بعد مرور 150 عاما على افتتاحه في حي كنزنغتون بوسط لندن، لا يزال متحف فيكتوريا آند ألبرت يمثل لاعبا هاما على الساحة الفنية في بريطانيا والعالم. فالمتحف الذي وضعت حجر الأساس له الملكة فيكتوريا في عام 1857 يحتفل هذا الشهر بعيد ميلاده الخمسين بعد المائة وفي الاحتفال دعا محبيه وأصدقائه من الفنانين لكتابة صفحة في البوم الاحتفال الذي سيعرض للزوار.
ولبى دعوة المتحف 150 من الفنانين والمصورين والمعماريين ومصممي الأزياء وقام كل منهم بالتعبير عن تقديره للمتحف كل بطريقته فيما كون في النهاية عملا بديعا مختلف الجوانب. فمصمم الأزياء كيستيان لاكروا قدم لوحة مرسومة تمثل شخصا يرتدي حلة سوداء يرجع تصميمها الى القرن التاسع عشر، وفي المشهد العام للوحة تبدو وكأنها مستوحاة من أعمال الرسام مارك شاغال نجد امرأة تطير سابحة في الفضاء قريبا من ذلك الرجل. وأما مصمم الأحذية المعروف مانولو بلانيك فقدم اسكتشا عبارة عن حذاء أنيق عالي الكعب يحتضن في داخله مباني المتحف العريق. وتنوعت الصفحات بعد ذلك ما بين الصور الفوتوغرافية والاسكتشات أو حتى تلك المرسومة على هيئة بطاقات عيد الميلاد وحتى الخطابات التي يسرد اصحابها ذكرياتهم مع المتحف.
ومن 150 اهداء الى 150 حقيقة عن المتحف، يقدم المتحف في المناسبة لائحة تتضمن 150 حقيقة عن المتحف تتضمن النقاط الهامة في تاريخه والشخصيات المعروفة التي عرضت فيه وأيضا أطرف المعلومات عنه. اللائحة ممتعة في قراءتها وتقدم معلومات وحقائق وطرفا أيضا مثل الفقرة التي تقول إن المتحف اختير في استفتاء جرى في عام 2006 كأكثر المتاحف رومانسية في بريطانيا. ومن الحقائق التي تتضمنها اللائحة أيضا حول الموقع الالكتروني انه يضم 100 ألف صفحة ويصل عدد زواره السنوي الى 19 مليون زائر تبلغ نسبة النساء بينهم 72 في المائة. وسجل المتحف أكبر عدد من الزوار في يوم واحد لمعرض على الإطلاق في عام 1863 إذ بلغ عدد زوار معرض هدايا زفاف أمير وأميرة ويلز20467 زائرا.
ورغم ان بريطانيا تحفل بالمتاحف المهمة، إلا أن فيكتوريا آند ألبرت يفتخر بريادته في مجالات عديدة تسمح له بالتباهي قليلا، فالمتحف هو أول مؤسسة فنية في العالم تضم الى مجموعتها الصور الفوتوغرافية تحت تصنيف «عمل فني». كما أنه يفخر بأن مجموعاته تضم 17500 تمثال و10500 لوحة زيتية، وهو عدد يفوق ممتلكات الناشونال غاليري في لندن. وفي عصر أصبح فيه مصممو الأزياء ونجوم الفن هم أيقونات المجتمع، قدم المتحف العديد من العروض التي تدور حول عمل هؤلاء النجوم وتأثيرهم على الحياة حولهم، فقدم معرضا عن نجمة الغناء كايلي مينوغ الى جانب معرض عن أزياء المصممة فيفيان وستوود.
تحياتي
المصدر/ جريدة الشرق الأوسط
العدد 10440 تاريخ 29/6/2007