- برلين.. جسور ثقافية بين شعوب العالم
- ليلة المتاحف الطويلة
- ليالي رمضان 2010
برلين.. جسور ثقافية بين شعوب العالم
لبرلين تاريخ أكثر إيلاماً من معظم المدن الموجودة على وجه الأرض. فلقد تم تدميرها وتقسيمها جراء الحروب، ولكنها عادت لتنهض من جديد لاسيما بعد سقوط جدار برلين، حيث خرجت من الفوضى بصورة مذهلة وبدأت الحيوية تعم كل أرجائها. وتُظهر جموع المهاجرين والمبدعين الذي قدموا إليها مدى التسامح الذي تتميز به المدينة وقدرتها على أن تكون مصدر إلهام يشجع على الابتكار والابداع والذي يعتبر بلا شك قيمة عالمية كبيرة. وتمثل برلين أيضاً مكاناً للجمال الحقيقي الذي يسكن غاباتها وأنهارها ومواقعها التاريخية.كما تتنوع فيها الحياة الليلية والحفلات والمهرجانات لتشكل مجموعة ثقافية متنوعة تعكس تقاليد وتراث العديد من بلدان العالم.، فالثقافة تزدهر في كل مكان حتى في مجال الضيافة والطعام والشراب. وعند زيارتك لها ستتعرف على وجوهها الكثيرة وقد تجد شيئاً منك فيها.
ليلة المتاحف الطويلة
كما هو الحال في كل عام، تقام في نهاية شهر أغسطس واحدة من الفعاليات الرئيسية لبرنامج الصيف الثقافي في برلين والتي تتمثل في "ليلة المتاحف الطويلة" "Lange Nacht der Museen". ويشارك في هذه الفعالية الثقافية هذا الصيف أكثر من 80 متحفاً، بما في ذلك متاحف "جزيرة المتاحف" الشهيرة الواقعة على نهر "شبريه" والمنتدى الثقافي وغيرها.
ومن أهم محطات هذه الليلة الطويلة يبرز احتفال ال "بيسنتيناريو" "Bicentenario" الذي يمثل ذكرى مرور مئتي عام على استقلال أغلب بلدان أمريكا اللاتينية. وبهذه المناسبة تقدم العديد من المتاحف برامجاً متنوعة، كما يقام معرض مركزي في مبنى البلدية الشهير "Rotes Rathaus" مع مساهمات من متاحف البلدان المشاركة، بالإضافة طبعاً إلى الموسيقى وفنون الطهي من هذه المناطق. ولأول مرة خلال الليلة الطويلة إلى المتاحف يمكن زيارة ست معابد يهودية "كنيس"، وهذه الفكرة تم وضعها بالاشتراك مع المركز الثقافي اليهودي.
وسيتم افتتاح هذه الليلة الطويلة مرة أخرى من على درج "المتحف القديم" "Altes Museum" في حديقة المتعة "لوست غارتن" "Lustgarten" في "جزيرة المتاحف". فهنا يمكن للمرء أن يستعلم عن هذا البرنامج في اللحظة الأخيرة ويمكنه في نفس الوقت شراء التذاكر الخاصة بذلك. ويعتبر هذا المكان أيضاً نقطة الإنطلاق بالنسبة لمعظم الحافلات المكوكية. ومن أبرز العروض الاستثنائية في هذه الليلة تبرز إطلالة منتصف الليل لمجموعة من راقصي النار الكاتالونيين التي سيتم تنفيذها للمرة الأولى في برلين.
وتبلغ تكلفة تذاكر الليلة الطويلة خمسة عشر يورو، مخفضة إلى 10 يورو فقط، وتتوفر في جميع المتاحف المشاركة وكذلك لدى مراكز المبيعات المعروفة في محطات القطارات، وستكون متاحة اعتباراً من الثاني من أغسطس، بينما تم توفيرها أيضاً على شبكة الإنترنت منذ 16 يوليو 2010.
ليالي رمضان 2010
وستشهد برلين للمرة الثالثة مهرجاناً ثقافياً كبيراً بمناسبة شهر رمضان المبارك يشارك فيه الجميع من مسلمين وغير مسلمين. ويسعى حفل "ليالي رمضان 2010" "Naechte des Ramadan 2010"بما يزخر به من حفلات موسيقية وأفلام ورقصات وفنون أدبية، إلى الغوص في ماضي وحاضر الثقافات المختلفة، التي تجعل المسلمين يشعرون وكأنهم في منزلهم: من المغرب إلى تركيا، ومن سوريا إلى الصين.
وعلى "جزيرة المتاحف" التي تعتبر مجمع الثقافة، وللمرة الأولى في منطقة "هايمات هافن" في قاعة "نويكولن"، سيتقاسم الفنانون الدوليون والبرلنيون المنصات ليقدموا تجربة ثقافية من أعلى درجة، والتي تجعل منه مزيجاً قلما يمكن للمرء أن يشاهده.
وفي نهاية شهر رمضان سيتم الاحتفال يوم 10 سبتمبر ب "ليالي رمضان" في "جزيرة المتاحف" بحفلة موسيقية، وسينتهي هذا الحفل الثقافي في 12 سبتمبر ببرنامج موجه إلى جميع أفراد العائلة.
وفي عدد كبير من المدن يساهم رمضان، شهر الصيام والليالي الاحتفالية، في صنع فرص متنوعة لتنظيم الأحداث والفعاليات الثقافية بعد نهاية وقت الصوم، بحيث أصبح حفل "ليالي رمضان" راسخ الجذور في تقويم الفعاليات في برلين.
ويقوم مجموعة من الفنانيين بعرض ثقافات بلدانهم من تقاليد الماضي وحتى التجارب حديثة النوع بإسلوب رائع. كما تتنوع الألحان مشكلة طيفاً من الموسيقى التركية وفنون الأغاني من مالي وأغاني الصحراء والبلوز وغير ذلك.
ومع إطلاق الأبواق وقرع الطبول الارتجالي في أنحاء المدينة والفنون الموسيقية والفنية الأخرى يقوم فنانون من ألمانيا بخلق جسور استثنائية فوق المراحل الزمنية والأجناس والثقافات.
ومن الجدير بالذكر أن هناك أيضاً أحداث أخرى مرافقة كالقراءات الأدبية، وعروض الأداء المتنوعة، والجمع بين موسيقى الريغي الناطقة بالألمانية والأخاديد الشرقية من المغرب، وحفلات الفرق الموسيقية التركية، بالإضافة طبعاً إلى الحفل الموسيقي الكبير في "جزيرة المتاحف" واحتفالات أخرى تتناسب مع كل أفراد العائلة، وبذلك يستطيع هذا المهرجان وحتى نهاية شهر رمضان أن يخلق العديد من المناسبات المتنوعة للاستمتاع والاحتفال في أجواء ثقافية متفردة.