- لنزاروتي جزيرة تحولت من جهنم بركاني .. إلى جنة سياحية
- سكنها البربر والعرب ثم الإسبان.. وعبرت بها الأساطيل القديمة
لنزاروتي جزيرة تحولت من جهنم بركاني .. إلى جنة سياحية
سكنها البربر والعرب ثم الإسبان.. وعبرت بها الأساطيل القديمة
اذا أردت زيارة القمر وأنت لا تزال على سطح الأرض، فاذهب الى جزيرة لنزاروتي الأسبانية التي تقع في واقع الأمر قرب الساحل الجنوبي للمغرب وليس قرب اسبانيا التي تحكم الجزيرة. فهي تبعد عن المغرب والصحراء الغربية بنحو 92 كيلومترا فقط. فالجزيرة الصغيرة واحدة من 5 جزر بركانية تشكل جزر كناري التي أصبحت من أشهر المصافي السياحة في العالم منذ عقد الستينات. ولكنها قبل أن تصبح هكذا، فقد كان تاريخ هذه الجزر «جهنميا» وقاسيا للغاية طوال قرون عديدة.
كانت غالبية سكان جزر الكناري حتى القرن الخامس عشر عربٌ مغاربة وبربر، رغم أن الوجود الأوروبي فيها خصوصا الاسباني كان يتزايد تدريجيا حتى احتلت اسبانيا الجزيرة وضمتها الى عرشها في مطلع القرن المذكور. غير أن انفجارا بركانيا رهيبا وقع في عام 1730 واستمر لمدة 6 سنوات متواصلة قضى خلالها على الحياة تماما. ولكن قبل التعرض الى جزء من تاريخ الجزيرة لنرى لماذا اشتهرت بأنها تشبه سطح القمر.
عندما انفجر البركان الرهيب، الذي يعد من أشهر الانفجارات البركانية في تاريخ الأرض منذ أن بدأ الانسان يدوّن سجلا لها، غطت حجارة اللهب الخارجة من بطن البركان الجزيرة بأكملها وقضت بالطبع على أي نبات أو ماء أو مظهر للحياة. وقد استمر البركان متفجرا لمدة قياسية بلغت ستة أعوام كاملة، مما جعل السكان الذين هاجروا الى الجزر المجاورة أو الى أوروبا وافريقيا يعتقدون أن جهنم قد وقعت على الأرض. وفيما بعد صمم أشهر فناني الجزيرة رسماً شيطانيا ذا قرنين لكي يصبح شعارا ورمزا للجزيرة يشير الى تاريخها البركاني الجهنمي. وعندما هدأت ثورة البركان في عام 1736 كان سطح الجزيرة قد اصبح يشبه سطح القمر الحجري، وهو لا يزال هكذا. لذا فاذا زرت الجزيرة اليوم رغم أن السكان عادوا اليها ويبلغ عددهم الآن نحو 55 ألفا يعيش معظمهم على السياحل فإن أعماق الجزيرة لا تزال عبارة عن صهر متحجر يمتد الى ما لا نهاية البصر في تعرجات وتكوينات لا تشبه الجبال العادية. فسطح هذه الجزيرة يشبه أمواج البحر المتجمدة، أو بالأحرى المتحجرة، وليس به انحناءات أو زوايا حادة كما في الجبال المألوفة.
منقول