الرباط المسافرون العرب

أكتشف العالم بين يديك المسافرون العرب أكبر موقع سياحي في الخليج و الوطن العربي ، يحتوى على أكبر محتوى سياحي 350 ألف استفسار و نصائح عن السفر و السياحة, 50 ألف تقرير سياحي للمسافرون العرب حول العالم و أكثر من 50 ألف من الاماكن السياحية و انشطة وفعاليات سياحية ومراكز تسوق وفنادق، المسافرون العرب هو دليل المسافر العربي قبل السفر و اثناء الرحلة. artravelers.com ..
bualaa
07-08-2022 - 01:30 pm
  1. النادل في «دينار زاد» يستقبل الزبائن بالفانوس ويتحدث أربع لغات


data_travel/data/500/ADEL.JPGمطاعم الرباط العتيقة تستعيد أجواء ألف ليلة وليلة

النادل في «دينار زاد» يستقبل الزبائن بالفانوس ويتحدث أربع لغات

كلما توغل الزائر في الجزء العتيق من مدينة الرباط، وغاص في أزقتها ودروبها إلا واصابته الدهشة ازاء ما يشاهده من غرائب وطقوس لا تخطر على بال وقلما يجد المرء مثيلا لها في مكان آخر في المغرب أو خارجه، فكثير من معالم هذه المدينة التي يبلغ عمر بعضها عدة قرون تضم مشاهد فريدة قد لا يتصور أحد وجودها في مساحاتها الضيقة، فالأسوار العالية للبنايات التي تبدو من الخارج آيلة للسقوط وأبوابها الخشبية العتيقة لا توحي تماما بما تحتويه الكثير من هذه البنايات من تأثيث ومقتنيات رفيعة المستوى، فبعضها يضم رياضا لاستقبال السياح يجد فيها السائح كل أسباب الراحة والمتعة، والبعض الآخر مطاعم ومقاهي من نوع خاص تحتوي على أرقى أنواع الخدمات ولكنها تقدم في أجواء تقليدية مستمدة من تراث المغرب والأندلس.
من بين المعالم المدهشة في مدينة الرباط القديمة، مطعم أطلق عليه صاحبه اسم «دينار زاد» وهو مقتبس من إحدى شخصيات قصة شهر زاد في كتاب «ألف ليلة وليلة»، وأقيم في بناية يعود تاريخها إلى القرن السابع عشر، كانت في ملكية إحدى الأسر المغربية العريقة ذات أصول أندلسية. وغرابة هذا المطعم تبدأ من خلال عدة أمتار من بوابته الوحيدة حيث يقف مرشد خاص له في الشارع الرئيسي يحمل فانوسا حتى في وضح النهار، وهو يرتدي لباسا تقليديا مغربيا وعلى رأسه طربوش احمر، ويتحدث بطلاقة أربع لغات أجنبية: الفرنسية والإسبانية والإنجليزية إلى جانب اللغة العربية، ومهمته استقبال زبائن المطعم الذين يكونون على موعد مسبق وهم في غالبيتهم أفواج من السياح، ومن الأجانب المقيمين في المغرب ومعظمهم من رجال السلك الدبلوماسي وعائلاتهم، وأحيانا يستقبل مهنيين ينظمون في المطعم غذاء أو عشاء عمل، فينطلق بهم الدليل (هشام) حاملا فانوسه في الأزقة المتعرجة حتى يصل باب المطعم، وهنا عليه أن يبدأ ممارسة تقليد درج عليه المطعم منذ افتتاحه في مطلع التسعينات من القرن الماضي، وهو أن يمسك بمطرقة الباب المعلقة عليه، ويطرق بقوة ثلاث ضربات لا يزيد عليها، وهذا إيذان للعاملين في الداخل، وغالبيتهم من النساء، بأن مجموعة من زبائن المطعم قد دخلت بابه، فتعلن حالة استنفار لتهيئة الأجواء فتنطلق الموسيقى الشرقية والأندلسية في أركانه، وتأتي إلى مدخله فتاة حاملة البخور، وأخرى تحمل قارورة عطر تقليدية وتتقدمهم مديرة صالة المطعم للترحيب بالزبائن وترش عليهم قطرات ماء الورد وتصحبهم إلى مجالسهم التي حرص صاحب المطعم أن تكون مستوحاة من التراث العربي القديم.
دهشة الزائر تبدأ ومنذ دخوله إلى القاعة الرئيسية للمطعم حيث يفاجأ بمساحة دائرية كبيرة قد لا يتوقع وجودها عبر مدخل صغير يقوده إلى ممر ضيق قبل دخوله الى القاعة، وهي ليست الوحيدة في المكان، فهناك ثلاث قاعات أخريات وزعت في جنباتها ورابعة توجد في الطابق العلوي، وجميعها فرشت بأثاث من الصناعة التقليدية المغربية، وتطل عليهم نافورة مياه كبيرة نقشت بالزخارف والفسيفساء. وحالما يجلس الزبائن في مقاعدهم تبدأ فرقة موسيقية صغيرة تتكون من ثلاثة أشخاص يعزفون على آلات القانون والعود والدف، وكل ألحانهم وموسيقاهم شرقية وأندلسية قديمة وأغلبها لأم كلثوم وعبد الوهاب. ثم يأتي شاب أو فتاة بزيهما المحلي يحملان صينية الشاي الأخضر فيصبان الشاي في الكؤوس مباشرة أمام كل زبون بطريقة لافتة حيث يرفع الإبريق الى أعلى ويصب الشاي منه من مسافة لا تقل عن متر، ويكون وقتها النادل يتحرك بسرعة وخفة منتقلا من زبون لآخر دون أن تسقط قطرة واحدة خارج الكؤوس. المأكولات التي يقدمها المطعم جميعها من المطبخ المغربي والأندلسي وتقدم جميع الأطباق على الطريقة التقليدية، وكل نادلات المطعم يرتدين القفاطين المغربية، ولا يتركن الزبون يغادر مقعده الوثير، فيأتين اليه وهن يحملن أباريق الماء المعطر مع المناشف لغسل اليدين، ويوضع أمام كل منهن جرس نحاسي صغير للمناداة، وتلبية كل الطلبات أثناء تناول الطعام، فحتى بعد الانتهاء من وجبته يهرع إليه من يحمل المناشف المبللة بماء الورد لمسح يديه، ومثلما استقبل الزبون بالعطور، فعند مغادرته للمطعم، ترش عليه قطرات أخرى من العطر.
وتقول «وفاء» مديرة الصالة بالمطعم إن هذه الطقوس مأخوذة من تقاليد الأفراح المغربية عند استقبال المدعوين وتوديعهم، لهذا أيضا يقبل العرسان لإقامة حفلات أعراسهم في هذا المطعم الذي يستوعب اكثر من ستين شخصا في الليلة الواحدة. وسألنا «رشيد كنوني» صاحب المطعم، كيف لمطعم بهذه الأهمية، وسبقته شهرته لدى العديد من الأجانب الذين زاروا مدينة الرباط، وله زبائن يأتون إليه من فرنسا وإسبانيا وكندا والعديد من الدول الأخرى، لايهتم بوضع واجهة، وعنوان للمطعم تليق به وبما يحتويه في الداخل من جمال أخاذ في الأثاث والديكور؟ فقال: إن موقع المطعم في وسط حي شعبي تكون دروبه مكتظة دوما بالمشاة، فلم نشأ أن نحدث ضوضاء في وسط هؤلاء الناس البسطاء ونضع واجهة مترفة لا تنسجم مع طبيعة الحي الذي يعيشون فيه، وزبائننا في العادة يأتون بمواعيد مسبقة للمطعم ولا نحتاج للإعلان المبهر في واجهته، فتركنا واجهة المطعم بشكلها الذي عرفت به البناية منذ تشييدها حتى تكون دهشة المكان وسحره من الداخل جزءا من الأجواء التي تحرص تقاليد المطعم على إضفائها لكل زائر للمطعم، كما أن حامل الفانوس هو أيضا تقليد قديم في مدينة الرباط القديمة حينما لم تكن الكهرباء قد وصلت اليها بعد، فقد كان الناس يتجولون في أزقتها ليلا بالفوانيس، ويستقبلون بها أيضا ضيوفهم وزائريهم عند مدخل الحي.



التعليقات (4)
TMEEM
TMEEM
اخي ابو علاء ..
نشكرك على مواكبة كل ماهو جديد عن المغرب ..
تسلم لأخوانك ....

ولـد الـدرب
ولـد الـدرب
عزيزي bualaa
دائماً ماتضيف كل ابداع فشكراً لك

البحــر
البحــر
اخوي /// ابوعلاء
تسلم الايادي
على الجهود المميزه
وتحياتي

كحل العيون
كحل العيون
أخوي bualaa تسلم من كل شر على المجهود الكبير الي تبذله من أجل هاذي البوابة الغالية , مازلت متابعة معك كل ماتخططه أناملك , دمت أخي bualaa , تقبل تحياتي لك ...
كحولة


خصم يصل إلى 25%