بوابة الرحلات البريه و الرحلات البحرية المسافرون العرب
أكتشف العالم بين يديك
المسافرون العرب أكبر موقع سياحي في الخليج و الوطن العربي ، يحتوى على أكبر محتوى سياحي 350 ألف استفسار و نصائح عن السفر و السياحة, 50 ألف تقرير سياحي للمسافرون العرب حول العالم و أكثر من 50 ألف من الاماكن السياحية و انشطة وفعاليات سياحية ومراكز تسوق وفنادق، المسافرون العرب هو دليل المسافر العربي قبل السفر و اثناء الرحلة.
artravelers.com ..
مع حلول فصل الصيف وارتفاع درجة الحرارة تبدأ الثعابين والعقارب في الخروج بكثرة وتزداد حالات اللدغ وتصبح الشغل الشاغل لغرف الطوارئ .. ومثلما تتميز المملكة باتساع رقعتها وتباين تضاريسها بين جبال وسهول ورمال وغابات وأودية ومناطق صخرية مما يجعلها تحتضن أنواعاً مختلفة من الثعابين والعقارب السامة، فإنها تنفرد أيضاً باحتضانها للمركز الفريد من نوعه في الشرق الأوسط " المركز الوطني لإنتاج الأمصال واللقاحات " الذي أنشأه الحرس الوطني لغرض إنتاج أمصال فعالة تعالج ضحايا عضات الثعابين ولدغات العقارب وهذا المركز عمره الآن )8( سنوات واستطاع خلال فترة قياسية تغطية احتياجات المملكة ودول الخليج والدول المجاورة من الأمصال المحلية ذات الكفاءة العالية .لهذا المركز مواقف وحكايات مع الثعابين والعقارب والضحايا يسردها مدير عام المركز الصيدلي / محمد بن سليمان الأحيدب " ماجستير في علم الأدوية والسموم " .
ويتطرق الحوار إلى الإجراءات الوقائية والإسعافات الأولية والأخطاء التي يجب تلافيها لإتقاء شر هذه الأحياء السامة إلى جانب قصة إنشاء المركز والخدمات التي يقدمها
سؤال : هل لنا بفكرة عن بداية المركز الوطني لإنتاج الأمصال واللقاحات وبداية التفكير في إنتاج أمصال محلية في المملكة ؟
جواب : في الحقيقة البداية كانت منذ عملية استشعار الخطر الذي يحدق بالملدوغين في داخل المملكة سواء من ضحايا الثعابين السامة أو العقارب، فقد لوحظ أن الأمصال المستوردة لا تتمكن من إنقاذ الملدوغ وأنها ذات كفاءة ضعيفة جداً في معادلة سموم الثعابين والعقارب المحلية, وكان أوضح دليل على ذلك الشكوى المتكررة من الأطباء من أن المريض أو المصاب رغم أنه يسعف في الوقت المناسب ويصل المستشفى في وقت مناسب ويعطى المصل المستورد بالجرعة المحددة وبالطريقة الصحيحة إلا أنه لا يستجيب وكثيراً ما يتوفى المصاب, وازدادت شكوى الأطباء من هذا الموضوع فقام فريق من أساتذة جامعة الملك سعود بعمل دراسة عن الثعابين والعقارب في المملكة العربية السعودية من حيث توزيعها وسميتها وأنواعها وكان الجانب الأهم من الدراسة هو دراسة الأمصال المستوردة ومدى قدرتها على معادلة سموم الثعابين والعقارب المحلية ولاحظ هذا الفريق أن الأمصال المستوردة فعلاً غير مناسبة وضعيفة جداً ولا تستطيع معادلة سموم الثعابين والعقارب المحلية, ليس عيباً في تصنعيها أو عيباً في الشركات التي استوردت منها ولكن لأنها لم تحضر من سموم ثعابين وعقارب المملكة, واستمرت هذه الدراسة على مستوى هذا الفريق وكما ذكرت يتكون من حوالي عشرة من أساتذة الجامعة من كليات مختلفة وأذكر منهم على سبيل المثال لا الحصر من يحضرني الآن البروفسور محمد إسماعيل حامد من كلية الصيدلة الدكتور محمد السعدون من كلية العلوم الدكتور عبدالله البكيري من كلية الصيدلة الدكتور فهد الشمري من كلية الصيدلة وعدد ممن لا تحضرني أسماؤهم الآن, وقاموا بإعداد دراسة متكاملة رفعت لمدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية في محاولة لتمويلها, وللأسف لم يتم في ذلك الوقت تمويل هذه الدراسة لأسباب لا تعود الحقيقة لأهمية هذه لدراسة وإكتمالها ولكن لظروف المدينة في ذلك الوقت ووجود تمويل لدراسات أخرى ربما رأت المدينة تمويلها ، في أثناء هذا العمل بدأت كطالب دراسات عليا في الماجستير في علم الأدوية والسموم في إجراء الدراسات وبحوث الماجستير على سموم نوع من الثعابين الموجود في المملكة ومقارنته بسم ثعبان من نفس العائلة يعيش في أدغال أفريقيا وشملت الدراسة تحضير مصل لسم الثعبان المحلي والثعبان الذي يعيش في أفريقيا وأجري مقارنة بين السم والمصل وأثبتت المقارنة أن هناك اختلافا بين معادلة المصل للسم إذا كان محضرا لسم ثعبان آخر حتى لو من نفس الفصيلة أو النوع وأنه يكون ضعيفا في معادلته للسم الذي لم يحضر له وطبعاً حضرت مصلا على مستوى تجريبي في الأرانب لسم الثعبان المحلي وأثبت فاعلية كبيرة جداً وبشر بحل جذري لمشكلة ضعف الأمصال المستوردة بأن تحضر محلياً وكتبت الصحافة وعلى رأسها جريدة " الجزيرة " عن هذه النتائج وغطي في وقتها تغطية جيدة خاصة من قبل جريدة الجزيرة كأول مصل محلي يحضر لثعبان محلي وأثبت فاعلية قوية جداً وهذا بلا شك شكل دفعة قوية لأن نفكر جدياً لنحضر أمصالا لجميع الثعابين الموجودة في المملكة على مستوى كبير وكان نواة لما فعلناه الآن من تحضير أمصال محلية لجميع سموم الثعابين والعقارب في المملكة .
تعايش الضب والعقرب
أيضاً من التجارب التي أرى أن ذكرها قد يكون ذا جاذبية و إضافة معلومة للقارئ وأعني تلك التجربة التي قمت بها لدراسة أسباب تواجد الضب والعقرب في نفس الجحر دون أن يتسبب ذلك في إحداث تسمم للضب وهذا حقيقة تساؤل دار في ذهني وعلى هامش التجارب التي كنت أجريها قمت بإجراء تجربة الافتراض فيها أو السؤال الذي يفترض أن تجيب عليه هو,, هل العقرب تلدغ الضب ولدى الضب مناعة لسم العقرب أم أنها تعيش معه في جو من التعايش ولا تتسبب في لدغه ولذلك فهما يعيشان معاً بطريقة التعايش السلمي ؟ ويتلخص ما قمت به أني جمعت الضب والعقرب في إناء زجاجي وقمت بمراقبتهما ساعات طويلة جداً بل حينما لم أجد أن العقرب تلدغ الضب قمت بتدفئة الإناء بمصدر ضوئي ليكون الضب والعقرب أيضاً في قمة النشاط والهيجان بحيث يتحرك الضب بشدة والعقرب كذلك وأرى هل مرور الضب على العقرب سوف يتسبب في إحداث اللدغة وهل إذا لدغته العقرب سيتأثر أم لا, ولم ألاحظ أن العقرب لدغ الضب, وجاءت الفكرة لماذا لا, أحقن الضب بسم العقرب وأرى أن كان سيتأثر أم لا وقمت بالفعل بحقن جرعة من سم العقرب في الضب وبالتحديد في عضلة الفخذ بجرعة كافية لقتل الأرنب ولاحظت أن هذه الجرعة لم تحدث تأثيرا في الضب إطلاقاً فقمت بمضاعفة هذه الجرعة مرة ومرتين والمضاعفة الثالثة كانت هي الجرعة التي تكفي لقتل أربعة أرانب وأي نوع من الحيوانات الثديية الأخرى وهي 4 ملغم وهذه كبيرة جداً وكل التأثير الذي حدث هو تشنج مؤقت في عضلة الفخذ أو في الرجل التي تم الحقن فيها, وهذا طبيعي جداً أن يحدث في جرعة عالية ربما نتيجة حقن هذه الكمية من السم وليس لسميته . هذا التشنج استمر أقل من ساعة ثم عاد الضب إلى نشاطه الاعتيادي فأكد أنه حتى لو حقنت العقرب الضب بالسم فإنه لن يتأثر وأيد هذه النتيجة بعض النظريات أو حتى الحقائق العلمية التي تقول أن الحيوانات من ذوات الدم البارد كالزواحف ومنها الضب طبعاً لا تتأثر بسم العقرب و لاشك أن هذا الاستنتاج أو تأكيد تلك النظريات يحتاج إلى مزيد من الدراسة لتفسير التعايش الذي يتم بين الضب والعقرب والذي كان كثير من الناس يتساءلون عنه .قصة تبني الحرس الوطني للمركز
سؤال : تحدثتم عن بداية فكرة إنشاء مركز أمصال في المملكة كيف تبنى الحرس الوطني هذه الفكرة فأصبح المركز الوطني لإنتاج الأمصال واللقاحات يتبع للحرس الوطني ؟جواب : عندما استشعر أعضاء هيئة التدريس بجامعة الملك سعود خطورة حالات اللدغ من ثعابين والعقارب في المملكة وأن علاج هذا الوضع لا يمكن أن يتم إلا بتحضير أمصال محلية صادف هذا الأمر انتقالي للعمل من محاضر في قسم علم الأدوية بكلية الصيدلة بجامعة الملك سعود إلى العمل في مستشفى الملك فهد بالحرس الوطني وقمت بنقل الفكرة أو المعاناة للمسئولين في مستشفى الملك فهد بالحرس الوطني ولقي الموضوع اهتماماً بالغاً من قبل الدكتور / عبدالمحسن بن عبدالله التويجري مدير التطوير والتدريب الطبي الذي تبنى هذا الموضوع كونه خطوة تطويرية وزاد من حماس الجميع في الحرس الوطني أن هناك معاناة في الجهات العسكرية من حدوث لدغات أثناء التدريبات والتمارين التعبوية العسكرية واهتمام كبير بموضوع حالات لدغ الثعابين والعقارب فكانت المبادرة الأولى العلمية المدروسة من قبل الحرس الوطني وهو صرح ليس فقط للشئون العسكرية ولكن كيان حضاري قدم خدمات جليلة في مجال الثقافة والصحة والتعليم فكانت الطريقة العلمية الصحيحة أن يقوم مستشفى الملك فهد بالحرس الوطني بتنظيم مؤتمر علمي لدراسة التطورات الحديثة في مجال العلاج بالأمصال المعادلة لسموم الثعابين والعقارب لوضع هذا الموضوع تحت المجهر أمام علماء عالميين لهم باع في هذا المجال.
وفعلاً عقد هذا المؤتمر ودعي له عدد كبير من المختصين من أنحاء العالم وتم إلقاء العديد من البحوث سواءً الداخلية أو الخارجية وركز المؤتمر على دراسة أفضل السبل لعلاج حالات لدغ الثعابين والعقارب فكان أن خرجت التوصيات بأن الحل الأمثل بل الوحيد لمشكلة الثعابين والعقارب في المملكة بأن يتم تحضير أمصال محلية ذات كفاءة عالية لمعادلة سموم الثعابين والعقارب في المملكة وأن على إحدى الجهات الحكومية تبني هذه الفكرة والشروع في إنشاء مركز لإنتاج الأمصال, وحبّذ الحرس الوطني فكرة أن يتبنى الحرس الوطني إنشاء هذا المركز وتم عرض هذه الفكرة على صاحب السمو الملكي الأمير / عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء ورئيس الحرس الوطني ورحب بالفكرة ودعمها كعادة سموه وتم البدء في إنشاء المركز الوطني لإنتاج الأمصال واللقاحات عام 1992م وبدأنا مباشرة بتسيير عدد من الرحلات لتغطية مناطق المملكة لجمع الثعابين والعقارب السامة من بيئاتها في المملكة وهي أساس إنشاء المركز لأن المركز يقوم أساساً على جمع سموم هذه الثعابين والعقارب ومن ثم حقنها في الخيل بجرعات صغيرة جداً كتطعيم الأطفال لا تؤثر في الخيل ولكنها تستحث الجهاز المناعي في الخيل لإفراز مضادات الأجسام في دم الخيل وبالتالي سحب دم من الخيل بكميات أيضاً لا تؤثر على صحة الخيل وتشبه إلى حد كبير التبرع بالدم في الإنسان ويؤخذ هذا الدم وتفصل منه مضادات الأجسام ويجرى عليها العديد من العمليات الكيميائية للترسيب والتنقية وفصل مضادات الأجسام النقية وتخفيض نسبة البروتين فيها من البروتين غير النقي وبالتالي تعبئتها في أمبولات لتكون مصلا جاهزا للاستخدام في حالات اللدغ.
ولله الحمد وفقنا بدرجة كبيرة جداً بأن الرحلات التي أرسلت لجمع الثعابين عادت بكميات جيدة جداً وكافية للبدء واستمرت الرحلات حيث سير المركز حوالي مائة رحلة صيد لمناطق المملكة المختلفة كانت تتراوح مدة الرحلة بين أسبوع إلى شهر ونصف الشهر وتم جمع الثعابين والعقارب السامة من كافة الأنواع واستحلاب سمومها وتخزين هذه السموم بشكل بودر وبالتالي واكب ذلك خطوات إنشاء المباني وتجهيز المركز بالأجهزة الضرورية والمنطقة المعقمة التي تعتبر من أعلى المقاييس العالمية في مناطق التعبئة.
وتم ولله الحمد كما تعلمون إنتاج الأمصال المحلية وثبتت كفاءتها العالية وأتم المركز خطوات تسجيلها في وزارة الصحة وتم تسجيلها, وأثبتت ولله الحمد سواءً من خلال فحوصات الجودة النوعية في المركز أو فحوصات مخابر وزارة الصحة أثبتت قوتها وفعاليتها في معادلة سموم الثعابين والعقارب في المملكة وأصبح المركز يمد وزارة الصحة في المملكة ومن ثم وزارات الصحة في دول الخليج وبعد ذلك بعض الدول المجاورة باحتياجاتها من الأمصال لسموم الثعابين والعقارب, واستطاع المركز أن يتميز إلى جانب تميزه بإنتاج أمصال ذات كفاءة عالية في معالجة سموم الثعابين والعقارب متعددة الكفاءة أي تعادل جميع سموم الأنواع المختلفة من الثعابين والعقارب في جرعة واحدة قام المركز أيضاً بإنتاج أمصال متخصصة لمعادلة سم ثعبان الصل الأسود وهو المنتج الوحيد عالمياً الذي يعادل سم هذا الثعبان لأنه لا يوجد لثعبان الصل الأسود مصل في أنحاء العالم إلا المنتج في المملكة وأيضاً استطاع المركز التميز بخفض نسبة البروتين في الأمصال وبالتالي تقليل إحتمال حدوث الحساسية من الأمصال وكان المركز قد بني بسعة كافية لتغطية احتياج المملكة ودول الخليج وبعض الدول المجاورة وبالتالي لم يجد المركز صعوبة في الاستجابة لتلبية احتياجات المملكة وهذه الدول من الأمصال.
وكما تعلمون فإن المركز ومنذ ثلاث سنوات يغطي احتياجات المملكة ودول الخليج من الأمصال ويغني عن الأمصال المستوردة ويحقق الهدف الذي أنشئ من أجله وهو الإسهام في إنقاذ أرواح المصابين بحالات اللدغ سواءً من الثعابين أو العقارب وننظر إن شاء الله إلى مستقبل مشرق بإضافة مزيد من الخدمات من ضمنها تطوير اختبار الدم في المصاب لتحديد نوعية الثعبان أو العقرب المتسبب حتى لو لم يحضر المريض الثعبان معه وهذه قطع فيها المركز شوطاً كبيراً لتطوير هذا الاختبار وهو اختبار مكلف ولكنه مفيد جداً .
والحقيقة التي لا بد من ذكرها عند التحدث عن تاريخ إنشاء المركز أو ما صاحبه من توفيق ونجاح بأن السياسة والفكر الإداري الرائع والحكيم الذي خطط له معالي الدكتور فهد العبدالجبار المديرالعام التنفيذي للشئون الصحية بالحرس الوطني لمستقبل هذا المركز هو السبب المباشر في سرعة إنجاز المركز لأهدافه وسرعة بدئه في الإنتاج فقد رسم معالي الدكتور فهد العبدالجبار خطة حكيمة تنم عن الفكر الإداري الراقي الذي يتمتع به هذا الرجل بأن وضع لمساته لأن يقوم هذا المركز بالصرف على نفسه وهي الخطوة الوحيدة أو الطريقة الوحيدة لأن يكتب لمثل هذا المركز بالاستمرار والتطور, فكان أن تم ولله الحمد اتخاذ هذه الإجراءات بأن يكون للمركز موزع من إحدى الشركات الوطنية المتخصصة في مجال الأدوية وهي شركة الحياة الطبية المعروفة بخبرتها في هذا المجال وتعدد فروعها وحماس وحرص القائمين عليها أن تسهم في عمل كل ما من شأنه تطوير واستمرارية نجاح هذا المركز حتى أصبح على الوضع الذي هو عليه الآن وأصبح المركز الفريد من نوعه في المملكة ودول الخليج واستحق أن يحمل الشعار الذي اختاره له معالي المدير العام التنفيذي للشئون الصحية بالحرس الوطني الدكتور فهد العبدالجبار وهو "مصدر الأمن الدوائي في مجال الأمصال واللقاحات في المملكة ودول الخليج والدول المجاورة " .
جهات لها أفضال على المركز
سؤال : ما هي الجهات التي تعاونت مع المركز منذ بدء إنشائه إلى الآن بشكل تعاون علمي أو أي نوع من التعاون ؟جواب : المركز الوطني لإنتاج الأمصال واللقاحات بحكم طبيعة عمله وبحكم التوجه الذي يتم فيه تحضير أمصال محلية استوجب الاستعانة بعدد من الهيئات والمؤسسات العلمية بل وحتى بعض الهيئات والمؤسسات الخدمية فوجدنا تعاونا جيدا جداً من جامعة الملك سعود ممثلة بكليتي العلوم والصيدلة وكان شكل التعاون منذ بداية المركز باستشارة بعض المختصين من أساتذة الجامعة في عمل بيت الحيوان أو ما نسميه ببيت الثعابين والعقارب والظروف البيئية التي يجب توفيرها ليعيش الثعبان والعقرب في الحجز أو في بيوت الحيوانات تلك, واستفدنا كثيراً من خبرة أعضاء هيئة التدريس في جامعة الملك سعود وبالذات كليتي الصيدلة والعلوم فمن كلية الصيدلة كان للبروفسور / محمد إسماعيل حامد دور جبّار في تحضير الأمصال ودراسة السموم وعمل بعد ذلك متفرغاً في المركز كعالم أبحاث وإنتاج كما لا ننسى اهتمام وحماس الدكتور / خالد الرشود عميد كلية الصيدلة آنذاك ومن كلية العلوم الدكتور/ محمد السعدون فعمل التصميم للصناديق التي تحفظ فيها الثعابين وما يتوفر فيها من إضاءة ومصدر حراري وبيئة مناسبة للثعبان تشابه بيئته التي يعيش فيها في المملكة, وأيضاً استفدنا منه في مجال رحلات الصيد بما لديه من خبرة في البيئات التي تتواجد فيها الثعابين في المملكة, أيضاً من ضمن الهيئات التي تعاونت معنا بشكل متميز هيئة الحياة الفطرية حيث استدعت عملية جمع الثعابين والعقارب إجراء عملية المسح والجمع في بعض المناطق المحمية التي يتواجد فيها عدد كبير من الثعابين بسبب طبيعتها المحمية وفي الواقع الهيئة أبدت تعاونا كبيرا جداً بالسماح لنا بالتجوال وجمع الثعابين من هذه البيئة أو من تلك الأماكن, أيضاً البنك الزراعي في أبو عريش أبدى تعاوناً مشكوراً ولا يزال في عملية استضافة فريق الصيد عند قيامه برحلات للمنطقة الجنوبية بالمملكة وقام البنك مشكوراً بتسهيل مهمة الفريق وإسكانهم بل وحتى تزويدهم بكل الاحتياجات التي قد يحتاجون إليها بما في ذلك توجيههم إلى الأماكن ومتابعة عملهم وإسكانهم, كما أن بعض الإمارات خاصة في الهجر والقرى تعاونت بشكل جيد جداً مع فريق المركز وإرشادهم إلى الأماكن التي يعرف تواجد الثعابين بها بكثرة والعقارب وتزويدهم بالمرشدين لهذه المناطق, ولا بد من إسداء الشكر لشركة البراري العالمية التي كانت تعرف بمتحف هاني العوفي للزواحف هذه الشركة تتعاون بشكل كبير جداً ودون مقابل مع المركز بتحقيق أهدافه سواءً بعرض منتجات المركز ونشاطه في جميع معارض هذه الشركة في أنحاء المملكة إلى جانب تبادل المعلومات أو العينات التي تزيد عن حاجة المركز والتي يحتاجها المركز من الثعابين ، روح العمل هذه ليست مستغربة من هذه الجهات خصوصاً أنها تقدم هذا التعاون لمركز هو الفريد من نوعه في المملكة ودول الخليج وهو أيضاً يعتبر الوحيد في منطقة الشرق الأوسط إذا علمنا بتواجد مركز في جمهورية مصر العربية يغطي احتياج مصر فقط وعلى مستوى حكومي فتعاون هذه الجهات وأهداف المركز جعلت من روح العمل أن أصطبغ بالصبغة التعاونية اللامحدودة دون معوقات أو صعوبات .
لدغة كوبرا في الشرقية !!
سؤال : هل لنا بمواقف قابلتموها أثناء مباشرتكم لحالات اللدغ في المستشفيات أو أثناء الرحلات التي يقوم بها المركز لجمع الثعابين والعقارب ؟جواب : في الواقع كما تفضلت فإن فريق المختصين في المركز يقوم بمباشرة جميع حالات اللدغ التي تصل إلى مستشفى الملك فهد للحرس الوطني بالرياض مباشرة يتم الاتصال مباشرة بالنداء الصوتي لأعضاء الفريق أو هواتف منازلهم ويقوم أحد أعضاء الفريق أو أكثر من عضو بالتوجه إلى غرفة الطوارئ ومعاينة الحالة والتعرف على الثعبان إذا كان قد أحضر أو العقرب وإجراء الفحوص المخبرية التي تبين ما إذا كان قد حدث تسمم بالفعل أم أن الثعبان غير سام كما يقدم هذا الفريق نصائح من واقع خبرة بتأثيرات السموم وخبرة بالأدوية التي تغلق هذه التأثيرات إلى جانب المصل يقدم هذه المعلومات للطبيب ويتم بناء عليها التدخل الطبي, وفي هذا النوع من الأعمال واجهتنا مواقف بعضها يرسخ في الذاكرة وبعضها يكون نادرا وغريبا أذكر من هذه المواقف انه وصل إلى مستشفى الملك فهد للحرس الوطني بالرياض حالة لدغ وبعد أن باشرنا الحالة علمنا أن الثعبان المتسبب هو الحية النافثة التي تسمى بال Bitis وهذه الحية لا توجد إلا في المنطقة الجنوبية ولا توجد بمنطقة الرياض وهي شديدة السمية كبيرة الجسم قصيرة الطول هادئة جداً في الحركة ولكنها ذات أنياب طويلة وسم قاتل, وفي البداية تفاجأنا أن يكون المريض في الرياض ولدغ في الرياض والثعبان أو الحية المتسببة هي من هذا النوع من الحيات التي لا تتواجد في المنطقة الوسطى كلها وصاحب هذا الاستغراب تساؤل هل هذه الحية موجودة في المنطقة الوسطى وأن ما ذكر من تقارير عن أن هذه المنطقة خالية من هذا النوع كان قاصراً أو على خطأ ولكن كل هذه التساؤلات اتضحت بعد أن علمنا أن المصاب هو أحد العاملين في الشركة المعنية بتنظيم معارض للزواحف التي تعرض عدداً كبيراً من الزواحف ومن الثعابين التي سواءً منها ما يعيش في مناطق المملكة المختلفة أو حتى خارج المملكة وكان هذا العامل يحاول تغذية الحية عندما تعرض للدغ وطبعاً هذه الحية سمها قوي جداً ولكن المصل المحلي المنتج في المركز الوطني لإنتاج الأمصال واللقاحات يعادل هذا السم بكفاءة عالية جداً وبعد معاينة الحالة وجد أن المريض يعاني فعلاً من التسمم بسم هذا الثعبان وأن العضو الملدوغ بدأ في الانتفاخ وأصبح تقريباً ضعف حجمه الطبيعي وبدأت الذراع في منطقة الساعد في الانتفاخ وأصبح التورم يمتد إلى أن وصل إلى الكتف مع أن العضة في أحد الأصابع كما بدأت أو بدأ الذراع في بداية أعراض الغرغرينة وتم إعطاء المريض المصل المحضر في المركز والذي يغطي الثعبان ضمن ثعابين أخرى وهو ما يسمى بالمصل متعدد الفاعلية, ولله الحمد تم إنقاذ المصاب بمشيئة الله وخرج من المستشفى بصحة وعافية ، أيضاً من المواقف أن جاءنا اتصال من المنطقة الشرقية أن هناك ملدوغ بالكوبرا العربية وهو ثعبان لا يعيش إلا في المنطقة الجنوبية والمنطقة الجنوبية الغربية ولا يوجد في المنطقة الشرقية وواجهنا نفس الاستغراب إلا أن هذا الاستغراب أيضاً تبدد بعد أن علمنا أن المصاب هو أحد العاملين في تلك الشركة وحدثت اللدغة في المتحف وأثناء عملية تغذية الثعابين وطبعاً ثعبان الكوبرا من الثعابين السامة جداً والذي لا يمهل وتأثيراته تكون مباشرة على الجهاز العصبي المركز وقد تنتهي بشلل في التنفس والوفاة ولدى المركز مصل متخصص الفاعلية لسم هذا الثعبان وتم بالفعل إرسال الجرعة اللازمة من المصل عن طريق الطائرة وتحت إشراف المركز وتعاون تشكر عليه الخطوط السعودية وبعد أن أعطي المصل للمريض بدأ في التحسن إلى أن تم شفاؤه تماماً وأصبح يمارس حياته العادية.
عقرب يبيّت النية