عبدالعزيزالماجد
26-09-2022 - 11:12 am
مقدمه:
اخواني للمنتدى فضل على رواده في دلالته وارشاده..
وله فضل في تبصيرهم سياحيا بمايرغبون به..
ورواد المنتدى عادة يهمهم الجانب المكاني والمادي والارشادي لا التاريخي للبوابه والدوله..انا اقول عاده..
واحيانا التاريخ يسبب للنفس السائحه الباحثه عن متعتها شرخا نفسيا لايوصف
بما يتوارد الى ذهنها من مقارنات بين ..كيف كانوا..كيف زالوا...كيف صاروا...وبين آثارهم التي تحكي او تبكي تاريخهم..
فلذلك تجد شريحه ليست بالقليله لاتحبذ فتح صفحات الماضي للدول ذات المجد والصيت السابق..
ويحس كاتب الماده التاريخيه او ناقلها بثقل مادته في منتدى يخضع للمعايير السياحيه وذاك امر طبيعي ومتوقع ..لكن لماذا هذه المقدمه ..هل هي لاستدرار عطف القراء ليطلعوا على تاريخ بني عثمان ام محاولة
لتعزية النفس لو قلّ قراء موضوعها..لا..هي مجرد نفثه احببت طرحها للتأكيد لكم ان دوله بقت 625 سنه كأطول دوله رفعت شعار الاسلام لايطلب تاريخها منكم سوى التفاته بسيطه لتتذكروا مجدها وتعتبروا من نهايتها..وسنحاول هنا ببساطة شديده وباختصار نتمنى ان يكون غير مخل وضع نبذه عن ذلك المجد الذي ساهمت في هدمه ايادي ابنائه قبل اعداءه حينما ضعفوا واستكانوا للدنيا وتعلقوا برضا خصومهم وقدموه على رضا الله..
سلاطينهم...سلِ الطين عنهم.....
والرؤؤس العظام.....صارت عِظاما......
حديث شريف:
بينما نحن حول رسول الله صلى الله عليه وسلم نكتب إذ سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم أي المدينتين تفتح أولا قسطنطينية أو رومية فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم مدينة هرقل تفتح أولا يعني قسطنطينية
الراوي: عبدالله بن عمرو بن العاص - خلاصة الدرجة: إسناده صحيح - المحدث: أحمد شاكر - المصدر: مسند أحمد - الصفحة أو الرقم: 10/131
حديث شريف:
لتفتحن القسطنطينية ولنعم الأمير أميرها ولنعم الجيش ذلك الجيش
الراوي: بشر الغنوي - خلاصة الدرجة: - المحدث: البخاري - المصدر: كتاب التاريخ الكبير
موقع يساعدك في التأكد من صحة اي حديث بمجرد ان تضع كلمه منه بالفراغ المحدد:
الموسوعة الحديثية - تيسير الوصول إلى أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم - الدرر السنية http://www.dorar.net/hadith.php
1-قبل السلطنة والشهره...
كان العثمانيون عباره عن قبائل رُحّل هاجرت من بلاد التركمان متجهه الى الغرب ..وكانت هذه الهجره متوافقه مع الغارات المغوليه تلك الايام لاسقاط الدوله العباسية ومد النفوذ المغولي..حتى انك ستلاحظ عزيزي القاريء ان عثمان الاول ..مؤسس الدوله ولد عام 656 هجري..هل تذكر ماذا حدث هذا العام؟؟..انه سقوط دولة بني العباس..انا لااربط بين الحدثين بقدر ما الاحظ سنة الله في الدول فحين تبتعد وتضعف دوله عن خدمة دينه يهييء الظروف سبحانه لتقوم دوله افضل منها واقوى...لنعد الى العثمانيين..
هاجرت تلك القبائل ووجدت السلطان علاء السلجوقي حاكم الاناضول(وهو يحكم آخر حدود الاسلام مع دولة بيزنطه ) يحتاج الى من يساعده في غزواته ومواقفه مع خصومه فعاونته تلك القبائل بقيادة ارطغرل ابو عثمان..فكأفأهم السلطان علاء الدين وأهداهم اراضي يسكنونها ويعيشون فيها ويحكمهم ارطغرل..(تخيل اين مكان هذه الهديه؟؟هي المنطقه المحاذيه لاعداءه البيزنطيين؟؟) وبالعربي كأنه يقول لهم اذا اردتم زيادة مساحة دولتكم عندكم الاراضي البيزنطيه خذوا منها...وهذا الذي حصل..
فكانوا غزاة الثغور المرابطين فيها المجاهدين لاعلاء كلمة الله وتقول بعض المصادر ان ارطغرل هواول من تلقب بالغازي..
وحين توفي استلم الحكم ولده عثمان بن أرطغرل الذي إليه تنسب الدولة العثمانية ويعتبر مؤسسها نظراً لما قام به من جهود كبيرة في توسيع أملاكها على حساب الدولة البيزنطية فقد استولى على قلعتي إسكي شهر وقرة حصار ثم وسع حدود دولته حتى وصلت إلى مدينة يني شهر واتخذها عاصمة لدولته واتخذ راية ( علم ) للدولة العثمانية مشابه تقريبا لعلم لدولة تركيا الحالية .
وهنا لا بد من القول أن إمارة بني عثمان في بدايتها لم تكن من كبريات هذه الإمارات إلا أن موقعها المميز و قربها من الأراضي البيزنطية حدد وجهة سيرها و ضاعف من النتائج التي حصلت عليها خصوصاً حين حملت على عاتقها قضية محاربة البيزنطيين
و كان عثمان شديد الاهتمام بالوفاء بالعهود ، فعندما اشترط أمير قلعة اولوباد البيزنطية حين استسلم للجيش العثماني ، أن لا يمر من فوق الجسر أي عثماني مسلم إلى داخل القلعة التزم بذلك وكذلك من جاء بعده
ثم أعد جيشاً بقيادة إبنه أورخان لفتح مدينة بورصة وقد حاصرها هذا الجيش مدةً طويلة وعندما فتحها أورخان كان والده عثمان على فراش الموت وهو قد حكم من 699 إلى 726 هجري وهذا يعني أن حكمه دام حوالي 27 سنة...وصارت بورصه اثر فتحها العاصمه..وكانت وصيته لولده قبل وفاته رحمه الله المذكورة في كتاب (التاريخ السياسي للدولة العلية العثمانية)
( اعلم يا بني ، أن نشر الإسلام ، وهداية الناس إليه ، وحماية أعراض المسلمين وأموالهم ، أمانة في عنقك سيسألك الله عز وجل عنها)
وفي (التاريخ العثماني المصور) عبارات أخرى من وصية عثمان تقول: ( وصيتي لأبنائي وأصدقائي ، أديموا علو الدين الإسلامي الجليل بإدامة الجهاد في سبيل الله . أمسكوا راية الإسلام الشريفة في الأعلى بأكمل جهاد. اخدموا الإسلام دائما ، لأن الله عز وجل قد وظف عبداً ضعيفاً مثلي لفتح البلدان ، اذهبوا بكلمة التوحيد إلى أقصى البلدان بجهادكم في سبيل الله ومن انحرف من سلالتي عن الحق والعدل حرم من شفاعة الرسول الأعظم يوم المحشر. يا بني: ليس في الدنيا أحد لا يخضع رقبته للموت ، وقد اقترب أجلي بأمر الله جل جلاله أسلمك هذه الدولة وأستودعك المولى عز وجل ، اعدل في جميع شؤونك ...).
لقد كانت هذه الوصية منهجاً سار عليه العثمانيون او قل المميزين منهم، فاهتموا بالعلم وبالمؤسسات العلمية، وبالجيش والمؤسسات العسكرية، وبالعلماء واحترامهم ، وبالجهاد الذي أوصل فتوحاً إلى أقصى مكان وصلت إليه راية جيش مسلم ، وبالإمارة وبالحضارة .
ونستطيع أن نستخرج الدعائم والقواعد والأسس التي قامت عليها الدولةالعثمانية من خلال تلك الوصية...