- شارع الإسكندرية
- حمَّام الملكة كليوباترا
- روميل في المغارة البحرية
- العلمين ومقابر الكومنولث والألغام
- شاطئ عجيبة
- شواطئ أخرى وبلدة آمنة
مدينة ساحلية هادئة وكثيرة الشواطئ، رغم ازدحامها في شهور الصيف بالليبيين والإسكندرانية وبقية أهالي مصر.
محافظة مطروح (166 ألف كم2 = 20% من مساحة مصر الكلية) هي الامتداد الطبيعي الغربي للإسكندرية على ساحل البحر الأبيض المتوسط بدءا من الكيلو 61 غربا، وحتى الحدود المصرية الليبية، في شريط ساحلي مقداره حوالي 450 كم إلى الغرب، وعمق قدره 400 كم إلى الجنوب.
وعادة عندما يفكر أهل الإسكندرية في الاصطياف خارج مدينتهم، فإنهم يولون وجوههم شطر مدينة مرسى مطروح (عاصمة مطروح) التي تبعد حوالي 350 كيلو متر غربا، فهي المدينة الساحلية الهادئة، كثيرة الشواطئ، رغم ازدحامها في شهور الصيف، بالليبيين والإسكندرانية، ثم بقية أهالي مصر.
شارع الإسكندرية
والشارع الرئيسي في البلدة يسمى شارع الإسكندرية، فهو أطول شوارع مطروح، وأول ما يواجه الداخل إلى المدينة من الناحية الجنوبية، وهو يربط جنوب المدينة بشمالها، فضلا عن أنه الشارع التجاري الرئيسي في مطروح، يليه في الأهمية شارع الجلاء الموازي لكورنيش مطروح الذي تجمَّل منذ العام الماضي، ليصبح نسخة أخرى من كورنيش الإسكندرية بعد تجميله الأخير.
تذكِّرُك مرسى مطروح، بنظافتها وجمالها واتساعها وهدوئها، ورمالها الذهبية البكر الممتدة على مساحات عريضة، ومياهها الفيرزوية أو الزرقاء الصافية، وكثرة شواطئها، بإسكندرية الثلاثينات والأربعينات من القرن الماضي.
حمَّام الملكة كليوباترا
أيضا هناك حمَّام كليوباترا، ويقع قبل شاطئ الغرام بمسافة قصيرة، ولم أدر هل الملكة كليوباترا (التي حكمت مصر خلال السنوات 51 31 ق.م) ذهبت إلى مرسى مطروح بالفعل، واستحمَّت هناك؟ أم أنه مجرد استغلال أو تخليد لاسم كليوباترا ملكة مصر؟ أو أسطورة من الأساطير المؤسِّسة للمدينة، لجذب المزيد من السائحين والمصطافين لتلك المنطقة التي تحمل اسم حمَّام كليوباترا؟ وهي منطقة لا تصلح للسباحة نظرا لصخورها المتراكمة داخل المياه الفيروزية، على العكس من شاطئ الغرام.
روميل في المغارة البحرية
لا تحمل محافظة مطروح إلا قليلا من ذكريات التاريخ، على الرغم من وجودها قبل مدينة الإسكندرية بقرون عديدة، وقد سميت في عصر البطالمة بارتونيوم، ثم أُطلق عليها اسم أَمُونيا، ثم سميت مطروح.
ومن هذا القليل، الذي تحمله مطروح قصة القائد الألماني روميل (1891 1944) الذي كان قائدا للقوات الألمانية أثناء الحرب العالمية الثانية، والملقب بثعلب الصحراء، والذي لجأ إلى مغارة طبيعية أسفل سطح الجبل بالقرب من أحد شواطئ مرسى مطروح، والذي سمي بعد ذلك باسمه شاطئ روميل، وبجواره يمكن للمصطاف أن يزور هذه المغارة البحرية التي تحولت إلى متحف صغير، وأن يرى محتوياته، ومنها بعض الملابس العسكرية التي كان يرتديها القائد وبعض جنوده، وبعض أنواع الذخيرة والأسلحة والخرائط، وبعض الأثاث الحربي.
العلمين ومقابر الكومنولث والألغام
وذكْر الحرب العالمية الثانية، يدعونا إلى تذكر اسم العلمين، وهي إحدى المناطق التابعة لمحافظة مطروح، وتبعد عن الإسكندرية غربًا بنحو 115 كم، ودارت بها إحدى المعارك الحاسمة في الحرب، انتصر فيها الجيش البريطاني بقيادة مونتجمري على الجيش الألماني بقيادة روميل في الأول من فبراير عام 1942، ودُفِنَ الكثير من جثث جنود الفريقين (الحلفاء والمحور). وفي شهر سبتمبر من كل عام يأتي أهل الجنود المدفونين في صحراء العلمين، لزيارة رفاتهم بمقابر الكومنولث، أو المقابر الألمانية والمقابر الإنجليزية.
ومازالت حتى الآن توجد ألغامٌ متبقية من سنوات الحرب، وفي بعض الأحيان يرتفع صوت المصريين بإزالة تلك الألغام من صحراء العلمين، أو إعطاء مصر خريطة الألغام المزروعة في الصحراء لإزالتها أو تفجيرها، حتى لا تهدد الوجود البشري في تلك المنطقة.
يوجد أيضا بالعلمين متحف حربي شهير به بعض مخلفات الحرب الثانية من أسلحة استخدمها الألمان والإنجليز، وبعض المجسمات أو ما يعرف بالديوراما، وهي مناظر ذات أبعاد ثلاثية تجسد بعض العمليات العسكرية وبعض الجنود وآلاتهم العسكرية، كذكرى لجنون الحرب العالمية.
وتعد واحة سيوه من أهم واحات الاستشفاء في مصر، حيث تساعد عملية دفن الجسم في رمالها وتحت شمسها، على الشفاء من أمراض الروماتيزم.
وتكثر البحيرات الصغيرة في تلك الواحة، والعيون التي تختلف درجة عذوبة مياهها. وهي تشتهر بالزيتون والبلح. وتربطها بالسلوم ومرسى مطروح الطرق الصحراوية المعبدة. وقد أسماها الفراعنة، واحة آمون، وأسماها العرب: سنترية، وفيها شيد أمازيس آخر ملوك الفراعنة معبدا مازالت أطلاله بادية فوق صخرة أغورمي، وهو المعبد الذي زاره الإسكندر الأكبر من قبل. وهو غير معبد رمسيس الثاني الموجود بمنطقة أم الرحم الذي تم اكتشافه عام 1946 وبناه رمسيس الثاني عند عودته من ليبيا.
شاطئ عجيبة
نعود إلى شواطئ مرسي مطروح الجميلة، والتي من أهمها شاطئ عجيبة، الذي يعتبر في رأيي شاطئا عالميا بجميع المقاييس، من حيث الروعة والجمال، وهو شاطئ يقع في حضن الجبال المرتفعة، والنزول إليه يكون عن طريق منحدر طبيعي ضيق، قامت محافظة مطروح بتسويره حتى لا يقع أحد من عليه، في رحلة الهبوط والصعود.
ويوجد بجوار هذا الشاطئ مقابر الدفن الرومانية، وهي تأتي دليلا على أن الرومان عاشوا في هذه البقعة الجميلة.
إن شاطئ عجيبة بدأ يكتسب شهرة عالمية، فالسياح العرب والأجانب، لا تكتمل زيارتهم لمطروح، إلا بزيارة شاطئ عجيبة، والاستحمام في لسانه الصغير المترامي بين الجبال الشاهقة.
شواطئ أخرى وبلدة آمنة
إلى جانب الشواطئ السالفة الذكر (شاطئ الغرام، وعجيبة، والأُبَيّض، وروميل)، هناك شواطئ مطروحية أخرى، نذكر منها: البوسيت، والليدو، ورأس الحكمة، وعلم الروم، والسلام، وأندلسية، وباجوش، وسيدي عبد الرحمن، وغيرها.
وإلى جانب العلمين ومنخفض القطارة وسيوه، كمناطق أو مراكز تابعة لمحافظة مطروح، هناك مناطق أو مراكز أخرى أهمها على الخارطة: الحمَّام، والضبعة، وسيدي براني، والسلوم.
إن مرسى مطروح مدينة سياحية واعدة وآمنة، بها الكثير من مقومات السياحة العالمية، وأهم هذه المقومات أهل تلك البلدة الأمناء الطيبين الودودين للزوار والغرباء، فضلا عن الطبيعة الساحرة، والشواطئ الخلابة التي تحدثنا عنها.
ميدل إيست أونلاين
بقلم: أحمد فضل شبلول
تحياتي