AqsaLover
24-11-2022 - 12:40 pm
جامع عقبة بن ناقع
من المؤكّد انّه أقدم مبنى ديني شيّد في الغرب الإسلامي، إذ يعود إلى سنة 670 خلالالغزوة الأولى الهادفة لضمّ إفريّقية إلى الإمبراطورية الإسلامية الناشئة. ولقداختار عقبة بن نافع موقع "قيروانه" على تخوم الجبال الشمالية، حيث عسكر جيشه بعدانتصاراته الأولى، ولم يلبث أن أقام على عين المكان مقرّا لإدارة الولايةالإفريقيّة ومصلّى بني بالآجر الذي اتّخذ في القرن التاسع، بعد تغييرات وتحسيناتعديدة، هيئة الجامع الكبير كما نعرفه اليوم.
إنّه معلم فريد، يخفي تناسقه التامّ "توفيقا" معماريا منقطع النظير. ذلك أنّ المواد المستعملة في بنائه جلبت كلّها من مواقع قديمة تنتمي إلى عصور مختلفة سابقة للفتح الإسلامي. إلاّ أنّ هيئة هذا الجامع عموما، ومئذنته بالخصوص، تبدو متأثّرة عن بعد بالنمط المشرقيّ. وفي الجملة فهو معلم يمتاز بالطرافة والبساطة، لكنّه لا يخلو من الأناقة.
أمّا الزخرف الداخلي فسمته البارزة هي الغزارة والتنوّع المدهش في النماذج الهندسية والنباتية المنحوتة في المرمر الرقيق الذي يحلّي واجهة المحراب أو المنقوشة في لوحات الخشب النفيس التي تكسو المنبر.