1. أختكم :


2. العذوب


3. غرفة داخلية في الفندق ( نفس الغرفة اللي سكنتها )


4. نهر اللامانا في أحراش ساراواك


5. قارب في نهر ( اللامانا )


6. رقصة الشجاعة التي يحيون بها الضيوف


7. زعيم القبيلة في أحد استعراضات الصيد

يا سادة يا كرام ..
ما تقرأونه بالأسفل عبارة عن مقال نشر في جريدة الاتحاد قبل عدة أعوام .. كتبته بعد رحلتي لجزيرة سارواك الماليزية ..
واليوم بينما كنت أفتش في ملفاتي ظهر لي المقال .. فقررت إعادة نشره هنا .. لأني لم أجد أيا من محبي ماليزيا قد كتب شيئا عن سارواك الماليزية ..
وهذا الموضوع .. هو أول مواضيعي لكم في منتدى العرب المسافرون .. الذي أدين له بالكثير رغم قلة مشاركاتي فيه ..
سأبحث عن صورا من الانترنت للمكان .. لأن الصور التي لدي خاصة .. وأختكم لا تريد عرض أي صور هنا ..
ولكم جزيل الود ..

أختكم :

العذوب

نسمع كثيرا عن وجود قبائل بدائية في هذا العالم ونندهش مما نسمعه أو نعرفه من أساليب حياة أولية بسيطة يعتمدون عليها .. لكن هذه الدهشة تنقلب إلى استغراب عندما نزور هذه القبائل .. ونحتك بأسلوب حياتها بشكل مباشر ..ونرى ما الذي تخبئه غابات من الأشجار الكثيفة التي تحيط بها ..
وفي ماليزيا التي تتمتع بجو استوائي مطير كان من الطبيعي أن نرى الأشجار والأدغال الكثيفة .. وكان من الطبيعي أكثر .. أن نشاهد بعض هؤلاء البدائيين بين أحراشها ..
فندق هيلتون في ساراواك

غرفة داخلية في الفندق ( نفس الغرفة اللي سكنتها )

قبيلة ( إيبان ) هي واحدة من قبائل بدائية تعيش في غابات جزيرة ( سارواك ) الماليزية ... وهي تعيش في منطقة منعزلة من هذه الجزيرة المترامية الأطراف .. والتي تعتبر نموذجا متناقضا صارخا من الحضارات المختلفة .. ففي ساراواك .. تجد إختصارا غريبا لتاريخ الانسان .. فهنا تترائ لك قمة الحضارة الغربية في مقاهي الانترنت والنوادي العلمية والجامعات الدولية وفروع المنظمات الدولية المنتشرة وتشاهد أيضا الناس البسطاء الذين يعيشون في بيوت عادية ويعملون في وظائف عادية تؤرقهم لقمة العيش ويتابعون نشرات الأخبار ويتماشون مع روح العصر وترى في الجانب آخر منها وبين أحراش الغابات القبائل البدائية والناس الذين مازالوا يتمسكون بأسلوب الانسان الأول في الحياة ... ومن هؤلاء الناس أفراد قبيلة ( إيبان ) الذين نتعرض اليوم لهم ونرى طريقتهم في ممارسة طقوسهم الحياتية ...
يعد الوصول إلى أماكن تواجد أفراد هذه القبيلة واحدا من أكثر الرحلات المغامرة التي يمكن أن يقوم بها الانسان .. وبرغم الارهاق الذي يتعرض له الفرد من الرحلة الطويلة التي تستخدم فيها كل وسائل النقل المعروفة .. فإن المتعة اللامحدودة التي تعيشها فيها كفيلة بأن تنسيك كل ذاك الارهاق والتعب .. نصل إلى مكان القبيلة بواسطة قوارب نهرية بدايئة لا تتسع لأكثر من ثمانية أشخاص ننتقل بهافي نهر ( اللامانا ) وهو نهر صغير العمق لدرجة أنك تستطيع أن ترى أحجار قاع النهر في بعض الأماكن فيه .. لكنه شديد الإندفاع لدرجة أن ماكينات الدفع الذاتي للقوارب لا تستطيع أن تحرك القارب فيه دون مساعدة يدوية بواسطة عصا طويلة يمسك بها ربان القارب الرحلة النهرية التي تستغرق حوالي الساعة تصل بك إلى داخل أدغال كثيفة من الغابات .. وتستطيع خلالها أن ترى بعضا من الحيوانات كالقردة والسناجب الطائرة وتستمع إلى أصوات عدد من الطيور المختلفة .. والأهم من هذا كله أنك قد تكون سعيد الحظ وتشاهد بعض التماسيح أو أفراد قبائل بدائية أخرى غير ( إيبان ) يهوون قطع الرؤوس البشرية !!!!!

نهر اللامانا في أحراش ساراواك

قارب في نهر ( اللامانا )

بعد هذه الرحلة الجميلة الطويلة تصل إلى مكان أقرب للكثيب الرملي المرتفع نوعا ما عن قاع النهر وفوقه يبدو بناء خشبي تقليدي طويل يقف على قوائم مصنوعة من خشب ( الجاتي ) الأحمر الذي يمتاز بالضخامة والقوة هو المكان الذي يعيش فيه جميع أفراد هذه القبيلة ويسمى ( باروبا ) وتعني باللغة العربية ( البيت الطويل ) يدخل إليه الزائر عبر جذع شجرة محفور على شكل سلم عمودي مائل نوعا ما وضيق حتى أنه لا يتسع لأكثر من قدم واحدة على كل درجة ..
ليجد بعد أن يدخل زعيم القبيلة بانتظاره ويحييه برقصة بدائية تسمى ( رقصة الشجاعة ) يشارك فيها زعيم القبيلة وبعض من أفراد القبيلة يقومون خلالها باستعراض لمهارة رمي السهام والمبارزة وهم يرتدون تيجانا من ريش طير ( البنق بيل ) الذي يعيش في تلك الأحراش .. ثم ترقص النساء ( رقصة الطير ) التي تتميز بالنعومة والرقة .. وترافق الرقصتين إيقاعات من آلة إيقاعية تصنع من البرونز تعزف عليها ثلاث نساء من القبيلة برتم صاخب يشبه إيقاعات أفلام الرعب العالمية ، في هذه الرقصة تردي الناس زيا خاصا مصنوع من عملات معدنية فضية قديمة وهو زي تتوارثه القبيلة منذ مئات السنوات ولا يستخدم إلا للرقص في الاحتفالات المختلفة ولتحية الضيوف المميزين الذين عادة ما يتم إكرامهم بخمر الأرز المصنوع محليا من عصارة الأرز الذي يزرعه أفراد القبيلة وهو يحتوي على ما نسبته 10 % من الكحول تقريبا ..

رقصة الشجاعة التي يحيون بها الضيوف

وللزواج في قبيلة ( إيبان ) نظام غريب .. فهنا لا تسمح الأعراف بالتعدد في الزواج وعلى كل رجل أن يتزوج إمرأة واحدة يقترن بها طيلة حياته لكن إن توفت يحق له الاقتران بغيرها .. وفي هذه الأعراف حيث كانت الوثنية تسود لوقت قريب تمهر المرأة بالروح .. فكي تتزوج عليك أن تقدم روح إنسان كمهر .. والراغب بالزواج من أفراد قبيلة ( إيبان ) عليه أن يقتل أحد أفراد قبيلة العدو ثم يحضر الرأس أحد لوالد العروس كي يراه ثم يضع هذا الرأس لفترة أسبوعين في النهر كي يتحلل اللحم وتأكله الأسماك وبعد ذلك يدهن الجمجمة المتبقية بمادة غريبة تسمح بتحنيطها لمئات السنين ويضعها بعد ذلك في النار كي يطرد الشياطين منها !! ثم يحضرها في موكب فخم مع هدايا العروس لبيتها ويسلم الرأس لوالد العروس كي يحظى بزفها لبيته وهو عادة ما يكون غرفة أخرى في نفس البيت الطويل الذي تسكنه القبيلة ..حيث يبقى العريس لمدة ثلاثة أشهر في بيت العروس كي يختبر والدها أخلاقه .. وبعد ذلك يعود في موكب لا يقل فخامة عن الموكب الأول إلى بيته ..

زعيم القبيلة في أحد استعراضات الصيد

وللمرأة في أعراف هذه القبيلة دور كبير في تربية الأبناء الذين كانوا يتعلمون في صغرهم الصيد بواسطة رمي السهام .. وزراعة الفلفل وصيد السمك النهري .. والمرأة أيضا هي محور البيت وهي التي تقوم بكل الأعمال المنزلية وهي أيضا صيادة أسماك ماهرة ومربية حيوانات أليفة كالخنازير ( التي يأكلون لحمها ويستغلون جلدها في صناعاتهم ) والدجاج والقردة والكلاب .. وتصنع النساء هنا أشياء كثيرة لعل أهمها هي عدة الحرب للرجل من أقنعة وملابس مزركشة بالريش والألوان الفاقعة وسلال حفظ السهام الملونة وشباك الصيد وغير ذلك ..
أما الرجل هنا فهو محارب شجاع يخوض حروبا طويلة مع القبائل الأخرى بسبب المرأة أو حقول الفلفل أو حتى الاستئثار ببعض حيوانات الغابة وهو أيضا صاحب الكلمة المطلقة في منزله فهو المسؤول الأول والأخير عن أبنائه وزوجته وهو الذي يكون مساءلا أمام زعيم القبيلة عن أي تصرف خاطئ يبدر منهم ..
والزعامة في هذه القبيلة بالوراثة فزعيم القبيلة يدين له الجميع كبارا وصغارا وإذا مات يتولى ابنه الأكبر الزعامة تلقائيا ولا ينزع منه الزعامة إلا الموت .. أما إذا كان الزعيم الجديد سيء السمعة ولا يحبه أفراد القبيلة فهم جميعا يقفون يدا واحدة أمامه ويرفضون الانصياع له وعادة ما يقومون بمبايعة أحد أبناء الزعيم الراحل أو أحد إخوته أو أقاربه بالزعامة كي يدللوا على وفائهم لزعيمهم الأول ..
بعض أفراد قبيلة ( إيفان ) مازالوا وثنين برغم زحف حركات التبشير إليهم ..وهناك من اعتنق المسيحية منهم تشهد بذلك صورة ضخمة للمسيح معلقة على باب من أبواب غرف البيت الطويل .. لكن الاسلام وجد طريقة أيضا لأفراد هذه القبيلة وهناك كثيرون اعتنقوا الاسلام بسبب خروج بعض أبناء هذه القبيلة من حدود الغابات والتحاقهم بالمدارس واحتكاكهم بالماليزيين المسلمين .. وكثير منهم اعتنقوا الاسلام ورجعوا لأهلهم لينشروا الاسلام بينهم ...
والسموحة منكم على القصور والصور المنقولة ..
أتمنى أن ينال الاعجاب ..