واشنطن العاصمة المسافرون العرب

أكتشف العالم بين يديك المسافرون العرب أكبر موقع سياحي في الخليج و الوطن العربي ، يحتوى على أكبر محتوى سياحي 350 ألف استفسار و نصائح عن السفر و السياحة, 50 ألف تقرير سياحي للمسافرون العرب حول العالم و أكثر من 50 ألف من الاماكن السياحية و انشطة وفعاليات سياحية ومراكز تسوق وفنادق، المسافرون العرب هو دليل المسافر العربي قبل السفر و اثناء الرحلة. artravelers.com ..
chaste
01-06-2022 - 07:23 am
  1. من ذكريات 11سبتمبر بعد سبع سنوات

  2. ناصر الحجيلان http://www.alriyadh.com/2008/09/11/article373583.html


من ذكريات 11سبتمبر بعد سبع سنوات

ناصر الحجيلان http://www.alriyadh.com/2008/09/11/article373583.html

صحوتُ على رنين الهاتف المتواصل في الصباح الباكر من يوم 11سبتمبر 2001، وكان الاتصال من أهلنا في السعودية يخبرون عن الحادث. لم أفهم الموضوع فعدت للنوم، ولكن الاتصالات عادت لتعكر هدوء الصباح، وكنت لحظتها أظن أن الأمر يتعلق بالزلزال الذي حصل لنا قبل أشهر في مدينة سياتل الواقعة في الجزء الشمالي الغربي من الولايات المتحدة. وحينما فتحت التلفزيون وجدت أن القنوات تتحدث عن طائرات وانفجارات.
مضى نصف اليوم وأنا أتنقل من قناة إلى أخرى، وسرت إشاعات أن مطار سياتل وأبرز معالمه مهددان بالتفجير. كنّا لانزال في إجازة الصيف لأن نظام الدراسة للعام الجديد صادف أنه يبدأ في الأول من أكتوبر.
عرضت بعض القنوات في المساء أخبار إطلاق النار على عدد من الأجانب في واشنطن ونيويورك وأماكن أخرى. وبدأت حملات الانتقام من أي شخص له ملامح شرق أوسطية تتفاقم في أمريكا وتجوب المدن هنا وهناك. وفي المقابل، أعلن من الغد في سياتل أن مجموعة من السكان تبرعوا بحماية المسلمين، ووضعوا أرقام هواتف لكي يتصل بهم أي مسلم يحتاج المساعدة، فمهمتهم هي مرافقة أي مسلم يريد الذهاب لقضاء احتياجاته الضرورية وحمايته من التعرض للأذى. كانت إعلاناتهم في مواقف الباصات وفي الصحف وفي الشوارع. وبالفعل تكوّنت جماعات من الرجال والنساء بعضهم مسلّح يقفون بجوار المسجد في شمال المدينة وعند مداخل سوق نورثقيت ومقابل كلية المجتمع في شارع برادواي وغيرها من المواقع.
في اليوم التالي كنت بحاجة للذهاب إلى السوق، وكان الخروج من المنزل مغامرة خطيرة، فمن يخرج ربما لايعود، ورغم أن زوجتي أصرت أن أذهب مع أحد الأمريكان المتعاطفين مع العرب إلا أني ترددت في الاتصال بمجموعات الحماية لأني توقّعت أنهم لحماية النساء والأطفال وكبار السن. وفي الطريق رافقني أحد الجيران وهو أمريكي من أصول فيتنامية وانتهت مهمة شراء الاحتياجات بسلام وعدنا إلى منازلنا سالمين. وذات يوم كنت في أحد المطاعم، وشعرت أن شيئًا مريبًا يحصل في المطعم من خلال نظرات العمال، وحينما التفت خلفي وجدت أمريكيًا متوسط العمر يجري باحثًا عن أداة، فعلمت أنني المقصود، فأسرعت بالمغادرة. وما أن خرجت وركبت سيارتي حتى رأيته خارجًا من المطعم يحمل عصا حديدية ضخمة؛ وقد تيسر لي مغادرة الموقع قبل أن يصلني. وفي بعض الليالي الممطرة والباردة يأتي من يطرق علينا باب الشقة في وقت متأخر ثم يختفي، وهناك من يضع ملصقًا على العين السحرية للباب ويحاول فتحه عنوة، ولكن الاتصال بالشرطة التي تأتي بسرعة قياسية جنّبنا في مرات عديدة مالاتحمد عقباه.
كانت الظروف تزداد صعوبة مع الوقت لأن الأنظمة بدأت تتعقّد خصوصًا على الطلاب السعوديين. وربما يذكر من كان موجودًا في أمريكا، كيف كنا نحاول ألاّ نعود للسعودية حتى ننتهي من الدراسة خشية أن نرجع للعطلة فلا تجدد السفارة الفيزا ويضيع مجهودنا السابق. وكانت الأسر السعودية التي لها أقارب في أمريكا تعيش عذابًا حقيقيًا لايقل ضراوة عمّا يعيشه المغتربون هناك.
قصص الاعتداءات العنصرية بدأت تتوالى على مسامعنا، فمن حالات ضرب النساء المسلمات المحجبات إلى ضرب الشباب العربي المسلم، ومنها على سبيل المثال قضية الاعتداء التي وقعت في سياتل في الأسبوع الأول من الدراسة في أكتوبر 2001على شاب إماراتي كان يتحدث بهاتفه الجوال باللغة العربية فما كان من أحد المارة سوى ضربه وتكسير هاتفه. وبدأت في سياتل حالات قتل لبعض سائقي الأجرة الهنود وبعضهم من الهندوس الذين كان يُعتقد أنهم مسلمون بسبب اللحية والعمامة التي كانوا يلبسونها!
وقد بدأت الجامعات بوضع إعلانات تحذيرية للطلاب المسلمين الأجانب لتحاشي الخروج في المساء وتجنّب المشي منفردين، والكثير منها بدأ بمراسلة طلابه المسلمين وحثهم على التبليغ عن أي قضية اعتداء أو تمييز عنصري. وهي محاولات تهدف إلى مساعدة الطلاب العرب والمسلمين وتجنيبهم المخاطر. ولكن رغم دعم الجامعات لطلابها المسلمين إلا أن الشرطة بدأت بمحاولة التغلغل داخل هذه الجامعات للتعرّف أكثر على أنشطة الطلاب العرب والمسلمين، وأصبح موضوع الشرطة السرية أمرًا مألوفًا بالنسبة لنا في ذلك الوقت، فقد اعتدنا أن نجدهم يجلسون إلى جوارنا في القاعات ويثيرون موضوعات عن الثقافة العربية والإسلامية أو اللغة العربية والتاريخ الإسلامي. بعض الأساتذة كان يتعاطف مع وضعنا بصراحة وينتقد موقف بلاده ضدنا، وبعضهم كانت تساوره الشكوك ويعجز عن التغلب عليها فتظهر في تعليقاته وملاحظاته.
حينما جاء شهر ديسمبر، لم يقتصر التغير السلبي على الأنظمة والقوانين، بل تعدّى ذلك إلى تعاملات الناس اليومية وحديثهم العام وحتى نقاشهم الأكاديمي أحيانًا، وكان الحرم الجامعي يموج بالمحاضرات والأفلام واللقاءات التي تحاول شرح الأحداث وفهمها، ولكن النظرة التي تلت الصدمة كانت هي الشعور بالحقد ضد ماحدث، وكان الحقد موجهًا نحو "أولئك الغرباء القادمين إلى أمريكا لأخذ خيراتها وقتل شعبها". وهذه النظرة جعلت أي عمل يقوم به سعودي هو عمل مشبوه، فلو اندمج مع المجتمع قالوا إنه من الخلايا النائمة، ولو ابتعد عن الحياة الاجتماعية وانعزل قالوا إنه متشدد وإرهابي ويكره الناس. وباختصار، لم يعد سلوك الأجنبي طبيعيًا في نظر الأمريكيين. لازلت أذكر أنه حينما أرسلت مغلفًا بأوراق لها علاقة بالدراسة لمشرفتي الأكاديمية في جامعة واشنطن، أقامت حالة طوارئ حتى تتأكد أنّ المظروف ليس فيه مادة متفجرة أو سامّة. كان ذلك التصرّف مهينًا وتضمن إشارة بأن الوضع لا يشجّع على العيش في تلك المدينة، وحينها قررنا الرحيل بحثًا عن مكان أقل عنفًا.
الحديث يطول عن أحداث سبتمبر وخاصة في السنوات اللاحقة وماغيرته في حياة السعوديين في أمريكا. وتلك أحداث لن تنمحي من الذاكرة؛ فقد قلبت بعض المفاهيم وكشفت بعض القيم المستورة وتركت عقولنا وحياتنا في مواجهةٍ مع صراع ليس لنا خيار في تجنّبه. ولا ننكر أن ذلك الحدث هو بداية صفحة أخرى من العلاقات العالمية لازالت فاعلة على جميع المستويات.


التعليقات (8)
سلطان الحميدي
سلطان الحميدي
7 سنوات كغمضة عين . .
ذكريات جميله و سرد رائع . .
أتمنى أن تكمل حتى تصل الى امريكا اليوم !

OZYEEE
OZYEEE
تقريرك عيشنا تلك الايام ..
شرحك الدقيق خلانا نتصور الوضع ..
ولو انا للحين مارحت امريكا .. كنت اكيد ترددت فالذهاب ..
الحمدلله اللحين او بعد اكثر من 7 سنوات ..
الوضع اختلف او صارت ثقافتهم احسن الحمدلله ..
وصارت المضايقات لاتذكر ..
والحمدلله اللي طلعكم سالمين

البدو
البدو
يا الله كلامك جدآ مؤثر ..
عشت حالة الرعب بين سطورك .. وتشاطرنا الاحاسيس
من قريت موضوعك تذكرت اللحظه اللي شفت فيها الاخبار ..
او من يطري علي تاريخ 11- 9 اتذكر تلك اللحظه اللي كنا فيها بغرفه ابوي
وابوي يطالع الاخبار بقمة الاندهاش والصدمه ! شي كبير اللي صار لانه مبين على ملامحه !!
اقوله يبا شنو يعني اللي صار ؟ قال معناه شي كبير راح يتغير والله يستر ..
وفعلا خلف اللاف القتلى وغير نظره الكثير عن الاسلام وشدد من التمييز العنصري والمشاكل !!
وكان يومها الثلاثاء .. سبحان الله مرت كل هالسنين !
لكن حيل خفّت وتلاشت هالنظره الحين نروح امريكا ولا صادفنا اي معامله مهينه !!
الحمدلله ان خلال هالفتره الاوضاع صارت احسن وتغيرت النظره والمفهوم ..
والكثير من دعاة الاسلام ذهبوا هناك ونشروا الاسلام صح ولاقوا القبول ..
سعيده بقراءة موضوعك اخي العزيز ..
اطيب تحيه

chaste
chaste
سلطان الحميدي
اي والله كغمضة عين
شكرا لمرورك سلطان وأنا ناقل فقط

chaste
chaste
OZYEEE
شكرا لمرورك أختي
وهذا تقرير الكاتب فهو عاش تلك الأيام

chaste
chaste
البدو
شكرا لمرورك أختي
وبالفعل الحدث نقطة تغير مبيّتة

looklook
looklook
chaste
سبع سنوات مرت سريعة
في 10 - 9 استلمت بيتي الجديد في كولومبوس - اوهايو
1- 9 نايم على الارض في البيت اللي لازال بدون اثاث
صحاني الوالد من النوم حوالي الساعة 9
الحق امريكا احتلوها
كيف ما يصير ؟؟
قال قوم شوف التيليفزيون ..
من وين اجيب تليفزيون الحين ؟؟
كان عندي مفتاح بيت واحد من الشباب اللي راجعين الامارات
رحت مع واحد من الشباب و شغلنا التيليفزيون و شفنا الكارثة ......
لحقنا على انهيار الابراج ..
شو يعني برجين وانهارن .. ؟؟؟
بالنسبة لنا ما حسينا باهمية الموضوع و خطورته في البدايه
كان عندي موعد استلام نظارة من محل في المول
رحت مع صاحبي و كانت الطرق كلها فاضية .. شو السر ما نعرف ؟
رحنا المول .. المواقف كلها فاضية .....
المول مقفل
اللي على المواقف كان اخ صومالي فقالنا انتو مجانين ... ؟؟
روحوا البيت ولا تطلعوا ...
ان شاء الله ..
يا اخي اثرت في القلب شجونا
اشكرك على الموضوع
و لي عوده و تكملة ان شاء الله

أمجد السامر
أمجد السامر
looklook
روعة
بليز كمل بالتفصيل الممل


خصم يصل إلى 25%