- معالم الاقصر
- معبد الكرنك
- صورة للاقصر قبل بدء التطوير و ازالة العشوائيات
الأقصر عاصمة مصر القديمة في عهد الإمبراطورية وتبعد عن القاهرة 670 كيلومتر. وهي مدينة تاريخية تقع في وسط محافظة الأقصر بأقصى مصر العليا "الصعيد" يحدها من الجنوب مركز إدفو ومن الشمال مركز قوص ومن الشرق محافظة البحر الأحمر ومن الغرب مركز أرمنت وحدود محافظة الوادي الجديد. تمتاز مدينة الأقصر بجمعها بين الماضى والحاضر في وقت واحد؛ فلا يكاد يخلو مكان في مدينة الأقصر من الآثار القديمة التي تعود لآلاف السنين.
تعددت الأسماء التي أطلقت على الأقصر في تاريخها، واشهرها طيبه ومدينة المائة باب، كما وصفها هوميروس الشاعر الإغريقي فى الإلياذة، ومدينة الشمس، ومدينة النور، ومدينة الصولجان، واطلق عليها العرب هذا الاسم: الأقصر، جمع الجمع لكلمة قصر حيث جمع كلمة قصر (قصور) وجمع التكثير أو جمع الجمع (الأقصر) وذلك نظرا للقصور والمعابد التي بها، مع بداية الفتح الإسلامي لمصر. وهي تعتبر المدينة مشتى سياحي رائع وبؤرة جذب لعشاق الحضارة الفرعونية. وتمتاز المدينة بطابعها الفريد الذي يميزها عن جميع بقاع العالم، حيث تعد من أهم مناطق الجذب السياحي في مصر، وتضم أكثر قدر من الآثار القديمة، التي لا يخلو مكان فيها من اثر ناطق بعظمة قدماء المصريين قبل الميلاد بآلاف السنين. تعتبر مدينة طيبة أو الأقصر الأثرية في جنوب مصر من أهم المدن الأثرية في العالم. ومن آثار المدينة الشهيرة: معبد الأقصر مجمع معابد الكرنك، معبد الدير البحري أو معبد حتشبسوت، تمثالي ممنون، معبد دير المدينة، مدينة هابو، معبد الرمسيوم، معبد سيتي الأول بالقرنة، مقابر وادي الملوك ومن أهم الملوك في هذا الوادي 1 مقابر الملك توت عنخ آمون، مقبرة سيتي الأول، مقبرة رمسيس الثالث، مقبره رمسيس السادس ومقبره حور محب. ويوجد أيضا غربي الأقصر مقابر وادي الملكات. وأهم مابها من مقابر مقبره الملكة نفرتاري.
وتضم الأقصر الكثير من الآثار، أهمها معبد الأقصر ومعابد الكرنك ومتحف المدينة ومقابر وادي الملوك والملكات والمعابد الجنائزية، ومقابر الأشراف وغيرها من الآثار الخالدة. وكانت الأقصر شهدت اهتماما كبيرا بترميم آثارها ومتاحفها خلال السنوات الماضية، حيث تم افتتاح الطابق الثالث لمعبد الملكة حتشبسوت للمرة الأولى بعد ترميمه، كما يجري الانتهاء من ترميم مقبرة حور محب أكبر واهم مقابر وادي الملوك، إضافة إلى تركيب بوابات الكترونية لجميع المواقع الأثرية المفتوحة لتأمينها ضد السرقة.
وتجذب الأقصر الشريحة الأكبر من السياحة الثقافية وغير الثقافيه الوافدة إلى مصر، وتعتبر الأقصر مخزن الحضارة المصرية القديمة وفيها أكثر من «800» منطقة ومزار اثري تضم أروع ما ورثته مصر من تراث إنساني. ظلت الأقصر (طيبة)، عاصمة لمصر حتى بداية الأسرة السادسة الفرعونية، حين انتقلت العاصمة إلى منف في الشمال.
و تعود مدينة الأقصر لعصور ماقبل التاريخ حيث تعد من أشهر المدن الأثرية في العالم وتحتوي على العديد من المعابد والمقابر ومن أشهرها معبد الأقصر ومعابد الكرنك والتي تعد أكبر دور عبادة في العالم. من اسمائها طيبة ومدينة ذات المائة باب وطيبة الأقصر لكثرة القصور القصيرة سميت الأقصر به ثلث آثار العالم. الآن الأقصر متحف مفتوح وبه مركز التراث الحضاري ومكتبة مبارك العامة من حيث انتهي الآخرون.
معالم الاقصر
معبد الكرنك
الكرنك موقع مستعصٍ على الفهم. وصفه الفرنسي جون فرانسوا شامبوليون الذي فك رموز الهيروغليفية المصرية لأول مرة "رحيب كل الرحابة وعظيم كل العظمة" بحيث إنه لابد أن المصريين أعدوه ل"رجال طولهم 100 قدم" والكرنك ليس فقط هائلا- يغطي المجمع أكثر من كيلو مترين مربعين (1.6 ميل مربع)- ولكنه نتيجة نشاط بنائي شبه دائب بدأ منذ ما يزيد على 4700 سنة ويستمر حتى إلى اليوم. ومعبد آمون-رع، وهو صرح الكرنك الرئيسي، هو أكبر الصروح الدينية التي بنيت على الإطلاق. وكان بيت الإله على الأرض وحوله كانت بيوت أقاربه-زوجته موت وابنه خونسو. ومعابدهم أيضا ضخمة. والملوك الذين توالوا على العرش جددوا ورمموا ووسعوا هذه المنازل تماما كما يفعل أجيال أسرة في إعادة تطوير بيت آبائهم كي يتفق والحاجات والأذواق. أول الصروح التي عثر عليها بالكرنك تعود إلى الدولة الوسطى. بيد أن هناك إشارات إلى نشاط بناء يعود إلى الأسرة الثالثة وتُظهر الدلائل الأثرية أن الموقع كان مسكونا قبل آلاف السنين في عصور ما قبل التاريخ. في الدولة الحديثة يبدو أن كل ملك بدوره كان يتنافس مع أجداده لكي يبنيَ أثراً أكبر هنا، فقام الملوك بهدم الصروح السابقة واستخدموا الأحجار لبناء صروح جديدة. مثلا، قام أمنحوتب الثالث ببناء بوابة بأحجار أخذها من أكثر من اثني عشر صرحا سابقة. وكثيرا ما أعاد الملوك تشكيل صرح من صروح أجدادهم ثم طمسوا جدرانه وأعادوا زخرفتها، مستبدلين اسم الملك القديم باسمهم هم وهذا جعل من الصعب على علماء المصريات تتبع تاريخ كل هذا النشاط.
ميز حكام الدولة المصرية الحديثة بعظمة البناء وشموخه وأنفقوا الكثير مضيفين إلى حج الكرنك وتعقيده وإلى ثروته. وكان كهنته من أغنى الكهنة في مصر. إذ تبين سجلات الدولة الحديثة أن كهنة معبد آمون امتلكوا ما يزيد على 81000 عبد وخادم و 421000 رأس من الماشية و 691000 فدان من الأرض الزراعية و83 سفينة و 46 ترسانة و65 مدينة. في عهد رعمسيس الثالث وحده تلقى المعبد هدايا تضمنت 31833 كيلو جراما من الذهب و99780 كيلو جراما من الفضة و2395120 كيلو جرام من النحاس و3722 بولت من القماش 880000 شوال من القمح و 289530 بطة وإوزة وكميات لا تحصى من الزيت والنبيذ والفواكه والخضروات. فلأسباب اقتصادية وكذلك دينية كان آمون بحق "ملك الأرباب" وقد عثر على أكثر من مائتي صرح كبير بالكرنك. وهناك بلا شك مئات أخرى. بعضها صروح بسيطة من الطوب اللبن تكاد تكون قد تلاشت؛ والبعض الآخر صروح أنيقة مبنية من المرمر الفاخر؛ وبعضها صروح هائلة من الحجر الرملي والجرانيت لجدران سمكها 15 مترا (49 قدم) وارتفاعها 50 مترا (164 قدم) وبحلول أواخر الدولة الحديثة أصبح الكرنك مكتظا بحيث بنيت صروح جديدة أينما سمح المكان وكثيرا ما هُدِمت صروح قديمة لكي تتسع للجديدة. فمن الواضح أنه لم تكن هناك قط خطة كلية للموقع.
صورة للاقصر قبل بدء التطوير و ازالة العشوائيات
الكثير من آثار الكرنك في حالة سيئة من الحفظ. فقد أتت عليها الرياح والماء بالتآكل والزلازل كما في 27 قبل الميلاد فوقع تلف لا يزال المهندسون يعملون في ترميمه. ومن المثير أن الجدران الهائلة والبوابات والعواميد بالكرنك قد شيدت علي أوهى الأساسات، في كثير من الأحيان لا أكثر من خنادق ضحلة مليئة بالحصى. وقد أضعفت المياه الجوفية المرتفعة أساسات بعض الصروح بحيث إنها انهارت. ووقع هذا في أكتوبر 1899، عندما انهارت عواميد في قاعة البهو المعمد انهيارا سُمِع دويّه لعدة أميال في المحيط. والعديد من أجزاء الكرنك سواها بالأرض حكام أتوا فيما بعد (بطليموس التاسع والمثال التقليدي لمثل هذا المخرب) أو استخدمها المسيحيون الأوائل كمنازل واسطبلات وأديرة أو أتلفت في أعمال الشغب والحروب الأهلية. وعلي مدى الألفيتين السابقتين خربش السياح أسمائهم علي رسوم الجدران واقتطعوا أجزاء من النقوش. أما طالبو الدفائن والكنوز فقد حفروا باحثين عن القطع الفنية، وبهذا العمل دمروا معظم الموقع. إلا أنه لا تزال هناك مئات من الهكتارات من الكرنك تبقي دون استكشاف. والكثير من الصروح لانعرفه إلا من قطع من الحجر تبرز من التراب والأعشاب أو نجدها وقد أعيد استخدامها في صروح أخرى. من أجل كل هذه الأسباب، يظل الكرنك لغزا معماريا محيرا. وقد بدأ كهياكل صغيرة قليلة مبعثرة حول الموقع الحالي، ثم نمى خارجها كالموجات المتراكبة على برْكة. وإذا مشيت لعشر دقائق في أي اتجاه بين خرائبه فسوف تقابل أبنية من كل عصر من عصور التاريخ المصري تقريبا في ترتيب زمني لا سبيل إلي التنبؤ به.
يمكن تقسيم الكرنك الي أربع مساحات، إلي الشمال محيط كبير هو منزل معبد للإله منتو، ومحيط آخر مكرس للربة ماعت. وهناك أبنية أصغر عديدة من الحجر والطوب اللبن. وربما كان يربط معبد مونتو طريق آباء الهول إلي معبد سبق عليه بكثير لذلك الإله الذي في مدامود، وهو موقع يقع بعيدا إلي الشمال خمسة كيلو مترات (ثلاثة أميال). إلي الشرق بنى أمنحوتب الرابع (أخناتون) مجمعا معبديا مفتوحا لإلهه الشمسي آتون. إلي الجنوب جدار محيط آخر يطوق معبدا للربة موت ومعابد أصغر لأمنحوتب الثالث ورمسيس الثالث. (وكل هذه الأماكن مغلقة أمام السياح.) المنطقة الرابعة هي الأكبر والأهم. تسمى المحيط المركزي، وهي التي يزورها السياح، وهي التي أوْلاها علماء المصريات جُلّ عنايتهم. هنا يقع معبد آمون رع العظيم ملك الأرباب. هذا الصرح وحده يمتد 375 مترا (1220 قدم) من الأمام إلي الخلف ويغطي أكثر من خمسة وعشرين هكتارا ( 161 فدانا) يغطي المحيط المركزي أكثر من مائة هكتار (247 فدانا) وبالإضافة إلى معبد آمون يطوق معابد بتاح وخونسو وأوزوريس وأوبيت وغيرها. يحيط بالمناطق المعبدية الأربعة مدفونا تحت أمتار عديدة من طمى النيل، خرائب الأقصر القديمة ممتدة إلى الخارج فى توسع حضاري هائل ربما يغطي آلاف الأفدنة. حتى في الدولة الحديثة كان سكان الأقصر يتجاوزون خمسين ألف نسمة. وهذه المدينة القديمة لم يستكشفها الأثريون إلى الآن.
أطلق قدماء المصريين على الكرنك إبت سوت، أكثر الأماكن تبجيلا، رغم أن هذا المصطلح (كان لا يشير في الأصل إلا إلي جزء صغير من معبد آمون وليس إلى المجمع كله. ويرجح بعض العلماء أن الجزء الأول من الاسم، إبت، مع أداة التعريف تا كان يلفظ مثل "تايب" وسمعها الزوار من الإغريق علي أنها طيبة وهو اسم مدينة يونانية ألفوها. ولقد سمى المصريون هذه المدينة واسيت. أما الكرنك فهو الاسم العربي للقرية الحديثة المجاورة. وربما تعني الكلمة "المستوطنة المحصنة"وهو وصف استوحاه من زار من المسلمين من جدار الطوب اللبن الهائل المحيط بالسور المركزي، لكن أصل الكلمة لا يزال غير واضح. يحدد الجدار المحيط مساحة مستطيلة عمقها 500 متر (1640 قدم) و550 مترا عرض (1790 قدم)، ويرتفع أكثر من 12 مترا (39 قدم) 8 متر سمكا (26 قدم). وصف الطوب اللبن لم يوضع على نحو أفقي. وبدلا من ذلك فهو يتموج كموج البحر. وقد كان هذا متعمدا؛ كان القصد منه محاكاة الأمواج في البحر البدائي العظيم الذي اعتقد المصريون أنه غطى الأرض قبل بدء الخلق. وزعم الكهان أن الأرض التي يحيط بها هذا الجدار- معبد آمون رع - كان جزيرة وقع عليها فعل الخلق الأول. وأجزاء كبيرة من الجدار المحيط أعادت بناءها مصلحة الآثار منذ حوالي 60 عاما، وحين فرض رسم دخول إلى الموقع الأول مرة وتحتم التحكم في الموقع، واحتفظ بالنسق المتموج في صفوف الطوب اللبن في الإضافات الجديدة.
يخترق الجدار المحيط أربعة أبواب صرحية والعديد من الأبواب الأخرى الصغيرة. ومنذ عدة عقود كان السياح يدخلون المحيط المركزي من خلال بابه الجنوبي. لكن الباب الرئيسي يقع في الجدار الغربي، في البوابة الأولي من معبد آمون رع. وكان مغلقا حتى عدة عقود قليلة لأنه كان بعيدا عن فنادق الأقصر حيث كان ينزل السياح ولأنه بقربه من النيل لم يكن متاحا أثناء الفيضان السنوي. واليوم في غياب الفيضان السنوي بمُكْنة المرء أن يأخذ طريقه نحو المعبد من النيل داخلا إياه من ساحة انتظار قبيحة.
وتقع محلات التحف على اليسار (شمالا)؛ مقر البعثة الأثرية الفرنسية يقع إلى الجنوب. ويقع الطريق من ساحة الانتظار إلى المعبد فوق الطريق الذي كان يأخذه الكهان القدامى مباشرة. لكنهم كانوا يباشرون رحلتهم على مركب على طول قناة شُقّت من النيل إلى حوض على شكل حرف تي بجانب مرسى نزول حجري. يقع مكتب تذاكر الكرنك في الركن الجنوبي الشرقي من ساحة الانتظار، حوالي 100 متر (300 قدم) غرب الكرنك نفسه. أما مكتب تذاكر الصوت والضوء فهو مجاور.
في الماضي كانت المواكب الدينية تنتقل بين مجمع معبد الكرنك ومعبد الأقصر على طول الطريق من آباء الهول طوله 2,5 كيلو متر. وكان يحف الممر ألف من آباء الهول أكبر من الحجم الطبيعي من وراءها حدائق ومسابح. وقد بنيت ستة هياكل مركبية مشابهة لتلك التي في متحف الكرنك المفتوح الآن، عند فواصل على طول الطريق وهي أبنية يستريح فيها أولئك الكهنة الذين يحملون تمثال آمون أو يقيمون مراسم من معبد إلى آخر. والهيكل الذي في أقصى الشمال من هذه الهياكل يقع خارج باب العمارة مباشرة بالكرنك؛ أما الذي في أقصى الجنوب فكان يقع في الفناء الأول بمعبد الأقصر.
في بداية الدولة الحديثة وقبل أن يُبنى طريق آباء الهول كانت هناك قناة مملوءة بالماء تجري هنا وتبحر المراكب المقدسة عليها بين الكرنك والأقصر. وبحلول أواخر الدولة الحديثة حيث تقدمت وزادت الاحتفالات التي حددها القمر في التقويم وبدأت تخرج عن موسم الفيضان السنوي، لم يكن هناك ما يكفي من الماء لتسيير وتعويم هذه المراكب فردمت القناة وعُبّدت. ومن ثم انتقلت المواكب على الأرض أو على النيل.
وقد بدأ طريق آباء الهول في الدولة الحديثة لكنه لم يتخذ شكله النهائي إلا في عهد نكتانيبو الأول من الأسرة الثلاثين. ولم تكشف أعمال التنقيب سوى عن قليل من الامتدادات القصيرة لطريق آباء الهول وأفضلها حفظا يمتد إلى مئات أمتار قليلة شمالا أمام معبد الأقصر، وحوالي خمسة وثلاثين من آباء الهول مكشوفة على جانبي الطريق المعبّد. وتغطي الطريق الأشجار والمساحات العريضة من الأعشاب، وتزدهر الأزهار في موسمها وتنعدم الضوضاء في المدينة المجاورة مما يبعث السعادة. وما أحسن التمشية على طول الطريق الموكبي والإعجاب بالمنشئات القديمة والاستمتاع بالمنظر الرائع الذي تمنحه بوابة المعبد الأولى.
في القديم كان هناك مجمع ممتد من المباني يحيط بمعبد الأقصر. كانت مدينة الأقصر منطقة من الشوارع الضيقة التي كانت تتمعج وتلتف بين الأسواق والورش وحظائر الحيوان والبيوت المبنية من الطوب اللبن والتي تتراوح بين أكواخ و لل. وقد وصف الروائي الفرنسي جوستاف لوبير مركب المعبد كما ظهر في القرن التاسع عشر: " البيوت المبنية بين تيجان العواميد؛ ويجثم الدجاج والحيوان ويعشش في أوراق اللوتس الحجرية الكبيرة. وتكوّن جدران الطوب العاري أو الطين أقساما بين البيوت؛ وتجري الكلاب نابحة على طول الجدران. "ولعل الأقصر كانت تبدو خارج سور المعبد مشابهة كثيرا قبل 2500 سنة. وقد هدمت بعض المنازل التي رآها لوبير في 1855. لكن باستثناء منطقة صغيرة من مدينة ترجع إلى العصر الروماني غرب طريق آباء الهول، معظم الأبنية الحضرية القديمة لا تزال ترقد تحت الأقصر الحديثة. ومن غير الراجح أن تقوم أعمال التنقيب بالكشف عنها في أي وقت قريب نظرا للتكلفة التي تقتضيها. الأسواق والورش وحظائر الحيوان والبيوت المبنية من اللبن تتراوح بين أكواخ و لل. ونجاح هذا العمل غير يقيني. ولقد تأثرت الجدران الحجرية المنقوشة تأثرا سيئا بالمياه الجوفية المرتفعة بحيث تهدمت الأسطح المزخرفة. أما جدران المعبد المبنية من الطوب اللبن التي تمثل الأبنية المساعدة فقد كان حظها أسوأ: فكثير منها ببساطة تلاشى، إذ أدى ارتفاع المياه شديد في 2001 إلى تلف كبير للأطلال عند الطرف الجنوبي للموقع.
ويتواصل العمل لحماية منطقة المعبد اليوم ومن الراجح أن تستمر طويلا في المستقبل. وقد كان هناك حديث عن الكشف عن طريق آباء الهول بكامله، وتنظيف المدينة القديمة حول معبد الأقصر وجعلها متحفا مفتوحا. ولكن هذا من شأنه أن يشق مدينة الأقصر إلى نصفين ويتطلب تحويل الأرض الثمينة القيمة بين الممر والنيل إلى منتزه أو مكان للمشاة فقط. وبسبب التكاليف والسياسات ومتطلبات الحفاظ غير المؤكدة فمن غير الراجح أن تنفذ هذه الفكرة في أي وقت قريب.
وهناك غرب مركب المعبد شارع رئيسي هوالكورنيش يفصل المعبد عن النيل وتحفه صفوف من المصاطب تحت أشجار ظلال صغيرة حيث يجلس الشباب المصري للسمر في نسيم المساء. وجنوب المعبد نجد فندق نيو ونتر پاليس وهو فندق ومول للتسوق آخذ في التداعي مليء بالمحلات وتجار الأقمشة. إلى الجنوب الغربي بيتان من القرن التاسع عشر متداعيان بنيا فوق القرية الرومانية، أحدهما يمثل مقر الحزب الديموقراطي الوطني المصري وهو آخذ في التداعي ببطء. وتقع مستشفى حيوان بروك وسجن المدينة وقسم المطافيء وبائع فخار خلفها. وهي مبنية فوق البلدة القديمة مباشرة. إلى الشرق تملأ مقاطعة العمل بالأقصر بالبائعين المتجولين والبقالين والمطاعم والمحلات وماكدونالدز متميز بالرواج. ويحمل الهواء روائح التوابل والسمك المشوي وقد تسمع صيحات الرجال يبيعون البلح الطيب والعصائر الطازجة وعلب الإسْقُمْرِيّ ومصفوفة محيرة من معدات المنزل الرخيصة، كل هذا ينافس صياح المرشدين السياحيين وكلكسات الحافلات وسرائن مواكب الشخصيات الهامة (تشريفة). وتتميز شوارع سوق الأقصر بأنها ساحرة (ويُقام السوق الأسبوعي الكبير صباح كل ثلاثاء) وهو جدير بالاستكشاف. ولكن لكي تتذوق معبد الأقصر خاليا من التداخلات الحديثة من الضروري التعمق داخله حيث جدرانه الحجرية القديمة تحجب مناظر الأبنية الحديثة وكذلك الأبنية. خير من هذا أن تزور في المساء حيث تضاء الجدران ويلف الظلام المعبد بعباءته لفا. يدخل الزائرون إلى المعبد اليوم من الكورنيش في الغرب. وقد كان هناك مدخل قريبا جدا هنا أيضا ودون مستوى الشارع. على حافة النيل يستطيع المرء أن يرى أحجار مرسىً بُنِيَ لاستقبال المراكب المقدسة والسفن الأخرى التي كانت تصل وترحل عن المعبد في أيام العيد.
وهناك طريق حجري يؤدى شرقا من المدخل عبر منطقة مفتوحة أخليت حديثا من الكتل الحجرية المنقوشة بالكتابات، على طول خرائب الحصن الروماني والمعابد الرومانية، وأقصى الجنوب هناك كنيسة مسيحية. وهناك سلّم عريض يؤدي إلى فناء بناه نكتانيبو الأول بين البوابة الأولى وطريق آباء الهول. قد بنيت العديد من الصروح هنا في العصر الروماني. وقد دمرت كلها تقريبا، ولكن هناك دار عبادة صغيرة مثيرة لاتزال تقف في الركن الشمالي الغربي بناها هادريان وكرّسها لسيرابيس في أوائل القرن الثاني الميلادي. وما هذا سوى واحد من مشاريع البناء العظمى التي قام بها الرومان في مجمع الأقصر عندما حولوا المنطقة إلى رباط حصين حوالي 250 ميلاديا. أما معبد الأقصر نفسه فكان يقع عند مركز هذا المجمع الدفاعي وكان بمثابة معبد لأباطرة الرومان الذين اعتبروا أنفسهم الوارثين الإلهيين للملكية المصرية. في الواقع يجيء اسم الأقصر من العربية "الأقصر" ويعني التحصين وهو بدوره مشتق من الكلمة اللاتينية "كاستروم" وهي كلمة بمعنى التحصين. وكان المعبد يسمى أيضا "معبد آمون في الأوبيت" "أميني إم أوبيت" أو "الهيكل الجنوبي". مثل معابد الكرنك خضع معبد الأقصر لتغييرات عديدة وإضافات على مدى ثلاثة آلاف عام مضت ومن غير شك قد كان هناك معبد يقف في الماضي ويرجع إلى الدولة الوسطى على الموقع، وربما كان هناك معبد من الدولة القديمة كذلك قبله. ولدينا شاهد يقيني على أن الملكة حتشبسوت بنت هنا في الأسرة الثامنة عشرة. ولكن أولى المباني التي نراها اليوم قد شيدها أمنحوتب الثالث، هو ورمسيس الثاني كانا مسئولين عن معظم صفوف أعمدة المعبد الهائلة وأفنيته. وفيما بعدُ قام البطالمة وحكام الرومان بإعادة زخرفة هائلة، كذلك الكهنة المسيحيون وشيوخ الإسلام. أما تاريخ الأقصر المعماري فهو أقل تعقيدا من تاريخ صروح الكرنك ولكننا نضطر أن نرجع إلى الورى ونسير القهقرى في الزمان حين ندخل المعبد ونستكشف أجزائه العديدة.
وعلى طول التاريخ كان معبد الأقصر مكان إقامة الرب آمون الانتصابي ذي العلاقة الوثيقة بفكرة الخصوبة وإعادة الشباب، وكل عام كان يُحمل تمثال آمون الكرنك في معبد الأقصر لتحية آمون في الأوبيت (آميني إم إوبيت)، كان يسمى "عيد الأوبيت الجميل". وقد كان الاحتفال من أهم الاحتفالات في التقويم الديني. ونرى الموكب بين المعابد وما أقيم من احتفالات بالأقصر على الجدران الخارجية لهيكل ومعبد رمسيس الثالث في الفناء الكبير بالكرنك وعلى جدران وصفوف أعمدة أمنحوتب الثالث في معبد الأقصر ومن بين وظائفه العديدة كان من غرض العيد إعادة توكيد سلطة الملك ورباطه بالأجداد الملكيين وصلته الوثيقة بالآلهة. وكان احتفالا ملكيا لإعادة الشباب وإعادة ترسيخ سلطة الأرباب على مصر. وقد احتُفل بهذا العيد في الشهر الثاني من الصيف خلال فيضان النيل السنوي.
وهذا التقليد قد ظل إلى اليوم فقد احتفظ مولد أبي الحجاج الحديث بالعديد من أنشطة العيد القديمة في صورة معدلة. قد كان أبو الحجاج شيخا مسلما مبجّلا يقع مسجده ومقبرته داخل مجمع المعبد، ويقال إنه أدخل الإسلام إلى الأقصر قبل ثمانية قرون. و من أجل الاحتفال يأتي الحجاج كل عام في شهر شعبان من التقويم الإسلامي فتتحول الأقصر إلي مولد يستمر ثلاثة أيام. و تباع الفواكه و المكسرات في الشوارع و يقوم الحواة والسحرة بأعمالهم وتتسابق الخيل جيئة وذهابًا على الكورنيش ويتزين الرجال بزي النساء و تل
الأولين . أتمنى ان أذهب الى الأقصر في الشتاء القادم لأنني
اسمع ان أفضل اوقات السياحة فيها هو في فصل الشتاء
ألف شكر على المعلومات القيمة
0
0
مع خالص
0
0
تحياتي،،،