"عبدالمجيد"
08-01-2022 - 05:08 am
مصر
اسم صغير جداً يمثل دولة ضخمة للغاية غنية بطيعتها وثرواتها التي لم يحسن العرب التعامل معها وإظهارها بالمظهر المناسب وبالشكل المطلوب .. مصر تلك الدولة الضاربة في القدم والتي مر عليها أعتى وأقوى الحضارات البشرية التي مرت عبر التاريخ ولا تزال مبانيها وآثارها شاهدة إلى اليوم على ذلك التفوق الحضاري والمعماري ... وكأن الله خص العالم أجمع ببقاء آثار الفراعنة تذكيراً للناس وعبرة .. ولكي يتعلم الجميع بأنه مهما تفوق البشر في أي مجال فإن الموت هو المصير الوحيد الذي ستنتهي عليه البشرية ... وقد يكون الهلاك بعذاب من الله كما جرى للفراعنة بسبب تكبرهم وتعليهم على الله .
هذه الدولة كان لي شرف زيارتها في ما مضى من أيام وإن كنتُ قد فقدتُ المئات من الصور التي تُمثل حضارة الفراعنة فإنني لا زلتُ أحتفظ بشيء بسيط من بقايا تلك الصور ولازلتُ متفائل بعودة البقية بعد الجهود التي علمتُ بأن بعض الأصدقاء هناك يبذلونها ويقومون بها لكي يحصلوا على كرت الكاميرة الضائع .
كانت الإقامة مناصفة بين مدينتي الأقصر وأسوان وطالما أن جميع الصور لمدينة أسوان قد فقدت فسأقصر الحديث عن الأقصر فقط .
مدينة الأقصر مدينة صغيرة جداً في حجمها... يقطنها أناس يملكون أرواح كما الملائكة ... فيهم من الطيبة وعزة النفس والكرم والتدين ما أن لو وزع على شعوب الأرض لوسعهم وهذا ما يميز أهل الأرياف عن المدن .
قسمت مدينتهم منذ عصر الفراعنة إلى قسمين رئيسبيين .. الجهة الشرقية من النيل وتُسمى إلى اليوم بمدينة الأحياء ... والقسم الغربي من النيل ويُطلق عليه أيضاً بالدير البحري ويُسمى عندهم بمدينة الأموات ..
لم يكن الأمر مقتصراً على الفراعنة فقط بل إن المسلمين اليوم تبعوهم في هذا التقسيم حيث توسعت المدينة في جهتها الشرقية وأعملوا مقبرة حديثة أسموها بالمجنة في الضفة الغربية .
سُميت المدينة بالأقصر بعد أن فتحها جيش عمر بن العاص ولهول ما رأت الجيوش الإسلامية من معابد ومباني حجرية أطلقوا عليها اسم الأقصر ولا زالت تحتفظ بهذا الاسم إلى اليوم . وكان اسمها فيما مضى " طيبة ".
الضفة الشرقية أو ما يُسمى بمدينة الأحياء يقع بها أشهر المباني الآثارية في العالم على الإطلاق ممثلة بمعبدي الأقصر والكرنك ... والكرنك هذا أشهر وأعظم بكثير من الأهرات المصرية في الجيزة وفيه من المباني ما يجعل الحليم حيران وهو يتسائل .. كيف لأقوام مضى عليهم أكثر من 3500 عام أن أقاموا وشيدوا مثل هذه المباني ؟
أما مدينة الأموات في الضفة الغربية فيقع بها المقابر الشهيرة جداً لملوك الفراعنة المصريين ولقد أطلق على مكان المقابر وادي الملوك وهو نفس الوادي الذي تم إكتشاف مقبرة الفرعون المصري توت عنخ آمون في داخله كذلك هناك وادي الملكات ومعبد حتشبسوت الجنائزي ومعبد تحتمس الثالث والذي لم يتبقى منه إلا تمثالين ضخمين جداً . وغيرها من المعابد الجنائزية التي لم أقم بزيرتها أو أكلف نفسي مشاهدتها ورؤيتها .
نهر النيل في الأقصر فيه من الجمال والروعة والمناظر الجميلة التي قد لا تراها أو تشاهدها في مدينة القاهرة المصرية .. ويخال لنفسك أنك ترى صورتك تنعكس في مياهه لشدة صفاءه ونقاءه .سبحان الله وكأن ذلك النهر يمثل أهله الطيبين .
تنتشر فيه المراكب الشراعية بكثرة مما أعطاه نظرة وجمالاً إضافياً ... نهر النيل وجزيرة الموز في الأقصر هما فقط ما استطعتُ أن أحتفظ لهما من صور في مصر بالإظافة إلى معبد حتشبسوت ووادي الملوك الممنوع فيه التصوير أصلاً ولعلي أن أتحدث عنها في القريب إن شاء الله لتروا ولو شيئاً بسيطاً من تلك الحضارة الفرعونية الباقية آثارها في هذه المدينة الصغيرة .
هذه صور للمراكب الشراعية وهي تنقلنا إلى جزيرة الموز القريبة من المدينة وبعدها صور لغروب الشمس على ضفاف النيل ويال جمال ونظرة تلك اللحظات ... بالنسبة لي أعتقد أنها لحظات خالدة لا يمكن أن أنساها مهما طال العمر أو قصر . كلي أمل ان تستمتعوا بها وأنتم تشاهدوها .
7
7
7
هذا هو المرسى الرئيسي للمراكب الشراعية
.
.
.
7
7
7
وهذه هي المراكب الشراعية تعبر النيل لتأخذ طريقها نحو جزيرة الموز الجميلة
.
.
.
7
7
7
المراكب الشراعية تمر من أمام معبد الأقصر الواضح أمامكم في الصورة " كم بودي أن أبكي بسبب الصور الضائعة " وتُشاهدون كذلك المراكب الفخمة التي تنقل السياح من الأقصر إلى أسوان أو إلى القاهرة في رحلات يومية لعدد من الفنادق وسعرها يُقارب ال 450 ريالاً للفرد في اليوم الواحد .
.
.
.
7
7
7
وهنا الوصول إلى جزيرة الموز
.
.
.
7
7
7
وهذا هو مرسى الجزيرة
.
.
.
يتبع
يتبع