مصر المسافرون العرب

أكتشف العالم بين يديك المسافرون العرب أكبر موقع سياحي في الخليج و الوطن العربي ، يحتوى على أكبر محتوى سياحي 350 ألف استفسار و نصائح عن السفر و السياحة, 50 ألف تقرير سياحي للمسافرون العرب حول العالم و أكثر من 50 ألف من الاماكن السياحية و انشطة وفعاليات سياحية ومراكز تسوق وفنادق، المسافرون العرب هو دليل المسافر العربي قبل السفر و اثناء الرحلة. artravelers.com ..
سفير الغيوم
28-11-2022 - 06:28 am
حدائق المنتزه ... وقصرها الشهير ... تاريخ حافل بالأحداث ... وطبيعة خلابة تأخذ العيون ... وشاطئ ساحر يسحر الألباب ...ومياه صافية .. وزرقة ممتدة من البحر إلى السماء ... لكل هذه الأسباب تمثل حدائق وقصر المنتزه مكانة خاصة في السياحة للإسكندرية ولمصر عموماً .
وتتميز حدائق المنتزه بأشجارها العتيقة ونباتاتها النادرة و قد أقيمت هذه الحدائق الغناء ذات الشاطئ الساحر منذ أكثر من مائة عام حيث أمر الخديوي / عباس حلمي الثاني ببنائها .
وعن قصة إنشاء حدائق المنتزه ... يقول الدكتور / خالد هيبة مدرس الهندسة المعمارية في كتابه القيّم " الخطط السكندرية " ...
" ..... ويحكي لنا أحمد شفيق باشا رئيس ديوان الخديوي في ذلك الوقت قصة تعمير تلك المنطقة من خلال مذكراته التي أرخ فيها لمصر زمن الخديوي عباس حلمي .. فنجده يوردها تفصيلياً عندما أرخ لأحداث عام 1892م ..فيذكر كيف كان الخديوي أثناء وجوده في الإسكندرية يخرج إلى النزهة في كثير من الأيام مع بعض رجال الحاشية .. حيث كان يصحبه دائماً " أحمد شفيق باشا " وكان غالباً ما يقصد سراي الرمل على آخر الخط الحديدي بالرمل ( بمنطقة سيدي بشر..
و محطة ترام السرايا ومكانها الآن فندق المحروسة للقوات البحرية ).. ومنها يركب وصحبه الدواب إلى جهات مختلفة للتنزه في ضواحي الثغر .. ولاسيما طريق سيدي بشر إلى شاطئ البحر ..... ويورد أحمد شفيق باشا تفاصيل اكتشاف الخديوي لتلك المنطقة ( المنتزه ) فيذكر .. " أنه في أحد الليالي المقمرة أمر الخديوي بإعداد ثمانين حماراً من حمير المكارية لنركبها ليلاً في الصحراء على شاطئ البحر ... وأمر أن ترافقنا الموسيقى الخديوية وعدد رجالها 45 رجلا .. فركبنا .. وركبوا وهم يعزفون بموسيقاهم حتى وصلنا إلى سيدي بشر وبعدنا عنها قليلا .. ولما سمع العربان هذه الموسيقى التي لا عهد لهم بها .. هرعوا إلينا .. فلما علموا بوجود أميرهم (الخديوي ) صاحوا بالتهليل على عادة العربان .. ورافقونا في رجوعنا مسافة طويلة .. ثم عدنا ...... وقد أعجب الخديوي بالبقعة المجاورة لسيدي بشر ألسنتها الجميلة الداخلة في البحر وتسرب الماء بين ثنياتها الصخرية في خرير ساحر فعزم على التوغل فيها لمشاهدتها عن قرب .... ويذكر أحمد شفيق باشا أنهم ذهبوا في اليوم التالي إلى مكان أعجب الخديوي بمنظره تكتنفه رابيتان عاليتان وبينهما ضلع صغير وفي طرفه الشمالي جزيرة صغيرة فقرر الخديوي من يومها إن يكون هذا المكان مصيفاً له وأن ينشىء به قصراً أنيقاً له ( قصر المنتزه ) .
وكان على إحدى الرابيتين العاليتين مدافع قديمة من عهد والي مصر محمد علي كانت تستخدم لحماية الشواطئ وقتها .
( وهي لا تزال قائمة للآن حيث أ قيم أمامها مبنى السلاملك ) .. كما أقام أمامها مزولة ( ساعة رملية ) .
أما الرابية الأحرى فقد كان بها مركز لخفر السواحل اشتراه الخديوي من الحكومة وبنى مكانه قصر الحرملك ( المبنى الرئيسي بالمنطقة ) وأصبح تحفة معمارية نادرة حيث مزج القصر بين العمارة الكلاسيكية و العمارة القوطية وعمارة عصر النهضة الإيطالية والعصر الإسلامي ...
وكان وراء الرابيتين منزل يملكه ثري سكندري من أصل يوناني يدعى ( سينادينو ) اشتراه منه الخديوي .. كما اشترى أرضاً واسعة من الحكومة ومن الأهالي لتكون ملحقات للقصر الجديد لتبلغ مساحتها حوالي 370 فدان زرعت كحدائق ومتنزهاً ...كما اتخذ من الخليج ميناءً للسراي .. وهو الميناء الذي كانت يرسو أمامه اليخت الملكي الشهير (المحروسة) .
وأشرف الخديوي بنفسه على تنظيم الحديقة الغنّّاء وأطلق عليها وعلى القصر مسمى واحداً هو " قصر المنتزه " ..
وهذا الاسم اقترحه على الخديوي .. محمود شكري باشا رئيس الديوان التركي حين كان الخديوي يبحث عن اسم مناسب للقصر وللحدائق .
وقد استمرت الأسرة العلوية في الاهتمام بتلك الحدائق واعتبارها مصيفاً رئيسياً للأسرة المالكة حتى عصر فاروق الأول آخر ملوك الأسرة العلوية في مصر .. إلى أن قامت ثورة يوليو 1952م والتي قامت بفتح حدائق وشواطئ المنتزه لعامة الشعب أما القصر فقد تحول مبنى السلاملك إلى فندق راقي بينما فتح مبنى الحرملك في أعقاب الثورة أمام الجماهير للزيارة قبل أن ينضم إلى مجموعة قصور رئاسة الجمهورية ليقيم فيه ضيوف مصر من الملوك ولأمراء والرؤساء والزعماء .
وفي عام 1964م أقيم فندق أطلق عليه اسم " فندق فلسطين " حيث يطل على الخليج الساحر .. ليشهد إقامة ثاني قمة عربية احتضنتها مصر في الإسكندرية ( من 5- 11 سبتمبر 1964م ) .. وكانت القمة العربية الأولى قد عقدت بالقاهرة في يوم 13 يناير من نفس العام 1964م .
وهكذا يظل قصر المنتزه ليس فقط مكاناً سياحياً رائعاً يجمع بين سحر الطبيعة وجمال الشواطئ .. بل انه يقف شاهداً على تاريخ طويل من كتاب مصر الحديثة منذ الخديوي " عباس حلمي الثاني " وحتى الآن ... انه سجل رائع للتاريخ تمتزج فيه زرقة المتوسط .. بأشجار المنتزه الرائعة .. بصفاء البحر وهدوء المكان .. وعبق التاريخ ....
أنها مكونات رائعة تتضافر معاً لتجعل من هذا المكان البديع مزاراً سياحياً من طراز عالمي.ٍ
:smile125: :smile001:


التعليقات (4)
MCSEman
MCSEman
تسلم يا سفير الغيوم

deplomasy
deplomasy
مشكور يا سفير الغيوم على مجهودك وماتقدمة للمنتدى

محمدابولبنى
محمدابولبنى
دائما مبدع يا سفير الغيوم

magedlibya
magedlibya
مشكور سفير الغيوم ..


خصم يصل إلى 25%