del77777
27-08-2022 - 10:53 am
الموحدون في الأندلس .. كتاب تاريخ وحضارة
صدر في الأردن كتاب أنصح الأخوه رواد المنتدى من محبين المغرب العربى والتاريخ الأندلسى نا يقرءوه بعنوان الموحدون في الأندلس من تأليف الأكاديمي الأردني داوود عمر عبيدات
في هذا الكتاب يركز الباحث على الفترة التي انهارت فيها دولة المرابطين في المغرب والأندلس، وقيام دولة الموحدين رائدة وحدة المغرب العربي الكبير من غرب مصر شرقاً إلى حدود طليطلة في أقصى الغرب.
كما يناقش مرحلة تقسيم المغرب والأندلس إلى دويلات متنازعة ضعفت فيها الروح العسكرية المغربية الأندلسية، في الوقت الذي زادت فيه القوى المسيحية بدم باباوات روما، مما ترتب عليه الصراعات التي اجتاحت المغرب والأندلس ومزقت وحدتها.
يتكون الكتاب من خمسة فصول ومقدمة وخاتمة وقائمة بالمصادر والمراجع العربية والإنجليزية والاسبانية. حيث يتناول الدعوة الموحدية في المغرب بزعامة محمد بن عبد الله المعروف بابن تومرت والذي ينتهي نسبه إلى البيت النبوي الشريف.
ويرى الكاتب أن فكر بن تومرت قد تبلور عند منهجين متوازيين ومتكاملين، هما: المنهج التربوي ، والمنهج الثوري. وقد اختار لأتباعه الاسم الوسطي بين الأشعرية والمعتزلة،الموحدون.
ثم ينتقل الكاتب للحديث عن التحديات التي واجهت دولة الموحدين، مثل الثورات التي هزت سائر أنحاء البلاد، وخرجت العديد من الأقطار عن طاعة عبد المؤمن عدا مراكش وفاس، حيث بدأ تململ سبته عام 542ه/ 1147م، وبدأ انتشار العصيان في باقي المدن المجاورة مثل: جبال درن وسجلماسه وهيلانه.
وقد امتد ذلك العصيان إلى بلاد الأندلس، تارة بسبب فساد الولاة، وتارة أخرى بسبب التحالفات بين حكام المدن المسيحية لضرب المدن المسلمة، كما كان للحقد الدفين على فقدان تلك المدن سبباً في إشعال تلك التمردات ضد هؤلاء القادمين من شمال إفريقيا سواء كانوا من المرابطين أو من الموحدين.
وخاض الموحدون صراعاً مريراً مع نصارى اسبانيا، والذين استغلوا ثورة محمد بن هود الماسي عام 541ه/ 1146م على دولة الموحدين لاسترداد إمارة السوس، فساندوا قشتالة في التمرد والتحالف مع أهل جنوة وآراجون والبرتغال وتوجهوا صوب المرية عام 542ه/ 1147م التي دخلوها بعد حصار استمر لمدة ثلاثة أشهر. وقد أغرى سقوط الجزء الجنوبي الشرقي من اسبانيا الحلف الصليبي لمساعدة حاكم برشلونة في حصار طرطوشة التي سقطت عام 543ه/ 1148م، وتهاوت بعدها إقليش وأفراغة وجميع مند نهر إييروا من منابعه إلى مصبه. وكانت تلك الانتصارات دافعاً لتفريغ الأندلس من المسلمين، وترتب عليها اتفاقهم لإحياء المعاهدات القديمة لغزو الأندلس واقتسام أراضيه.
وهذا ما تم باجتماع ملوك ليون وقشتالة والبرتغال عام 609ه/ 1212م والاتفاق على استرداد الأندلس، فبادر ملك ليون إلى احتلال مدينة القنطرة الاستراتيجية، وانطلق الملك ألفونسو الثامن ملك قشتالة مستهدفاً بلج وبانيوس وتولوز وبياسة، وحاصر ألفونسو الثاني ملك البرتغال حصن أبي دنس غرب الأندلس عام 614ه/ 1217م حتى سقط وتم القضاء على من به من المسلمين.
ولا يغفل عبيدات الحديث عن الحياة الاقتصادية في دولة الموحدين، حيث فرضت ضريبة الخراج على كامل أراضي المغرب والأندلس وكانت كل منطقة ملتزمة بقسطها من المال والجند، باستثناء المناطق التي ساهمت في تأسيس الدولة وكانت مهداً لدعوتها.
ثم ينتقل الكاتب للحديث عن الناحية الاجتماعية والناحية العمرانية لدى الموحدين، حيث كانت الاحتفالات الناجمة عن تولية الخلفاء والأمراء أو الانتصارات في المعارك سبباً في الإغداق على الرعية ورفع المظالم والتخفيف من بعض العقوبات . كذلك الاحتفال بالانتهاء من تشييد المرافق الكبرى وقدوم حكام الأقاليم للسلام على الخليفة.
ويشير أيضاً إلى أصناف الطعام والشراب وطرق الطهي وأسماء المدن المتخصصة في كل نوع منه مثل: الحوت المروج المجبنة الرفيس الثومية مجبنة البيض الفيجاطة السنبوسك. كما أثر الموحدون في العادات الاجتماعية لدى الأندلسيين وظهر تنوع أصناف الطعام ، والمبارزة بالسيف واللعب بالعصى، كما تزينت النساء بالزينة العربية ولبس الحجاب بغض النظر عن الدين. كما تأثر الأسبان بالتطوع الجهادي والذي كان له أكبر الأثر على الدولة في حروب الاسترداد. وانتشر التزاوج بين العرب والأسبان.
وانتشرت العمارة الأندلسية بالمغرب العربي، كذلك الزخارف والنقوش، وكانت المساجد والأسواق ودواوين الحكم مسرحاً لتلك الفنون.
وفي الختام يناقش الكتاب النتاج الثقافي والعلمي، حيث ازدهرت الحكمة والفلسفة فقد تأسست الدولة الموحدية على فكرة، وكان خلفاء الدولة الأوائل مثل المهدي وعبد المؤمن من ذوي الإنتاج الفكري، حيث ألف المهدي كتاب التوحيد والإمامة.
وقد تعددت مواهب العلماء والأدباء وتخصصت الأسر في الكثير من ميادين العلم والفكر مثل: أسرة بن زهر في الطب، وأسرة البيطار في النباتات، والبطروجي في الرياضيات. وفي الأدب والشعر كان هناك بن كبوش والطليق وبن المنخل ومن الأسماء أسماء العامرية وحفصة الركونية. وفي الفلسفة:ابن رشد وابن الطفيل. وفي الجغرافيا
شكراً لك على الأفاده بموضوع جميل كهذا