مصر المسافرون العرب
أكتشف العالم بين يديك
المسافرون العرب أكبر موقع سياحي في الخليج و الوطن العربي ، يحتوى على أكبر محتوى سياحي 350 ألف استفسار و نصائح عن السفر و السياحة, 50 ألف تقرير سياحي للمسافرون العرب حول العالم و أكثر من 50 ألف من الاماكن السياحية و انشطة وفعاليات سياحية ومراكز تسوق وفنادق، المسافرون العرب هو دليل المسافر العربي قبل السفر و اثناء الرحلة.
artravelers.com ..
-
- الدول العربية
- مصر
- مرسى مطروح تستيقظ من غفوتها وتوسع سياحي عمراني
bualaa
26-10-2022 - 05:57 pm
شتان بين مطروح التي غنت لها الرائعة الراحلة ليلى مراد «يا ساكني مطروح، جنية في بحركم، الناس تيجي وتروح، وأنا عاشقة حيكم»، وبين مرسى مطروح بعماراتها المتلاصقة، وسيارات المصطافين التي تناطح العربات التي تجرها الحمير المعروفة ب»الكارتة» ويقدر عددها بالمئات.
«مطروح» ليلى مراد كانت مدينة اشبه ما تكون بالبدائية، لكنها كانت بدائية جميلة، ماء، وهواء، وطبيعة خلابة، ورمال بيضاء ناعمة، ومياه بحر لا مثيل لها في العالم، وهواء بالغ النقاء وبيئة لم تعرف يد الملوثين.
مرسى مطروح من أكبر محافظات مصر من حيث المساحة إذ تبلغ نحو 167 ألف كم مربع، وتقع في الشمال الغربي بطول 450 كم من غرب الاسكندرية الى حدود ليبيا، وتمتد جنوباً في الصحراء الغربية بعمق 400 كم، أما عدد السكان فلا يزيد على 71 ألف نسمة.
وعلى مدى عقود طويلة، ظلت مرسى مطروح مصيفاً محبباً الى قلوب المصريين بمختلف فئاتهم ومستوياتهم الاجتماعية والاقتصادية، لكنها ظلت طوال هذه السنوات بعيدة كل البعد عن الخريطة السياحية المصرية، باستثناء الزوار الليبيين الذين يفدون اليها بأعداد كبيرة لقضاء إجازاتهم بحكم متاخمتها لحدود دولتهم، وإن كان ذلك خضع هو الآخر لطبيعة العلاقات والتقلبات السياسية بين الدولتين «الشقيقتين». وكان ذلك «التجهيل» لمطروح الجميلة غريباً، فهي تكاد تتفوق على الاسكندرية في مقوماتها السياحية والجمالية، إلا أن ذلك كان مفهوماً فهي تبعد نحو 340 كم عن العاصمة، وظلت لسنوات طويلة تعاني عدم توافر الخدمات المتكاملة بما في ذلك المرافق الأساسية، ناهيك عن السياحية.
لكن الأمور بدأت تتغير، فالمواصلات الى مطروح باتت أكثر سهولة ويسراً، لا سيما مع التجديدات والإصلاحات التي شهدها طريق القاهرة - الاسكندرية والعلمين الصحراوي بفضل مصيف الأغنياء والعظماء «مارينا» الواقع على طريق الاسكندرية - مطروح الصحراوي.
كما بدأت أعين المستثمرين تتجه نحو مطروح بقوة، ويبدو هذا واضحاً من عشرات القرى السياحية التي أخذت تتناثر حول المدينة مستغلة طول الشاطئ، ولا تخلو جريدة أو موقع إعلاني من الترويج لهذه القرى سواء بشراء وحدات سكنية سياحية فيها أو بنظام إقتسام الوقت Time share. وإذا كانت الغالبية ترى أن انتشار القرى السياحية أمر إيجابي، إلا أن هناك من يعبر عن تخوفه من أن تتحول شواطئ مرسى مطروح الى علب خرسانية أشبه بما حدث على الساحل الشمالي، وهناك كذلك مخاوف بيئية من العمران السريع غير المدروس، وسبل التخلص من الصرف الصحي.
عموماً التمتع بمياه ورمال مرسى مطروح وغيرها أمر مؤكد لكل من يفكر في زيارة هذه المدينة، فالرمال بيضاء ناعمة ممتدة نحو سبعة كيلومترات، ومياهه شفافة هادئة بفضل سلسلة من الصخور الطبيعية.
وأبرز شواطئ مطروح «باجوش» وهو خليج يبعد عن المدينة بنحو 48 كم شرقاً و»علم الروم» ويبعد 12 كم شرقاً، و»الأبيض» يبعد نحو 18 كم غرباً، و»عجيبة» ويبعد 24 كم غرباً، و»روميل» ويقع على جزيرة روميل أمام الميناء الشرقي لمرسى مطروح ويبعد عنها بنحو 2.5 كم، و»الغرام» و»البوسيت» و»الليدو» و»التلفزيون» و»الرميلة» وجميعها في المدينة.
ولهواة الغوص، يوجد ناد للغوص في شاطئ «الباسنت» في روميل، مجهز بأحدث أجهزة الغوص، والمثير هو ان ممارسة رياضة الغوص في هذه البقعة لا تقتصر على الناحية الرياضية أو الترفيهية فقط لكنها سياحة أثرية كذلك، إذ يمكن مشاهدة آثار الحرب العالمية الثانية الراسية في قاع البحر، وعددها 32 سفينة غارقة.
وعلى عكس ما يعتقد كثيرون، فإن مطروح تملك اشكالاً متعددة من السياحة، إذ تقدم ما هو أكثر من مياه ورمال وهواء نقي، فلهواة التاريخ والآثار هناك مخبأ روميل، وهو كهف في الصخور كان روميل يستخدمه لوضع الخطط الحربية وتحول حالياً الى متحف حربي، ومعبد رمسيس الثاني الذي اكتشف عام 1942 ويحوي بقايا معبد فرعوني يحفل بنقوش اللغة الهيروغليفية باسم الملك رمسيس الثاني، وهناك كذلك دير مارمينا وله أهمية كبيرة لدى المسيحيين، وغيرها.
وانضمت مرسى مطروح الى زمرة المدن المصرية التي تقدم سياحة السفاري والمغامرات، وهي نوعية جاذبة للسياحة الخارجية، لا سيما ان الكثبان الرملية تنتشر في الصحراء، خصوصاً ان مطروح تعتبر مرحلة «ترانزيت» للزوار المتوجهين الى واحة سيوة التي ذاع صيتها في السنوات الأخيرة على النطاق العالمي.
كما تعد السياحة البيئية من الموارد الواعدة للجذب السياحي في مرسى مطروح، فتتباهى المنطقة بالعديد من المواقع البيئية المتميزة مثل محمية ام الغزلان، والعميد، وسيوة حيث العديد من الحيوانات والطيور والنباتات النادرة. ومن أشهر الحيوانات البرية الموجودة الغزال واليربوع والأرنب البري والثعلب والذئب، ومن الطيور البرية الحباري والسمان والقمري والقنبرة المتوجة والبشارونش والبلشون. إلا ان ازمة انفلونزا الطيور التي تعيشها مصر حالياً فرضت قيوداً صارمة على هواة مراقبة الطيور.
كما تشتهر مطروح بنباتات طبيعية أهمها النعناع والشيح والسكران وأم الندى والخروع والحنظل وغيرها.
الاقامة في مطروح لم تعد مشكلة، فأعداد الفنادق مختلفة المستويات الى زيادة، بدءاً من فنادق النجوم الخمس مروراً بفنادق الأربع والثلاث نجوم وانتهاء بفنادق النجمة الواحدة.
أما التنقلات في داخل مطروح فهي مضمونة إذ تنتشر سيارات الأجرة، وطبعاً «الكارتة» بحميرها العديدة، ولا تتعجب إن سمعت صراخ الفتيات والسيدات بين الحين والآخر من هذه «الكارتات» إذ ان الحمير التي تجر هذه العربات معتادة على إدخال رؤوسها في «الكارتة» التي أمامها إذا اقتربت منها بالقدر الكافي، وهو ما يثير فزع المصطافات من الجنس الناعم.
أما الهدايا التذكارية التي يجب ألا يبرح السائح هذه المدينة من دون شرائها فهي البذر (اللب الابيض) الشهير، والنعناع المجفف، والكليم والسجاد البدوي، وغيرها، ولكن أغلبها في حاجة الى «فصال».
لكن أبرز وأكبر مشكلة تواجهها مطروح على الاطلاق هي مشكلة الألغام التي تواجه عملية إزالتها مشاكل عدة، فهناك 17 مليون لغم في الصحراء الغربية التي كانت مسرحاً للمرحلة الحاسمة في الحرب العالمية الثانية، وشهدت ذروة حرب الألغام، بل أن القائد الالماني روميل إبتكر اسلوباً دفاعياً عرف باسم «حدائق الشيطان» ويعتمد على الخدع. وبالاضافة الى عدم وجود تسجيلات دقيقة لحقول الألغام في الاتجاه الغربي لمطروح، فإن مرور ما يزيد على 55 عاماً على زرعها زاد من حساسيتها بسبب التصادم والعوامل الجوية، وكذلك تحركها من أماكنها بتأثير السيول والرياح.