- وإن طال فينا زمان الحنين
- في البداية
- عادات الناس وكيفيه تأقلمهم مع الحياة تعطيك دفعة للأمام ..
حملناك يا مصر بين الحنايا
وبين الضلوع وفوق الجبين
عشقناك صدرا رعانا بدفء
وإن طال فينا زمان الحنين
في البداية
متأسف على الغياب بس مشاغل دنيا ..وجفاف قلم ..ومسيرنا نرجع نتكلم عن مصر معكم.. وش نسوى العشق يذبح ..بعد سفرة يناير كنت اخذت قرار وهو انى خلاص بجرب الفنادق في مصر وادور على برنامج كله لمبات وفخامة ودلع ..بس ..
ما قدرت من جد ..اعرف ان الكلام عن الشعبيات ليس على هواء السواح واعرف انى كتبت كثيرا عنها .. وساعات يخيل لي انى سأسبب لكم الصداع من كثرة مقالاتى في الشعبيات ومن فيها ورغم وجود المدونه الا انى ارى في المسافرون العرب المكان الانسب للكتابة وتبادل التجارب لأن العشق واحد وحتى ان لم تستطيعوا الذهاب لهذه الآماكن الا انكم ستشعرون بها وانا في الفترة السابقة حاولت ان اتخيل شكل سفرة جديده لمصر عبر فنادقها ومنتجعاتها السياحيه لكن للأسف
رجعت احن للصحبة والشلة المصرية الى حببتنى في مصر وعلمتنى شلون احبها كنت اروح مع اصحابي الى عدة اماكن ونمشي فيها ...مشى عمرى ما مشيته
وكانوا نعم الرفقة ودائما ما تذكر الايام والليالي الجميلة التى قضيتها معهم واحن اليها
..تعرفون ان الثورة الحضارية التى نحن فيها جعلتنا لا نتحرك ..ما اعشقه هناك هو ما لا استطيع فعله هنا ..اي مشوار في البلد عندنا بسيارة حتى المسجد بسيارة ..كل شي نريده بسرعة ..آه كم اكره صوت رنين الجوال ..احمل معى جوالين واحد للعمل والثانى خاص ..وهناك اتخلص من الاثنين..
هنا انخرط في برتكول اجتماعى خانق احياناً زيارات مجاملات واجبات لا فكاك منها وهناك ياسلام على روعة التخلص من المسئوليات ولهذا تأتى الحاجة للأجازة ..لتكون العودة اقوى ..
والسر هو الحنين للهدوء وللراحة وما اجمل ان تترك النفس تنجرف خلف ما تهوى من المباح.. وان تدع الآماكن والشخوص تسيرك ..جميل ان تجد اعزكم الله "حمار " اسفل العمارة لا يحتاج الا لرفسة
بدلا من محاولات تشغيل وفتره لأرتفاع الحرارة والتأكد من المرايا ومنسوب الزيت وشيل هم بنزين ..ما احلى التخلص من كل شي ...تغيير الحياة
لن تعرف قيمة الاشياء الا اذا جربت يوما العيش بدونها ..لذة ما بعدها لذة ..
انا كسول بطبعى وهنا كل شي مجهز لي ايام العمل يوجد في العمل من يفطرنى والاجازة ام العيال الله يخليها لي..كنت في مصر عندما انزل من البيت واقول انزل لأنى في الدور الرابع بينى وبينكم فرحان "بكم " عدد الدرجات التى اجبر على طلوعها ونزولها كل يوم ..
ماعلينا ..الفطور رائع ان تسعى اليه وان لا يأتى اليك تذهب الى الفران "بتاع العيش" وتنتقى العيش ..
.وتمر على بتاع الطعميه والبطاطس المهروسه والمقرمشه وتشوف نفسك وتختار ما لذا وطاب
ما يجعل الحالة في قمة الروعة التعامل مع الاشخاص ..السحر الذي يندر ان تلقاه في أي مكان ..اجراء محادثه امر سهل في مصر واستشهد بقول احد الاساتذه في المعهد البريطانى حين قال ان على أي اجنبي يريد ان يتعلم اللغة العربيه فليختار اللهجة المصريه وليذهب الى مصر ..انتهى
انا في أي مكان لا اكتفى بطلبي فقط ..والاحلى ان المصريين في الحي الشعبي ايضاً لا يكتفون ..دماثة خلق ..وكرم وحسن استقبال ..طبعاً انا اتكلم من زاوية شي عايشته واعرف انه من الصعب على البعض فعله ..
او حتى الانسجام فيه ..بعد الافطار يحلوا الجلوس على المقهى والالتقاء بالناس ومراقبة الاحداث بدء من الصباح الباكر قبل ان يبدا احد العمال برش الطريق ..
مئات من الاحداث ..الطريف والغريب ..انا شفت مباريات كورة على عدد شعر راسي لما كنت في ال15 من عمري لأن ما بقى منه الان لن يكون مثالا جيدا .. وما رأيت احلى من مشاهدتها في مقهى مصري شعبي طبعا ..المبارة لا تخلوا من الاهداف كما القهوة لا تخلوا من الاحداث واحيانا تنتهى بأغلاق التلفزيون بأمر صاحب القهوة حفاظاً على مافيها من اثاث واعلان طرد "بتوع الكورة" ..
كنت احب برضه لما اجلس في الحاره اخرج اتمشى فيها ..وساعات كنت اتمنى ان التقط صورة لكل مشهد ارآه ..ولكن لكل شي حدود ..لذلك احاول ان انقل لكم كل جزء وجدت فيه لمحة جمال ..تعجبنى الشوارع الضيقة والتى تضيق وتضيق كل ما تعمقت فيها اكثر ..
عادات الناس وكيفيه تأقلمهم مع الحياة تعطيك دفعة للأمام ..
الواحد بجد يحتار هل يتكلم عن المكان ام عن من يسكن فيه ..وعن نوعية الحياة البسيطه الغير معقده ..العم حسان ليس لديه بطاقات ائتمان ولا هو محتار في سيارة او اختيارات ثانويه ..ومش شايل هم زي الى احنا بنشيلة ..كان في قمة الرضا والقناعة ويقول .. دايما في حياتنا بنخلق المشاكل وعلى الصغيرة ونكبرها شايلين هم الدنيا وتلاقي الاحلام 20 طابق فوق بعض ومش عارفين الموت في أي طابق مستنينا ...جميل ان تعيش يومك بدون تعقيد وقلق ..
العم حسان مبسوط لأنه نجح في بيع المحصول لا يحمل هماً وسيضع راسه على مخدته لا طالب ولا مطلوب جلست معه في الشارع وهو يشرب ارجيلته ويكلمنى عن "الوراق " وكيف كان وماذا صار ..وعن الجيل الجديد وجنونه ..وعن ايام الملكيه وايام الثورة ..قالى انه اتعرض عليه احد العومات زمان ورفضها ..من يترك الطين والخضرة ويسكن في وسط الميه!! ..حتى لما عرف ان العوامات بقت بالشي الفلانى قالى ما ندمتش لأنى مؤمن بالى انا عملته زماان ..وكان قرار صح في وقته ..
ليس كل الوقت اقضيه في الحارة لكن اخصص لها جزء ..اذهب الى الافراح بدعوة من اهلها اشاركهم الفرحة واعيش معهم اللحظة والمصريين يعطون الفرح حقه كما الحزن ..
حميميه منازلهم ذكرتنى بمنازلنا زمان ومن عمق التأمل بدأت اؤمن بأنه كل ما زادت الجدران تباعدت الابدان وانحصرت العلاقات ..لذا من الجميل ان نحظى بقليل من هذا الجو ومن حسن الحظ انه ما زال موجود ..
اشياء كثيرة نفس الواحد يقولها عن الحارة المصريه الى انا شفتها ..نفسي اكلمكم عن فلان وفلان والمكان الفلانى ..عن الحكايات والخرافات عن المبكيات والمضحكات ..زحمة القصص في راسي كزحمة طلاب المدرسه امام بوابة الخروج ..كلهم يريدون الخروج وقليل منهم يخرج الاول..
لذا اتمنى انى اثرت الموضوع بما يستحق الصور المرفقة هى من رحلة يناير ولكنها لم تنشر بسبب الافضلية ..
دمتم بود
عاشق الكنانه
أنا فعلاً باحب الأحياء الشعبية في مصر ، وفي فترة من فترات دراستي كنت ساكن في أول فيصل في شارع أحمد ماهر باشا جنب بولاق ،، لكن بصراحة انتا خليتني أكتشف جمال فظيع في الأماكن هذه ،، الله يرحم أيام ما كنت أنزل السبت لبياع الفول في العربية ،، وأطبخ الفول على الطماطم و البصل مع العيش البلدي و معاها كباية شاي بلبن ،، ياسلالالالالالالالالالالالالالالالالالالام ، أحلى فطور .
شكراً لأنك أتحفتنا بتحفتك ،،
إلى الأمام