تتمتع تايلاند بمجموعة واسعة من المعالم السياحية التي جعلتها من الوجهات السياحية المفضلة لدى الكثيرين من مختلف ارجاء العالم. فهي تتمتع بطبيعة ساحرة وكنوز ثقافية عريقة وشواطيء جميلة وسكينة ينشدها الهاربون من هموم الحياة ومشكلات العمل.
هناك معالم سياحية في تايلاند مشهورة ومعروفة يأتي اليها الزوار كل عام، ولكن لايزال فيها معالم اخرى لم يتعرف اليها الكثيرون بعد، وهذا قد يعود الى بعدها النسبي عن المدن، او لقلة الترويج لها في وسائل الاعلام، غير ان هذا لا يعني انها تقل اهمية أو جمالاً عن المعالم الاخرى الشهيرة.
ومن هذه المعالم خليج تايلاند الذي يبعد مسافة ساعتين بالسيارة عن مدينة بانكوك، العاصمة التايلاندية، وهو عبارة عن عالم من السحر والرومانسية قل نظيره.
وتجمع مقاطعتا بيتشابوري وبراشواب خيري خان بين الروائع الطبيعية والثقافة المطبوعة بطابع التقاليد الملكية، وتترواح المعالم الثقافية الرائعة على الشاطيء بين قصر خاو وانج الذي يعود بناؤه الى القرن التاسع عشر والفيلا الخشبية التي بناها الملك راما السادس، وكذلك الحدائق الجميلة التابعة للقصر الصيفي والتي لاتزال الاسرة الملكية التايلاندية تستخدمها.
ويلفت نظر الزائر الى تايلاند تلك المعابد المهيبة الغنية بصورها الجدارية وتفاصيلها الزخرفية والتي تبدي عظمة الفن والعمارة الكلاسيكية التايلاندية ومن الامور اللافتة للنظر ايضا تلك المناظر الطبيعية التي تحتضنها الحدائق الوطنية الفنية بنباتاتها وحيواناتها وكذلك شواطئها الرملية الخالية من الازدحام.
يضم ساحل خليج تايلاند عدداً من المنتجعات السياحية التي تقدم احدث وسائل الراحة والخدمة، وسط أجواء تعود الى ترف عشرينيات القرن الماضي، عندما كان الساحل يمثل ملاذاً مفضلاً للنخبة في بانكوك.
والى الجنوب من جزيرة بوكيت، تغسل المياه اللازوردية لبحر الاندمان شواطيء كرابي وترانج وساتون وهي مناطق جزيرية استوائية منعزلة توفر ملاذاً وادعاً في عالم بحري رائع الجمال.
وفي كرابي، تنتصب جروف جيرية من المياه لتحيط بشواطيء بيضاء وتتباهى فيفي وجزر اخري ومعظمها غير مأهول بشواطئها المهجورة وتخفي الكهوف البحرية رسومات على الجدران من حضارة بائدة.
اما الحيود المرجانية الملونة بألوان قوس قزح فتعد السياح بمغامرة غوص لاتنسى.
وعلى امتداد الساحل ترصع الجزر البعيدة عن شواطيء ترانج البحر تماما كما تفعل الجواهر في قلادة على صدر حسناء وتكثر الكهوف والاماكن الساحرة لكي تكشف عن اعاجيب الطبيعة بينما يخيم الهدوء والسكينة على الحياة الرتيبة لقرى صيد السمك التقليدية. وفي المناطق الداخلية من البلاد، يزخر الريف بالشلالات الاخاذة والكهوف الجبلية.
وقد لا تكون الطبيعة في اي مكان آخر بالجمال الذي هي عليه في ساتون التي تشكل مع حوالي 50 جزيرة عذراء عالم حديقة تاروتاو الوطنية الطبيعي الرائع، الذي ينتظر ان يتم استكشافه بالقارب، وسيرا على الاقدام في طرقات الجزر. ويقع المزيد من الكنوز الطبيعية في شبه الجزيرة الجنوبية التي تضم حديقة ثاليبان الوطنية بغاباتها المطيرة الاستوائية الكثيفة وادغالها وتنوع حياتها البرية.
وعبر البرزخ التايلاندي تعكس بحيرة فانا لونج صورة القرية الساحرة التي تحمل اسمها، والتي تشكل المكان المثالي لاقامة حفلات الترفيه التقليدية مثل رقصة مانورا وعروض دمى العرائس، والفعاليات الثقافية التي تشتهر بها المناطق الجنوبية من تايلاند.
وفي آيان التي قطنها التايلانديون منذ مرحلة ما قبل التاريخ، وجد علماء الآثار كنوزاً تنتمي لاقدم حضارة في العالم من العصر البرونزي، وتظهر انجازات تلك الحضارة في اعمال فخارية مصنعة بشكل رائع يدل على مهارة فائقة.
وعلى مقربة من نهر الميكونج يمتد معرض للفنون من فترة ما قبل التاريخ بطول نصف كيلومتر على جروف صخرية ويضم هذا المعرض رسومات فنية حفظت بحالة ممتازة على تلك الصخور، وفي الفترة التاريخية الموثقة، سيطر الخمير القدماء على آيسان قبل ان يصل التايلانديون الى السلطة، ولا تزال آثارهم من المعابد والرموز شاهدة على حضارتهم حتى يومنا هذا.
وفي بياي في ناخون راتشاسيما وفي فانوم رونج ببوري رام وفي عدد من المواقع الاخرى في سيساكيت وسورين يربض أروع شاهد على العبقرية المعمارية للخمير خارج كمبوديا.
ان الماضي لم يتوقف في ايسان فتاريخ المنطقة لايزال متصلا بشكل مهرجانات يجري الاحتفال بها بالموسيقى والضحك والالوان.
فهناك مهرجان خاص بقدوم موسم الامطار، وآخر خاص بالحيوان الذي يحظى بالمحبة والاعزاز في تايلاند، وهو الفيل.

• * منقول للفائدة منه **