار مكان بناء الهرم على الضفة الغربية للنيل، حيث تغرب الشمس، وحيث يمكن لروح الملك أن تصاحب اله الشمس فى رحلته خلال العالم الآخر.
ولم يكان مكان الهرم بعيداً عن المقر الملكى بحيث يسهل الوصول إليه عن طريق مركب فى النيل، وبذلك كان يتسنى للملك وحاشيته زيارة الموقع. كما كان هذا الموقع المتميز يسمح بتسهيل نقل أحجار البناء والمواد الأخرى، وكذلك نقل الأثاث الجنائزى الملكى.
وكانت قاعدة الهرم تتخذ الشكل المربع بقدر الأمكان بحيث يواجه كل جانب أحد الجهات الأصلية الأربعة مباشرة.
وكان الشرق يحدد بواسطة الملاحظة الفلكية لمكان شروق وغروب الشمس فى يومى الإعتدالين من كل عام. فكان المحور الشرقى الغربى يرسم أولا ثم يحدد المحور الشمالى الجنوبى باستخدام مثلث وبملاحظة نجم قطبى.
وكان الهرم يبنى باستخدام قطع من الحجر مجلوبة من الجانب الغربى بالقرب من الهضبة.
وكانت الأحجار تجر على منحدرات مكونة من قطع الحجر والطمى وذلك على زحافات بمساعدة الثيران.
وكان البناء عادة ما يبدأ بمد أول مدماك من الأحجار أفقياً والتأكد من أنه متساوى. ثم يعلو الطريق المنحدر المستخدم فى جر الأحجار تدريجياً حول البناء لرص الصف الثانى من الأحجار وهكذا. وكانت قوالب الحجر تصف الواحد فوق الآخر، وتملأ الفراغات بينها بالملاط وبشرائح الحجر لتسوية السطح.
ثم كسى الهرم بطبقة من الحجر الجيرى الأبيض المصقول والمقطوع من تلال المقطم على الضفة الشرقية من النيل. وعلى قمة الهرم وضع هريم منحوت من نفس الحجر أو من حجر أقوى.
ووفقاً لعبادة الشمس فى هليوبوليس وأسطورتها المتعلقة بخلق الكون، فإن تلاً صغيراً سمى بنبن فى اللغة المصرية كان يعد رمزاً لعبادة اله الشمس رع.
وكان هناك اعتقاد فى أنه إذا دفن الملك أسفل ذلك الرمز، فإنه سيحيى ما دامت الشمس تحيى.
وبعد تمام بناء الهرم كانت المنحدرات تزال من حوله.
يختفى المدخل الرئيسى لهرم الملك خوفو ويفتح على ممر منحدر يبلغ طوله حوالى 28.21 متر أو 95.53 قدم. ثم يصل إلى ممر ضيق صاعد يبلغ طوله حوالى 37.76 متر أو 123.85 قدم، كما يبلغ ارتفاعه حوالى 1.20 متر أو 3.94 قدم و1.05 متر أو 3.44 قدم فى العرض.
وهو يؤدى على الوصلة التى تقود إلى القاعة المسماة "غرفة الملكة" والبهو العظيم. ويعتقد أن هذه الغرفة قد صممت لتكون مكان الدفن الأصلى ولكنها هجرت لسبب ما فيما بعد. وفى المنتصف، توجد غرفة ثانية لها سقف جمالونى الشكل ومساحتها حوالى 5.23 × 5.76 متر أو 17.15 × 18.89 قدم كما يبلغ ارتفاعها حوالى 6.26 متر أو 20.53 قدم. وقد أطلق على هذه الغرفة "غرفة الملكة" وهى تسمية خاطئة حيث كان يتم دفن الملكات فى أهرامات أخرى منفصلة وصغيرة حول أهرامات أزواجهن.
كما تم مؤخراً فحص التجاويف الصغيرة المستطيلة فى الجداران الشمالي والجنوبي لهذه الغرفة، باستخدام كاميرا آلية. ومن المرجح أن هذه التجاويف تؤدى إلى ممرات سرية، ومع ذلك فلم يظهر بعد أى برهان على ذلك.
هرم الملك خفرع
بنى الملك خفرع، ثاني أهرامات هضبة الجيزة الشهيرة، من نوعية غير جيدة من قوالب الحجر الجيري الصغيرة. والهرم يبدو للناظرين أنه أكبر من هرم خوفو العظيم وذلك لأنه بني على مرتفع يعلو حوالى عشرة أمتار أو ثلاثة وثلاثون قدم عن السطح الذى بنى عليه هرم الملك خوفو.
وقد كان الارتفاع الأصلى للهرم يبلغ حوالى 143.5 متر أو 470.7 قدم، أما الآن فهو 136.5 متر أو 447.7 قدم. كما يبلغ كل ضلع من أضلاع المربع الذى يشكل قاعدة الهرم حوالى 215.25 متر أو 706.02 قدم وتكون الجوانب الأربعة مع القاعدة زاوية 53.10 درجة.
وقد كان التخطيط الأصلى للهرم هو أن تقطع غرفة الدفن تحت الأرض ويبنى الهرم فوقها. ومع ذلك، فقد تم تحريك غرفة الدفن إلى الجنوب تحت الهرم.
وللهرم مدخلان وطريقان هابطان على الجانب الشمالى، يؤدى أحدهما إلى غرفة الدفن. أما الفتحة الأخرى فهى أعلى من الأولى بحوالى ستة عشر متراً أو اثنان وخمسون قدماً ونصف.
وما زالت قمة الهرم محتفظة بكسوتها من الحجر الأبيض المصقول. أما باقى الهرم فقد تآكل بعض الشئ نتيجة للنوعية الرديئة من الأحجار التى استعملت فى البناء، ولو أن بعض الأجزاء السفلى للهرم ما زالت محتفظة بغلافها الجرانيتى. أما قمة الهرم فهى مفقودة.
وكان تابوت خفرع مصنوع من الجرانيت الرمادي ونصفه مغطي بالطبقة السميكة التي كانت تغطي أرضية الغرفة.
هرم منكاورع
هرم منكاورع هو أصغر أهرامات هضبة الجيزة ويبلغ ارتفاعه حوالى 66 متراً أو 216 قدم. وقد تم بنائه على حافة الهضبة المنحدرة. وأنهى بنائه شبسس كاف، خليفة الملك منكاورع.
وكانت مساحة القاعدة فى الأصل حوالى 108.5 متراً أو 355.8 قدم مربع. ولكن نتيجة لرفع الحجارة لاحقاً لاستخدامها فى أغراض أخرى، فقد أصبح طول أضلاع القاعدة حالياً حوالى 102.2 متراً × 104.6 متراً أو 335.2 قدم × 343.1 قدم وترتفع الجوانب بزاوية 51 درجة.
وقد غطت الطبقات الستة عشر السفلى من الهرم بكتل من الجرانيت الوردى. وقد قطعت حجرة الدفن فى الصخر أسفل الهرم ويمكن الوصول إليها من خلال المدخل الشمالى مروراً بممر منحدر. كما قطع ممر منحدر أخر أسفل الممر الأول.
وأغلقت حجرة الدفن بواسطة ثلاث سدات من الجرانيت أو القوالب الحجرية والذى تم إنزالهم فى فتحات رأسية مقطوعة فى الجدران. وقد استخدمت الحجرة الداخلية كمخزن بينما استخدمت الأخرى كغرفة للدفن ولها سقف جمالونى. كما غطت الجدران بكتل من الجرانيت.
وقد تم العثور على تابوت من البازلت فى فجوة داخل الأرض على عمق أربعون سنتيمتراً أو ستة عشر قدم. ولكن هذا التابوت غرق فى البحر أثناء نقله إلى إنجلترا فى عام 1838 ميلادياً. ويحتفظ المتحف البريطانى فى لندن بغطاء تابوت على شكل أدمى للملك منكاورع ولكنه ليس هو الغطاء الأصلى الذى عثر عليه فى غرفة الدفن.
كما تم بناء المعبد الجنائزى ومعبد الوادى والطريق المؤدى لهما من الطوب وحجر قليل الجودة.
الأبعاد
الارتفاع م
الطول م
العرض م
الديانة والروحانيات
آمن المصريون القدماء منذ عصور ما قبل التاريخ أن هناك قوى عظمى تتحكم في كل مظاهر الحياة. ويعتبر خلق العالم واحداً من أهم المفاهيم الدينية، فلقد اعتقد المصريون القدماء أن الخلق كان عملية تتم خلال أجيال مثلها بفيضان النيل السنوي، وأن كل يوم هو تكرار لعملية الخلق هذه. وكما كانت الشمس التي مثلها آتوم تعبر السماء من الشرق إلى الغرب حيث تختفي لتبدأ من جديد دورة حياتية أخرى، فقد استشعر المصري أن نظام الخلق هو نظام أبدي ولد ليستمر.ولقد اهتمت الديانة المصرية القديمة بالعلاقة المتبادلة بين الإنسان والآلهة، وهو أيضاً النظام الذي يحكم علاقة الإنسان بالآخرين وكيفية أداء الواجبات الروحية. وطبقاً لهذا المعتقد فإن العالم كان يدار طبقاً لنظام أبدي صارم، وهذا النظام الذي سمي ماعت وهو ما يعني الحق أو التوازن، وفيه أيضاً تجري الأمور على نحو منتظم وثابت وفي الإطار الأخلاقي كوفئت الإستقامة وعوقب الشر، وقد وجب على الإنسان أن يخضع رغباته وأفعاله لهذا النظام لكي يعيش حياة طيبة وبالتالي يستقم المجتمع.
ولقد عبدت بعض الأرباب في كل أنحاء مصر بينما اقتصرت عبادة البعض الآخر على مناطق بعينها. ولقد كان تعدد الآلهة علامة مميزة للديانة المصرية القديمة حتى عصر إخناتون الذي قام بتوحيد هذه الآلهة في صورة إله واحد أسماه أتون أو رب الشمس ومثله على هيئة قرص الشمس الذي تنتهي الأشعة المنبثقة منه بأيدى بشرية تمسك بعلامة الحياة. وبعد وفاة إخناتون عاد المصريون إلى تعدد الآلهة.
وفي العصر اليوناني أدخل بطليموس الأول عبادة سيرابيس إلى مصر حتى يكون لكل من المصريين واليونانيين إله رئيسي واحد. وكان سيرابيس هذا جامعاً للعديد من الآلهة المصرية والهيلينستية خاصة أوزوريس والثور آبيس. وقد تكون الثالثوث الرسمي لعصر البطالمة من سيرابيس وإيزيس وحربوقراط. وقد أقيم معبداً لهذا الإله في منطقة كوم الدكة بالإسكندرية وظل مقدساً حتى العصر الروماني، حيث مالت السياسة الدينية للإمبراطورية الرومانية إلى خلط ديانة بأخرى، فإيزيس على سبيل المثال قد عبدت في كل أنحاء الإمبراطورية اليونانية.
أماكن العبادة
كان المعبد المصري، يمثل مفهوم الديانة المصرية القديمة لبداية الخلق؛ وكيف أن الخليقة قد جاءت من العدم: حيث ترتقي أرضية المعبد تدريجيا نحو قدس الأقداس. ويقابل هذا فكرة بداية الخليقة في وسط من المياه، حيث أقام الخالق تلا في وسطها؛ كمرتفع استقر هو عليه. وقد أصبحت أعداد كبيرة من المعابد أنظمة معقدة (مجموعات) من الأبنية؛ أضافت إليها أجيال من الفراعنة، أحيانا عبر آلاف السنين. وقد تميزت عمارة المعبد بالأبهة والاتساع والتباين بين الضوء والظلام. ومن الناحية النظرية، فإن المعابد كانت تشيد دائما عند نقطة ذات دلالة أو أهمية دينية، وكانت في الغالب توجه نحو نقطة أخرى ذات دلالة دينية؛ مثل موقع يعتقد أن يكون مكان مولد، أو قبر،معبود – أو مكان آخر يعتقد أنه يمتلك خصائص قوة وسلطان. ولكن من الناحية الفعلية العملية؛ فإن بناء المعبد كان يقام قريبا من مركز كثافة سكانية، أو من طريق عام مأهول، من موارد ضرورية حيوية. فعلى سبيل المثال، فإن "الأوزاريون" في معبد سيتى الأول في أبيدوس؛ كان يحتاج موارد خاصة. وقد بدا واضحا أنه كان يحتاج بركة ماء حول قبر أوزيريس تحت الأرض ولهذا، فإن المعبد شيد قريبا من نبع (ينبوع) طبيعي؛ حيث كان الماء متاحا بسهولة ويسر. وتنتمي معظم المعابد المعروفة، مثل الكرنك والأقصر والرامسيوم والدير البحري وأبو سمبل، إلى عصر الدولة الحديثة؛ بينما معظم معابد العصر البطلمي، مثل معبد حورس في إدفو ومعبد دندرة، قد أقيمت في مصر العليا والنوبة. وتعكس جميع هذه المعابد، بشكل عام، نفس المعالم المميزة للمعبد المصري. واستمر نفس الأسلوب خلال العصر الروماني، ويعد معبد سوبك المكتشف عام 1912 بالفيوم؛ مثالا رائعا للمعبد الروماني. وخلال العصر المسيحي، كانت الكنيسة هي بالتأكيد مكان العبادة. ولكن خلال الفترة التي سبقت، عندما كان المسيحيون يقاسون من الاضطهاد الروماني، فإنهم كانوا يلجأون للصحراء ويعيشون داخل المعابد الفرعونية القديمة. وكثيرا ما كانوا يتركون كتابات على الجدران؛ إلى جوار الكتابات القديمة. و تظهر في معبدي الكرنك وإدفو بقايا العبادة المسيحية. وقد كان النمط المعماري السائد للكنيسة القبطية في مصر، هو البازيليكا (أو الكاتدرائية). وهناك أمثلة متعددة من هذا النمط بين الكنائس المصرية: مثل البازيليكا في دندرة، وكنيسة العذراء مريم، والكنيسة المعلقة، وكنائس أبو سرجا وسانت باربرا ومار جرجس. وكان يستخدم الرخام والفسيفساء والأبنوس والخشب؛ في بناء العناصر المعمارية الرائعة داخل الكنائس: مثل المذبح والمصابيح والشمعدانات، وهي تحتوي على نقوش وصلبان ونصوص. ومعظم هذه الكنائس مبنية على أرض مقدسة؛ حيث يعتقد أنها كانت محطات توقف المسيح الطفل وعائلته، في مصروأسفر قيام الرهبنة في مصر عن نمط معماري متفرد، يتمثل في الأديرة التي بنيت في أماكن نائية بعيدة عن المجتمعات الحضرية؛ بحيث تضمن الهدوء والسكينة لشاغليها، بما يساعدهم على التفرغ للعبادة. واكتشف عدد من الأديرة في وادي النطرون وإسنا ونقادة. وبينما يعد دير القديس أنطون أقدم دير في العالم، فإن دير القديس مقار في وادي النطرون الذي كان يختار باباوات المسيحيين القبط من بين رهبانه يعد الأهم، من الناحية الدينية. ومن الأديرة القديمة أيضا، الدير الأبيض والدير الأحمر.وفي العصر الإسلامي فإن المساجد تختلف (في معمارها) من منطقة جغرافية إلى أخرى؛ أكثر من اختلافها عبر الحقب التاريخية. ويعزى هذا، جزئيا، إلى الانتشار السريع للإسلام؛ خلافا للمسيحية في مصر.
وقد انتشر الإسلام سريعا عبر أراض (أقطار) شاسعة؛ حيث خلق استخدام الخامات والأفكار المحلية – من جانب الحرفيين والمعماريين المحليين اختلافات إقليمية متميزة ومتفردة للغاية. واتخذ المسلمون في كل أنحاء العالم طراز مسجد النبي عليه الصلاة والسلام، الذي اهتم بالعناصر الوظيفية اللازمة للعبادة؛ كأساس للتصميم المعماري للمساجد التي قاموا بتشييدها. وهذه العناصر مزينه بزخارف نباتية وهندسية. وتفوق الفنانين في نقشها بتطعيمها بالعاج والمعدن. وعلى الرغم من أن ذلك التصميم لم يكن يحتوي بين عناصره على مئذنة، فإن امتداد العالم المسلم لكي يشمل مناطق حضرية تضم أبنية متكاملة وقصورا قد خلق الحاجة إلى وجود مكان مرتفع يطل على جميع تلك المناطق. وهكذا جاءت المئذنة إلى الوجود. والمآذن الشاهقة هي أبرز جزء في المسجد. وكانت تستخدم لرفع الأذان ودعوة المصلين للصلاة؛ مما يسمح لصوت المؤذن بأن يصل بعيدا. وكان مسجد عمرو بن العاص أول مسجد يقام بمصر ويعرف لذلك باسم "الجامع القديم"، وقد شيد عام641. ثم تبعت عدة مساجد أخرى كبيرة، من بينها: جامع ابن طولون، والجامع الأزهر الذي يعد أول أثر فاطمي في مصر، وجامع الحاكم، وجامع الأقمر.
وبعد الفاطميين ظهر طراز آخر من المساجد, وهو المسجد المعلق؛ الذي يرتفع على قمة خمسة مداخل مقنطرة (أروقة) وبه مجموعة من درجات السلالم المؤدية إلى الباب الرئيسي. و توجد أيضا أمثلة رائعة من المساجد التي ترجع إلى العصر العثماني, من بينها: مسجد سليمان باشا, ومسجد سنان باشا, ومسجد محمد بك أبو الدهب بالأزهر, ومسجد السيدة صفية.
النصوص الدينية
نقشت أعداد كبيرة من النصوص والرسوم الدينية على جدران المقابر وأسطح التوابيت في مصر القديمة. واعتبرت تلك النصوص ذات قوي سحرية؛ إذ قدمت التعاويذ وخرائط سير مفصلة للتجول في الدار الآخرة. ولقد عثر على أقدم مجموعة من التعاويذ التي عرفت متون الأهرام، بمقبرة أوناس في سقارة؛ وتعتبر أساس اللاهوت والأدب في مصر القديمة، وقد صنفت وزودت لاحقا برسوم إيضاحية فيما يعرف بمتون التوابيت فى عصر الدولة الوسطي ثم تطورت فى عصر الدولة الحديثة إلى ما يعرف بكتاب الموتى. وقد أصبح الكتاب الذي يتعلق بأمور العالم الآخر، ويحمل اسم "الأمدوات"، نصا مهما في عصر الدولة الحديثة. ويصف الكتاب رحلة رب الشمس عبر ساعات الليل الاثنتي عشرة، مع رسوم إيضاحية لإرشاد المتوفى. وبعد عصر إخناتون، ظهرت مجموعة جديدة من النصوص التي تدور حول "نوت" التي تبتلع رب الشمس في المساء وتعود فتلده في الصباح.وبعد أن غزا الإسكندر الأكبر مصر، دمج الإغريق ثقافتهم في ثقافة المجتمع المصري القائم؛ موحدين ديانتهم مع معتقدات المصريين. واستمر ظهور النصوص الجنائزية في المقابر، وترجم العديد من النصوص الدينية المصرية للغة الإغريقية؛ خلال العصر البطلمي.
وكانت ترجمات الإنجيل أهم النصوص الدينية بالنسبة للأقباط، ولكنهم كانوا يستمتعون أيضا بالنصوص التي تدور حول قصص القديسين، والقصص الدينية الأخرى. وكانت حياة وكفاح الشهداء والرهبان والنساك وبطاركة الكنيسة توصف بأساليب حية ومؤثرة. ومن المعروف أنها كانت تحفز قراءها على الدخول في أنظمة الرهبنة واتباع طريق الفضيلة. وكتب الأقباط أيضا أشعار وأناشيد التسبيح التي تعرف بالمزامير. وكتب آباء الكنيسة في الكثير من المواضيع اللاهوتية، كما كتبت السير المؤثرة عن أكثر البطاركة شهرة.
والقرآن الكريم هو أهم النصوص الدينية بالنسبة للمسلمين. والكتاب الكريم أنزل على النبي عليه الصلاة والسلام ، من خلال الوحي الذي جاء به جبريل ؛ على مدى ثلاثة وعشرين عاما. وهو كتاب هداية وإرشاد لأتباع عقيدة الإسلام، ويصف علاقة الإنسان بخالقه؛ وبخلق الله. ويضم القرآن الكريم مائة وأربع عشرة سورة. ويقدر المسلمون النسخ الثمينة من المصحف الشريف؛ التي دونت بخطوط زخرفية جميلة. وكثيرا ما تزين نصوص من القرآن الكريم العناصر المعمارية وغيرها من المعالم والمحتويات والأدوات؛ مثل قناديل وشمعدانات المساجد.
المقابر
كان الموتى، في عصر ما قبل الأسرات، يلفون في الحصير أو جلد الماعز ويوضعون في حفرة رملية بيضاوية ضحلة العمق. وكانت تترك في الحفرة، مع المتوفى، أوعية فخارية بها طعام وشراب؛ من أجل الرحلة في العالم الآخر. وكانت الرمال أو كميات من الرديم، تكوم فوق القبر لتشكل تلا صغيرا. وفي وقت لاحق، كانت مقابر الصفوة تتكون من تقسيمات بنائية مستطيلة الشكل تحت الأرض؛ مفردة أو متعددة . وكانت هذه التقسيمات تبطن أحيانا بالطوب، لتدعيم الجوانب؛ كما كانت تغطى بأكوام من الرديم. وكان البعض منها مزودا بدرجات سلالم؛ حتى يسهل النزول عليها، إلى الغرف الموجودة تحت الأرض.وأصبحت المصطبة، وهي بناء مستطيل ضخم فوق غرفة تحت الأرض، البناء المفضل للدفن لدى طبقة النبلاء في عهد الأسرة الثانية. وكانت الجدران الخارجية منبسطة، ولكن مع الميل الخفيف إلى الداخل. وكانت للمصاطب، في الغالب، غرف لحفظ القرابين تحمل جدرانها نقوشا منحوتة غائرة أو بارزة تحتوي علي رسوم أو نصوص. وفي تلك الفترة تقريبا، بدأ قدماء المصريين يضعون الموتى داخل توابيت حجرية أو خشبية.
وفي عهد الأسرة الثالثة، بدأ المعماري العبقري أمحوتب؛ ثورة في العمارة الجنائزية: حين شيد مجموعة جنائزية للملك زوسر، من الحجر كبديل عن الطوب والخشب. وتطورت المصطبة ذات القمة المسطحة؛ إلى هرم مدرج من ست مصاطب مستطيلة بمساحات تتناقص تدريجيا إلى أعلى، وقد بني بعضها فوق بعض. وبتشييد هرم الملك سنفرو في ميدوم؛ تطور الهرم المدرج إلى هرم حقيقي؛ بجوانب مستقيمة مسطحة وزوايا تميل إلى أعلى. وبنى خوفو، ابن سنفرو، هرما أكبر بالجيزة. وبنى خفرع هرما كبيرا أقل منه، بجانب نحت تمثال أبي الهول؛ وبنى ابنه منكاورع الهرم الأصغر الثالث بالجيزة. وبنهاية عصر الدولة القديمة، أصبحت الجيزة مدينة للموتى ، وبها شوارع اصطفت بأهرام صغيرة للملكات والأميرات، ومقابر للنبلاء المقربين.
وكانت الأهرام تكون جزءا من مجموعة جنائزية مع معبد للوادي وطريق صاعد يؤدي إلى المعبد الجنائزي وضمت الأهرام أنظمة تزداد تعقيدا، ووسائل وأدوات إغلاق لكي تحول دون سرقة ما يمكن أن يكون بداخلها من كنوز شخصية للملوك والملكات.
وخلال عصر الدولة الوسطى، تغيرت العمارة الجنائزية؛ حيث شيد منتحوتب الثاني معبدا ضخما عند الجبل الغربي في طيبة. و قاد طريق صاعد من أسفل الساحة إلى المقبرة المخفية في العمق تحت بطن الأرض. ولقد دفن عدد كبير من كبار المسئولين معا في الجبل بطيبة. وفي الشمال، دفن الملوك فى أهرام؛ بينما كان يدفن أعضاء البلاط في مقابر حولها.
وبحلول عصر الدولة الحديثة، حاول الملوك إخفاء المقابر من اللصوص. وقد حفر للملك تحتمس الأول كهفا ضخما تحت الأرض بوادي الملوك غرب طيبة. وبعد وفاته أغلق المدخل ؛ بينما أقسم أولئك الذين شاركوا في الأعمال، على الالتزام بالسرية. ولأن الموتى من الأجيال المتعاقبة كانوا يدفنون أيضا فيما يعرف الآن بوادي الملوك؛ فإن السر قد أفشي، وتعرضت محتويات غالبية المقابر – باستثناء مقبرة توت عنخ آمون – للسرقة .
وخلال العصر البطلمي، دمجت بعض عادات الدفن للإغريق و الرومان بالتقاليد المصرية. فكان الصفوة يدفنون في مقاصير صغيرة؛ بينما كان يدفن العامة معا. وكانت المقابر تميز بشواهد؛ بعضها يحمل مزيجا من الرسوم والنصوص الإغريقية والمصرية. وبقي التحنيط شائعا، وظلت أدوات الاستخدام اليومي توضع في المقابر. وكانت توضع صور مرسومة بالأسلوب الإغريقي، لوجه المتوفى على المومياء؛ بدلا من قناع المومياء المصري القديم. وتأتي أشهر تلك الصور من منطقة الفيوم.
وخلال عهود حكم ولاة المسلمين، كان الولاة والصفوة يدفنون داخل المساجد أو الأضرحة أو مجموعات جنائزية كبيرة. وفي عهد الناصر محمد بدأ الأمراء في تشييد أبنية دينية وجنائزية في المنطقة المسماة بالجبانة الشمالية، على حدود الصحراء الشرقية لمدينة القاهرة القديمة. وقد أقيمت مجموعة السلطان بارسباي في هذه المنطقة؛ وتضم مدرسة وخانقاة وتكية: إلى جانب ثلاثة أضرحة، بينها ضريحه هو.