- أسباب سقوط الخلافةأسباب سقوط الخلافة
- 1- التخلي عن منهج الله:-
- 3- سوء الأحوال الداخلية والخارجية
- الجواسيس:
د. عجيل النشمي
أسباب سقوط الخلافةأسباب سقوط الخلافة
1- التخلي عن منهج الله:-
لقد استبشر المسلمون خيراً حينما تحرك الأتراك العثمانيون لإنقاذ العالم الإسلامي من ضعفه وتمزقه، ومكّنهم الله عز وجل من إحراز الانتصارات الكبيرة في آسيا الصغرى حتى وصلوا إلى أسوار القسطنطينية ثم تم لهم فتحها، وإعلان كلمة الله من مآذنها، وأعادوا الطمأنينة إلى قلوب المسلمين، ورضي لهم المسلمون بالخلافة، حينما جعلوا كتاب الله عز وجل منهج حكمهم وطلبوا طاعة المسلمين على ضوئه، فكانوا قوة حصينة دافعوا عن الإسلام وأهله وظلوا هكذا حمىً للإسلام أمام أعداء الله ترهَبهم قوى الأرض قاطبة. والمتتبع لتاريخ الخلافة الإسلامية يجد بوضوح أن بقاء الدولة قوية مهابة الجانب مرهون بتطبيق شرع الله عز وجل في هذه الأرض، لأن شرعية بقاء هذه الدولة إنما هو بتطبيقها هذا الشرع الذي به اكتسب ولاء المسلمين وقيادهم.
ولقد مرت على الدولة الإسلامية عهود تنكّب فيها الحكام والولاة جادة الصواب والهدى وحلّ الظلم والجور والتفرق محل العدل والإنصاف والوحدة،وقد تعطل بعض الأحكام الشرعية لظروف يمرّ بها المجتمع المسلم أو لِحَيْف في التطبيق، إلا أن هذا التعطيل ظل تعطيلاً جزئياً سرعان ما يلتأم ويعود إلى وضعه السليم، الأمر الذي جعل ولاء المسلمين القلبي لهؤلاء الحكام والخلفاء مستمراً رغم تلك المنعطفات الخاطئة، إلا أن تعطيل شرع الله عز وجل كلية بحيث يصل الأمر إلى الفصل بين الدين والدولة ويصبح الخلية خليفة روحياً فقط للمسلمين، أما شؤون حياتهم فليس من شأنه وليس من اختصاصه بل تتولاه دول كافرة، فإن ذلك لم يحدث في تاريخ الخلافة الإسلامية إلا في أواخر خلافة آل عثمان.
وكان أول هذا الانحراف الخطر في عهد السلطان عبد المجيد الذي تبنّى المنهج الغربي الأوروبي تحت ستار التقدم والتطور، وأصدر فرماني التنظيمات عامي 1854، 1856، ومن ذلك التاريخ أقصِيَتْ الشريعة الإسلامية واستبدل مكانها القوانين الفرنسية والإيطالية وغيرها. وظل أمر الخلافة وتعطيل الأحكام الشرعية يأخذ دوره وطريقه دون إعلان رسمي. وكانت الجمعيات السرية والحركات الهدامة والغزو الفكري الأوروبي تغزو دولة الخلافة من جميع جوانبها حتى استطاعت وتجرأت على إعلان إقصاء الخلافة الإسلامية علناً ورسمياً أمام العالم العربي والعالم أجمع سنة 1924 على يد اليهودي مصطفى كمال أتاتورك.
فكان إقصاء شرع الله ومنهجه السبب الرئيسي في سقوط الخلافة الإسلامية كلية، وما يذكَر بعد ذلك من أسباب إنما هو بمثابة التتبع لهذا السبب، وكل سبب هو نوع من أنواع الضنك الغي وثمرة من ثمرات الابتعاد عن منهج الله عز وجل، كما قال تعالى: (فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاةَ واتبعوا الشهواتِ فسوف يلقوْنَ غيّاً) وقال عزَّ من قائل: (ومنْ أعرض عن ذكري فإنّ له معيشةً ضنكاً ونحشره يوم القيامة أعمى. قال ربِّ لمَ حشرتني أعمى وقد كنتُ بصيراً. قال كذلك أتتكَ آياتُنا فنيسيتها وكذلك اليومَ تُنسى) . وقال تعالى: (وأنِ احكمْ بينهم بما أنزلَ اللهُ ولا تتبعْ أهواءهم واحذرْهم أن يفتنوكَ عن بعض ما أنزلَ اللهُ إليك، فإن تولوا فإن أنما يريد الله أن يصيبهم ببعض ذنوبهم وإن كثيراً من الناس لفاسقون. أفحكمَ الجاهلية يبغون ومن أحسن من الله حكماً ليوم يوقنون) .
2- الصليبية واليهودية: لم تنسَ الصليبية أحقادها ضد المسلمين، فأوروبا التي انهزمت أمام صلاح الدين استيقظت فجأة على ضربات محمد الفاتح، فاهتزّت وارتاعت وقامت قيامة الغرب فتنادى لاستئناف الحروب الصليبية، ثم ما أن ذاع نبأ موت السلطان الفاتح حتى اعتبرت أوروبا موته بمثابة السلامة من خطر كان محققاً. وبلغ سرورها لهذا الخبر - حسب رواية لافالييه – أن قداسة البابا أمر بأن يعتبر يوم وفاة السلطان يوم عيد، فتقام صلوات الشكر خلال ثلاثة أيام. من ذلك اليوم وأوروبا تستأسد يوماً بعد يوم، وتنتظر الفرصة المواتية لإنهاء دولة الإسلام.
والتقتْ أطماع وأحقاد النصارى بأطماع وأحقاد اليهود، وبدأ التعاون بين الصليبية واليهودية العالمية، وكانت باريس وسالونيك مركزاً لهذا التعاون.
ففي باريس نشأت جمعية الاتحاد والترقي، وكان لها فروع في برلين. وفي سلانيك ألف مجموعة من الشبان الأتراك فرعاً لجمعية (الاتحاد والترقي) وأخذوا يستميلون الوطنيين المخلصين الذي قدروا على اتجذابهم برغم شدة المراقبة، حتى أن بعض المستخدمين في الحكومة انضموا إلى هذه الجمعية، وكانوا يجتمعون في المحافل الماسونية، وكان معظم اجتهاد هذه الجمعية السرية متوجهاً إلى استجلاب الجيش حتى تصير في أيديهم القوة اللازمة لخلع السلطان. واستطاعت هذه الجمعية من استجلاب عدد كبير من الضباط. ولما كانت عصابات البلغار واليونان تعمل بدون انقطاع في بلاد الرومللي، وكانت الدولة تسوق عليهم العساكر لأجل تطهير بلاد الرومللي منهم، وكانوا يعملون في جوار سلانيك، تسنّى لرجال الاتحاد والترقي أن يتصلوا بضباط الجيش وأن يقنعوهم بأن هذه العصائب البلغارية واليونانية إنما تشاغب وتعثو في الأرض لأجل الحصول على إدارة حسنة يستريح في ظلها السكان، وهذه الإدارة غير ممكنة ما دام السلطان عبد الحميد على عرش السلطنة، فأما إذا أمكن خلعه، وجعل الحكم دستورياً شورياً، كما هو في سائر الممالك المتمدنة، فإن جميع هذه المشاغبات تنتهي من نفسها، وتخلد جميع الأقوام إلى السكينة، وهكذا تنجو السلطنة العثمانية من خطر السقوط المحدق بها.
فشرب أكثر الضباط هذه المبادئ التي ليست بعجب أن تقبلها عقولهم، لأن المسيحيين من أروام وبلغار وصربيين كان يدعون أنهم لا يلجأون إلى الثورة إلا من سوء الإدارة، وأن إذا اصطلحت الإدارة فهذه تكون غاية أمانيهم ويدخلون في الطاعة.
ويبين شكيب أرسلان بطلان هذا الادعاء فيقول: لم يكن هذا الادعاء صحيحاً، بل حقيقة الحال أنه سوء اصطلحت الإدارة العثمانية أم لم تصطلح فالبلغار إنما يجتهدون في ضم البلاد المأهولة بالبلغار إلى مملكتهم. واليونان إنما يسعون في ضم البلاد التي أكثرها منهم إلى مملكتهم ولن يرضوا بالبقاء تحت حكم الأتراك ما استطاعوا إلى ذلك سبيلاً، ولكن شبان الأتراك منهم من آمن بأقوال العصائب اليونانية والبلغارية، ومنهم لم يؤمن بها، لكن كان يجد أن طريق النجاة لن يكون إلا بإعادة الدستور، وجعل الحكم في السلطنة للشورى كما هو في سائر البلاد.
ويذكر شكيب أرسلان أن الجمعيات الأرمنية في تركيا كانت تميل إلى إسقاط السلطان عبد الحميد، فمدّت أيديها إلى الأتراك الذين هجروا أوطانهم إلى أوروبا ومن هناك كانوا يصدرون الجرائد والنشرات التي تهاجم حكم السلطان عبد الحميد. وكان دور النصارى الأرمن وغيرهم بارزاً في تركيا، وكانوا يدّعون أن السلطان عبد الحميد ينكل بهم ويضطهدهم في حين كانت الأموال تغدق عليهم ليقوموا لمؤامراتهم ودسائسهم حتى أن السلطان عبد الحميد كتب في مذكراته فقال: أن الحملات الصليبية الموجهة ضد الدولة العثمانية لم تتوقف قط، ولا يزال غلادستون العجوز يسير على خط البابا في هذا السبيل، وهل تستحق الدولة العثمانية هذه الحملات وقد آوت النصارى الهاربين من جحيم الصراع المذهبي في الغرب خلال القرون الوسطى؟ ألم تكن الدولة العثمانية هي الملجأ الوحيد لليهود الناجين من بطش محاكم التفتيش في إسبانيا؟ ألم تبذل جمعية الهلال الأحمر العثمانية كل جهد ممكن لإيجاد المأوى والملبس لمن طرِد من وطنه في سبيل معتقده؟ ولكن من يعرف هذه الحقائق التاريخية أو يعترف بها؟ فماذا يقول غلادستون وهو رجل إنجلترا الأول عن المسألة الشرقية سوى التعريض بنا بأن بلادنا تحكم بالقوة والبطش بلا قوانين ولا أعراف، ألم يثبت كذب ما ادّعوه من وقوع مذابح للبلغار والأرمن؟ ألم يتبين أن أمر التخريب الذي زعموه في المدن بعد طرد سكانها هو محض افتراء؟ وأن النصارى يعيشون مع المسلمين حياة طبيعية وجنباً إلى جنب؟
سيرى المراقب المحايد أن المسلمين هم أرحم قلباً من نصارى بلاد الشرق. هاهُم الإسبان وقد نشروا الرعب وفجروا صمامات الدم في كافة أنحاء إسبانيا، وهاهم الفرنسيون وقد ارتكبوا الفظائع في الجزائر، وهاهم الإنجليز وقد قضوا على ثورة الهند، وها هي بلجيكا في الكونغو، وروسيا قد أعملت السيف في رقاب السيبيريين (المسلمين)، أفلا يرون إلا العثمانيين وقد عيل صبرهم من جرائم الأرمن جزاء على الإحسان الذي لقوه من الأتراك في بلاد الأتراك. أفي الأمر عجب إذا قام المسلمون للدفاع عن أنفسهم؟ لا تريد الدول الكبرى أن تفهم بأن الأرمن قوم عصاة حملوا السيوف والأسلحة للهجوم علينا. ولا تريد أن تعترف بأننا نحن أصحاب الأرض وسادتها. بل تسعى في كل مرة إلى إزعاجنا بطلب الامتيازات وبالمزعجات الأخرى، حتى الحقوق التي اعترف بها هذه الدول لإمارة موناكو لم تعترف بها للدولة العثمانية. إن الحملات الصليبية على الدولة العثمانية لا زالت مستمرة تحت أسماء وعناوين شتى.
ولقد كان السلطان عبد الحميد على درجة كبيرة من الحذر تجاه هذه الأقليات من النصارى وغيرهم، ومع أن لم يكن يضطهدهم إلا أنه لم يكن يولّيهم المناصب الحساسة في البلاد. فقد رفض مدحت باشا، وهو الصدر الأعظم يومئذ- في سن بعض الأعمال لتعيين ولاة من الأقليات في ولايات الأغلبية فيها مسلمون، وقبول طلبة من الأروام في المدرسة الحربية التي هي عماد الجيش. واعتبروا مثل هذه الأعمال كفيلة بتقويض الدولة من أساسها، ورفضَ توقيع مثل هذه القرارات.
وهكذا اجتمعت مطامع اليهود والنصارى والتي تمخضت كما سبق عن إسقاط الخلافة بيد يهود سلانيك وبمآزرة من الدول الأوروبية.
ويبيّن السلطان عبد الحميد هذه الصلة بين اليهود ممثلين في المحافل الماسونية وبين النصارى الممثَّلين بالدول الاستعمارية، فيقول: كما استغل الإنجليز غفلة تركيا الفتاة عن طريق المحافل الماسونية، بدأ الألمان يفعلون هذا مع الفريق الآخر منهم، وعن طريق المحافل الماسونية أيضاً، وبهذا الشكل سيطر الألمان على تشكيل تركيا الفتاة في سالونيك وسيطر الإنجليز على تشكيل تركيا الفتاة في مناستر.. وكان الإنجليز يثيرون على اتحاديي مناستر، ويثير الألمان على اتحاديي سالونيك. كانوا يعملون على قيام انقلاب للاستيلاء على الدولة من الداخل، ونجاح الإنجليز باستخدام اتحادي مناستر كان مصيبة لي، لأنهم كان سيزيلونني ويصلون إلى مرادهم، ولم أكن أخاف من اتحاديي الألمان لأن نجاحهم كان سيزيد من خوف إنجلترا.
واتحاديو سلانيك الواقعون تحت تأثير المحافل الماسونية الألمانية تحركوا لإسقاط الخلافة، والإنجليز بدءوا يدبرون محادثات سرية، ثم أصبحتُ أرى أن الحرب الكبرى التي أنتظرها وشيكة الوقوع،ولكن لم يكن أمامي إلا أن أترك الأحداث تسير حسبما تسير، ولم يكن أمامي غير منع إراقة دماء الأخوة.. ثم أسقطني اتحاديو سلانيك على العرش وتوصلوا إلى اتفاقية مع إنجلترا ودخلوا الحرب كحليف مع دولة تسود البحار.
3- سوء الأحوال الداخلية والخارجية
إن أحوال دولة الخلافة لم تكن مرضية في كثير من النواحي، فالانقسام في الأقطار الإسلامية كانت على أشده، وانشغال الآستانة بأحوالها وتدبير شئونها أمام المؤامرات والدسائس شغل دولة الخلافة عن بقية الأقطار فساءت الإدارة داخل الآستانة وخارجها وفي الولايات التابعة لها، فقد تفرّد كثير من حكام الولايات بحكم مطلق، فلم تكن هناك رقابة أو متابعة وظهرت أمارات الترف على طبقة الحكام، فساءت أحوال الرعية، فلا عناية بصحة أو تعليم، وكان المسلمون أسوء حالاً من المسيحيين لأن الجمعيات المسيحية خارج تركيا وداخلها كانت تعين النصارى بفتح المدارس ونشر العلم والثقافة بينهم.
وكان سوء الأحوال الداخلية مدعاة إلى استدانة الدولة، فكانت ديون الدولة في آخر أيام السلطان عبد الحميد 25 مليون ليرة، فبلغت بعد 12 سنة في عهد عبد العزيز إلى 250 مليون ليرة.
وقد ساهم في هذا الضعف الداخلي تعدد الأجناس واختلافها وتعدد مطالبها الأمر الذي أشعل فيما بعد فتنة القومية، فأثار ذلك نوازع كل عنصر نحو الاستقلال وكانت البلقان وحدها تشمل البوسنة والهرسك وصربيا وألبانيا وبلغاريا ورومانيا، وكل منها لها مطالبها ومطامحها.
ولم تكن الدولة موازية أو مقاربة للدول الأوروبية من حيث الحركة العلمية والثقافية والتقدم العلمي في إنتاج الأسلحة الحديثة المتطورة، الأمر الذي جعل دولة الخلافة في منزلة دون أعدائها، مما جعل أطماع الدول الأوروبية تقوى مع مرور الأيام حتى استطاعت أن تملي ما تريد من شروط وضغوط فيما بعد.
ولم تكن أطماع هذه الدول بالأقطار الإسلامية التابعة لدولة الخلافة خافية على أحد، مما يجعل التفكير بإسقاط الخلافة أمراً ضرورياً لقتل الروح المعنوية لدى بقية المسلمين في شتى الأقطار، فإذا قطع رأس الدولة الإسلامية سهل بعد ذلك تقطيع أوصالها.
فأوجد اجتماع كل هذه الأمور وغيرها لدى الناس قناعة بضعف دولة الخلافة وأنها فعلاً الرجل المريض الذي لم يبق أمل في شفائه وأنه في طريقه إلى الاحتضار فالموت. ولم تكن دولة الخلافة قادرة على رد كل هذه السهام رغم ما بذله السلطان عبد الحميد من حكمة وحسن تدبير،ولكن كبر الخرق على الراقع.
ولو كان سهماً واحداً لاتقيتُه
ولكن سهم وثانٍ وثالثُ
الجواسيس:
ويعتبر البعض أن من أسباب سقوط الخلافة مسألة الجواسيس الذي كان يعتمد عليهم السلطان عبد الحميد، فيقول شكيب أرسلان: إن السلطان استكثر من الجواسيس وصار بأيديهم تقريباً الحل والعقد.
ويعلق شكيب أرسلان على هذا بقوله: وليس من الصحيح أن السلطان كان يعمل بموجب تقاريرهم كما هو شائع، بل كان يرمي أكثرها ولا يصدق بما فيها ولكن اهتمامه بقضية أخبار الجواسيس ألقى الخوف في قلوب الرعية وصارت في قلق دائم وأصبحت الناس تبالغ في الروايات عن الجواسيس فساءت سمعة الحكومة، وسخط الرأي العام على هذه الحالة، وبرغم ما كان السلطان يصفح ويعفو ويجود ويمنح كانت سمعته بعكس ما كان يفعل، وذلك بسبب كثرة الجواسيس وحصولهم على الحظوة عنده، فصار الناس يعللون جميع خطوب المملكة بسوء الإدارة بانتشار الجواسيس وفقد الحرية. ويعتبر شكيب أرسلان هذا التعليل صحيحاً إلى حد ما وليس على إطلاقه.
والذي يدقق في أمر الخلافة في فترة السلطان عبد الحميد وما نشأ فيها من جمعيات علنية وسرية لإجهاض الخلافة والقضاء على السلطان عبد الحميد خصوصاً لما أعلن وقوفه بالمرصاد أمام كل هذه الجمعيات، فإنه سيعذِر عبد الحميد من اتباع هذه السياسة، حتى أن عبد الحميد بيّن ذلك في مذكراته فقال: معلوم أن التجسس أمر معيب، وكذلك التقارير التجسسية التي نشرتها الصحف، لكننا لا نستطيع الاستغناء عنه. لا أظن في أي بقعة من بقاع الأرض دسائس ومؤامرات مثل التي تحاك في بلادنا، إلا أنني أعرف التمييز بين التقارير الصحيحة والتقارير الكاذبة. لقد تعرضتُ للاغتيال مرتين، وإني مدين بنجاتي من هاتين المحاولتين إلى يقظة بعض رجالي المخلصين. إن كثير من الضباط والموظفين الكسالى هم سبب تعاستنا.
ويقول عبد الحميد في مذكراته أيضاً: علينا أن نعترف قبل أي أمر بأن جهاز الجاسوسية عندنا على درجة كبيرة من السوء بالرغم من أني أريد عمل كل شيء للاطلاع على ما يدور في الخفاء وما يحاك من مؤامرات.سيرة ذاتية 60، والطريق إلى حكم إسلامي 128 بتصرف.
السلطان عبد الحميد الثاني مذكراته السياسية 116 مؤسسة الرسالة – بيروت. وانظر في نفس المرجع شكاوي الأرض 27، وانظر كلام عبد الحميد في أسباب نشوء ثورة الأرض في يناير 1877، وإعلان العصيان وكيف قضى السلطان على هذه الثورة بالقوة وما هي ردود الفعل في الدول الصليبية 43 من المرجع السابق.
انظر مذكرات السلطان عبد الحميد ص43، ترجمة الدكتور محمد حرب.
مذكرات السلطان عبد الحميد ص69 بتصرف.
زعماء الإصلاح ص43 للأستاذ أحمد أمين.
سيرة ذاتية ص57.
السلطان عبد الحميد الثاني مذكراته السياسية ص200، طبع مؤسسة الرسالة – بيروت.
المصدر السابق ص80.
تسلم على الموضوع الرائع
والمعلومات المفيدة
يعطيك العافية
تحياتي ال طوق