- التسمية والموقع
- سكان بنت جبيل
- بنت جبيل في التاريخ
التسمية والموقع
"بنت جبيل" تعني بيت شمس او بيت صناعة الخزف، وهي انثى ابن ومصغر جبل كما وردت في كتاب "خطط جبل عامل" للسيد محسن الامين، ويقال بان احدى الاميرات نزحت اليها نتيجة ظرف ما فعرفت ب"بنت جبيل".
تقع البلدة في القطاع الغربي من المنطقة المحتلة، تحدها من الشرق عيترون، من الشمال كونين، اما من الجنوب فتحدها يارون. ومن الجهة الشمالية الشرقية تحدها عيناتا، ومن الجهة الشمالية الغربية الطيري، في حين تحدها من الجهة الجنوبية الغربية عين ابل ومن الجهة الجنوبية الشرقية مارون الرأس.
تصل الى البلدة من بيروت عن طريق: صيدا - صور - جويا - تبنين - معبر بيت ياحون - كونين - بنت جبيل (120 كلم ).
وعن طريق : النبطية - معبر كفرتبنيت - دير ميماس - كفركلا - العديسة - مركبا - حولا - ميس الجبل - بليدا - عيترون - بنت جبيل (150 كلم).
ومن المصنع اللبناني عن طريق: حاصبيا - جديدة مرجعيون - بنت جبيل (90 كلم). تبعد البلدة عن صيدا حوالي 83 كلم وترتفع عن سطح البحر حوالي 770 م. وتبرز فيها التكوينات الكريتاسية السينومانية التي تشكل مثلثا عظيم الاتساع يمتد بينها وبين يارون والناقورة وتبنين. واذا ما شاهد الانسان البلدة من مكان مرتفع يستطيع ملاحظة التواء طبيعي يمتد من جنوبها الى نبع الحجير طولا حيث يعتبر سبب تكون نبع الحجير في تلك المنطقة.
سكان بنت جبيل
يبلغ العدد الإجمالي لابناء بنت جبيل حوالي 43900 نسمة يسكن فيها منهم 3800 نسمة تقريبا، بينما ينتشر حوالي 72 % من ابنائها في اميركا واستراليا وافريقيا وبعض الدول العربية والاجنبية. ويقطن ما نسبته 20 % في بيروت ومختلف المناطق اللبنانية.
تضم البلدة حوالي 80 عائلة اقدمها واكبرها عددا ال بزي، في حين يقال بان عائلة قصير هي الاقدم.. ومن ابرز عائلاتها : بيضون، شرارة، سعد، جمعة، فرج، الحوراني، بوصي، الصغير، الشامي، دباجة، حراجلي، الزين، حمقة.. وغيرهم..
بنت جبيل في التاريخ
كانت بنت جبيل مركز الناحية ايام الامراء ال علي الصغير وكان فيها ال سودون ومشطاح وشامي الذين قضى عليهم والي نابلس عام 1478 م. بعد ذلك برز ال بزي وخصوصا صالح اغا بزي عام 1729 بسبب مواقفه السياسية البارزة حيث استقبل في داره جنود ظاهر العمر وناصيف النصار الذين واجهوا الشهابيين آنذاك. وولي الولد الاكبر لصالح ويدعى سلمان، جباية الضرائب من قبل الجزار جمال باشا في القسم الجنوبي من جبل عامل ولكنه عاد واعدمه في عكار بعد الوشاية به. وقد ذهب والده لانقاذه فوجده قد اعدم فتوفي متأثرا بذلك ودفن هناك عام 1787م.
في العام 1839 برز الشيخ حسين السلمان الذي بنى سرايا وجعلها دار الامارة وعرف بمناصرة المصريين في ذلك الزمان، وورث عنه ابنه تامر بك الحكم والنهج وتعرض لكثير من المضايقات الخارجية وتوفي عام 1877 م ودفن في ميس الجبل.
وفي تلك الفترة، تزعم البلدة محليا الحاج محمد بزي حيث ذهب مع وفد من ابنائها للترحيب بالأمير عبد القادر الجزائري في قرية ديشوب (فلسطين)، وقد توفي عام 1880م فورث عنه الزعامة اخوه سليمان الذي توفي عام 1889م.
بعد ذلك اطل محمد سعيد بزي وكان يعاون كامل الاسعد وقد تبوأ عضوية محكمة مرجعيون ورئاسة محكمة صيدا ثم تفرغ للزعامة واقام علاقات وثيقة مع وجهاء فلسطين، كما انضم الى صفوف "جمعية الاتحاد والترقي" عام 1909 وسجن من قبل السلطة العثمانية ولكن خلال عملية لتبادل الاسرى تم الافراج عنه وعن آخرين. وكان محمد بزي من الزعماء الذين شاركوا في مؤتمر الحجير عام 1920م، فحكم عليه الفرنسيون بالنفي المؤبد هو وعبد الحميد بزي بالاضافة الى ضبط املاكهما، كما حكم بالاعدام على كل من محمود احمد بزي، فياض شرارة، عبد المجيد بزي ولكن لم ينفذ الحكم باي واحد منهم. وتجدر الاشارة الى ان معظم ابناء البلدة هاجروا هربا من التجنيد الاجباري ومنهم من جند بشكل قسري.
ومع مجيء الاحتلال الفرنسي للبنان، تشكلت فرق مقاومة فعرفت فرقة المقاوم محمود احمد بزي على غرار فرقتي ادهم خنجر وصادق حمزة. وضمت الفرقة، عبد الامير بيضون، العبد ونعيم ظاهر ايوب، يوسف محمود بزي ونمر حمودي بزي بالاضافة الى 9 عناصر من خارج البلدة.
وعمل الاحتلال الفرنسي على اشعال الفتن بين القرى مما ادى الى خرق التعايش الاسلامي-المسيحي بين بنت جبيل وعين ابل لتحقيق مآربه واطماعه وللحفاظ على سلامة جنوده من تحرك المقاومة في المنطقة. وهكذا حصلت هجومات بين الطرفين مما ادى الى تدمير بنت جبيل وسقوط قتلى وجرحى.
ونتيجة ذلك، هجرت البلدة باكملها الى القرى والبلدات المجاورة. كما حكم الفرنسيون بالاعدام على عدد من ابنائها، ومنهم من نفذ بحقه الحكم ومنهم من استطاع الفرار حيث استقر في بلاد المهجر.
السياحة في بنت جبيل
في بنت جبيل معالم اثرية كثيرة ويقال بانه ابتداء من منزل الحكيم وحتى الجامع الكبير شرقا كانت المنطقة عبارة عن قلعة لا تزال اثارها ظاهرة، ووجدت امام المسجد اعمدة مكتوب عليها بالرومانية حسب الشائع. كما اكتشفت مقبرة رومانية تشبه مدافن صور بالاضافة الى مجموعة كبيرة من الاباريق والخزفيات والذهب وبعض المعاصر القديمة. ويعتبر المسجد الكبير الاثر الشاهد على تاريخ البلدة وكذلك دار صالح بزي.في القرن السابع عشر، بتاريخ 22-5-1838 مر فيها الرحالة الاميركي "ادوارد روبنسون" وبات في ضيافة احد وجهائها ووصف البلدة واخبارها.. كما مرة الرحالة "لويس لورتيه" عام 1884 واجاد في وصفها. ولزيارتها، هناك 13 مركزا بين مطعم ومحل للعصير وللقهوة، ويوجد استديو لتصوير الفيديو و 12 استديو للتصوير الفوتوغرافي.
إقتصاد بنت جبيل
الزراعة
على الرغم من وجود الاحتلال، الا ان وضع الاقتصاد افضل حالا من سائر القرى. فبالنسبة للزراعة، اشتهرت بنت جبيل في السابق بزراعة الكرمة لكنها اصبحت زراعة خجولة، وازدهرت زراعة القمح والزيتون في حين حلت زراعة التبغ في المرتبة الاولى، فقد تأسس مكتب "الريجي" فيها عام 1935 كما تأسست جمعية تعاونية زراعية عام 1991م تم نقلها الى رميش. ويوجد مطحنة للقمح وآلتان زراعيتان. ومن مزروعاتها: التين - الخضار.. وتزدهر تربية النحل حيث يوجد 9 ملاكين له. اما الثروة الحيوانية فتقتصر على عدد من رؤوس الابقار والماشية..الصناعة والتجارة
على صعيد الصناعة، عرفت بنت جبيل بصناعة وانتاج الاحذية في بيروت والمناطق، ففيها حوالي 22 معملا بالإضافة الى وجود صناعات أخرى. فهناك 5 معامل المنيوم، 4 معامل حدادة و 3 معامل باطون بالإضافة الى صناعة الحلويات وحرفة الخياطة (15 خياطا وخياطة). وقد ازدهرت سابقا صناعة لفائف التبغ في 3 معامل لكنها اقفلت عام 1940.تجاريا: ذاع صيت سوق الخميس الذي تحدث عنه مشاهير من علماء دين ورحالة زاروا البلدة. فهو مورد اساسي لتصريف البضائع الصناعية الزراعية..
اما النشاط التجاري فهو في تزايد مستمر، فهناك 263 محلا يبيعون مختلف المنتوجات بالإضافة الى 3 محلات مجوهرات ويوجد مصارف ومسلخ للحوم في منطقة الوادي..
وقالت بعض المصادر ان بعض التجار يقومون بشراء سلع وادوات من فلسطين في ظل غياب الجمارك وذلك عن طريق مرفأ الناقورة، حيث لا يوجد ضرائب والكلفة قليلة. ويقوم هؤلاء باحتكار السوق امام التجار الباقين.
كما ان العدو الصهيوني فرض على ابناء البلدة شراء بضائع ذات صناعة يهودية (عبرية) ومنعهم من شراء البضائع اللبنانية الا ان المواطنين رفضوا ذلك.