احببت ان اشارك الجميع بقصة حادث مروري و قع لي في تركيا حج العام 2009. ابعدنا الله و اياكم عن كل مكروه ..
بداية الرحلة : تبوك
تم الانطلاق من تبوك فجر يوم الاربعاء و المقصد دمشق و الحمدلله تم الوصول تقريبا الساعه 5 مساءا .. و بعد قضاء يوم في احضان احد فنادق العاصمة السورية تم الا ستيقاظ صباحا و الوجهه كانت تركيا ...
تم الوصول الى تركيا الظهر تحديدا الي باب الهوى و من باب الهوى الى اسكندرون و من اسكندرون تم الوجه الى ادنه و مبيت الليلة الاولي داخل تركيا هناك للراحة ...
الطريق الى ادنه من المملكة العربية السعودية جميل جدا و ممتع و يزداد امتاعا كل ما زاد البعد عن الاراضي السعودية ... و ييبدا التحول التدريجي من الارض القاحلة تحديدا عند الدخول الى الاراضي السورية و عند تجاوزك دمشق تبدا مرحلة المروج الخضرا و الطبيعة النظرة ... الطريق داخل الحدود التركية سريع و حتى الوصول الى ميرسين فقط ..
نحن الان في ادنه و في بداية يوم مشرق جميل ... تم السير في الخط السريع و على بعد مسافة قصيرة تم الوصول الى ميرسين ............... و هنا تنتهي الخطوط السريعه !!!
الهدف كان انطاليا و انتهاء الخط السريع في ميرسين ... اي قبل انطاليا ب 500 كيلو متر ...
اصبح الطريق جبلي ذو مساران فقط .. لا يوجد حواجز جانبية .. و الكثير الكثير من التحويلات... يشبه كثيرا طرق الجنوب ما بين الباحه و الطائف .. ليس الان .. لكن قبل عشر سنوات ... طريق ضيق و يرتفع فوق الجبال ( لم تكن كثيرا شاهقة - و لكن مرتفعة ) .. السرعه القصوى اللتي استعطت قيادة السيارة فيها لم تتجاوز ال 60 كيلو متر .. و بعد مرور 3 ساعات تقريبا تم قطع فيها 200 كيلو متر تقريبا حدث ما لم يكون في الحسبان ... سقوط صخرة من الجبل المجاور على سيارتي و ارتطم في الباب الخلفي .. لازال المنظر اما عيناي .. لكن الحمدلله الذي قدر وما شاء فعل ..
نزول من السيارة و لحظة تأمل .. الباب الخلفي من جهة الراكب مهشم تمام - باب الراكب لا يفتح - الجنط الخلفي غير صالح و اجزاء قليلة من الرفرف الخلفي ... هذا كان و صف للسيارة بعد سقوط الحجر ... اما من الجهة الاخرى ... فعلى اليمين الجبال الشاهقة و على اليسار هاوية عميقة تنتهي بالبحر الابيض المتوسط .. جو مشمس و رياح عاتيه و الساعه تقريبا الواحدة ظهرا .. بعد تفحص السيارة و المنطقة المجاورة لمحت بالأعلى عمال يقومون باعمال الهدم على سفح الجبل !!! نعم نعم ... هم الذين اسقطو عن طريق الخطأ الحجر العملاق ...
قمت بايقاف اول السيارات العابرة كان يتحدث الانجليزية و طلبت منه الاتصال بالشرطة و تم ذلك .. دقائق معدودة و يتجمع حولي العمال ( اللي كانو فوق الجبل ) لم استطع التحدث معهم لعد وجود لغة مشتركة بيننا لكنهم احضرو الي الما و طلبو مني ان اردت ان استريح داخل سيارتهم انا و زوجتي بدل من الوقوف في الطريق .. فكان ذلك .. مرت الدقائق العشرون الاولى و نحن في منتصف الشارع ... و عندها حضر رجل يتحدث العربية المكسرة .. افهمني انه هو صاحب الشركة ( الشركة اللتي تسبب عمالها في سقوط الحجر ) و تحدث معي بكل لطف انه مستعد للتعويض لان شركته لديها تأمين ضد الاخطاء ... ولكن طلب مني انتظار الشرطة ...
و بعد مرورو قرابة الساعة اتت الشرطة ( سيارة مكتوب عليها بوليس ) و لم تفعل اي شيء .. قامو بالتقاط الصور و ذهبو .. و ما فهمته ان الحادث خارج نطاق عملهم ..
و بعد 30 دقيقة اخرى ... حضر البواسل ( الجند اورما - اشبههم بالمجاهدون في المملكة العربية السعودية ) كان حضورهم بسيارة بيك اب نزل القائد الهمام و معه جنوده ... الجنود مسلحون بالرشاشات , الجندي الاول توقف خلف سيارتي بسلاحه الرشاش و اما الجندي الاخر فتوقف امام السيارة و كان ايضا يحمل سلاحا .. احسست و قتها بالطمأنينة .. اتي اللي الظابط و طلب مني ان اخبر زوجتي ان تستريح بسيارته بدلا من سيارة العامل .. فكان ذلك
و بعد ما شاهد الظابط مكان الحادث و استمع لاقوال المقاول اتى ليستمع الي.. لم يكن يجيد الانجليزية .. لكن هنا هداني الله للاتصال بالسفارة السعودية .. ( الو سفارتنا .. انا مواطن حصل لي حادث مرروي في منطقة نائية و اوريدك انت تتولى عملية الترجمة مع الظابط ,, فوافق مشكورا .. افهمني الموظف من السفارة بعد الحوار مع الظابط .. ان المقاول لديه تامين و لكن حتى احصل على التعويض على الانتظار و السكن في نفس الموقع مدة اسبوعان حتى انتهاء الاجرارءات و عليه نصحني ان اتنازل - الله يسامحه - ) .. فاخبرت موظف السفارة انا متنازل لا اريد التعويض و لكن اريد ان اصل الى انطاليا و كل ما اريده من الظابط ان يامن لي طريقة للوصول الى انطاليا .. ابلغ الموظف بالسفارة طلباتي للظابط و هي (الوصول الى انطاليا اما السيارة فانا متنازل ) ...
هنا علم المقاول اني متنازل ولكن كل ما اريده ان اصل الى انطاليا .. و للتاكد قام الظابط بالاتصال على احد زملائه الذي تحدث العربية وتاكد انني اريد التنازل ..
فقام عندها المقاول بالاتصال على ابنه .. و طلب منه ان يوصلنا الى انطاليا بسيارته الخاصه .. و اما سيارتي اخبروني ان شركة التامين ( التامين اللي تسويه عند الدخول ) ستنقلها الى اي مدينة اريدها ... هنا كان الغباء المدقع مني .. كان يفترض ان اعيد السيارة الى الحدود السورية و لكن لجهلي طلبت ان ينقلوها الى انطاليا ...
اتى الابن بسيارته و وضعنا الامتعه و ودعنا سيارتنا بعد تسليم المفتاح للظابط و وعدنا انها ستصل ليلا الى انطاليا تحديدا الى وكالة فورد .. و لكن قبل الرحيل علينا انا نتوجه الى مكتب الجند اورما لانهاء الاجراءات ...
دخلنا المكتب انا و زوجتي المصون و تحقيق بسيط بوجود مترجمة للانجليزية و كان من اظرف الاسئلة .. سؤال موجه لزوجتي ... هل زوجك كان متعمدا !!!! ........ عند انتهاء الجلسة طلبت من الظابط بورقة تثبت كل ماحدث رفض .. اخبرته لا يمكن ان اغادر بدون الورقة .. كان سبب الرفض ان الظابط الكبير لم يكن موجود و يجب ان يقوم بالتوقيع اولا على المحضر .. ولكن اخبرني انه تعاونا منه سيعطيني نسخة من المحضر لكن بدون توقيع .. للقصة بقية ...
انتهى التحقيق و صعدنا مع الابن - جينش كان اسمه و تعني الشمس باللغة التركية والله العالم - وكانت الوجهة انطاليا التي لا تبعد سوى قرابة 250 كيلو و لكن اخذ منا الطريق ان لم تخني الذاكرة 4 ساعات او تزيد .. خلال الطريق توقفنا في مدينة ساحلية جميلة جدا على مشارف انطاليا لتناول العشاء و كان على حساب - جينش الابن -
الوصول الى انطاليا .. استلام الغرفة المحجوزة في فندق ديفان ان سلفا .. الاستيقاظ صباحا .. البحث عن السيارة .. من خلال العنوان المعطى توجهت مع صاحب التاكسي الى مقر شركة فورد و رايت سيارتي المصون و اخبروني لا امل من اصلاحها لان السيارة ماركيز و الوكالة فورد .. قلت لا مشكلة ساتي في الغد لاستلامها ...
عدت الى الفندق ظهرا .. حسنا ... ما العمل .. الان كل ما اريده ان اعود للوطن .. حسنا علي التخلص من السيارة !! فلا يمكن ان اعبر الحدود التركية الا بسيارتي ...
قمت بالاتصال بالسفارة السعودية و قامو بتحويل اتصالي الى مسؤوول شوؤن السعوديين .. اخبرته بالقصة .. اجاب هناك حلان عليك ان تقوم بشحن السيارة الى السعودية او ان تقوم بتصديرها من الجمارك و تبقيها لدى الجمارك التركية .. حاولت ان اقوم بشحن السيارة لكن فوجئت ان مدينة انطاليا لا يوجد بها بواخر الى السعودية .. و علي اولا ان اقوم بشحن السيارة الى ازمير .. ومن ازمير عن طريق الباخرة الى السعودية .. و لكن مكاتب الشحن ستغلق خلال يومين لحلول اجازة الحج ..اي لا وقت كافي للوصول الى ازمير ....
قمت ببعض العمليات الحسابية البسيطة ( سعر السيارة مستعملة لنفس سيارتي ( السيارة و الحمدلله لم اشتريها وكالة )و قارنته باجمالي سعر شحن السيارة الى ازمير برا و من ثم بحرا الى جده بالاظافة الى اسعار التنقل و الاقامة في ازمير و اخيرا قيمة اصلاح السيارة ) و اقتعنت ان الحل الاخر هو الاسهل ..
انتهى يومي الاول في انطاليا و قد قررت ان اتبع الحل الاخر تصدير السيارة عن طريق الجمارك .. صحوت صباحا في اليوم التالي .. علي ان اجد الجمارك و التي يمكن ان اصدر اليها السيارة .. بعد سؤال موظفين الفندق عن موقع الجمارك لم اجد اي اجابة .. ما العمل ... اين الجمارك .. خطرت لي فكرة ان اتوجه للشرطة فالشرطة حتما تعرف اين الجمارك .. بحثت عن اقرب مركز للشرطة و جدته .. اخبرتهم بقصتي .. اجابوني تريد الجمارك اذهب للميناء ..
و الاجمل من ذلك .. اخبرني احد رجال الشرطة بعد ان عرف قصتي .. انه سياتي الي غدا صباحا الى الفندق و يقوم باصطحابي الى وكالة فورد و من ثم نقوم باخذ السيارة الى الميناء .. وافقت ... شكرا ايها الشرطي الرائع ..
اليوم الثالث .. صباحا .. و على الموعد اتى الي رجل الشرطة .. اصطحبني بسيارته الى وكالة فورد . استلمنا السيارة .. و لم اغادر من الوكالة الا بعد استلامي تقرير من الشركة ان الشركة لا يمكن ان تقوم باصلاح سيارتي ..
توجهنا الى المينا .. تم ايقاف السيارة داخل المينا .. لكن تم رفض استقبال السيارة .. بحجة ورقة تقرير الحادث لم تكن مختومة ... اتصلت بالسفارة و تم تحويلي الى مسؤول الرعايا السعوديين نفس الشخص الرائع - عفوا و الله نسيت اسمه- اخبرته انني قررت ان اصدر سيارتي و لكن تم الرفض و طلبو مني ان يكون التقريري مختوم .. ولكن كيف .. محال ان اعود من نفس الطريق الى مكتب الجند اورما ... اخبرني ان انتظر و سيعاود هو الاتصال بي ..
نفس اليوم ظهرا و قد عدت الى الفندق .. اتاني اتصال من انثى من السفارة السعودية .. كبيرة في السن .. تتكلم العربية المكسرة .. اخبرتني انها محامية .. طلبت مني العودة الى الجمارك ... حاظر .. اقرب تاكسي من الفندق و على الجمارك .. اتصلت بها .. اخبرتها انا في الجمارك .. حسنا .. توجه للموظف الحامي بيك .. بعد مكالمة بين المحامية و الحامي بيك .. لا امل .. يجب ان تختم الورقة .. هنا كان سائق التاكسي بجواري .. و تقدم و اصبح مساعدي الخاص .. حاول مع الحامي بيك ما فيه امل ... طيب و الحل .. قالت لنا المحامية روحو مركز الجند اورما الرئيسي في انطاليا و من هناك اتصلو علي .. حسسنا .. عدنا للتاكسي و توجه بي الى مركز الجند اورما .. اصبح سائق التاكسي هو من يقوم بالعمل طلبني و رقة التقرير و قام هو بمحادثة المحامية و وصلنا الى مركز الجند اورما الرئيسي لم يسمح لي بالدخول .. و لكن سائق التاكسي دخل اليهم .. و افهمهم ما نريد .. و عاد الي مبتسما حسنا علينا ان نعود الان الى الجمارك و سيصلهم هناك فاكس بالتقرير .. عدنا الى الجمارك ساعة انتظار و من ثم اتى الفاكس .. بدا سائق التاكسي يقوم باجراءات تصدير السيارة وانا مجرد مرافق .. قام بمجيع الاجراءات مشكورا و في تمام الخامسة انتهينا .. تم ختم خروج السيارة على جواز السفر .. و عندها دعاني سائق التاكسي الى تناول القهوة بجور البحر !!!
بعد تصدير السيارة استمتعت بقضاء اربع ايام في انطاليا ثم قمت بعمل حجز طيران - انطاليا - اسطنبول يومان - جده
لماذا اكتب اليوم ...
قبل سفري لتركيا اجد الكثير يردد الشعب التركي غير محترم و يجب الحذر منه ... عذرا .. اخطاتم ..
في تجربتي القصيرة تعاملت مع الشعب التركي و بمختلف طبقاتهم و اليكم :
1- العمال سقوني الماء و طلبو من الراحة بسيارتهم .
2- المقاول صاحب المال طلب من ابنه ان يوصلني بسيارته الخاصة
3-الشرطي حضر الي اليوم التالي و اوصلني مكان ما اريد
4-سائق التاكسي .. كان عند وصول الميناء يقوم بايقاف العداد و تسجيل المبلغ على ورقة حتى لا ادفع ثمن الانتظار .. و فعل ذلك طول تواجده معي .. و اختتمها بدعوة في احد المقاهي ..
لا اعلم هل انا اخطات ام اصبت عند نقل السيارة الى انطاليا و التنازل ... اترك هنا المجال للخبراء ..
عند التعرض لمكروه في الاراضي التركية .. فما هي الاجراءات المتبعة .. سيارتي المصدموة ما هي اسهل السبل لاعادتها الى السعودية ؟
عند و قوع حادث .. في منطقة نائية ما ذا يجب علينا ان فعل ؟؟ ما هو دور السفارة ؟؟
اتمنى من خبراء تركيا .. ان يجيبو ... انا لن استفيد .. فقد وقع ما و قع و اصبح من الماضي .. و لكن لتكن الفائدة للجميع مستقبل ..
عذرا للاطاله
خاتمة .. ان هيئت لي الظروف مرة اخرى سازور تركيا مجددا بسيارتي