تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس ، تنظم جمعية "مغرب الثقافات" خلال الفترة ما بين18 و25 ماي الجاري بالرباط الدورة الرابعة لمهرجان "موازين-إيقاعات العالم". وأوضح المنظمون، خلال ندوة صحفية نظمت أمس الإثنين بالرباط .
و قال أن افتتاح المهرجان سيخصص لرقصات البلاط في قصور الصولو والتي "يشارك جميع أفراد العائلة الملكية في قصر مانكوكاران في إحيائها سواء باعتبارهم مؤلفين للأغنيات أومصممين للرقصات أوراقصين وموسيقيين". وأضاف المنظمون أن المشاركة المغربية في المهرجان تتجسد في إبداع جديد للفنان عبد الوهاب الدكالي وكذا في عبد اللطيف البياتي وصالح الشرقي وإحسان الرميقي ومجموعة "حضرة شفشاون".
وتتمثل المشاركة العربية في نسيم معلوف من لبنان الذي "سيدهش جمهور (موازين) بأدائه الشرقي على النمط الموسيقي العربي" والثنائي دورساف حمداني وخالد بن يحيى من تونس الذي سيقدم إبداعه الموسيقي "تسمين" الذي يعني بالعربية الفصحى "عطر الوردة" وهو "عمل موسيقي يبرز جميع العناصر الأساسية في الموسيقى العربية كالتقسيمات والمواويل أو العود".
ومن أفريقيا تشارك الفنانة أنجيليك كيدجو من البنين، وعرائس بامبارا من مالي ، وقبائل وودابي أو بورورو من النيجر "وهي قبائل رحل حازت على أسطوريتها بفضل بهاء رقصة تعرضها احتفاء التجمع السنوي للقبيلة المسمى الوورسواي"، ولورا من الرأس الأخضر "التي أصبحت تتقن العزف بدءا بالغادو والروك وانتهاء بالزوك قبل أن تستشعر الحاجة للعودة إلى الجذور وتتبنى الباتوك".
كما يشارك في هذه الدورة من مهرجان "موازين" كل من كووكا كانيدا الذي "يستوحي إسمه من طبل مصنوع في الكوادلوب" وتشكل معه عائلة جوفروا أفضل فرقة كووكا في جزر الكرايبي إذ "ترافق طبولهم الأناشيد العفوية والرقصات مثل رقصات المايولور والعصي". أما من أمريكا اللاتينية، فإن هذه الدورة ستعرف مشاركة أوسكار دوليون ملك الإيقاعات (فنزويلا)، ودونا إينا (70 سنة) ملكة السامبا في ساوباولو (البرازيل).
وتتمثل المشاركة الأسيوية في الطاي مباكا والبنشفديام في جنوب الهند "التي تصاحبها الطقوس التي يتم إحياؤها طيلة السنة أمام المعابد العديدة في كيرالا"، وعرائس المندلاي من بيرمانيا التي "تصاحبها أوركسترا كلاسيكية مكونة من طبول كبيرة وأخرى صغيرة وصنوج ومزامير"، وفرقة "ألطاي - كنغاي" المنغولية. ومن أوروبا يحضر "راديو طريفة" الذي استوحى إسمه من رأس طريفة الذي يربط بين المغرب وإسبانيا، ورافائيل خيمينيز أحد وجوه "الكانت فلامينكو" في الساحة الفنية الإسبانية، وفرقة "باندو" الألمانية، وقارعا الأجراس البروطونية جان بارون وكريستيان أنيكس (فرنسا) ، وتقليد "العمالقة المحمولين" في والونيا (بلجيكا) "في أول زيارة إلى بلد أفريقي".
وفي كلمة بالمناسبة قال السيد عبد الجليل الحجمري إن هذه الدورة من المهرجان التي خصصت لها ميزانية قدرها5 ر8 مليون درهم، تسعى لأن تكون صدى لإيقاعات من عدد من المناطق (أفريقيا، آسيا، الكرايبي، أمريكا اللاتينية، أوروبا، الشرق الأوسط) مما سيتيح لجمهوره اكتشاف أشكال من الموسيقى تعكس إبداعات وتقاليد متميزة. وأضاف السيد الحجمري أن اكتشاف هذه الأشكال التعبيرية الثقافية الجديدة سيتميز بتقديم حفلات لفنانين يحظون بسمعة دولية كأوسكار دليون ودونا إينا وأنجيليك كيدجو ولورا معربا عن الأسف لعدم تمكن المهرجان في هذه الدورة من تنظيم حفل "مشاهد" على غرار الدورة المنصرمة بسبب "التكاليف المادية الباهظة".
وأشار إلى أن المهرجان يهدف بالدرجة الأولى إلى جعل مدينة الرباط تحظى بموقع على الخريطة الثقافية سواء على الصعيدين الوطني أو الدولي وتحويلها إلى مركز سياحي مضيفا أن المدينة ستستقبل ضيوفها ممثلي التعابير الثقافية المتنوعة في فضاءاتها المعروفة من قبيل الأوداية، وشالة، ودار المريني، وحديقة التجارب، والشاشة الكبرى، والمسرح الوطني محمد الخامس .
ومن جهته ، قال السيد شريف خزندار المدير الفني لمهرجان "موازين" أن التظاهرات الفنية التي ستقام خلال هذه الدورة الرابعة تستقي جودتها من اختيار فنانين ذوي صيت عالمي ومن التنوع الكبير في التعبيرات الفنية. وأضاف السيد خزندار أن هذه التعبيرات الفنية سواء كانت عتيقة يتجاوز عمرها قرونا من الزمن وتشهد على الذوق الرفيع للقصور في منطقة الشرق الأقصى أو كانت تستمد قوتها من الفلكلور الشعبي لبعض البلدان والمناطق فإنها لن تعدم تقديم معرفة بثقافات متنوعة لم يسبق للجمهور المغربي عموما أن شاهدها .
يشار إلى أن الدورة الرابعة لمهرجان "موازين-إيقاعات العالم" ستعرف خاصية جديدة تتمثل في تنظيم لقاء تحضيري لمنتدى المثقفين المقرر عقده في شهر شتنبر المقبل بالأردن وذلك بمشاركة نخبة من المثقفين المغاربة والأجانب.