غرناطه المسافرون العرب

أكتشف العالم بين يديك المسافرون العرب أكبر موقع سياحي في الخليج و الوطن العربي ، يحتوى على أكبر محتوى سياحي 350 ألف استفسار و نصائح عن السفر و السياحة, 50 ألف تقرير سياحي للمسافرون العرب حول العالم و أكثر من 50 ألف من الاماكن السياحية و انشطة وفعاليات سياحية ومراكز تسوق وفنادق، المسافرون العرب هو دليل المسافر العربي قبل السفر و اثناء الرحلة. artravelers.com ..
اعتماد
30-05-2022 - 12:07 am
  1. الاثنين حزيران (يونيو)

  2. مجلة الظفرة: أبو ظبي، الأمارات العربية المتحدة:

  3. صحيفة الراية (رسالة القاهرة) بقلم: مصطفى عبد الغنى:

  4. كتاب جديد ... جدير بقراءته، جدير بالاهتمام به، جدير باقتنائه،

  5. صحيفة الرأي العام: كتب محمد عبد الرحيم:

  6. صحيفة الفجر (أبو ظبي)، الأمارات العربية المتحدة:


السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
وانا ابحث في الانترنت وجدت هذا المقتطفات واتمنى ان تستفيدون منها كما انا استفدت فكل يوم نكتشف الجديد حول حضاره دامت 8 قرون....وهذا موضوع جديد لى بعد انقطاع طال
مقتطفات من عروض ومراجعات لكتاب «الأندلسيون المواركة»

الاثنين حزيران (يونيو)

مجلة الظفرة: أبو ظبي، الأمارات العربية المتحدة:

والكتاب محاولة لتسليط الضوء على هؤلاء الذين كاد التاريخ أن ينساهم، فينساهم الناس، وهم الأندلسيون الذي بنوا الحضارة التي لا تزال شواهدها حتى الآن. وفي مدن أندلسية، هناك مجموعات من الأندلس بدأت تتحدث بصوت عال عن أصولها العربية، ونسبتها إلى بعض العائلات الأموية العريقة، "كالناصريين" في مدينة (خايين) - جيّان- الذين ينتسبون الى الخليفة الأموي عبد الرحمن الناصر.
والكتاب بحق يعتبر هاماً من نواح كثيرة، أهمها أنه يلقي الضوء على فترة تاريخية غيبتها أحداث كبيرة زامنتها، وهي الفترة التي اشتد فيها الضغط على المسلمين والعرب في الأندلس الصغري (أندلس اليوم) والممتدة ما بين مطلع عام 1492 وهو عام سقوط غرناطة وانتهاء الوجود السياسي العربي في شبه جزيرة آيبريا، وعام 1834 وهو عام سقوط محاكم التفتيش، التي بقيت رغم مرور قرون عليها وصمة عار في جبين الفاتحين القشتاليين، وشاهداً من شواهد الاضطهاد الديني، والتمييز العنصري الذي وقع على المسلمين والعرب في تلك البلاد، رغم انهم لم يمارسوه ولو لمرة واحدة، حتى ضد أعدائهم الذين حاربوهم وغدروا بهم أكثر من مرة.
يقول المؤلف: "وفي الأندلس اشترك المسلمون والنصارى واليهود في صنع دولة كانت أقوى دول أوروبا..."
هذه حقيقة لم يغفلها التاريخ، فالعرب المسلمون بتسامحهم، وبأسلوبهم الحضاري الفريد بالتعامل مع شعوب البلاد التي يفتحونها، استطاعوا كسب مواقف هؤلاء، فأشركوهم معهم في إدارة البلاد، وفي بناء الدولة وفي إنشاء حضارة كانت بمثابة النور الذي استطاع تبديد ظلام أوروبا، فحولها عن طريق الجهل والجهالة، إلى طريق الحضارة.
أما اليهود، وهم أشد أعداء الإسلام والمسلمين منذ فجرالاسلام، فقد تلقوا رعاية كبيرة نتيجة للتسامح الذي لقوه لا في الأندلس وحدها، ولكن في كل بلاد المسلمين، فأصبح منهم الوزراء والأطباء والعلماء، فتمتعوا مع المسلمين العرب والنصارى، وأصبجت الأندلس جنتهم إلى أن جاء الغزو القشتالي، فوقف كثيرون منهم، بدافع الحقد الديني الى جانب الغزاة، حتى سقطت الأندلس بشكل كامل، وقامت محاكم التفتيش، فكانوا أول ضحايا أعمالهم الشريرة، ولكنهم مع كل هذا لم يدركوا بعد الفرق بين تعامل العرب معهم، وتعامل غير العرب، حتى في "أقرب التاريخ".
ويتحدث الكاتب عن دور المواركة في الأندلس في الحياة الاقتصادية، ويؤكد أنهم، وإن كانوا في الدرجة الثالثة من حيث المواطنية، إلا انهم كانوا يديرون أهم وسائل الانتاج، وكانوا عوناً للامبراطورية الاسبانية التي كانت من أكبر القوى العسكرية في المنطقة، ولكنها لم تدرك سر قوتها، إلا بعد أن طردت المواركة، فانهار الاقتصاد، وانهارت معه القوة العسكرية عندما أرادت حشد الطاقات للتصدي للهولنديين، فوجدت ان أقتصادها قد انهار.
ورغم ان الكتاب يشير الى ثورات قام بها المواركة ضد الاضطهاد الذي عانوا منه في المحاولات المتتالية لتنصيرهم، إلا ان وضعه في قالب اليوم، وإسقاط أحداثه على الحاضر، يشير إلى أمور كثيرة هامة من أبرزها:
ان ما يمارس ضد الشعب العربي الفلسطيني في الأرض المحتلة، يشبه إلى حد كبير، التجربة التي تعرض لها العرب والمسلمون في إسبانيا، وسقطوا فيها نتيجة لمعطيات كثيرة خارجة عن إرادتهم.
ان الكيان الصهيوني قد وعى بدقة الدرس الذي تلقاه من الأمبراطورية الاسبانية، فراح يعد اقتصاده بأسلوب يبعده عن الاعتماد الكلي على العرب.
القوة العسكرية التي يتمتع بها الكيان الصهيوني يمكن ان تهزم في حال وجود قوة مماثلة لها، ومعدة بشكل جيد للتصدي...لأن مسألة التفوق العسكري، تدخل فيها حسابات كثيرة، من أهمها القدرة على الاستمرار.
ان استمرار الثورة الفلسطينية ضرورة لاستمرار وجود الشعب الفلسطيني في فلسطين لأن توقفها، يعني القبول النهائي بالخروج من فلسطين تماماً كما خرج العرب مند خمسة قرون من إسبانيا.
هذه الأمور هي دروس يلقيها المؤلف من خلال ترتيبه المنطقي للأحداث، ومن خلال حديثه الموثق عن الثورات المعزولة التي قام بها المواركة، ولم يجدوا ساعداً يقف معهم، فكانت النتيجة انهم اجتثوا تماماً من وطن لا يعرفون غيره.

صحيفة الراية (رسالة القاهرة) بقلم: مصطفى عبد الغنى:

صدر في القاهرة أخيراً كتاب "الأندلسيون المواركة" وهو على قدر كبير من الأهمية والخطورة معاً. وتعود هذه الأهمية إلى أنه في كل يوم تصدر في القاهرة وفي غيرها من العواصم العربية كتب كثيرة هامة دون ان يلتفت اليها أحد مع أنها تعالج قضايا أقل ما يقال عنها أنها مصيرية، خاصة مثل هذا الكتاب الذي يعود بنا إلى قرون في التاريخ يحاول بالأدلة العلمية وبالوثائق التي تنشر لأول مرة ان يتناول قطعة هامة حزينة من تاريخنا العربي الإسلامي، فقد ضاعت الأندلس العربية بعد قرابة 8 قرون سيطر فيها العرب على هذا الجزء الغربي من اوروبا وكاد يهدد اوروبا كلها ولكن لم تلبث ان دارت حركة التاريخ وشاهدت الأحداث استسلام آخر معالم السلطة السياسية الإسلامية في يوم حزين من أيام سنة 1492 من شبه جزيرة آيبريا لتدق بعدها أجراس الكنائس في سائر أوروبا احتفالاً بهذه المناسبة الجليلة.
وهذه المأساة، إن صح أن يوصف جزء غال من تاريخنا حين يباع أو يستقطع بأن يطلق عليه مأساة، نقول إن هذه المأساة تعتبر في التو واللحظة القضية التي يعيشها العرب الآن، فبينما سقطت مملكة غرناطة الأندلسية بعد 234 سنة من اجتاح المغول لبغدادإ فإن فلسطين سقطت بعد قرون طويلة.
وهنا وجه الخطوة فالكتاب لا يكتفي باسترجاع ما حدث للعرب هناك في أقصى الغرب نتيجة لغفلتهم بل ان هذا يعطي بالدراسة المقارنة ما يريده المؤلف من أن الأندلس ضاعت بالأمس واليوم توشك أندلس أخرى ان تضيع بل ان المؤلف صرح بهذا في الإهداء فقال وهو دارس جاد بأنه يهدي هذا الكتاب الى الأندلسيين المواركة الذي حملوا راية العروبة والاسلام فسقطوا ضحايا لكارلوس الخامس وفيليب الثاني ومحاكم التفتيش وتخاذل الاخوان في الدين والقومية و(إلى كل الشرفاء الذي يحاولون اليوم منع كارثة مشابهة).

كتاب جديد ... جدير بقراءته، جدير بالاهتمام به، جدير باقتنائه،

صحيفة الرأي العام: كتب محمد عبد الرحيم:

"الأندلسيون المواركة" "محاولة جادة لتسليط الضوء على تاريخ الأندلسيين بعد سقوط غرناطة، وإزالة الغموض الذي لف سيرتهم، وإنصافهم من الموقع الذي احتلوه كحاشية في مجلدات التاريخ الأندلسي الموريسكي، وسرد وقائع النضال الذي خاضه أكثر من ثلاثة ملايين أندلسي في سبيل الحفاظ على وطنهم وعروبتهم ودينهم طوال قرنين كاملين نظموا خلالهما ثورتين مشرفتين تصدوا فيهما لأعتى قوى الأرض في القرن السادس عشر".
ويضم هذا الكتاب ستة فصول وجلها مزدان بالصور النادرة والخرائط التوثيقية، وهذه الفصول تحمل عنواناً سرعان ما يشد انتباهك شداً غريباً يجعلك تقرأه بلا ملل أو كلل.
ومن الصعب والعسير الكتابة او التكلم حتى والتفكير بما آل إليه الأندلسيون دون الإحساس بنوع من الرهبة لسببين اثنين رئيسيين:
الأول: ان ضياع الأندلسيين كان شاملاً، وكأنهم لم يسكنوا ولم يعمروا شبه الجزيرة الآيبرية، حتى ولم يفتحوا أجزاء شاسعة من العالم ووصلوا إلى فرنسة، وكانوا في يوم من الأيام سادة الأرض والشعوب.
والثاني: ان ما حدث للأندلسيين يمكن ان يتكرر ثانية ليس في مكان ما من أطراف الوطن العربي، بل في وسطه، وربما نعيش اليوم فصلاً حقيقياً من هذه الفصول في قلب الوطن العربي - فلسطين.
أسئلة كثيرة، وكثيرة جداً تجول بخاطري منها:
هل إن تناحر الأندلسيين ونزعة حكامهم للاحتفاظ بملكهم هو السبب في سقوط الأندلس وتبدد شعبها؟
أم أن الأندلسيين أقاموا كياناً غريباً عما حولهم فكانوا كالجزيرة وسط بحر لم يحتمل ديناً غير النصرانية او شعباً غير الأوروبيين؟
أم أن انفصال الأندلس عن بقية الوطن العربي حمل إليها بذور الفناء؟
أم أن تلك الدولة ما كانت لتستمر قوية بعد أن ضعف الوطن العربي وتناهشته الشعوبية والمؤامرات وتكالب عليه أعداؤه من كل جانب؟
أم أن الأندلسيين اخفقوا لأنهم كانوا مستعمرين، وكان عليهم الجلاء كما كان يحصل للانكليز والفرنسيين؟
وأخيراً ... ربما كان الوجود الاسلامي في شبه جزيرة آيبرية تجربة نمت وتقوّت واستمرت وعاشت، ثم هبطت وخارت وزالت؟
جميع هذه الأسئلة وغيرها، يجيب عليها كتاب (الأندلسيون المواركة) إجابة وافية وصادقة وأمينة، إضافة إلى سرد حقيقة قصة الأندلس المليئة بأخبار الانتصارات والهزائم، وسيرة شعبها الأول وقصص مقاومته التي استمرت عشرات السنين...
كتاب جديد ... جدير بقراءته، جدير بالاهتمام به، جدير باقتنائه، فالحقيقية وإن وجدت داخل كتاب، علينا ان ننقبها ونصقلها ونخرجها من الظلمات إلى النور، لتبقى منارة وهدى.

صحيفة الفجر (أبو ظبي)، الأمارات العربية المتحدة:

صدر أخيراً بالقاهرة للزميل عادل بشتاوي كتاب "الأندلسيون المواركة" - دراسة في تاريخ الأندلسيين بعد سقوط غرناطة، ويتضمن الكتاب 6 فصول بالإضافة الى باب خاص بأهم الأحداث الأندلسية والدولية، وحكام الأندلس، وأهم حكام الدويلات والممالك الشمالية، وشخصيات ومواضع معرفة وفصل خاص بالخرائط التوضيحية.
وهذا الكتاب صفحة جديدة لوضع نضال الأندلسيين ضمن إطاريه الدولي والمحلي، وتسجيل وقفتهم في وجه محاولات التذويب التي نظمها كارلوس الخامس وفيليب الثاني ومحاكم التفتيش ولدورهم في تقويض دعائم الأمبراطورية الإسبانية ورفع أعمدة التطور الحضاري والإنساني في أوروبا.
هذا واتمنى لي ولكم التوفيق لما يحبه الله ويرضاه


التعليقات (8)
أبن زيدون
أبن زيدون
وعليكم السلام ورحمه الله وبركاته
اهلا وسهلا اختي اعتماد حياكي الله وشكرا على هذه المعلومه القيمه انا منذو فتره كنت ابحث واريد اعرف تاريخ المورسكيين بعد مقتل أبن اميه الزعيم الموريسكي الشهير ماذا حدث لهم بالضبط في القرن السادس عشر اي بعد المئه الأولى من خروج الصغير لاكن للاسف لم اجد في المراجع الاسلاميه من تحدث عنها وايضا في الاوروبيه لم اجد شيئا موثقا يستحق لاسيما وان روح التعصب ضد المسلمين في اسبانيا كانت في اوجها لاكن عنوان هذا الكتاب ومحتواه الذي تحدثتي عنه يعد من اولى المراجع الموثقه عن تاريخ المورسكيين
فياللروعه واخيرا ساشبع فضولي عنهم وعن ماحدث لهم وكله بفضلك ياختي اعتماد فانتي دائما ودوما تأتينا بكل جديد ومفيد عن تاريخ اندلسنا الحبيبه
واخيرا اختصرتي على عناء البحث بدال ماقطع مئه كيلو صارت كيلوين فجزاكي الله كل خير
شكرا جزيلا لكي وبارك الله فيج

اعتماد
اعتماد
... ...

... ..

أبن زيدون
أبن زيدون
شكرا اوخيه وعما قريب ساكتب ملخص ماقراته عن هذا الكتاب الجميل
دمتم بخير وعافيه

ابوسعد11
ابوسعد11
بارك الله فيك يا أختي اعتماد
مجهود تستحقين الشكر عليه
الله يعطيك العافية

الرندي
الرندي
  1. يا* أهل* أندلس* حثوا* مطيّكمُ فما* المقام* بها* إلا* من* الغلط

  2. الثوب* ينسل* من* أطرافه* وأرى ثوب* الجزيرة* منسولاً* من* الوسط


شكراً أخت أعتماد على هذه المعلومة القيمة وفعلاً أطلعت على بعض معلومات هذا الكتاب القيم وأوجعني قلبي لما حصل للمسلمين المواركة خلال تلك الفترة.وإليكم بعض محتوياته:
  • موجز تاريخ سقوط* الأندلس

السبت أيار (مايو) بقلم عادل بشتاوي
مؤلف: ”الأندلسيون المواركة“ و”الأمة الأندلسية الشهيدة“
(4276 كلمة)
مقدمة:

يا* أهل* أندلس* حثوا* مطيّكمُ فما* المقام* بها* إلا* من* الغلط

الثوب* ينسل* من* أطرافه* وأرى ثوب* الجزيرة* منسولاً* من* الوسط

لا يوجد في التاريخ الأندلسي ما يلخّص أبعاد سقوط طليطلة أكثر من هذين البيتين المنسوبين إلى الفقيه الزاهد ابن العسال. وإذا أضفنا إليهما قولين مشهورين آخرين هما ”رعي البعير ولا رعي الخنازير“ و”الأمارة لو على الحجارة“ فربما اكتملت سيرة ملوك الطوائف الذين تقاسموا حكم الأندلس بعد انهيار الخلافة الأموية. ولم تكن السيرة المقابلة للممالك الشمالية خلال القسم الأعظم من تلك الفترة سيرة الوحدة والقوة إذ كانت لا تزال على التنازع والتفرّق اللذين طبعا معظم تاريخها. لكن ما حدث في منتصف القرن الحادي عشر كان تبادلاً* واضحاً* في* المواقف* فصار* الشمال* فجأة* أكثر* وحدة،* أو* أقل* تفرّقاً،* من* الجنوب* الذي* تقاسم* سادته* ألقاب* الفخامة* والعظمة* والتمجيد* والانتصارات* التي* لم* تكن* يوماً*.
وفي التاريخ الأندلسي أن ألفونصو السادس) أسبغت عليه البابوية صفة القداسة عام 1671(تظاهر بالنوم وهو في حمى طليطلة هرباً من أخويه وراح يصغي إلى حديث دار بين حاكم المدينة المأمون يحيى بن ذي النون وبعض وزرائه عن مناعة طليطلة، الواقعة على تل مرتفع يحيط به نهر تاجه العظيم، وانتهوا إلى التقرير بأن أخذ هذه المدينة يستوجب سبع سنوات من الحصار المسبوق بتخريب الأرض والأحواز وحرق الغلال وانقطاع المؤونة. ولا نعرف إن كانت هذه الحادثة وقعت فعلاً لأن أمراً عظيماً مثل الوضع العسكري لطليطلة لا يُبحث في حضور شخص مثل ألفونصو نائماً* كان* أو* صاحياً،* إلا* أن* الثابت* أن* ألفونصو* كان* يعرف* المدينة* جيداً*.
ونهج ألفونصو السادس في البداية نهج سابقيه فأنفق على نفسه وزوجاته الكثيرات وجيشه من الجزية السنوية التي كان يحملها إليه ملوك الطوائف، إلا أنه صار يكثر في المطالب فقل الذهب وبدأ غش العملة ولمس ضعف هؤلاء الملوك وحاجتهم إلى المهادنة فعاث في بلادهم كما شا. وحدث في ذلك الوقت أن فلت زمام الأمور من يد حاكم طليطلة القادر ذي النون بعد مقتل أحد الفقهاء المحبوبين فثار الناس وخلعوه وأجلسوا مكانه المتوكل بن الأفطس لكنّ الأخير ترك المدينة لمصيرها عندما سمع بقدوم ألفونصو ومعه القادر. ولم يجد أهل طليطلة نصيراً في باقي ملوك الطوائف فسلّموا المدينة لألفونصو بعد سبع سنوات من الحصار. وما كاد ألفونصو يستقر في عاصمته الجديدة حتى بدأت الهدايا والتهاني على هذا النصر المبين تفد إليه من بعض ملوك الطوائف. ومن هؤلاء حسام الدين بن رزين حاكم شنتمرية الذي حمل له هدية سنية فجازاه عليها ألفونصو بقرد. ولم ييأس بعض ملوك الطوائف من استعطاف ألفونصو وكسب ودّه ورضاه إلا عندما بدأ يغير سياسته مطالباً بالحصون والقلاع والأراضي. وعندما رد ألفونصو الجزية التي بعث بها المعتمد بن عباد اللخمي، حاكم أكبر دول الطوائف، لم يعد أمامه مفر من مواجهة الواقع* فانصاع* للضغط* الشعبي* ووافق* وغيره* من* الحكام* على* استدعاء* المرابطين* وبدا* له* الخيار* واضحاً* بين* رعي* الخنازير* عند* ألفونصو* أو* رعي* البعير* عند* سلطان* المرابطين* يوسف* بن* تاشفين*.
وفي الثلاثين من حزيران عام 1086 عبر يوسف العدوة على سفن اسطول إشبيلية ونزل الجزيرة الخضراء قرب جبل طارق، ثم سار إلى بطليوس ومعه جيوش من إشبيلية وغرناطة ومالقة وبطليوس. والتقى الجمع بجيش ألفونصو في منطقة تبعد ثمانية كيلومترات شمال شرقي بطليوس ونشبت معركة كبيرة تُعرف باسم”الزلاقة“ انتهت بهزيمة ألفونصو. غير أن المرابطين والأندلسيين لم يستثمروا هذا الانتصار ليأخذوا طليطلة فظلت في يد ألفونصو وتحولت إلى قاعدة مهمة كان يثب منها إلى المراكز الأندلسية كما حدث عندما بدأ يهدد مرسية. واستدعى المعتمد يوسف بن تاشفين ثانية* بعد* استفحال* خطر* ألفونصو* وحاصر* جيش* المرابطين* والأندلسيين* حصن* لييط* Aledo* قرب* مرسية* فاستعصى* فانسحب* قبل* وصول* ألفونصو* لنجدة* قواته*.
وجاز ابن تاشفين إلى الأندلس مرة ثالثة وحاصر طليطلة فاستعصت عليه أيضاً فارتد إلى غرناطة وملكها من عبدالله بن بلقين. وترك ابن تاشفين لقادته تصفية ملوك الطوائف فملكوا قرطبة بعد قتل حاكمها الفتح بن المعتمد فوضعت زوجته سائدة نفسها في حمى ألفونصو. وانتقل جيش المرابطين إلى المعتمد في إشبيلية فخف ألفونصو لنجدته بحملة أوكل بها أحد قادته لكن الأخير انهزم. وقاوم المعتمد جيش المرابطين عبثاً وحُمل إلى أغمات عاصمة المرابطين الأولى الواقعة جنوب شرقي مراكش، ومات هناك أسيراً عام 1095. أما سائدة فأصبحت زوجة ألفونصو وحملت له ابنه* الوحيد* سانشو* (شانجة( الذي* قتل* وهو* في* الحادية* عشرة* من* عمره* عام* 1108/501 في* معركة* أقليش* Ucles* التي* انتصر* فيها* المرابطون*. ودهم* ألفونصو* غم* عظيم* لخسارة* صغيره* ففاضت* روحه* بعد* سنة* من* ذلك* تاركاً* عرش* قشتالة* وليون* وأشتوريش* لابنته* أراكة*.
واكتشفت أراكة وغيرها مع مرور الوقت عقم محاولة التصدي للمرابطين لأن هؤلاء أدخلوا فنونا حربية لم تعرفها الأندلس من قبل مثل الجمّالة واستخدام الطبول لإصدار الأوامر والإشارات الحربية، والهجوم العريض بالفرسان بدلاً من الزحف، واشتراك الزنوج وغير ذلك من المفاجآت التي دبّت الذعر في الشمال الأندلسي والدول الأوروبية. ولم يتمكن الشمال من تحقيق أي تقدم حاسم خلال فترة طويلة، إلا أن أحوال المرابطين آلت إلى الضعف مع الزمن فتمكن الشماليون عام 1118/512 من احتلال سرقسطة والمدن الرئيسية الأخرى التي تقع في الثغر الأعلى بمساعدة الفرنسيين والإيطاليين وغيرهم، وتضاعفت بذلك الرقعة التي سيطر عليها الشماليون معززين مركزهم باحتلال طرطوشة عام 1148 /543. وبعد سنة من ذلك احتلت مملكة أرغون لاردة وافراغة ووسّعت حدودها حتى نهر ابرة. لكن العمليات القتالية الشمالية لم تكلل كلها بالنجاح إذ حاول ألفونصو السابع احتلال قرطبة بمساعدة سكانها من النصارى المستعربين فأخفق، لكنه توج حكمه باحتلال المرية، فبقيت تلك العملية أوج انجازاته، كما كان إحتلال طليطلة أوج انجازات ألفونصو السادس. أما باقي الصورة فكانت تراجعاً جديداً أمام قوة جديدة نهضت على أنقاض المرابطين* هي* دولة* الموحدين* 1123-1245/540-620.
وبدأ الموحدون فترة سيادتهم بانهاء ما بقي للمرابطين من سلطة في الأندلس واستعادوا مدينة المرية بعد عشر سنوات من سقوطها. وفي الشمال جدد ألفونصو الثامن (1214-1158) الحملات على الجنوب، وبات يشكل خطراً كبيراًً فجاز الخليفة الموحدي أبو يوسف يعقوب المنصور العدوة إلى طريف في الثلاثين من نيسان 1195 ((جمادى الآخرة 591) ومنها إلى إشبيلية ثم قرطبة فقلعة رباح التي تقع على بعد عشرة كيلو مترات إلى الشمال الشرقي من المدينة الملكية وسط الأندلس. وفي الثامن عشر من تموز التقى الخليفة الموحدي جيش ألفونصو في معركة سميت بالأرك، نسبة إلى حصن استخدمه الملك القشتالي لشن هجماته المتكررة على الأراضي الأندلسية، فكانت هزيمة ساحقة لألفونصو الذي انسحب من المعركة جريحاً، وفر إلى طليطلة ومعه 20 فارساً. أما الناجون فهربوا إلى الحصون القريبة واستسلم معظمهم بعد ذلك.
ولم تلجم هذه النكسة ألفونصو الثامن طويلاً إذ شرع اعتباراً من عام 1209 في مهاجمة بعض القواعد الأندلسية القريبة من منطقة سلطانه في فترة تميزت بتأجج الحماس الديني في أوروبة. وتنادت الكنيسة لنجدة الممالك المسيحية في الشمال الأندلسي، وأصبحت الفرصة مواتية لشن هجوم واسع النطاق على الدولة الإسلامية. وفي العشرين من حزيران عام 1212 انفتحت أبواب طليلطة وخرجت جيوش قشتالية وأرغونية وفرنسية ومعها أوروبيون آخرون قصدوا سهلاً يقع جنوب غربي حصن العقاب شمال مدينة جيان. والتقت هذه الجيوش مع جيش الموحدين والأندلسيين في السادس عشر من تموز ( صفر سنة 609) فدارت معركة شرسة انتهت بهزيمة الموحدين والأندلسيين وانفتح الباب على مصراعيه لاجتياح الجنوب. أما الخليفة الموحدي محمد الناصر لدين الله فعاد إلى إشبيلية فمراكش وتوفى بعد سنة.
وحقق ألفونصو الثامن الموصوف بالنبيل انتصاره الحاسم في معركة العقاب لكن الفتوحات الشمالية العظمى التي لم تعرفها الأندلس من قبل كانت من نصيب فرناندو الثالث 1217-1252) الذي نزل على قرطبة في التاسع والعشرين من حزيران عام 1236 واتبعها بجيان (1246)) فاشبيلية ( (1248) ولم يتوقف إلا والسلطة الإسلامية مقصورة على الرقعة الجنوبية من البلاد، وانتقلت عاصمة قشتالة إلى إشبيلية. وخلال هذه الفترة كانت أرغون والبرتغال تتقدمان في اتجاه الجنوب لترسما حدودهما الجديدة.
وكما توافر لقشتالة ملك مهم مثل فرناندو الثالث، توافر لأرغون ملك لا يقل أهمية هو خايمي الاول 1213-1276) الذي احتل جزيرة ميورقة بمساعدة الايطاليين عام 1229، واستكمل في السنوات الخمس التالية احتلال الجزائر الشرقية قبل ان يسجل انتصاراً كبيراً باحتلال بلنسية عام 1238.
القرن* الأسود حلّت بالعرب نكبات لا تُعد ولا تحصى وعرفوا كذلك انتصارات لا تُعد ولا تحصى هي الأخرى إلا أنه لا يوجد في التاريخ العربي أكثر حلكة ويأساً من القرنين الثالث عشر والسادس عشر الميلاديين فكلاهما شهد هجوماً واسع النطاق استهدف المشرق والمغرب معاً ولم تعد هناك قوة كافية لايقافه. وحل منتصف القرن الثالث عشر في الأندلس فإذا مئات الألوف من الأندلسيين إما قتلى أو أسرى أو مشردين أو لاجئين فتمزّق النسيج الاجتماعي وانهار الاقتصاد وضاعت الثروات بين ليلة وأخرى وعمّ الجوع. وخلال تلك الفترة الحالكة من التاريخ الأندلسي وجد الأندلسيون أنفسهم في وضع تحرّك دائم مدفوعين أبداً نحو الجنوب أمام جيوش فرناندو الثالث وخايمي الأول فلا يكادون يحلّون في المدينة التالية حتى يكون دورها جاء فتبدأ دوّامة الجلاء مرة أخرى. وفي سنوات الكارثة تلك تفرّق الأطفال عن الامهات والأباء عن الأولاد والزوجات عن الأزواج وانفرط عقد المجتمع وعصفت الفوضى بكل ما كان إلى الجنوب من وسط الأندلس، ولم يعد مُتاحاً لجمهور الأندلسيين خيار”رعي البعير“ ولا حتى خيار”رعي الخنازير“ بعد تنفيذ سياسة قامت على تفريغ معظم الأراضي والمدن الأندلسية.
أما مدد العدوة فتوقف هو الآخر ولم يعد المغرب قادراً على حشد القوات الكافية لوقف الاجتياح الشمالي بعدما كان دفع الجيش تلو الآخر إلى الأندلس حتى انهكت قواه وعجز عن صد الشمال المتحالف مع البابوية والمدعوم بصليبيي فرنسا وإيطاليا.أما قشتالة فتحوّلت إلى آلة حرب يسيّرها مجتمع مؤلف إما من مقاتلين أو كهنة لا تعرف الفئة الاولى منه سوى الحرب مصدراً رئيساً للثروة، ولا تريد الثانية التوقف قبل طرد العرب والإسلام من شبه جزيرة آيبرية. هذا في المغرب، إلا أن المشرق لم يكن أفضل حالاً إذ كانت الحروب مستمرة هناك ضد الممالك الصليبية.
وفي عام 1258/ دهم الوطن العربي خطر هائل عندما زحف المغول في اتجاه العراق واقتحموا ”مدينة السلام“ وأزالوا ما بقي من الخلافة العباسية. وعندما انسحب المغول من عاصمة المشرق لم يعد وصف”مدينة السلام“ مناسباً. أما الدمار الذي نالها وأهلها فكان هائلاً واستمر* عشرات* السنين* حتى* أن* الرحالة* ابن* بطوطة* وجد* بعض* الخراب* قائماً* عندما* زارها* في* القرن* الرابع* عشر*.
وعلى رغم المقاومة الخارقة التي أبداها الأندلسيون بات واضحاً أن قواتهم العسكرية الذاتية كانت أضعف من ان تتصدى للمد الشمالي نتيجة 120 سنة من الاتكال على الآخرين لحمايتها، وهكذا بدأت الأندلس تدخل مرحلة التصفية قبل النهائية. وإزاء تردي الأوضاع إلى هذا الدرك جمع الأندلسيون كل ما تبقى من قوتهم وهاجوا في انتفاضة شعبية شاملة في حزيران/يونيو 1264 واستعادوا مناطق كثيرة بينها مدينة مرسية التي احتفظوا بها نحو سنتين. غير أن تلك القوة الجديدة لم تحتمل الجيوش التي سيّرها خايمي الأول فسقطت مرسية ثانية. ولم يبق لأرغون بعد ذلك ما تحتله فانصرفت إلى بناء امبراطوريتها في البحر الابيض المتوسط تاركة استكمال احتلال الأندلس لملوك قشتالة، وان كان دعم أرغون لجارتها في الحروب التي دارت في فترات لاحقة مع الأندلسيين لم يتوقف.
ونهجت البرتغال هي الأخرى نهجاً منفصلاً عن قشتالة، وبرزت كياناً متميزاً منذ اعترف البابا بها مملكة مستقلة عام 1179. وما ان حلت سنة 1236 حتى كانت البرتغال أخذت مدينة طبيرة الساحلية في الجنوب منهية بذلك توسعها وراسمة حدودها التي بقيت في صورة عامة على تلك الحال.
وفي الفترة بين 1297 و1325 عمل الملك البرتغالي ديونيسوس الاول الملقب ب”العامل“ على تطوير البنية الاقتصادية لمملكته معتمداً على توسيع نشاطات التعدين والتجارة، وتابع من جاء بعده الطريق نفسه واستمر الصراع مع قشتالة للاحتفاظ باستقلالية البرتغال حتى عام 1385، عندما انتصر البرتغاليون على القشتاليين في المعركة المعروفة بإسم”الجبروت.
وفي عهد الملك يوحنا الاول ( - ) بدأت فترة توسع كبيرة نحو أفريقية كانت فاتحتها احتلال مدينة سبتة عام 1415، ثم كان للبرتغال بعد ذلك دورها المعروف في الاهتداء إلى طريق التوابل بمساعدة* ملاح* عربي* مشهور* في* نهاية* القرن* الخامس* عشر،* وبناء* أمبراطوريتها* في* أفريقية* والمحيط* الهندي* والبرازيل*.
أحوال* مملكة* غرناطة بين سقوط مرسية واستسلام غرناطة 226 سنة خرج خلالها العالم من حقبة ودخل أخرى وتبدلت مواقع القوى وتغيرت الأولويات. وانحسر شأن البلاد العربية المشارقية التي حكمتها مجموعة أخرى من سلاطين وملوك وأمراء الطوائف فانحسرت مخاوف المسيحية وخمد توقّد الروح الصليبية. ولم يعد للبابوية دورها المهم فانصرف أمراء الفاتيكان إلى الاهتمام بالدنيا وشؤونها.
وفي الأندلس كانت قشتالة وأرغون قضمت في القرن الثالث عشر لقماً فاضت بكثير عن قدرتها على الابتلاع فلم تستطع إعادة إعمار معظم المدن الرئيسية التي اجتاحتها. واتسعت آنذاك رقعة الأراضي في صورة بات معها توفير الحماية المناسبة لها صعباً لذا كان استئناف الحرب مع غرناطة جهداً لم تكن قشتالة قادرة عليه فعاد الطرفان إلى النهج المعروف في الأندلس وارتضت قشتالة قبول جزية السلام من غرناطة وتقلبت العلاقة بينهما بين الصداقة والعداء والهدنة والقتال. ولم* يكن* انشغال* ملوك* غرناطة* بأنفسهم* أقل* حدة* مما* كان* يحدث* في* قشتالة* ولطالما* توجه* هذا* الطرف* أو* ذاك* إلى* الآخر* طلباً* للمساعدة* على* قهر* الخصوم* أو* دعم* السلطة*.
ولا تخفي هذه الصورة الكبيرة من الهدنة والسلام صوراً حربية أقل حجماً وأقصر عمراً حاولت مملكة غرناطة الالتفاف عليها عن طريق تجنّب الصدام مع قشتالة بوسائل شتى بما في ذلك التنازل، ولو موقتاً، عن المناطق الاستراتيجية بل حتى التعاون العسكري مع القشتاليين كما حدث آخر أيام الشيخ محمد الأول بن الأحمر”الغالب بالله“ مؤسس مملكة غرناطة 1238-1272، وكثيرين ممن خلفوه في حكم آخر الممالك الإسلامية في الأندلس. ونجحت هذه السياسة حيناًًًًً وأخفقت حيناًًًًً آخر.
وفي لحظات اشتداد الضغط القشتالي لجأ حكام غرناطة إلى الاستنجاد بسلاطين المغرب كما حدث عندما قاد السلطان المريني أبو يوسف يعقوب بن عبد الحق الملقب ب”المنصور“ جيشا عام 1275 (673) عبر به الزقاق وهزم القشتاليين قرب مدينة استجه، ثم عبر الزقاق ثلاث مرات بعدها لوقف القشتاليين عند حدود غرناطة. وفي فترات أخرى ساهمت مشيخة الغزاة المغربيّة في مساعدة أهل غرناطة على صد الشماليين. وكان قادة المشيخة من أقارب السلطان المريني لكن العلاقات بين السلطتين، الغرناطية والمغربيّة، لم تكن جيدة على الدوام. ونمت في أوقات أخرى أزمة من عدم الثقة شبيهة بأزمات مماثلة سابقة بين الأندلسيين وكل من المرابطين* والموحدين* الأمر* الذي* زاد* ضعف* غرناطة* وفتح* الطريق* أمام* الشماليين* ثانية*.
وفي بداية القرن الرابع عشر دخلت غرناطة وقشتالة مرحلة جديدة من الصراع أحرزت خلالها قوات بحرية مشتركة من قشتالة وأرغون والبرتغال انتصاراً حاسماً على غرناطة عام 1340 (740) وتوغلت قوات برية مشتركة من الممالك المسيحية الثلاث في أراضي غرناطة فاستنجدت بالسلطان المريني ابي الحسن علي بن ابي يعقوب. وخاض الطرفان معركة ضارية مع القوات المسيحية في الثلاثين من تشرين الأول/أكتوبر(السابع من جمادى الأولى) انتهت بهزيمة القوات الإسلامية في وقعة طريف التي يُقال إن المرينيين فقدوا خلالها مصحف عثمان. وانقطع* المدد* المغربي* عن* الأندلس* بعد* ذلك،* وضعف* شأن* السلطان* في* المغرب* واقتصرت* مساعدة* غرناطة* على* إمدادات* محدودة*.
وعلى رغم هذه النكسات تمكّنت غرناطة من الاستمرار 152 سنة تلت معركة طريف، ونعمت بفترات طويلة من السلام والإزدهار الحضاري والتجاري، وتطورت فيها العلوم والآداب والصناعات والعمارة التي تشهد عليها الآثار المتبقية حتى اليوم في عاصمة بني الاحمر الذين اكتسبوا صفتهم هذه بسبب شقرة شعر مؤسسها.
وتقوّت هذه المملكة بالنازحين إليها من المدن والمناطق التي وقعت تحت سيطرة ممالك الشمال ممن رغبوا في البقاء في الأندلس وعدم جواز العدوة، فتجمّع في غرناطة على مدى السنين أكثر من مليون أندلسي انضمّ اليهم في القرن الثالث عشر نحو نصف مليون أندلسي آخر جاء أكثر من نصفهم من مدن قرطبة وإشبيلية وشريش وقادس ( (300.000 تقريباً، ونحو 50.000 شخص من مملكة بلنسية وما حولها.
ولم تكن هذه القوة كافية لانتزاع الأراضي التي احتلتها قشتالة وأرغون إلا أنها كانت قادرة على صد الشماليين فترة طويلة من خلال مجموعة من الحصون كانت من بين الأمتن في أوروبة آنذاك. وفي بعض الحالات استغل الغرناطيون ضعف قشتالة فتوقفوا عن دفع الجزية التي وصلت أحياناً إلى 12.000 قطعة ذهب سنوياً، ونشبت بسبب ذلك معارك متفرقة أثبت الأندلسيون فيها قوتهم لذا احتفظت هذه المملكة عموماً بمعظم الاراضي* التي* قامت* عليها* دولة* بني* الأحمر* في* البداية*.
الحرب* ضد* غرناطة اضطربت التوازنات الدولية بعنف في بداية النصف الثاني من القرن الخامس عشر عندما أخذ محمد الخامس القسطنطينية عام 1453 وبدأ يدق أبواب جنوب أوروبة فتخلّعت مفاصلها وبات العثمانيون خلال وقت قصير نسبياً أكبر خطر يتهدد أوروبة والمسيحية. وعلى رغم تحرّك ملوك أوروبة والبابوية لحشد الصفوف بغية وقف تقدم العثمانيين فإنّ معظم تلك المحاولات انتهى إلى الإخفاق. ولم تتمكن أوروبة والبابوية من الرد على انتصارات العثمانيين إلا عندما دخلت قوات قشتالة غرناطة مطلع 1492 تتقدمها ملكة ولدت قبل سنتين من سقوط القسطنطينية لذا هيمن* على* وعيها* منذ* بداية* طفولتها* أكبر* هزيمة* لحقت* بالمسيحية* على* يد* الإسلام* بسقوط* عاصمة* الكنيسة* الشرقية* وما* تلاها* من* الانكسارات* التي* أوقعها* العثمانيون* بأوروبة* بعد* ذلك*.
وماتت إيزابيلا في الثالثة والخمسين من العمر وهاجس محاربة الإسلام، أو الدفاع عن قشتالة، لا يزال يسيطر على تفكيرها. وحدث هذا في وقت لاحق برعاية البابوية التي أججت التعصب للكاثوليكية والحقد على الإسلام، أما قبل ذلك فربما لم يكن تفكير إيزابيلا يختلف عن تفكير الفتيات في عمرها عندما تزوجت وهي في الثامنة عشرة من العمر قريبها الأرغوني الأمير فرناندو الذي كان أصغر سناً منها(17) سنة.
ولم تمض خمس سنوات على زواجهما حتى ورثت إيزابيلا عرش قشتالة وليون، وصار زوجها ملكاً لقشتالة باسم فرناندو الخامس. وبعد خمس سنوات من ذلك آلت إلى فرناندو مملكة أبيه فجمع إلى اسمه الملكي القشتالي لقب فرناندو الثاني الأرغوني لكنه عُرف عموماً وحتى موته عام 1516 باسم فرناندو الخامس. وكانت البرتغال وقتها مملكة ناهضة، إلا أن حجمها لم يزد كثيراً على سُدس مساحة شبه جزيرة آيبرية التي عرفت للمرة الأولى* في* تاريخها* اتحاداً* حقيقياً* ضمّ* القوة* البحرية* الكبيرة* التي* تمتعت* بها* أرغون* والقوة* البرّية* التي* سيطرت* عليها* قشتالة*.
ولا يوجد سبب واحد وراء اندلاع الحرب بين قشتالة المُتحدة مع أرغون وبين مملكة غرناطة يمكن اعلاؤه على الأسباب الاخرى كافة. وبرزت في تلك الفترة مخاوف قشتالية من احتمال استخدام العثمانيين أو الفرنسيين مملكة غرناطة للضغط على قشتالة وأرغون. كما أن بعض الاصلاحات التي أقدمت عليها إيزابيلا بهدف تدعيم سلطتها أضرّت بالنبلاء وكان توجيه كل الانظار إلى العدو الغرناطي المشترك وسيلة لاسكات أصوات المعارضة. ولا يمكن التقرير بالضبط ماهية العامل الأقوى، إلا أن الظاهر أن الأزمة بين قشتالة وغرناطة تطورت بين الجانبين في بداية الثمانينات من القرن الخامس عشر مثلما تطورت بين ألفونصو السادس وملوك الطوائف في بداية الثمانينات من القرن الحادي عشر وكان أساسها الجزية.
وكما غالى ألفونصو في مطالبه آنذاك نجد إيزابيلا تفعل الشيء نفسه فرفض أبو الحسن علي بن سعد دفع الجزية وأبلغ* إلى* سفير* إيزابيلا* أن* سلاطين* غرناطة* الذين* تعودوا* دفع* الجزية* ماتوا،* وان* دار* السك* لا* تنتج* إلا* السيوف* هذه* الأيام*.
ولما* ̷

الطاقة الذاتية
الطاقة الذاتية
اعتماد
ما اجمل وأروع موضوعك
سلمت أناملك
الرندى
ما أعظم مداخلتك وأحلاها
منذ من زمن لم أقرأ بمثل هذه المتعة
أشكرك

أبن زيدون
أبن زيدون
شكرا حبيبي الرندي واضافات جدا رائعه تستحق انها تكون موضوع لحالها
اسئل الله ان يجعلها بموازين حسناتك اخي الحبيب

يوسف ابن تاشفين
يوسف ابن تاشفين
لكن ياترى اين هم الان في عصرنا هل نجح الاسبان في تنصيرهم جميعهم


خصم يصل إلى 25%