- مدينة تضرب في أعماق التاريخ
- إعداد: عبد العزيز التميمي
- الجوف
- الآثار التاريخية
- دومة الجندل
- عاصمة الملكات العربيات
- أسواق العرب في الجاهلية
- سوق دومة الجندل
- السعودية في الجوف
الجوف..
مدينة تضرب في أعماق التاريخ
إعداد: عبد العزيز التميمي
تقع منطقة الجوف في شمال المملكة العربية السعودية حاضرتها مدينة سكاكا ، وتتمثل فيها أنواع التضاريس المختلفة فهناك مرتفعات جبلية ومنخفضات وسهول وأودية ، وأهم أوديتها وادي السرحان ، وقد كان لمدن هذه المنطقة دورهام في صد غارات ملوك آشور وبابل والفرس حينما قاموا بغزواتهم العديدة على شمالي الجزيرةالعربية .
الجوف
الجوف من المناطق العريقة التي تحكي تاريخاً موغلاً في القدم فقد شاركت في صنع جزء مهم من هذا التاريخ حيث كانت ذات صلة بالحضارات الإنسانية المبكرة من خلال موقعها المتميز بين جزيرة العرب وبلاد الشام وبلاد الرافدين، ومن هذا الموقع الفريد أسس أهل الجزيرة حضارات عدة كانت الأرومة التي قامت عليها الحضارات الكبرى في التاريخ.
الآثار التاريخية
وتعد منطقة الجوف منطقة سياحية وتاريخية كبيرة، كما أن هناك نصوصاً مكتوبة تتحدث عنها تعود إلى القرنين الثامن والسابع قبل الميلاد، وتشير المصادر الآشورية إلى "دومة الجندل" ب "أدوماتو" أو "أدمو"، كما أنها تقع ضمن ممتلكات قبيلة "قيدار" العربية، وتزخر بالمناطق التراثية والأثرية حيث يوجد بها العديد من الآثار التي تتميز بقيمتها التاريخية، فهي تكتنز ضمن أرضها أقدم ثاني موقع تاريخي تم اكتشاف الاستيطان البشري فيه وهو موقع "الشويحطية" الذي يبعد عن مدينة سكاكا قرابة 30 كم وعن محافظة دومة الجندل قرابة 80 كم، إضافة إلى آثار مدينة سكاكا "قصر زعبل" و"تل الساعي" و"الرجاجيل" وبلدة "الطوير" القديمة وجبل "برنس" وبئر "سيسرا" وغار "حضرة" وقلعة "الطوير" و"مغيرا" و"المدارة" وقصر "قدير" و"مويسن".
دومة الجندل
تقع محافظة دومة الجندل جنوب غرب مدينة سكاكا على صخور تنتمي إلى الدرع العربي، وهي من أهم المناطق الجيولوجية بالمملكة، وتبعد عن مدينة سكاكا 52 كيلومتراً، وهي من أهم المواقع التاريخية والأثرية والحضارية في المملكة العربية السعودية، حيث تحتضن قلعة "مارد" ومسجد "عمر بن الخطاب"، كما تشتهر بوفرة مياهها العذبة، وقد ظهرت الإشارة إلى دومة الجندل في القرن الثالث الميلادي في عهد الملكة العربية الشهيرة "زنوبيا" التي حكمت تدمر فيما بين 267 و272م، ويبدو أنها قد غزت دومة الجندل، ولكن قلعة المدينة كانت حصينة بحيث لم تتمكن من اقتحامها فارتدت عنها قائلة قولتها المشهورة "تمرد مارد وعز الأبلق"، مما يدل على أنه كان في دومة الجندل حكم قوي، ومارد هو قصر مارد في دومة الجندل بينما قصر الأبلق هو قصر مشهور في تيماء.
عاصمة الملكات العربيات
وكانت دومة الجندل عاصمة لعدد من الملكات العربيات مثل تلخونو وتبؤه أو تاربو، وأشير إلى الملكات الأخريات بالاسم مثل زبيبة وسمسي وأياتي، وقد أشير إلى هؤلاء الملكات بعبارات عامة كملكات عربيات دون تسمية عاصمتهن، وقد كان لهذه الملكات أكثر من مجرد سلطة دينية لأن تغلث فلاشر الثالث الذي حكم فيما بين 744-727 ق.م وسيرجون الثاني الذي حكم فيما بين 721-705 ق.م في ذكرهما للجزية التي أرسلها لهما ملوك الدول المجاورة يضعان الملكة سمسي على مستوى واحد مع فرعون مصر وآن آمار السبئية، وفي القرن الخامس الميلادي سيطر على دومة الجندل الملك العربي "امرؤ القيس" الذي كان يستوطن العراق مع قبيلته ولكنها ارتحلت في النهاية إلى دومة الجندل.
وحين جاء الإسلام كانت الدولة في دومة الجندل ل"أكيدر بن عبدالملك" من قبيلة كندة، ويقال إن أول من ملك دومة الجندل هو "دجاجة بن قنافة بن عدي بن زهير بن جناب الكلبي"، ويقال إن الأكيدر كندي من ذرية الملوك الذين ولاهم التبابعة الحميريون على كلب، وقد عد من ذوي الشأن في عصره، وهناك دلائل مختلفة على أن الأكيدر ودومة الجندل كانا على صلة مع البيزنطيين والفرس، كما تظهر النصوص المكتوبة أنه كان عاملاً للإمبراطور البيزنطي هرقل، وتوجد رواية تصف كيف أن الأكيدر أهدى للرسول صلى الله عليه وسلم جبة من صنع الساسانيين.
أسواق العرب في الجاهلية
وقد كان للعرب في الجاهلية أسواق في مختلف أنحاء شبه الجزيرة العربية يتجمعون فيها في مواسم معينة ويتبادلون البيع والشراء، وقد عدت دومة الجندل من أقدم أسواق العرب وأهمها نتيجة لموقعها الجغرافي وتواجد عدد من القبائل العربية في المناطق المجاورة لها، ففي الجاهلية من القرن الخامس الميلادي وما قبله كان من عادة القبائل أن تتجمع في دومة الجندل في أول يوم من ربيع الأول وحتى آخره لأغراض البيع والشراء، كما ورد أن الأكيدر صاحب دومة الجندل كان يرعى الناس ويقوم بأمرهم أول يوم فتقوم سوقهم إلى نصف الشهر وربما يغلب على السوق بنو كلب ويتولى أمرهم بعض رؤساء بني كلب فتقوم سوقهم إلى آخر الشهر، وقد ذكر أن سوق دومة الجندل كانت بين الأكيدر وبين قنافة الكلبي، وكانت غلبة الملكين أن يتهاجيا فأيهما غلب صاحبه بما يلقي عليه تركه والسوق يفعل بها ما يشاء ولا يبيع فيها أحد من الشام ولا من العراق إلا بإذنه، ولم يشتر ولم يبع حتى يبيع الملك كل شيء يريد بيعه.
سوق دومة الجندل
وكانت سوق دومة الجندل من الأسواق الكبرى للعرب إذ كان يشترك فيها الكثير من قبائلهم وخاصة كلب وغسان وطي، وكان المتولون لأمر السوق يأخذون عشور التجار، ولهم جباة يجوبون السوق ليأخذوا عشر ما يباع، فدومة الجندل تقع على الطرق الممتدة من وسط وشرق الجزيرة إلى سوريا وجنوب فلسطين، حيث كانت غزة ميناء رئيسياً يشتري منه التجار منتجات المناطق الواقعة على البحر المتوسط.
ويرى بعض المؤرخين أن أسواق العرب تلك سواء سوق دومة الجندل أو غيرها إنما كانت بالأصل مواقع مقدسة بها أصنام تعبدها القبائل وتأتي للتقرب إليها في مواسم معينة هي مواسم حجها فتتحول تلك المواسم إلى أسواق للبيع والشراء، وذكر أن بني وبرة كانوا يفدون إلى دومة الجندل للتقرب إلى ود وكان سدنته من بني الفرافصة من كلب.
السعودية في الجوف
من غرفة واحدة على أرض ترابية في منطقة معزولة تسمى قاع المندى بدأ حلم أهالي الجوف بالحصول على مطار، وقد أنجزت تلك الغرفة الصغيرة العمل وتم فعلاً هبوط طائرات من طراز "داكوتا" و"كونفير" على هذه الأرض، وأطلق على تلك الغرفة اسم غرفة الخدمات وكانت تقوم بالعمل الذي يقوم به مطار الجوف حالياً، وفي عام 1383ه خصص مهبط للطائرات يقع جنوب مدينة سكاكا الحالية، ثم افتتح في عام 1394ه مطار الجوف الحديث الذي يقع بين مدينتي سكاكا ودومة الجندل، وفي عام 1398ه تم افتتاح مكتب للخطوط السعودية، وكان لها آنذاك وكيل عام للتشغيل، ثم أقامت "السعودية" مقراً رسمياً تملكه في شارع العرب افتتح في عام 1418ه.
عسى يعجبكم التقرير وهو عموما منقول