- مائة مهنة ومهنة في مصايف الرباط
- أبطالها تلاميذ تحرق الشمس رؤوسهم طيلة العطلة الصيفية
مائة مهنة ومهنة في مصايف الرباط
أبطالها تلاميذ تحرق الشمس رؤوسهم طيلة العطلة الصيفية
من شاطئ مصب نهر ابي رقراق حتى مصايف منطقة تمارة، مساحة تمتد على عشرات الكيلومترات، هي التي تشكل مصايف مدينة الرباط، حيث يرتادها مئات الآلاف يوميا من المصطافين من سكان العاصمة المغربية وخارجها، ويفد إلى تلك الأماكن أيضا، باعة متجولون من نوع خاص غالبيتهم تلاميذ مدارس لم يتجاوزا السادسة عشرة، في كل صيف يبتدعون الجديد من المهن قد لا تخطر على بال، استثمروا عطلتهم المدرسية، ليتحولوا إلى تجار صغار، ينادون بأصوات عالية على بضاعتهم التي تبدأ من بيع الماء، الى حراسة أمتعة السابحين.
يوفر هؤلاء الباعة الصغار كل شيء للمصطاف، حتى من جاء خالي الوفاض، وعابرا للسبيل، سيجد من يؤجر له مظلة لتحميه من الشمس، وبساطا صغيرا بلاستيكيا للجلوس عليه، وحتى «مايوه» للسباحة وحراسة مكانه أثناء سباحته، وسيجد من يأتيه بالمثلجات وجميع أنواع العصائر والمشروبات الغازية، والسندوتشات، حتى سيارته سيجد شبابا يتوزعون على الأمكنة لحراستها بالتناوب نظير مبلغ مالي محدد.
ويمارس هؤلاء الشباب نشاطهم بجد وحيوية، وهم يرتدون ملابس البحر، وقد يتساءل المرء: هل يستمتعون بالمكان كغيرهم من زوار الشواطئ؟
عزيز، هذا الفتى الذي لم يراوح سن الثالثة عشرة، يقول إنه منذ خمس سنوات يأتي إلى شاطئ «هرهورة» بضواحي الرباط، مع بداية العطلة المدرسية ليبيع الماء للمصطافين. يبدأ مهمته منذ الساعة العاشرة صباحا وإلى مغيب الشمس. ولا تحول لفحات الشمس وسخونة الرمال وهو يتجول حافي القدمين دون ممارسة عمله. فهو يدرك فقط أن العطلة تعني له العمل والحصول على بعض المال لمساعدة أمه واخوته، فالأب توفي وهو مازال في سن الثالثة.
ويكسبه مجيئه للبحر يوميا، شعورا بسعادة قد لا يجدها في أماكن أخرى، بالإضافة إلى أنه يعود إلى والدته بمكسب مالي يتراوح ما بين 70 و100 درهم في اليوم الواحد.
عزيز وأمثاله، لم يسلموا من اللوم من أصحاب المحلات التي تكون بالقرب من الشاطئ، على اعتبار أنهم مجرد باعة متطفلون يؤثرون سلبا على تجارتهم، فالمصطاف لن يقطع المسافات للوصول إلى محلاتهم ما دام هؤلاء الباعة المتجولون يمدونهم بكل شيء، بالرغم من أن مرتادي البحر يعلمون بأن الباعة المتجولين تنقصهم كل شروط ممارسة المهنة، وأهمها التوفر على رخصة للبيع، وغياب النظافة، وجودة السلعة.
ويرى المهتمون بالحقل التربوي في المغرب في ظاهرة الباعة صغار السن على الشواطئ ظاهرة سلبية يجب التوقف عندها ودراسة سلبياتها وتأثيرها على الأطفال. فالطفل يجب أن يستمتع بعطلته المدرسية لينال قسطا من الراحة بعد عام دراسي شاق. ولا يجب ان يرهق بدنه الصغير بمجهود إضافي قد يؤثر سلبا على تحصيله المدرسي. ويرون ايضا ان الاطفال في هذه السن يجب أن ينضموا إلى رفاقهم في الاستمتاع بالمخيمات الصيفية الجماعية. ولكن، هناك عدد اخر من الخبراء ممن يرى في عمل الأطفال في الشواطئ جانبا ايجابيا. فالطفل الذي يتوجه للمصيف لممارسة حرفة ما يكتسب عدة مزايا، أولها حسن التعامل مع الناس، والاعتماد على النفس وتوفير حاجياته المدرسية والشخصية، والابتعاد عن كل مزالق الانحراف التي يتعرض لها الأطفال أثناء العطل بسبب الفراغ وعدم ملء أوقاتهم بما هو إيجابي ونافع، فطفل يبيع سلعة أفضل من آخر متسول.
موضوع رائع و مميز يحمل بين اسطرة الكثير من المعلومات تبين مايعانية المواطن هناك من تعب طوال النهار وقد تمتد إلا اخر الليل نضير دراهم معدودة
تحياتي