السلام عليكم أيها الاحباب الكرام
الجزء العشرون
( كاراوانق )
( karawang )
ألا مرحى بصحبي حين جاؤوا ... يجلجل في نفوسهم الثناء
يلبون الجريح بكل حب ... و إشراق فيغمرني الضياء
فأقرأ في تواجدكم وفاءا ... به قد طاب للآتي البقاء
فألهج بالدعاء لكم , و منكم ... إلى الرحمن يرتفع الدعاء
و أسعد و الربا , و الشدو باد ... و قلبي في الوجود له حداء
يرحب بالجمال و هم حضور ... و يغمر هذه الذكرى هناء
و تنتحب الهموم بحلو صفو ... و تغرقنا بفرحتنا السماء
ففي تلك الربى داء إذا ما ... تفشى قام بالباقي الدواء
سأشدو هاهنا بجميل لحن ... بكم طبعا يغنيه اللقاء
كنت في جوقجا ذات يوم , و قد قررت عند عودتي إلى جاكرتا أن أزور عاملتي المنزلية السابقة في
بيتها , حيث ألحت علي هي و زوجها و إخوانها ان أزورهم في كاراوانق , و قد كانت تلك العاملة
مخلصة فترة عملها في منزلي قبل أربع سنين , حتى أنني ما زلت أتذكر كيف بكى وداعها أبنائي
و أمي و أم زوجتي ..
قررت ركوب الباص من مطار سوكارنو هاتا بجاكرتا إلى بوقور , ثم أنزل في احد التقاطعات العامة
لأركب باصا آخر متجها إلى كاراونق , ثم اخبرتهم أنني سأصل مساء و سأبيت ليلتي في مدينة
كاراونق و عليهم أن يحضروا صباحا كي يأخذوني إلى قريتهم الجميلة , لأمكث معهم يوما و أعود
مساء إلى الفندق في كاراوانق , قبل ان أكمل معكم القصة مصورة , أود إخباركم أنني سكنت فور
وصولي في فندق متواضع , لكنه ليس بسئ , و اسمه فندق أوميقا ( hotel omega ) , و أذكر
أن الليلة كانت ب 130 ألف روبية , و ستأتيكم صوره لاحقا في مكانها فور وصولي كاراوانق ..
و اعذروني إن لم ترق هذه الحلقة إلى تطلعاتكم , لكنها كانت جزءا مهما من رحلاتي هناك ..
هذا مطار جوقجا الرائع , حيث أصبحنا في الطائرة استعدادا للإقلاع إلى جاكرتا الجميلة
ركبت هذا الباص المتوجه إلى بوقور حيث قررت أن أنزل في أحد التقاطعات التي تجد فيها باصات متوجهة
إلى مدينة كاراوانق , و قد مررت بمناظر جميلة , و مبان رائعة , و أسواق كبيرة في طريقي إلى هناك
بعد أن نزلت بحقائبي في أحد التقاطعات بعد أحد الجسور التي تتجه بك إلى كاراونق , مكثت قليلا أرقب
لوحات الباصات حتى لمحت اسم كاراوانق على زجاج أحد الباصات , فأوقفته و ركبته متوجها إلى هناك
و هنا كاراوانق بصخبها و ضجتها و زحمتها و صخب سيارتها و دباباتها , و ذلك قبل أن أتوجه
إلى تلك القرية الصغيرة بصحبة عاملتي السابقة و زوجها و اخواتها ..
و هنا صورة من خارج المنزل في تلك القرية , و أذكر حين وصولي أن الجيران كانوا ينتظرون وصول
هذا السيد الكفيل العربي إلى قريتهم , حيث كانوا يتوقعون أن يشاهدوا شخصا كبيرا سمينا كما اخبرتي
بذلك عاملتي السابقة , لكنهم فوجئوا بهذا الشاب النحيف المختلف عما كانوا يظنون ..
تناولت من الغداء الطيب الذي تم تقديمه على شرفي , ثم عرضوا علي أن نستقل دبابين لمشاهدة شاطئ
سامودرا الصغير و الهادئ , و الذي يبعد عن القرية 10 دقائق او تزيد قليلا ..
و قد توقفنا في هذه المحطة الصغيرة المزدحمة لتزويد الدبابات ببعض الوقود لرحلة صغيرة جميلة
و كالعادة أيها الأحباب , فلا بد ان نمر بتلك المسطحات الخضراء و المزارع الساحرة و البيوت المتفرقة
و تلك الانهار و قنوات المياه التي تجد الناس فيها يغتسلون فيها و يغسلون ملابسهم و اوانيهم ..
وصلنا إلى شاطئ سامودرا الجميل , و هذان هما الدبابان الذان ركبناهما متوجهين إلى الشاطئ الجميل
و لعلكم تشاهدون هنا هذه البيوت المنتشرة على ضفتي هذا النهر الجميل , ببساطتها و بساطة أهلها
و التي تظهر عوزهم و حاجتهم , أسأل الله أن يرزقنا و إياهم من خيري الدنيا و الآخرة ..
و بعد العصر بقليل قررت العودة إلى القرية لأعود منها إلى فندق اوميقا في كاراوانق لأبيت فيه , ثم
أغادره صباحا متوجها إلى بوقور , و منه إلى بونشاك الساحرة المنتظرة طائرها المشتاق الجريح ..
و قد بدا المطر يهطل قليلا بعد المغرب , فبحثت عن سيارة مناسبة , لكن ذلك السائق حاول استغلالي
بطلب 200 ألف روبية لنقلي إلى كاراوانق , رغم أن المسافة لا تزيد عن 25 دقيقة ..
فطلبت احد الدبابات و قلت له سأعطيك 50 الف روبية , فوافق , و سرنا مساء نحن الاثنين تحت زخات
المطر الخفيف المنعش , و الحمدلله أنه لم يشتد علينا , و إلا لكان هناك رأي آخر ..
و قد اشتد المطر مساء في كاراوانق حتى غرقت الطرقات في المياه , و هذه لقطة صباحية معبرة ..
لكن بعض الشوارع لا تلحظ فيها تجمع مياه المطر , حتى كأنها لم تمطر ..
و على كل من زار كاراوانق الجميلة أن يزور سوق ميقا مول الرائع ( mega mall ) و الذي تقع في
محيطه عدد من المحلات العديدة , و يقابله سوق آخر لا أذكر اسمه , لكن لا بد من زيارة تلك المنطقة الرائعة
ركبت الباص أيها الاحباب متوجها إلى مدينة بوقور الجميلة , و منها إلى الحسناء المنتظرة بونشاك
و هذه الصور كالعادة من تلك الطرقات الجميلة , و المسطحات الخضراء الساحرة , فاستمتعوا بها
وصلت بوقور , و منها ركبت أحد الباصات الصغيرة التي يستخدمها عامة الناس هناك متوجها إلى بونشاك
و هنا و قد دخلنا ضواحي بونشاك الجميلة الساحرة , بانتظار الوصول و البحث عن سكن مناسب
و هنا من السكن في بونشاك , مستمتعين بالألعاب النارية من قبل الإخوة هناك ليلة عيد الأضحى المبارك
و قد حاولت التقاطها بالجوال , فلم أفلح إلا في هذه الصورة , فاقبلوها أيها الاحباب كما هي ..
و أختم هذه الرحلة بصور قليلة من حديقة الزهور أتمنى أن تحوز على رضاكم أيها الاحباب
و هنا أيها الاحباب وصلت إلى نهاية هذه الحلقة من المجموع المريح , آملا أن تكون قد وجدتم فيها
المتعة و الفائدة المرجوتين , و قد اقترب المجموع المريح من نهايته , حيث سيكون الجزء القادم
إن شاء الله تعالى في جاكرتا الجميلة قبل وداع الحبيبة اندونيسيا في رحلة العودة إلى مملكتي الحبيبة
فإلى ذلك الحين أترككم في حفظ الله تعالى و رعايته
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
المحب
أبو الحسين