- رحلات عديدة في سفرة واحدة
«ملكة الشرق» فندق عائم بكل وسائل الراحة
رحلات عديدة في سفرة واحدة
يتطلب قطاع السياحة البحرية توفير معطيات لا بد منها لتحقيق الغاية المرجوة منه، ما يفرض التعامل مع واقع معين من اولويات التجهيز والسلامة. فما يمكن تأسيسه واستثماره على البر يبقى ايسر بكثير مما يحتاجه البحر، لا سيما في بلد محدود الامكانات كما هي الحال في لبنان. لكن هذا الواقع لم يمنع مرعي أبو مرعي صاحب «مجموعة أبو مرعي للأسطول البحري» التي كانت تهتم بالشحن بين أوروبا واليابان ودول الشرق الأوسط من المغامرة ودخول هذا القطاع من بابه الواسع، فأنشأ في بداية العام الماضي باخرة «ملكة الشرق» التي صنفت في مرتبة البواخر العالمية 5 stars A، وذلك ايمانا منه بدورها الفعال في خلق دورة اقتصادية متكاملة رغم الصعاب التي واجهها في بداية الطريق، خصوصا أن مرفأ بيروت لم يكن مؤهلاً لاستقبال هكذا مشروع، فاستطاع أبو مرعي، كما أكد المسؤول الاعلامي للشركة كريم الجميل، الحصول على مدخل خاص للباخرة من ادارة المرفأ وعمد الى تأهيله على نفقته الخاصة.
ورغم الأوضاع الأمنية والاقتصادية الصعبة التي رافقت انطلاقة الباخرة، استطاعت استقطاب اللبنانيين والعرب وحتى الأوروبيين، نظرا لتنوع وجهات جولاتها البحرية التي تناسب مختلف الأذواق، فأصبحت محطة استكشاف فريدة من نوعها وهدفا ترفيهيا مميزا، كما استعان بها الكثير من رجال الأعمال من الدول التي ترسو الباخرة في مرافئها واستعاضوا بها عن السفر بالطائرة.
وبعد أن رست «ملكة الشرق» في ربيع وصيف 2005 في مرفأ بيروت، انتقلت في فصل الشتاء وجالت في دول الخليج العربي، لتبدأ الاستعدادات في ربيع 2006 لاستقبالها مجددا في لبنان ابتداء من 2 ابريل (نيسان)، بهدف جذب الباحثين عن الرفاهية من اللبنانيين والأجانب لمنحهم فرصة السفر والسياحة على متن فندق عائم «خمس نجوم» والتنقل بين ما لا يقل عن خمس دول.
أما البرنامج المقترح لربيع وصيف 2006، فهو يبدأ من بيروت حيث تبحر «ملكة الشرق» كل يوم ثلاثاء باتجاه المرافىء التالية: أنطاكيا، رودوس، أثينا، ومارماريس ثم تعود مجددا الى بيروت. وتمتد الرحلة سبعة ليال متتالية، يتخللها برامج متنوعة داخل السفينة وخارجها، فتمنح ركابها، بتوقفها لليلة أو ليلتين في كل مرفأ ترسو فيه، فرصة التعرف على ذلك البلد وقضاء بعض الوقت في جولة تسوق أو في رحلة لاستكشاف معالمه السياحية والثقافية والتاريخية. علما أن المسافر سيحصل فور دخوله غرفته على برنامج الرحلة التفصيلي ساعة بساعة، بدءا من انطلاق الباخرة الى توقفها في كل مرفأ ثم عودتها الى لبنان، ليختار الأماكن التي سيزورها بين تلك المقترحة عليه والتي سبق لادارة الشركة أن قامت بالتحضيرات اللازمة للقيام بها. وعندما يحين وقت السياحة في البلد المقصود، يتوزع الركاب بحسب اختيارهم الى فرق، يرافق كل فريق مرشدون سياحيون.
«الكروز» من افضل الرحلات لذوي الأطفال: يشكل السفر في بعض الاحيان مشكلة لذوي الاطفال بحيث تكون بعض الوجهات السياحية غير مناسبة لهم غير ان هناك نقطة يغفل عنها الكثير وهي ان الرحلات بواسطة السفينة «الكروز» من أفضل الرحلات لذوي الاطفال بحيث تؤمن على متنها رعاية مخصصة لهم اذا ما قرر الأهل ابقاءهم في الباخرة أو مرافقتهم في جولتهم، ففي كلتا الحالتين تقوم مجموعة متخصصة في مجال التربية بالاهتمام بهم ما يعطي وقتا ثمينا للاهل لاكتشاف أماكن جديدة في حين يلهو الاطفال بين أياد أمينة.
«ملكة الشرق» اكتشاف وراحة تتوقف «ملكة الشرق» في عدة محطات من بينها لبنان وتدوم المحطة فيه ليوم كامل يتمكن خلالها الركاب من زيارة عدد من الأماكن التالية: مغارة جعيتا، بعلبك، جبيل، طرابلس وصور.
وما يزيد من سحر الرحلة وجمالها البرامج التي تزخر بها الباخرة خلال تنقلها في البحر بين بلد وآخر، اذ بامكان سكان الباخرة الاستمتاع بممارسة الرياضة في النادي المجهز بأحدث الآلات أو السباحة في بركها، والاستمتاع بالسهرات التي يحييها مطربون عرب وأجانب، اضافة الى الأماكن المخصصة للأطفال مع كل وسائل الترفيه اللازمة لهم والمطاعم العالمية التي تقدم ست وجبات في اليوم الواحد.
وتصنيف «ملكة الشرق» في صف بواخر «الخمس نجوم فئة أ» في العالم يعود الى أسباب عدة، اهمها التصميم الداخلي المميز الذي أنجزته شركة لبنانية متخصصة على أسس تشعر ركابها في أرجائها الفسيحة ذات التنفيذ المتقن والأسلوب الفريد بالطابع العملي الذي يبعث على الحركة والنشاط اضافة الى ألوانه الهادئة التي تتيح فرصة التمتع بالهدوء والقدرة على التفكير العميق في الوقت عينه. وتضم الباخرة على متنها حوالي 500 غرفة تتسع ل800 شخص، تتوزع بين الأجنحة الملكية التي تصل مساحتها الى 40 مترا مربعا مع كامل تجهيزاتها من الأثاث الفخم وشاشات ال plasma، والجاكوزي والصالون، وبين الغرف العادية التي تبلغ مساحتها 12 مترا مربعا مع كامل مقتنياتها التي يحتاج اليها المسافر، ولا يختلف نزيل الجناح عن الغرفة لجهة الخدمات التي يتلقاها، فالجميع يعاملون كزبائن من فئة الخمس نجوم، لا يتميز واحد عن اخر الا بالاقامة في الغرفة التي يستأجرها.
كما أن الخدمات الراقية والمميزة التي يقدمها الطاقم المشرف على ادارة الباخرة والعاملين الذين حرصت الادارة على اختيار معظمهم من الشباب اللبناني، حسب ما أكد الاعلامي كريم الجميل، لا سيما في المجال الفندقي، أما في حال تعذر تأمين موظفين لبنانيين من أصحاب الاختصاص فعمدت الشركة الى الاستعانة بمتخصصين أوروبيين.
ولما كانت السلامة العامة من أهم ركائز هذا القطاع وتقدمه، تميزت «ملكة الشرق» بطائرة مروحية خاصة متوفرة للحالات الطارئة، اضافة الى مستشفى مجهز بأحدث التقنيات الطبية التي تفسح المجال أمام اختصاصي جراحة القلب الموجود دائما مع فريقه لإجراء عملية جراحية على متن الباخرة اذا لزم الأمر، كما تم تأمين السفينة بركابها لدى شركة ألمانية لها شهرتها في هذا المجال.
وأخيرا لا يحتاج من سيختار خوض تجربة هذه الرحلة البحرية التي تنقل ركابها الى مناطق يكتنفها السحر والجمال الا الى جواز سفر وحجز في احد مكاتب الشركة الموجودة، عدا لبنان، في أفريقيا وألمانيا وتركيا ومصر وسوريا، أو عبر وكلائها المنتشرين في معظم دول العالم، وتتكفل ادارة الشركة بتأمين تأشيرة دخول جميع زبائنها الى كل البلدان المقصودة. علما أن تكلفة الرحلة التي تشمل كل النشاطات على متن الباخرة، تتراوح بين الالف دولار للغرفة العادية وترتفع التكاليف كلما اتسعت الغرفة وتوفرت فيها تجهيزات ووسائل الراحة لتصل الى سبعة آلاف دولار (مع امكانية التقسيط)، ويتحمل الركاب التكاليف المتعلقة بالجولات السياحية في الدول انما بأسعار خاصة قامت ادارة الباخرة بتوفيرها لزبائنها.
.
.
وسلامتكم