- .. وماذا عن "مزايين" السيارات؟!
- يوسف الكويليت
.. وماذا عن "مزايين" السيارات؟!
يوسف الكويليت
هل شاهدتم أحد "الساموراي" اليابانيين يفحّط في شوارع روما بسيارته "اللكزس" أو أحد أحفاد سقراط، و"مايكل أنجلو" من الرومان واليونان يركب سيارة "فيراري، ومزاراتي" بين معابد طوكيو أو "بوذا" أم زادكم استغراباً أحد أحفاد "الكاوبوي" وهو يسير في شوارع باريس ولندن في سيارته "الكاديلاك" المطعمة بالذهب، والمفروشة بجلد التمساح، أم إنجليزي متغطرس من بقايا الإمبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس يركب "الرولز رويس" وبجانبه عشيقته يسير في شوارع دبي، أو بيروت، أو ألماني يمر كالبرق بسيارته المرسيدس في شوارع الدار البيضاء، أو قرب الأهرام؟!
بالمنطق والعقل استحالة رؤية هذه المناظر بالرغم من وجود "مليونيرات" يجلسون على ثروات تتجاوز دخل وإنتاج وكل موجودات البلاد العربية والعالم الإسلامي، لكن تجد بالمقابل قلة يأتون ب"يخوتهم" ودافعهم الأساسي أعمال تجارية في ظل السياحة، ويرافق كل شخص (ملتي مليونير) أو تاجر كبير مجموعة من الكتب والحواسيب الشخصية، لأنه لا يستطيع أن ينعزل عن يومه بدون عمل أو اطّلاع على السياسات وأحوال الأسواق، ومجموع أعماله وتجارته، ثم إن الغالبية لا تجد أحدهم يحمل أكثر من حقيبة دس فيها مجموعة صغيرة من السراويل والقمصان، وبعض أحذية رياضية، لأنه ليس في حفل افتتاح مصنع، أو تدشين شركة، وإنما جاء ليتخلى عن كل المظاهر ليكسب حريته وطبيعته العامة..
في شوارع أوروبا العكس يحدث حيث ترى أصحاب النعمة المحسودين "يتمخطرون" في نفس السيارات الأوروبية واليابانية بلوحاتها الخليجية يركبها مجموعة من الأميين بثيابهم، أو صرعات ملابسهم رافعين أعلام بلدانهم، يهتفون لنادي (...) ومهنّد، ويرفعون أصوات أغاني أنصاف الفنانين في إزعاج مرعب، وبجانب السائق الأوروبي، أو الخليجي، أو خلفه أو بجانبه (مبرقعة) تنزل لتمشي وكأنها تسير على رموش العذارى بعباءتها المفصصة بالمجوهرات وأحذية "إيف سان لوران" ومجموعة من الحلي في المعصمين والرقبة، والأذنين، وكلا الجنسين تراهم يقفون جميعاً في المواقع الممنوعة، وينتشرون جماعات في شوارع "الشانزلزيه" وأكسفورد، وبحيرة جنيف، وحولهم أو بعيداً عنهم يقف المارة يشاهدون أصحاب ثراء الصدفة يغزونهم بأكبر مظاهرات الجهل وسوء الأدب، ثم تطلع صحافة التشهير بالأسئلة الحادة هل يجب وقف (بدو) الخليج عن ممارساتهم الهمجية؟ ويلحقها عدة أفلام تصور شعوب المنطقة وهم يجلسون بين الجواري في الخيام وبيوت الشعر، وأمام كل منهم جمل أو ناقة، أو تيس من الفائزين في مسابقات "مزايين" الإبل والماعز وعدة سيارات فارهة، ثم يخرج المحللون السياسيون والاقتصاديون باعداد الأسئلة بضرورة وضع حد لمجانين الإنفاق والإسراف، لأنهم نماذج من همجية انحدروا من عصور متخلّفة، وبالتالي لابد من سن قوانين ترفض العبث بإيقاع الحياة في مدن الشعوب المتحضرة .. وفي محطات الفضاء والشبكة العنكبوتية تثير هذه المناظر متوسطي الدخل وتقهر الفقراء وتعلن السخط من كل واعٍ يحرص على سمعة وطنه، ويأتي من يقول: "وأما بنعمة ربك فحدث"!!
لكن ... يا اليت قومي يعلمون ......!