في أوائل القرن العشرين، كان محيط مدينة طنجة ينحصر داخل أسوار المدينة العتيقة، و التي تتميز بما يلي:
الطريق أو الممر الرئيسي الذي يجمع بين المحلات التجارية و محلات الحرفيين و محلات للبيع الأسبوعي الخاصة بالفلاحين و التجار، ممرات أو طرق ثانوية ضيقة ملتوية خاصة بالراجلين فقط، المنازل ذات نفس الطابع الهندسي الخارجي، الشيء الذي أدى إلى تشابه عمراني لكل أزقة المدينة العتيقة، التعايش بين كل الطبقات الفقيرة و الغنية داخل المدينة.
لكن في فترة قصيرة عرفت مدينة طنجة على غرار المدن الأخرى، تغييرا جذريا من الناحية العمرانية حيث أصبح الاتجاه نحو تهميش المدن العتيقة و ساكنتها سائدا فأنجز المعمر أحياء جديدة تتلاءم مع نمط عيشه خارج المدينة القديمة, كما أنجز منطقة تحصرها.
و هكذا نجد أن الحي الأول الذي أنجز في المدينة الجديدة هو حي مرشان الذي يتميز بشوارعه الكبيرة, و مناطقه الخضراء و دوره الفخمة ذات الطابع الهندسي العصري.
وفي العشرينات بدأت الشريحة الغنية المحلية و التي تضم خاصة التجار و الصناع المحليين تفكر في السكن في أحياء جديدة عوض السكن في المدينة القديمة مما أدى إلى تهميشها.
بعد الأربعينيات بدأت المدينة القديمة تعاني من ظاهرة هجرة الساكنة القروية نحوها, مما أدى إلى خلق أحياء جديدة بين المدينة القديمة و الحي الجديد مرشان مكونا بذلك أحياء مثل حي الدرادب وحي المصلى.
تميزت فترة الاستعمار بخلق عدة أحياء جديدة و مرافق ذات طابع يميز بين الطبقات الاجتماعية مثل الأحياء النائية كمرشان و الجبل و الأحياء الاقتصادية كالمصلى و الدرادب.
و جدير بالإشارة أن مدينة طنجة عرفت في فترة الاستعمار إنجاز عدة منشآت منها:
- قصر مرشان.
- ملعب كرة القدم بمرشان.
- ثانوية رينيو.
- مسرح سرفنتس.
- فندق المنزه و غيره.
- القنصليات و مدارس البعثات الأجنبية.
- العمارات و البنايات العصرية.
بعد الاستعمار سنة 1958 بدأت الدولة المغربية التفكير في تشجيع الاستثمار في مدينة طنجة, و ذلك بمنح المدينة امتيازا ضريبيا. كما أنه في أواخر السبعينات تم خلق أول منطقة صناعية بطريق تطوان. كل هذه المعطيات مكنت المدينة من أن تصبح قطبا صناعيا مهما.
في أواخر القرن العشرين عرفت مدينة طنجة إنشاء عدة مناطق صناعية ذات مواصفات دولية حيث أصبحت ثاني قطب صناعي بعد الدار البيضاء.
كل هذه العوامل كان لها تأثير على التطور العمراني الذي تجلى في كثافة البناء وتعدد العمارات في وسط و ضواحي المدينة.
اليوم تعرف مدينة طنجة أكبر كثافة سكانية حضرية و يعتبر 92% من السكان حضريون و 8% قرويون. هذه الكثافة السكانية نتج عنها مضاربة عقارية و انتشار أحياء هامشية ذات تجهيزات ناقصة أو منعدمة, و هذا راجع إلى كثرة الطلب على السكن. وحسب ما نشرته جريدة الاتحاد الاشتراكي فإنه خلال عشرين سنة ( 86- 2006 ) تم تشييد أزيد من 70 ألف بناية عشوائية فوق 1600 هكتار.
تحية طيبة لكم
وياليت احد يعطينا صورة لعمارة في طنجة
واي احد يقول شكرا
ههه
دمتم بالف صحة