- أما أبرز إيجابياتها التي عليك أن تلعمها :
بسم الله الرحمن الرحيم
ها قد عدت بفضل الله ورحمته من دولة ماليزيا بعد أن قضيت فيها 15 يوما تقريبا ..
ولكثرة المتحدثين عن ماليزيا سواء قبل رحلتي الأولى لها أو بعدها حاولت تصنيفهم على النحو التالي :
- مادحون لها بشكل جنوني .. حتى قالوا عنها جنة الله في أرضه ...إلخ
- ذامون لها بشكل فظيع حتى يخيل إليك أنها ( نار الجحيم ) وكتبوا عن ندمهم لزيارتها.
- آخرون معتدلون إلى حد ما في وصفها وذكر إيجابيات ما رأوا وسلبيات ما رأوا .. وهؤلاء قلة وندرة.
والأمر طبيعي إلى حد ما لأن الناس أذواق ولولا اختلاف الأذواق لبارت السلع .. فالمادح وجد ما يناسب ذوقه ورغبته ... والذام وجد خلاف ذلك.
وفي تصوري أن الذاهب إلى ماليزيا بحاجة إلى أمور يجب أن يعرفها ويقوم بها قبل الذهاب حتى يكون على بينة من أمره ولا يرجع بخفي حنين كما يقولون . .. ومن هذه الأمور المهمة ما يلي :
- يجب أن يعلم أن ماليزيا دولة استوائية والجو فيها حار رطب في الغالب ، وللأسف البعض يسمع عن الأمطار فيظن أن المطر والبراد في كل يوم فيفاجأ بالجو الحار والرطب وهو ممن لا يحب ذلك.
- يجب أن يعلم أن ماليزيا ليست دولة محافظة ، لا كما صوره البعض بأنها سياحة إسلامية ووصفوها بأنها الدولة التي تأمن فيها من الفتن ...إلخ وللأسف وقع في هذا الوصف بعض الدعاة والمفكرين الموثوق فيهم..
ماليزيا دولة منفتحة وقد تأثرت بالتغريب بشكل كبير جدا خاصة في الآونة الأخيرة، مع عبدالله بدوي وكذلك مع زيادة السياحة الصينية فيها. لذلك اعلم قبل أن تذهب ما يلي:
- أكثر الفنادق إن لم يكن كلها تقدم المشروبات الكحولية وفيها بارات للخمر.
- المنتزهات والأسواق والشواطئ ملابس النساء شبه عارية خاصة في المسابح والشواطئ والشلالات والملاعب المائية، وهو منظر مقزز ومخيف لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد.
- الموسيقى الصاخبة ستصم أذنيك في الأسواق والفنادق والمطاعم والتكاسي .. وهي موسيقى تخص العم ( سام ) .. ( عولمة )..!
- المساجد موجودة ولكنها قليلة وروادها قلة .. ولكنها للأمانة نظيفة ومعتنى بها. وفي الغالب لن تجد مسجدا تصلي فيه الفروض الخمسة قريب من مسكنك إلا إذا خططت لهذا الأمر مسبقا.
- على السائح أن يعلم أن ماليزيا دولة سياحية وأن الإجازة الصيفية تعتبر موسم مهم لهم لذلك لا تنصدم من حركات الاستغلال والاحتيال ورفع الأسعار فهم يعوضون ركود سنة كاملة خاصة من السواح العرب الذين سأتحدث عن كثير من أخطائهم لاحقا.
- ماليزيا ليست بلد تسوق وشراء أغراض وهدايا ..إلخ فالأسعار فيها ترتفع من فينة لأخرى خاصة في المواسم ، بل في هذه السنة وكما لاحظه البعض الأسعار ليست ثابتة فكل محل له تسعيرة تختلف عن الآخرين حتى في الأشياء البسيطة والمهمة مثل الماء والعصيرات.
وهذا الكلام الذي ذكرته ليس من أجل هضم حق ماليزيا بل حقائق على المسافر أن يضعها نصب عينيه.
أما أبرز إيجابياتها التي عليك أن تلعمها :
- الطبيعة الجميلة التي وهبها الله إياها خاصة جزيرة لنكاوي ومرتفعات جنتنج والكاميرون.
- أجواء مختلفة تستطيع الانتقال فيها من برد إلى حر فالشواطئ حارة قليلا والمرتفعات باردة شيئا ما.
- الأمن إلى حد كبير في البلد مع أنها مهيأة لأن تكون أكبر وكر للعصابات لكن فيها أمن لا يمكن أن ينكره أحد ولا تخلو كغيرها من حوادث سرقات ونهب ومشاجرات.
- أسعار فنادقها مقارنة بما هو عندنا أرخص بكثير خاصة المنتجعات وهذا أمر ملاحظ وإن كانت الفنادق بدأت من فترة تزيد في أسعارها بشكل محموم ، خاصة في المواسم وفي الأماكن التي عليها ضغط كبير من السواح العرب كشارع العرب ومنطقة البرجين، وللعلم بعض الفنادق تضع أسعار خاصة للخليجيين تفوق غيرهم.
- إمكانية أن يدبر السائح العربي أموره ولو لم يكن متقنا للغة الانجليزية لكثرة المتحدثين بها هناك رغم ضعفهم فيها.
وغير ذلك من الإيجابيات التي قد تكون ذات خصوصية للبعض ، والناس في ذلك لهم آراء متباينة ومتفاوتة.
وبناء على هذه المقدمة ، يجب على السائح أن يعرف اهتمامه ورغبته ومن ثم يخطط للرحلة تخطيطا جيدا .. لأنني لاحظت ووجدت كثير من السواح العرب لا يعرف اسم الفندق الذي يسكن فيه وليس هذا من المبالغة مني بل حقيقة واقعة..!!
وفي تصوري أن ماليزيا إذا ظلت على هذا المستوى الانحنائي ستخسر في سياحتها في الأعوام القادمة بل تذكر بعض الإحصاءات أن نسبة كبيرة انخفضت من سياحتها هذه السنة تصل إلى 40% والعهدة على المصدر.
وقد لاحظت هذه السنة أن ماليزيا غير مستعدة سياحيا وقد تكون ملاحظة خاطئة ولكن سأذكر ما يسند رأيي فيها فمن ذلك.
- دعايات وإعلانات السياحة يعود تاريخها لعام 2007، ولا يوجد شيء مؤرخ بهذه السنة على الجسور وفي الباصات واللوحات الإعلانية.
- كثير من المرافق السياحية مغلقة أبوابها إما كليا أو جزئيا ومنها :
- قطار بيننج مغلق للصيانة.
- عين على ماليزيا الفعاليات فيها مغلقة فالأبوات التي كانت تؤجر مغلقة أيضا.
- حديقة بردانا في كوالا لمنبور السيارات الخاصة يالتنقل والأبوات الخاصة بالبحيرة مغلقة أيضا.
- حديقة لاجندا في لنكاوي مغلقة للصيانة أيضا.
- النافورة الراقصة في حديقة البرجين لا تعمل هذه السنة ..!
ربما أكون مخطئا في تصوري هذا ولكن هذا ما لاحظته ورأيته هذه السنة، والعلم عند الله .
نأتي الآن إلى الجزء الثاني وهو الأهم في نظري ويخص أخطاء نقع فيها نحن السواح العرب منها :
- تركزنا في مناطق محدودة ومعروفة مكنت للاستغلاليين من الاستثمار فينا مثل شارع العرب ومنطقة البرجين وفنادق معروفة كالتايم سكوير وغيره.
- عدم الإعداد الجيد للرحلة ومعرفة التفاصيل المهمة للمناطق والفنادق التي سيزورها السائح ويسكن فيها وهذا يجعله مترددا وتحت رحمة سائق التاكسي يذهب به حيث يقرر هو ولذلك تجد السائق من حين تركب يطرح عليك اقتراحات وبدائل اذهب إلى المكان الفلاني أوديك المحل الفلاني .. وهذا يوحي بأن السائح العربي لا يعرف أين يذهب بل السائق يخطط له رحلته ويأخذ منه ما يريد .
- الثقة الزائدة والعمياء في البلد وأهله، ولاشك أن هناك أمن ملحوظ لكن ذلك لا يدعو لأن يكون الواحد منا مغفلا ويثق في كل أحد وقد رأيت مثلا :
- من يعطي بطاقة الصراف لسائق التاكسي يصرف له.
- من يترك عفشه وحقائبه في العربيات ويذهب لدورة المياه هو وأسرته .
- من يجلس في المطاعم وخاصة النساء تاركين الحقائب على الطاولات وحواف الطاولات التي على الشارع في متناول أي نشال وبكل سهولة.
- حمل البطاقات والأموال في الجيوب الخلفية للبناطيل وبشكل واضح وبارز.
- ترك النساء أو الأطفال مع سائق التاكسي والنزول للتسوق السريع.
وغيرها من المناظر والمظاهر التي تقول أن السائح العربي غنيمة سهلة يمكن استغلاله بكل سهولة.
- من الأخطاء التي رأيتها التردد والخجل في مفاوضة الطرف الآخر والرضى بما يقول به بسبب إما ضعف اللغة أو الخجل غير المبرر أو مبدأ فلوسي تخدمني إلى غير ذلك وقد رأيت مواقف تدل على هذا فأحدهم وهو صاعد مع أسرته لشلالات تمبلا بارك .. طلب منهم أحد الماليزيين 200 رنجت في سبيل أنه يحمل لهم ولدهم الصغير ويحفظ العربية من السرقة مع المسافة لا تحتمل خمس دقايق .. وقد وافق صاحبنا لولا تداركي للموقف من باب المناصحة.
- التعامل السيء مع الباعة خاصة في السوق الصيني في بيننج أو كوالا لمنبور حيث يعمد البعض إلى رمي البضاعة بعد تقليبها أو الاستهزاء والسخرية بالسعر ..إلخ مما يسبب للشخص مشاكل هو في غنى عنها.
خذ بضاعتك التي تريد بأدب وأعدها إلى مكانها بأدب وأنت في هذا تحترم نفسك وذوقك قبل أن تحترم أي شخص آخر .
- الق السلام على إخوانك المسلمين من كل قطر خاصة العرب الذين تمر بهم ورد السلام على من يسلم عليك، وقد كان منظرا غير لائق رأيته في كثير من الأماكن وهي عدم إلقاء السلام وإذا سلمت لا يردون عليك السلام ويتهرب منك بعضهم بحجج منها أن من معه عائلة لا يسلم ولا يرد السلام أو بسبب الخجل والحياء وضعف الشخصية أو الخوف من النصب والاحتيال ..إلخ وكلها مبررات لا قيمة لها.
- إهمال الصلاة للأسف الشديد والتقصير فيها وهذا أمر مشاهد ومحسوس حتى في الطائرة الوقت يدخل والناس إما في سبات عميق أو في لعب ولهو .. وصلاة المسلم هي عمود دينه ودليل صدقه مع ربه الذي يحفظه في سفره وإقامته ..
- ينبغي أن يكتب كل مسافر اسم الفندق والأماكن التي يريد زيارتها باللغة الانجليزية في ورقة معه ، لأنني لاحظت أن بعض المسميات للأماكن ينطقونها بطريقة غير المكتوبة بناء على اللهجة، فحين تكون مكتوبة يسهل ذلك عليك المهمة كثيرا.
- إجادة اللغة الإنجليزية ستخدمك كثيرا في هذا البلد أو غيره لكنها ليست شرطا ضروريا في ماليزيا .. لكن الخلل يكمن في أن البعض ليس لديه بعض المفردات المهمة وقد شاهدت مواقف بعيني .. مثل اسم الحمام باللغة الإنجليزية أو الماء أو المطعم وكثير من المرافق التي يحتاج إليها الفرد ، وقد وضع الإخوان في هذا المنتدى بعض الجمل المهمة يمكن الاستفادة منها .
- وهناك ملاحظات كثيرة لكنها تبخرت مع الوقت وبرما أسئلتكم ومناقشتكم تجعلنا نستدعي كثيرا منها ليس لأجل اقتناص الأخطاء ولكن من أجل الاستفادة من أخطائنا .. لأن الخبرة لا تتكون إلا من أخطاء سابقة ..!
للجميع تحيتي وحبي .. ومن لديه استفسار أو مشاركة فعلى الرحب والسعة ..
بارك الله فيك