- 0ألف دولار فاتورة مياه أحد الفنادق خلال شهري يوليو وأغسطس
- لبنان- الراية- أنور عقل ضو:
- محطة بحمدون
- مناطق الاصطياف
- صوفر
لبنان: مطالب بالغاء السياحة ومنع قدوم المغتربين
معاناة المياه تعدت المشهد الصيفي
0ألف دولار فاتورة مياه أحد الفنادق خلال شهري يوليو وأغسطس
لبنان- الراية- أنور عقل ضو:
تسعون الف دولار أمريكي بلغت فاتورة مياه أحد الفنادق خلال شهري يوليو واغسطس كلفة تأمين المياه بالصهاريج يؤكد رئيس بلدية محطة بحمدون (إحدى أهم بلدات الاصطياف في لبنان) السيد أسطه ابو رجيلي، وهو يعرض ل الراية معاناة لما تزل ماثلة بالرغم من كمية الامطار المتساقطة، وغياب جمهور المصطافين اللبنانيين والعرب عن البلدة التي اضطرت مؤسساتها السياحية لشراء المياه عبر الصهاريج لتأمين موجبات العمل وخدمة زبائنها.
المشكلة أن هذه المعاناة تعدت المشهد الصيفي في لبنان، وما تزال صهاريج المياه تجوب مناطق الاصطياف من اقصى الجنوب إلى اقصى الشمال، وما يسترعي الانتباه إزاء هذه المشكلة، أن بعض رؤساء البلديات يؤثرون الصمت وعدم رفع الصوت عالياً لاعتبارات سياسية، ذلك ان المطالبة قد تعني انحيازاً لفريق سياسي دون آخر، انطلاقا من الواقع السياسي المتداخل مع القضايا الخدماتية العامة.
وما تزال القرى اللبنانية تعاني العطش بشكل لم تعهده من قبل وسط الامطار الغزيرة قبل عدة أيام كنا نملأ خزان المياه على سطح المنزل يقول السيد عماد أبو حمدان، ويضيف هذا الصيف اضطررت إلى شراء 20 صهريجاً من المياه والحبل على الجرار .
ويبدو ان نعمة السماء لم تلغ تبعات هذه المشكلة وما يترتب عليها من نتائج سلبية تطاول جميع مرافق الحياة، وليس ثمة من لديه اجابة عن استمرار انقطاع المياه والتقنين المستمر، بالرغم من ان جمهور المصطافين غادر قبل نحو شهرين وتراجعت الحاجة إلى المياه فضلاً عن تفجر مياه الينابيع المفترض ان تحل المشكلة مع تدفق المياه اليها بغزارة.
محطة بحمدون
وأكد ابو رجيلي أنه اذا استمرت ازمة المياه فسنطلب من المسؤولين وقف اعطاء رخص البناء وعدم الطلب من السياح القدوم إلى لبنان ، ولفت ايضاً إلى أنه اذا لم تكن ثمة حلول لهذه المشكلة فسنطالب بالغاء السياحة ومنع قدوم المغتربين إلا إذا احضروا المياه معهم ، وحمل مسؤولية الواقع القائم إلى الدولة وبشكل خاص وزارة الطاقة والمياه .
وتوقف ابو رجيلي عند مشكلة المياه الملوثة، وأشار إلى أن نسبة التسمم في الطعام والمياه كانت عالية جدا هذا الصيف بسبب انقطاع المياه ، وعزا الامر إلى أن المياه التي كانت تستخدم في البيوت والفنادق والمطاعم كانت ملوثة ولم تكن هناك رقابة عليها .
سامي نويهض (صاحب مؤسسة سياحية) أشار إلى اننا كنا نعتمد بنسبة 95 بالمائة على المياه التي كنا نشتريها على نفقتنا الخاصة ، ولفت إلى أن صهريج مياه سعة عشرين برميلا ثمنه 250 دولاراً وتراجع سعره الآن إلى 200 و150 دولاراً .
ولفت يوسف الهبر صاحب محل تجاري إلى أن عدم توفر المياه كان له اثر سلبي على الموسم الذي اقتصر على شهر ونصف الشهر وكان يمكن أن يمتد إلى هذه الفترة لو ان المياه مؤمنة .
مناطق الاصطياف
في بلدة سوق الغرب أشار رئيس البلدية نبيل صليبي إلى أن المياه تصلنا بمعدل ست ساعات كل عشرة أيام . وقال: الجباية تدفع حتى في ظل غياب المياه فلماذا التقصير بحق اخوتنا المصطافين العرب عموما والخليجيين خصوصاً؟ وأين الجواب على سؤالنا المتكرر عن سبب انقطاع المياه؟ وناشد صليبي وزارات الطاقة والاقتصاد والسياحة والداخلية والبلديات العمل على تأمين مياه الشفة للبلدات والقرى السياحية لأن الوضع لم يعد يطاق وتأمين المياه بات حاجة ملحة ، وعرض لتأثير هذا الامر على موسم الصيف حيث اضطر المصطافون العرب واللبنانيون إلى مغادرة البلدة وبينهم بعض اهالي سوق الغرب .
وتعاني معظم قرى وبلدات الاصطياف الواقع عينه، وعلمت الراية أن تحركا واسعاً ستقوم به الجمعيات الأهلية قريباً، ويشير أسعد رشماني إلى أن المشكلة ناجمة عن قلة المياه ، وقال: راجعنا مرارا وتكراراً المسؤولين ووضعناهم في اجواء ما هو قائم، لا بل انه عندما ابلغناهم اننا سنقوم باعتصام وتحرك شعبي واسع لمواجهة واقع الحال، قالوا لنا انهم سيكونون في طليعة المعتصمين للمطالبة معنا بايجاد مصادر مياه جديدة تلغي تبعات المشكلة القائمة.
صوفر
والجديد هذا العام أن مشكلة المياه طاولت بلدة صوفر وهي من أهم المصايف التي يؤمها العرب واللبنانيون الذين يملكون فيها قصورا وفيلات فخمة، وتجدر الاشارة إلى أن صوفر كانت على الدوام بعيدة عن أزمة المياه، والفضل في ذلك يقول فؤاد شيا إلى رؤية رئيس بلديتها الراحل ابراهيم سرسق الذي استشرف المستقبل قبل أكثر من خمسين عاماً واشترى ينابيع وقام باستجرار مياهها إلى البلدة .
محمد الصايغ أشار إلى انها المرة الاولى التي نعاني فيها من مشكلة المياه بشكل كبير ، ولفت إلى ان المشكلة بدأت منذ شهر اغسطس الماضي وما تزال مستمرة والمياه لا تصلنا إلا يوما واحداً في الاسبوع . وقال: في السابق كانوا يقولون ان السوريين يسرقون المياه، أما اليوم فالسوريون غادروا لبنان.
أحد أبناء البلدة طالب باجراء تحقيق لمعرفة سبب الازمة وما إذا كانت هناك أولوية للمياه لصالح كبار الأثرياء .
وكان قد حضر أمس الاول وفد من نساء البلدة إلى البلدية للمطالبة بالمياه، إلا أن مصدراً مسؤولاً في بلدية صوفر عزا المشكلة إلى الشح الكبير في مياه الينابيع التي تغذي صوفر ، وأشار إلى أن البلدية تتابع هذه المشكلة مع الجهات المعنية .
السدود
وفيما يتعدى المشكلة على مستوى المجالس البلدية، يؤكد مواطنون أن بعض المسؤولين عن توزيع المياه ولاعتبارات نفعية خاصة يؤمنون المياه ساعات إضافية لمن لديه المال والسلطة لبنانياً كان أم خليجياً .
وهنا لا بد من التنويه إلى أن الواقع القائم يفترض إيجاد حلول ناجزة ونهائية، ليس أقلها البدء في بناء السدود بما يلغي مشكلة المياه في لبنان عموما والمناطق السياحية بشكل خاص.
رئيس مصلحة المياه في جبل لبنان المهندس أنور سعد قال ل الراية ان المشكلة القائمة تمثل بوجود شحائح قوية على مستوى المصادر المائية بسبب قلة المتساقطات الشتاء الماضي ، إلا ان الاهم في هذا السياق- وبحسب المهندس سعد - أن مصادر المياه ما تزال هي هي منذ خمسين سنة فيما عدد السكان تضاعف وكثرت المجمعات السكنية الكبيرة .
واعتبر سعد أن لا امكانية لتأمين حل آني للمشكلة القائمة ، ورأى أن المشكلة المستمرة على مستوى نقص المياه تتطلب بناء السدود ، وأكد أن بناء السدود من شأنه حل جزء كبير من مشكلة المياه على مستوى لبنان جبلا وساحلا .
ورأى في المقابل أنه حتى لو زادت كمية المتساقطات فلا يمكن أن تحل هذه المشكلة ما يجعل السدود حاجة ملحة وضرورية لمواجهة واقع الحال .
اللهم لك الحمد والشكر